تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: ماذا يعني أن الإيمان يزيد و ينقص ؟ أي ما الذي يجري في القلب أوّلاً ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    Exclamation ماذا يعني أن الإيمان يزيد و ينقص ؟ أي ما الذي يجري في القلب أوّلاً ؟

    السلام عليكم و رحمة الله
    ها أنذا أعيش في خير القرون " خير القرون قرني " بل في ألصقها بالنبي صلى الله عليه و سلم !
    أرجو أن تشرحوا لي ماذا يعني لكم السؤال بلغة ذلك القرن ؟ سواء أكان المعني باللغة الألفاظ المعبرة أم كان بلغة الأعمال التي يستتبعها ذلك الازدياد ... و سواء أكان ذلك الازدياد في القلب أم في الجوارح أم الأركان ؟! مبتدئين بأول المنازل : القلب !؟!

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    244

    افتراضي رد: ماذا يعني أن الإيمان يزيد و ينقص ؟ أي ما الذي يجري في القلب أوّلاً ؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    حياك الله يا خلوصي، أيها الأخ الكريم.
    الذي يظهر أن الزيادة والنقص إنما يقعان في نور القلب تبعاً للعمل، فمن كثرت طاعاته ازداد نور الإيمان في قلبه، ومن كثرت معاصيه انتقص نور الإيمان في قلبه، وعلى هذا فالزيادة والنقص على قدر زيادة العمل ونقصه، فالعمل الصالح يزيد الإيمان بزيادته وينقص بنقصه، والعمل الفاسد يزيد الإيمان بنقصه وينقص بزيادته.
    ودليل هذا أنه ذكرت معه الأعمال، كما في حديث شعب الإيمان، وكحديث: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً)، (ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً)؛ فدل هذا على أن زيادة الإيمان تتعلق بالعمل نفسه.
    ومن جهة أخرى زيادة الإيمان تكون زيادة أجزاء ما يؤمن به الإنسان، فالإنسان في بداية معرفته بالله لا يعرف كثيراً من التفاصيل فيؤمن بأشياء قليلة، وكلما ازدادت معرفته بالله ازداد إيمانه، بمعنى: ازدادت أجزاء ما يؤمن به على ما كانت قبل ذلك، ولذلك فإن قول الله تعالى: { وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا } [التوبة:124] ، لأنهم كانوا يؤمنون بالسور التي سبقت، وقد زاد ذلك بهذه السورة فآمنوا بها أيضاً، فازداد عدد ما يؤمنون به، وعلى هذا فإنها تزيد جزئيات ما يؤمنون به.
    وأهل الإيمان كلما تعلموا شيئاً مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ازداد إيمانهم بذلك؛ لأنهم يؤمنون بتصديقه بهذه المسألة بعينها، كما قال أبو بكر : (إن كان قال فقد صدق)، ولهذا إذا سمعت أي خبر يتعلق باليوم الآخر وعرفت صحته فقد ازداد إيمانك بتلك الجزئية؛ لأنك كنت تؤمن من قبل لكن كان إيمانك بالتفصيل فيما يتعلق باليوم الآخر يتعلق بما تعرفه فقط ولا يتعلق بما تجهل إلا إجمالاً، وقد عرفت بعض تلك الجزئيات فزاد إيمانك؛ لأنه زادت أفراد ما تؤمن به.
    ومن جهة أخرى -مرة أخرى- زيادة الإيمان تكون بالنظر إلى قوته وتمكنه من القلب، وسمي ذلك زيادة تجوزا، والإيمان هو الإيمان، لكن بعض الناس يكون هذا الإيمان راسخاً فيه يباشر بشاشة قلبه ويتأثر به تأثراً بالغاً ويبقى معه دائماً، فيتصف بصفات الإيمان ومقتضياته من الأمانة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا إيمان لمن لا أمانة له )، ومن تمام خلقه لقوله: ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ) وغير ذلك، فيكون الإيمان صفة راسخة في النفس.

    وأما من جهة النقص بالنظر إلى القلب فالمقصود بنقصه أن يكون هذا الإيمان لم يرسخ بعد في النفس، فلم يؤثر تأثيراً بالغاً، فهو صبغة الله، ولا شك أن صبغة البياض مثلاً يتفاوت فيها المصبوغ، فمن المصبوغات ما يثبت فيه اللون ولا يسقط عنه ولا يغسله الماء، ومن المصبوغات ما يسقط لونه الماء أو ينقصه، فكذلك الناس يتفاوتون في الإيمان بحسب الصبغة، ولهذا عرف الله تعالى هذا الدين بأنه الصبغة بقوله: { صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ } [البقرة:138] ، بعد ذكره للإيمان به.

    فهذا ما رأيت أن أساهم به في مشاركتك هذه على طريقتك في التحليل التي عهدتها منك، إن لم يكن طريقك قد تغير - التحليلي أعني - خلال غيابي الطويل عن هذا المنتدى الطيب أهله.
    والله تعالى أعلم.
    لا يكذب المرء إلا من مهانـته *** أو عادة السوء أو من قلة الأدب
    لجيفة الكلب عندي خير رائحة *** من كذبة المرء في جد وفي لعب

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    افتراضي رد: ماذا يعني أن الإيمان يزيد و ينقص ؟ أي ما الذي يجري في القلب أوّلاً ؟

    و أهلاً بالأخ العزيز الفاضل أبي جهاد .. آنستني بعد طول انقطاع , فأنا مثلك غبت طويلاً - كيف حالكم ؟
    لتسجيل شكر و متابعة .. و لي عودة بإذن الله فقد فتحت لي بكلامك باباً ما فكرت به من قبل و إن كنت قد تركتَ بوابتي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    افتراضي رد: ماذا يعني أن الإيمان يزيد و ينقص ؟ أي ما الذي يجري في القلب أوّلاً ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خلوصي مشاهدة المشاركة
    مبتدئين بأول المنازل : القلب !؟!
    السلام عليكم من جديد .

  5. #5

    افتراضي رد: ماذا يعني أن الإيمان يزيد و ينقص ؟ أي ما الذي يجري في القلب أوّلاً ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خلوصي مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم و رحمة الله






    ها أنذا أعيش في خير القرون " خير القرون قرني " بل في ألصقها بالنبي صلى الله عليه و سلم !

    أرجو أن تشرحوا لي ماذا يعني لكم السؤال بلغة ذلك القرن ؟ سواء أكان المعني باللغة الألفاظ المعبرة أم كان بلغة الأعمال التي يستتبعها ذلك الازدياد ... و سواء أكان ذلك الازدياد في القلب أم في الجوارح أم الأركان ؟! مبتدئين بأول المنازل : القلب !؟!
    بسم الله الرحمن الرحيم
    أخي الكريم بارك الله فيك:
    قال الله تعالى (وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ),فأقول عندما يسمع النبي آيات الله هل الأيمان في قلبه يكون مثل غيره من الصحابة الذين يسمعون نفس الآيات لاشك أن الجواب لايكون الأيمان متساويا وهذا يفهم كما أراد الأخ من ذلك العصر الخير, بقول النبي (أما إني أخشاكم لله وأتقاكم له), فمن أين حصلت هذه الزيادة في الخشية والتقوى, أليس من زيادة الأيمان التي تكون من زيادة علم القلب وزيادة تصديقه وأنقياده وأعماله من الخوف والرجاء والانابة والتوكل والاستعانة وغيرها من أعمال القلوب, وأسأل سؤالا بم سمي الصديق ررر صديقا, وبم كان عثمان ررر أكثرهم حياءا وهذه متعلقها القلوب, أليس لأن التصديق درجات والحياء درجات, فالحق أن علم القلب يتفاوت وتصديقه يتفاوت وعمله يتفاوت وبالتالي فان الايمان في القلب يزداد بالطاعة وينقص بالمعصية, كما قال النبي (لايزني الزاني حين يزني وهو مؤمن), والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    759

    افتراضي رد: ماذا يعني أن الإيمان يزيد و ينقص ؟ أي ما الذي يجري في القلب أوّلاً ؟

    الذي يجري في القلب اولا هو فعله!
    الفعل اولا
    العمل اولا
    فعل الذات الداخلية-لو صح التعبير- والباطن والنفس والعقل وعلائقه الداخلية بالوجدان والشعور والفكر كلها مجتمعة تعني القلب والله اعلم
    عمل القلب في المتفكر فيه
    يعتقد ويحب ويكره ويخشع ويقتنع ويؤمن
    القلب يجري فيه كل شيء اولا
    ثم لابد ان ينعكس ذلك على الجوارج ان كانت للبدن حياة وللروح
    فالفعل الخارجي-بعد الفعل او العمل الداخلي- يحدث في الزمن او في زمن ولاشك- وفي المكان فالانسان محدود بهما، ولايعقل ان يؤمن احدا بالله ولايؤمن به ظاهرا(او تظهر اعماله في الخارج) اللهم الا اذا كان كالنجاشي مثلا ومع ذلك فالنجاشي اعلن ايمانه في مليء خاص وكان يصلي بقدر امكانه
    فالقلب يفعل الايمان او الكفر ويعمل الحب او الكره ويخشع او يرجو او يأمل
    والجوارج تفعل ايضا وتعمل كما هو معروف
    لكن يخفى على البعض معنى ان القلب يعمل ويفعل
    وذلك راجع لمفهوم القلب عندهم وكذلك مفهوم العمل!
    والله اعلم

  7. #7

    افتراضي رد: ماذا يعني أن الإيمان يزيد و ينقص ؟ أي ما الذي يجري في القلب أوّلاً ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الشاطيء الحقيقي مشاهدة المشاركة
    الذي يجري في القلب اولا هو فعله!
    الفعل اولا
    العمل اولا
    فعل الذات الداخلية-لو صح التعبير- والباطن والنفس والعقل وعلائقه الداخلية بالوجدان والشعور والفكر كلها مجتمعة تعني القلب والله اعلم
    عمل القلب في المتفكر فيه
    يعتقد ويحب ويكره ويخشع ويقتنع ويؤمن
    القلب يجري فيه كل شيء اولا
    ثم لابد ان ينعكس ذلك على الجوارج ان كانت للبدن حياة وللروح
    فالفعل الخارجي-بعد الفعل او العمل الداخلي- يحدث في الزمن او في زمن ولاشك- وفي المكان فالانسان محدود بهما، ولايعقل ان يؤمن احدا بالله ولايؤمن به ظاهرا(او تظهر اعماله في الخارج) اللهم الا اذا كان كالنجاشي مثلا ومع ذلك فالنجاشي اعلن ايمانه في مليء خاص وكان يصلي بقدر امكانه
    فالقلب يفعل الايمان او الكفر ويعمل الحب او الكره ويخشع او يرجو او يأمل
    والجوارج تفعل ايضا وتعمل كما هو معروف
    لكن يخفى على البعض معنى ان القلب يعمل ويفعل
    وذلك راجع لمفهوم القلب عندهم وكذلك مفهوم العمل!
    والله اعلم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    لابد بداية أن نبين أن العقل يكون في القلب, قال الله تعالى(لهم قلوب لايعقلون بها), والعقل هو ادراك الرشد كما بينه أهل العلم, بقي أن نقول أن أول وارد على القلب هو العلم, قال الله تعالى(فاعلم أنه لااله الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات), فبدأ بالعلم قبل القول والعمل كما بين ذلك البخاري رحمه الله في صحيحه,قول القلب وعمل القلب وقول اللسان وعمل الجوارح ثم يكون التصديق لهذا العلم أو رده, كما قال تعالى(وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا), ثم يكون انقياد القلب لهذا التصديق اذا صدق بعمل القلب الذي يظهر اثره على اللسان والجوارح التي تنقاد للقلب, وكلما زاد العلم زاد الايمان وزاد التصديق وترقى في الدرجات, والذي يؤدي الى زيادة أعمال القلب وترقيها في الدرجات وبالتالي زيادة أعمال الجوارح كما ونوعا, والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    759

    افتراضي رد: ماذا يعني أن الإيمان يزيد و ينقص ؟ أي ما الذي يجري في القلب أوّلاً ؟

    بارك الله فيك نعم الاصل الاول هو العلم ولاشك ان العلم لاياتي الا بعمل الفكر في الشيء حتى يكتمل العلم به ولاشك ان العقل والقلب والباطن هم موطن حركة علم القلب او عمل النفس وهنا في هذا الرابط من كتاب ابن تيمية مواضع ارتباط القلب بالعقل بالباطن وهو نص مهم ص 54-55 من هذا الكتاب-يمكن تحميله-
    رسالة في العقل والروح - أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني أبو العباس تقي الدين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •