تَنْكِيْسُ الهَامَةِ
مِنْ آهَاتِ النَّفْسِ اللَّوَّامَةِ !
1-
الحمدُ للهِ أحمدُه حمداً كثيراً أنْ مَدَّ في العُمُرِ حتى كتابةِ هذه الأحرفِ ؛ لعلي أتداركُ الزَّمنَ بتَوْبة ، وأغسلُ أثرَ الحَوْبَة ، وبعدُ:
فاللهُ أجَلُّ مِنْ أن يُعْصى ، بل أن يُشغل العبدُ بسواه ، لكنَّه كَتبَ على عبدهِ الخطئيةَ ؛ علَّه ينكسرُ عَقِبَها انكسارةً هي خيرٌ من رجزه بالتسبيحِ !
فكمْ قد تلاشتْ صَوْلَةُ الطاعةِ من قلبِ عبدٍ موفَّقٍ بسببِ الذنب ؟!
وكم قد غابَ إدلالهُ بالإحسانِ ، وإزراؤه بالعُصَاةِ بسببِ الإثم ؟!
يعلمُ حقّاً افتقارَه ، وتعبَّدَه بأسماءِ اللهِ :
العَفُوِّ ،
الغَفُورِ ،
الرَّحِيمِ ،
اللطِّيفِ ،
الرؤوفِ ،
الحَلِيم ، .... إلخ .
وقد قال النبيُّ
- كما في حديثِ أبي هريرةَ
في صحيح مسلمٍ - :
(والذي نفسي بيده ، لو لم تذنبوا لذهبَ اللهُ بكم ، ولجاء بقومٍ يذنبون فيستغفرونَ اللهَ فيغفر لهم) .
اللهُ أكبرُ! ما أرحمه بعبادِه ، وقد قال:
اللهُ لَطِيْفٌ بِعِبَادِهِ
.
ولكنَّ الذَّنْبَ ذَنْبٌ ، والجِنايةَ جنايةٌ ، وإن غَفَرَها الله وتجاوزها عنها .
فإنَّ الوقوفَ بينَ يدي اللهِ غداً ، وتقريرَهُ عبدَه بما اقترفَ - مع ستره عليه في الدنيا ، ومغفرته له في الأخره - لحَرِجٌ وليسَ بالسَّهْلِ ، ولذلكَ كان يقولُ سَيِّدُ العارفينَ الفضيلُ : (
واسوأتاه منكَ وإن عفوتَ!) .
فاللهمَّ سلِّمْ سلِّمْ .
___________
وهذهِ - إخوتي الفضلاء - بعضُ الخواطرِ والآهاتِ أكتبُها مُنَجَّمةً ؛ لعلَّ اللهَ ينفعُ بشيءٍ منها ، أُحَبِّرُها بمدادِ النَدَمِ - وما أكثرَ ما أدَّعي النَّدمَ فيبينُ نَدَمَ وقتٍ فحسب - ، وأُخْرِجُها من قَلِبٍ طالما تجرَّأ ؛ فتجرَّعَ ، وكُلِّي رجاءٌ أن تأخذوا العِبْرَةَ ، ولا تكونوا ككاتِبِ هذه الأسطر ، فما أفلحَ من تشبَّهَ بمتمرِّد!
_________
إنْ تغفرِ اللهمَّ تغفرْ جَمّاً ** وأيُّ عَبْدٍ لكَ ما ألمَّا ؟!
السبت 29/6/1431 هـ