ملخَّص كتاب:
" اليسوعية والفاتيكان والنظام العالمي الجديد"
لفيصل بن علي الكاملي


http://al-fikr.com/container.php?fun=nview&id=66


"منقول"

منذ القرن السادس عشر الميلادي ، وإلى يومِ النَّاس هذا ، والمسلمون غافلونَ عن حقائق رهيبةٍ ، تُشكِّل محورَ الارتكاز في الصراعِ العقدي المحتدمِ بينَ الأمةِ التي ينتمونَ إليها : أمةِ الإسلامِ ، والأممِ الأخرى المناوئة لهم ، وبخاصةٍ الأُمَّتانِ : اليهوديةُ والنَّصرانيةُ.

صحيحٌ أنَّ المسلمَ يُدركَ أَنَّ ثَمَّةَ مؤامراتٍ تُحاكَ ضد أُمَّتهِ ؛ مثلما يرى آثارها المدمرةَ مِنْ حولهِ ، غيرَ أَنَّهُ يجهلُ على الحقيقةِ : من هو العدو المستخفي المديرُ لها؟! وما هو الهدفُ من ورائِها؟!
يأتي هذا البحث-بما فيه من وثائق و براهينَ- ؛ لِيجيبَ عن هذه التساؤلاتِ الشَّائكةِ : واضعاً وجهةَ الصِّراعِ في مسارٍ آخرَ ؛ كاشفاً السِّتارَ عن حقيقةِ ذلك العدو المستخفي الَّذِي طالما صوَّب سهامه المسمومة في نحرِ الأمةِ الإسلاميةِ ؛ بلْ في نحرِ البشريةِ كافَّة.
إِنَّه (اليسوعية الرُّومية الكاثوليكية) التي تُعدُّ أخطر جمعيةٍ سريةٍ تكيد للإسلامِ وأهلهِ.
وهي امتدادٌ للتنظيماتِ الباطنيةِ التي صاحبت الحملات الصليبية ، وسعت إلى القضاء على مخالفيها ليس من المسلمين فحسب ؛ بل حتى من البروتستانت وغيرهم ، واستطاعت عن طريق الدرجات الماسونية العليا-التي هي من صنعها-أن تسيطرَ على أوروبا وأمريكا.
أمَّا الهدف من وراء هذه المؤامرة؛ فيتمثَّلُ في إرساءِ دعائمِ"الحكومة العالمية" ؛ للسيطرة على العالم : دينياً من خلال الحركات الباطنية ؛ كحركة " العصر الجديد" ، والبهائية ؛ وسياسياً واقتصادياً عن طريق"الأمم المتحدة" والمنظمات التابعة لها ، وتكون عاصمتها"القدس" قاعدة "فرسان الهيكل" الأولى.

إن جذور الباطنية تاريخيا ضاربة في القدم ِ ؛ حيث تعود إلى الأمم التي سكنت بلاد الرافدينِ ومصر والشام ؛ من الأمة البابلية والكنعانية والمصرية.
وقد كانت عبادة الشمس واسعة الانتشار لديهم ؛ بأسماء مختلفةٍ ؛ كـ"تموز" ،و"بعل" ،و "حورس".
كما اقترنت تلك العبادة بعبادة الأم الكبرى والزوجة"عشتار" ، أو "ملكة السماء" ، وكان لهذه العبادة مظاهر وطقوس شتى من بناء"الزيجورات" ، و"الاهرام" ،و"الهياكل".
ولَمَّا كانت هذه الأمم تؤمن بتدبير الأجرام السماوية لشؤون الخلق ؛ خصوصاً الشمس ؛ فقد شاعَ وذاعَ بينهم التنجيم والسحر ؛ إلى درجة أنَّهم استنبطوا منهما علماً خفياً ؛ جعلوه خاصًّا بينهم.

هذا العلم الخاصُّ هو مصدر الباطنية والتنظيمات السرية ، وهذه هي الوثنية التي كان لها أبلغ الأثر على عقائد اليهود والنصارى.
وقد ثبت أن الوثنية متأصِّلة في اليهودِ من خلال القرآن العظيم ، وشواهد التَّأريخ ؛ منذ اختلاطهم بالكعنانيين والآشوريين والبابليين والمجوس.
وقد تجسَّدت هذه العقيدة الوثنية في ما يُسمَّى عند القومِ بـ عقيدة "القبالا" أي "القبول" أو "التلقي" التي تبلورت عند كثيرٍ من الحاخامات في شكلٍ باطنيٍّ فلسفيٍّ معقدٍ ينطلق من الاعتقاد بأنَّ الإله عبارة عن تجليات نورانية عشرة تُسمَّي"سفيروت" ، تُشكِّل البنية الداخلية للألوهية.

وهكذا فإنَّ عقيدة "القبالا" قائمة على عبادة الأجرام السماوية ؛ ومن هنا كان لها علاقة وطيدة بالسحر والكهانة ؛ فلا غرو بعدئذٍ أن يكونَ أصحاب هذه العقيدة هم أبرز سحرة وكهنة هذا العالم.

وتُعدُّ "الحركة الشبتانية" المعروفة باسم"يهود الدونمة" التي أسسها اليهودي "شبتاي زيفي" من أشهر الجماعات القبالية الباطنية ، وقد كان لها دورٌ في إسقاط الخلافة الإسلامية العثمانية.
[COLOR=window****][/COLOR]
[COLOR=window****] كيف تسلَّلت الوثنية إلى العقيدة النصرانية؟[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR]
بدأ ذلك بـ"شاول اليهودي" الذي عُرفَ بعد اعتناقه النصرانية باسم (بولس) ؛ حيث أدخلَ "عبادة بعل" الذي يُمثِّل الشمس إلى العقيدة النصرانية بواسطة بعض الأساطير الوثنية الموغلة في الضلال والجاهلية.

وفي مستهل القرن الرابع الميلادي ، جاء"قسنطين الأول" الذي اعتنق النصرانية خداعاً وتمويهاً ؛ ليستميل إليه النصارى في معركته مع منافسه"ماكسنتيو " على الإمبراطورية...ج ء هذا الأَفَّاكُ الأثيم ؛ ليزعم لاتباعه أنه رأى في منامه صورة صليبٍ مكتوب عليه بالرومية In Hoc Signo Vincesوتعني " بهذه العلامة تغلب".[COLOR=window****][/COLOR]
فلما أصبح أمر الجنود بوضع صورة الصليب على التروس ، وما هو في الحقيقة إلا رمز من الرموز الوثنية التي تُمثِّل الشمس.

كما اختار قسنطين يوم الأحد ؛ ليكون عيداً للنصارى بدل السبت ؛ وقد عُرفَ هذا اليوم باسم Dies Solisأي "يوم الشمس" ، وانتقل إلى هذا المفهوم إلى الانجليزية Sun-dayبنفس المعنى.[COLOR=window****][/COLOR]

وفي عام 325م عُقِدَ "مجمع نيقية" تحت رعاية "قسنطين" ، وفيه قُنِّنت عقائد النصرانية المحرَّفة ، واختير من أسفار النصارى ما كان على نسق الوثنية الباطنية ، وأمَّا بقية الأسفار فأُخفيت أو أُتلفت.

وكانت هذه البداية الأولى للكنيسة الرومية الكاثوليكية ، وفي ظلِّ هذه الوثنية الصارخة ، لقبت الكنيسة المسيح-عليه السَّلام- بـ"شمس العدل" Sun of Justice؛كما جاء ذلك مثبتاً في "دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة".[COLOR=window****][/COLOR]

[COLOR=window****]نشأة اليسوعية :[/COLOR]
هناك حقائق مثيرةً للغايةِ ؛ عن (إغناطيوس لويولا)! ، وعن تأسيسه لما يُسمَّى بـ(اليسوعية).
وُلِدَ هذا الرجل في قلعة (لويولا) بـ(جيبو زكوا) بإسبانيا ، وأمضى حياته متنقلاً من الحياة العسكرية حيثُ الخنا والرذيلة والفجور إلى حياة القديسية حيثُ الاعتراف بالخطأ والبكاء على الطريقة الكاثوليكية ، بعد قراءته لكتاب(حياة القديسين) الذي هيمن على نفسه ، واستحوذ على أحاسيسه ومشاعره.

ولأنَّه لم يكن مخلصاً في حياته الجديدة ؛ فإنه سَرعان ما عادَ وانتكسَ من جديدٍ في حمأة الرذيلةِ ، ثُمَّ عاد مرَّةً أخرى إلى حياة القديسية بعد أن نَذَرَ نذراً مغلَّظاً ألا ينتكسَ من جديدٍ.

في هذه المرحلة أصدر كتيباً بعنوان (الرياضات الرُّوحية) الَّذِي يُعدُّ أنموذجاً صارخاً لحياة الذل والعبوديةِ للكنيسة الكاثوليكية ، والولاء المطلق لها بغير قيودٍ ولا حدود.

في ظلِّ هذه المرحلة انتقل لويولا من فلسطين إلى إسبانيا ، ثُمَّ إلى فرنسا ؛ في تحركاتٍ مريبةٍ ؛ منْ أجلِ تحقيق طموحه في إنشاء تنظيمٍ سريٍّ ؛ فكانَ من جرَّاء ذلك إنشاء"جمعية يسوع " ، وقد انخرطَ في تنظيمه عددٌ من العباقرة الكبار ، منهم :"فرانسيس خافير" ، و"الفونسو سالميرون" ،و"دييجو لاينيز"...إلخ ، وقد بايعوه على أن يكونَ سيِّداً وأميراً لهم.

وكان الهدف الأساسي من وراء هذه البيعة المشؤومة القضاء على الإسلام ؛ كما أكَّد ذلك "جيمس وايلي" في كتابه"تاريخ البروتستانتية".
بَيْدَ أنَّ هذا الهدفَ اتَّسع نطاقه ؛ ليشملَ كُلَّ أعداء الكنيسة الكاثوليكية ؛ خصوصاً البروتستانت.

واستطاع لويولا بحيلةٍ شيطانيةٍ أنْ يُقنع البابا بتنظيمه الجديد ، و في السابع والعشرين من سبتمبر عام 1540م ، و بعد مداولاتٍ أصدر البابا مرسومه القاضي باعتمادِ التنظيم الجديد تحت اسم "جمعية يسوع" ، وأصبح الأتباع يُعرفونَ باسم "اليسوعيين".
واتَّخذَ لويولا لتنظيمه شعاراً يتألف من قرص الشمس تتوسطه الأحرف الثلاثة HISوقد علاها صليب ، وهذه الرموز تعني كما يرى بعض علماء النصارى ؛ كـ"الإسكندر هِسلوب" أنَّ الكنيسة الكاثوليكية قامت على أساسٍ وثنيٍّ فرعونيٍّ.[COLOR=window****][/COLOR]
شكَّلَ لويولا تنظيمه على أساسٍ هرميٍّ ، قسَّمه إلى أربع طبقاتٍ :
1-المبتدئون.
2-العلماء.
3-المساعدون.
4-المعلنون.
وهذا التنظيم يُمثِّلُ القاعدة الأساسية للحكومةِ اليسوعية التي يهيمن عليها"البابا الأسود" الَّذِي تعلو سلطته على سلطة البابا المعلن ، ويقومُ التَّنظيمُ على دساتير وقوانين وأنظمةٍ تجعل المنتمي إليه عبداً ذليلاً للبابا الأسود ، يُضحِّي في سبيل إرضائِهِ-أخزاه الله- بكلِّ غالٍ ونفيسٍ في حياتهِ.

كما يتعلَّمُ فيه أنْ ينسلخَ عن جميع القيم الحميدة العالية ؛ ليغدو-بعدئذٍ- عياذاً بالله- وحشاً سفَّاكاً للدِّماءِ ، يُمارس أبشع الأساليب في سحقِ كُلِّ من لا يخضع لكنيسة روما الكاثوليكية (الأم المقدسة) التي يهيمن عليها بطبيعة الحال (البابا الأسود).

وفي عام 1556م بعد حياةٍ ملؤها الشَّرُّ والضلال ، يُسدل السِّتارُ على آخر لحظةٍ من لحظاتِ حياة (لويولا) ؛ ليموتَ شَرَّ ميتةٍ ، بعد أن انتابته رعشةٌ ، وأسوَّدَ وجهه ؛ كما روى ذلك شاهد عيان : (اليسوعيُّ توريانس) ؛ كما وثَّقَ ذلك "آندر ستاينمتس" في كتابه "تاريخ اليسوعيين".

[COLOR=window****]تاريخ اليسوعية في أوروبا :[/COLOR]
الآن نستعرض التاريخ السِّياسي لجمعية "يسوع" في أوروبا ، وكيف مارست تعاليم مؤسِّسها (لويولا) بحذافيرها ، وتمكَّنت من بسط نفوذ الكنيسة الكاثوليكية على أقطار أوروبا.
لقد أثار اليسوعيون بتنظيمهم السِّريِّ ضجةً كبرى في أوروبا ، وأقحموا أنفسهم في حروبٍ طاحنةٍ أكلتِ الأخضرَ واليابسَ مع مناوئيهم من البروتستانت ؛ باسم الدِّفاع عن تعاليم الكنيسة الأم : الكنيسة الكاثوليكية في رما.
ففي فرنسا قتل اليسوعيون الكاثوليك ما يُقارب (75000) من البروتستانت ؛ حتى إنَّ رأس قائدهم(جاسبار) قُدِّمَ تذكاراً لـ"كاردينال إقليم لورين"-منصب كنسي دون البابا مباشرةً-.

وفي هولندا قام اليسوعيون بتحريض"فيليب الثاني" ملك إسبانيا الكاثوليكي ضد الطائفة البروتستانتية ؛ فأُنشِئت محكمةٌ ضخمةٌ تُسمَّى بـ"مجمع الدَّم" ، وفي غضون عِقْدينَ من الزَّمان ، أُبيدَ بأمر الملك ما يُقارب (250000) من الرِّجال والنِّساء.

وفي إنجلترا حاول اليسوعيون بالتآمر مع الملك الإسباني (فيليب الثاني) في اجتثاث البروتستانت من إنجلترا ؛ إذ أمر الملك بتعبئة الآلاف من الجنود الإسبانيين في أسطول"أرمادا" الشهير ؛ بتمويلٍ من الكنيسة عام 1588م ؛ لكنَّ الله جلَّ وعلا-بقدرته النَّافذة وحكمته البالغة-خيَّب آمالهم العريضةَ ؛ فأرسل على هذا الأسطول ريحاً عاتيةً عصفت بهم ؛ فأهلكت منهم (20000)، وأغرقت السُّفن في البحر.

وفي عام 1603م دبر اليسوعيون ما يُعرف تاريخياً بـ"مكيدة البارود" برعايةٍ من الملك"فيليب الثالث" ملك إسبانيا الذي كان عميلاُ لليسوعيين ؛ كما كان سابقه ، وتكمنُ هذه المكيدة في تفجير البرلمان الإنجليزي بستةٍ وثلاثينَ برميلاً من البارود خلال اجتماع النوَّاب فيه من البروتستانت ، ولكنَّ المكيدة باءت بالفشل الذَّريعِ ؛ حيث اُكتِشفَ الجناة : (جاري فوكس) ،و(هنري جارنت) ؛ فأعدم الاثنانِ.
وفي عام 1618م اندلعت حرباً شرسة في ألمانيا بين اليسوعيين والحركة البروتستانتية التي كانت مسيطرةً إِبَّانَ تلك الفترة ؛ فكان من ورائِها قَتْلُ عشرة ملايين من البروتستانت ؛ كما سجَّلَ ذلكم المؤرخ(ريد باث).

وفي إيرلندا ، في عام 1641م ، عزم اليسوعيون على إبادةِ البروتستانت القاطِنينَ فيها ، وحُدِّدَ يومُ عيد القديس (لويولا) موعداً لبدء المجرزةِ التي دامتْ زُهاء ثمانية أعوامٍ ، وخلال أربع سنوات من بداية المجزرة أُبيدَ ما يُقاربُ (150000) من البروتستانت (الهراطقة) ؛ وهذا لقبٌ تُطلقه الكنيسة الكاثوليكية على كُلِّ مخالفٍ لها.
[COLOR=window****][/COLOR]
[COLOR=window****]نشأة المأسونية :[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR]
يجب كشف النقاب عن حقيقةٍ طالما غابت أو غُيِّبتْ عن سجل التاريخ ، ألا وهي أن أصل الماسونية ليس يهودياً ؛ كما يعتقد الكثير من النَّاس ، وإنما أصلها يعود إلى عائلة"ستيوارت" الكاثوليكية التي كانت تحكم إنجلترا ؛ ومن ثَمَّ صلتهم باليسوعية.
قد يظن لإثبات هذه الحقيقة أن الأمر يفتقر كَمًّا من الأدلة والبراهين ؛ ولكن قد يدهش المرء ويحار إذا وقف على مَّا سَجَّله الماسونيون أنفسهم في كتبهم المعتمدة ؛ كما في"موسوعة الماسونية" لـ"ألبرت ماكي" (حجة الماسونية الشهير) ، وفي كتاب"بساط العلم : أو تطابق الماسونية وعبادة بعل" لـ"إدموند رونين".
كما أن وبقليل من التمعن نجد أن عقيدة الماسونية ، لا تختلف عن عقيدة الوثنيين البعليين ، المتمثِّلةِ في(عبادة الشمس) ؛ كما أَكَّد ذلك"إدموند رونين" في كتابهِ "بساط العلم : أو تطابق الماسونية وعبادة بعل". [COLOR=window****][/COLOR]
[COLOR=window****][/COLOR]
[COLOR=window****]ملوك أوروبا يطاردون اليسوعية :[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR]
ولَمَّا انكشفَ أمرُ اليسوعيين ، طردهم ملوك أوروبا خوفاً على عروشهم ، وكان أوَّلُ هؤلاء الملوك (جوزيف الأول) : ملك البرتغال الذي تعرَّض لمحاولة اغتيالٍ منهم.
ومِمَّن نفاهم أيضاً : ملك فرنسا : (لويس الخامس عشر) الذي حكم على اليسوعيين من خلال برلمانه بأنَّهم فسقةٌ مُدَمِّرونَ لمبادئ الدين والاستقامة.
أَمَّا ملك إسبانيا(تشارلز الثالث) ؛ فطردهم عام 1767م بعد أنِ اطَّلع على كتابهم (تعاليم اليسوعيين السِّرِيَّة).

[COLOR=window****]إتحاد الماسونية و اليسوعية :[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR]

اتَّحد الماسونيين واليسوعيينَ تحت تنظيمٍ واحدٍ ؛ يُدعى بـ(إلوميناتي) ، وهي تسمية تُشيرُ إلى تقديس نور الشمس ؛ مثلما هو الشَّأن لدى الحركاتِ الباطنية.
اتَّحدَ تنظيم"المتنورين" بأسرة "روثتشايلد" اليهودية القبالية الثرية التي أصبحت مُمَوِّلاً رئيساً لليسوعيينَ ومشاريعهم ؛ إلى درجة أنَّ الموسوعة اليهودية The Jewish Encyclopediaأطلقت على هذه الأسرة لقب:"حُرَّاس الثروة البابوية" ، وحسبك به وصفاً. [COLOR=window****][/COLOR]
والهدف من هذا الاتِّحاد هو : سحق جميع الأديان إلا دين الكنيسة الكاثوليكية الذي هو عبادة الشمس ؛ باسم "لوسيفر" (مانح النور) ، والقضاء على الممالك المستقلة بدءاً بالدول الغربية إلا مملكة الروم البابوية الكبرى التي تُسمَّى تمويهاً بـ"الحكومة العالمية" ، وهو ما يُعرفُ الآن في الأوساط الإعلامية ، ودوائر صناعة القرار السِّياسيِّ ، بـ(النظام العالمي الجديد).
[COLOR=window****][/COLOR]
[COLOR=window****]الثورة الفرنسية والحروب النابليونية :[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR]
ثم كانت ردة الفعل العنيفة لدى اليسوعيين ؛ نتيجةً لطردهم من دول أوروبا ، وكيف أنَّهم استطاعوا الانتقام من ملوك أوروبا ، والثأر لأنفسهم ؛ عن طريق (نابليون بونابرت) الذي كان ماسونياً إلى النُّخاع ؛ كما أثبتَ ذلكَ المونسيور(جورج ديلون) في كتابهِ :"كشف اللِّثام عن ماسونية الشرق الأعظم".
وقد عُرِفت عملية الانتقام تلك بـ(الثورة الفرنسية) ، وهي في حقيقتها (ثورة يسوعية) قادها اليسوعيُّ "وايسهاوبت" ، وكان من نتائِجها ما يلي :
1-قَتْلُ الملك "لويس السادس عشر" وزوجته الملكة "ماري أنطوانيت" ؛ لأَنَّهما أعانا أمريكا البروتستانتية في ثورتها ضد إنجلترا وملكها"جورج الثالث".
2-فَضْحُ التنظيم الدومينيكي القائم في فرنسا بعد تَعَدِّيه على خصوصيات تنظيم اليسوعيين في إدارة "المكتب المقدَّس لمحاكم التفتيش".
3-حَبْسُ البابا"بيوس السادس" عام 1798م ؛ لأَنَّه أمَرَ بسجن جنرال اليسوعيين "ريتشي" بعد إلغاء التنظيم.
4-نَفْيُ الملك الإسباني "تشارلز الرابع" من "آل بوربون" ؛ إذ كانت إسبانيا إحدى الممالك التي طردت اليسوعيين عام 1767م على يد الملك "تشارلز الثالث".
5-طَرْدُ فرسان مالطة من جزيرتهم ، ومصادرة أموالهم وعتادهم ؛ لأنَّ سَيِّدهم الأعظم"فرامانيو ل بنتودي فونسيكا" كان قد طرد اليسوعيين من جزيرة مالطا عام 1768م. [COLOR=window****][/COLOR]
[COLOR=window****][/COLOR]
[COLOR=window****]مؤتمر فيينا والتحالف المقدَّس :[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR]
قام التحالف المقدَّس الذي عُقِدَ بين روسيا وبروسيا والنمسا والبابا "بيوس السابع" ملك الدول البابوية في مؤتمر فيينا عام 1814م في النمسا ، وبعد نهاية هذا المؤتمر السِّريِّ كانت أمم أوروبا قد اصطَّفت وراء الأمير "فون مِتِرنيخ" : الإمبراطور الرُّومي ،فارس مالطة ؛ بهدف القضاء على الحريات في أوروبا وأمريكا ؛ كما جاء ذلكَ مُوثَّقاً في كتاب "رحلات في شمال ألمانيا" لـ"هنري دوايت".
سيطر اليسوعيون على أمريكا من خلال المخططاتِ والتدابيرِ والأعمال الآتية :
1-مخطط طويل المدى للحكومة العالمية.
2-السِّرية في العمل والازدواجية ؛ فلا بأس أن يكون اليسوعيُّ منافقاً ميكافيلياً محباً للآخرين في ظاهره ؛ مبطناً لهم الحقد المتأجج في دواخل نفسهِ.
3-إثارة حرب الطبقات في سبيل زعزعة الخصوم.
4-التأثير على العلماء وذوي السلطة.
5-جَذْبُ الكُتَّاب والمؤلفين.
6-القضاء على البروتستانتية.
وجميع هذه المخططات والتدابير والأعمال موثَّقةٌ بتفاصيلها في كتاب:"المؤامرة اليسوعية : المخطط السري للتنظيم " لـ(جاكوبوبيون) ؛ لمن رام الاستزادة والتفصيلاتِ.

[COLOR=window****]أحداثٌ سبقت الحرب العالمية الأولى[/COLOR]:
أهم الأحداث التي سبقت هذه الحرب ، وهي على النَّحوِ الآتي :
1-هزيمة النمسا (قلب التحالف المقدَّس) في عام 1866م على يد بروسيا البروتستانتية.
2-انسحاب الجيوش الفرنسية عام 1849م من روما على إثر هزيمة "نابليون الثالث".
3-إحياء تعاليم "مجمع ترنت" المشؤوم على يد البابا"بيوس التاسع".
4-تشكيل "التحالف الثلاثي" بين فرنسا والنمسا-المجر وإيطاليا ، المعادي للكنيسة.
5-في عام 901م اُغْتيلَ الرئيس الأمريكي "ويليام مكينلي" ؛ ليخلفه (ثيودور روزفلت" الذي كان يعتبرُ أول إمبراطور بابوي يُنفِّذْ سياسة "التحالف المقدَّس" في الولايات المتحدة.
[COLOR=window****][/COLOR]
[COLOR=window****]الحربانِ العالميتان :[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR]
الانتصارات التي حصدتها روما واليسوعيون خلال الحربين العالميتينِ(حرب الثلاثين عاماً الثانية) ، تتلخَّص فيما يلي :
1-قَتْلُ"الإسكندر الأول" بالسُّمِّ ؛ بسبب طردهِ لليسوعيين من روسيا.
2-اختطاف فارس مالطة"الفيونيكو اس الثاني ، وبهذا انتهت دولة "رومانوف".
3-نَفْيُ القيصر اللُّوثريِّ الألماني "فلهلم الثاني" بعد أن فرض اليسوعيون عام 1914م الحرب العالمية على الإمبراطورية الألمانية البروتستانتية.
4-قَتْلُ"إليزابيث" : (إمبراطورة النمسا) في عام 1898م ، بعد أن قام زوجها(فرانز جوزيف) بإلغاء الاتفاقية البابوية مع روما غير معترف بسلطة البابا.
5-اغتصاب فلسطين من يد العثمانيين في عام 1917م ؛ تمهيداً لإقامة الكيان الصهيوني القبالي البعلي بزعامة "وايزمان" و"بن جوريون".
6-ما بين عام 1914-1945م قَتَلَ اليسوعيون ما يُقارب الـ(مليون) عن طريق عملائِهم من الطغاة الماسون.
7-تأسيس التنظيم النَّازي الذي يُعرف باسم "التنظيم الأسود" أو ال"إس إس" ، والذي كان يرأسه "هتلر" الماسوني الكاثوليكي.

[COLOR=window****]حرب فيتنام والحرب الباردة [/COLOR]:
اتسع مدى الحرب الصليبية ليشمل حتى فيتنام البوذية في حرب أُطلق عليها "حرب فيتنام" الذي قُتِلَ فيها ما يُقارب "مليوني مهرطق" ؛ بسبب القنابل التي ألقتها القوات الجوية الإمريكية ، والتي فاقت ما ألقته في الحرب العالمية الثانية.
بقي أن تعرف أخي القارئ : أن المحرِّك الرئيس لحرب فيتنام ، كان هو"كاردينال سبلمان" الكاثوليكي الموالي لكنيسة روما ، الَّذي كان رئيساً لأساقفة نيويورك ، بالتَّواطؤ مع "هنري لوس" : الناشر الشهير ، وعضو تنظيم "الجمجمة والعظمين-وهو تنظيم سريٌّ أنشأه اليسوعيونَ عام 1832م بجامعة بيل بالولايات المتحدة.
[COLOR=window****]التنظيم العالمي الجديد :[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR]
مشروع اليسوعية المصيري الذي من أجله أُسِّسَ تنظيم"الإلومينا ي" عام 1776م على يد "آدم وايسهاوبت"، مشروع يمثل بأوضحِ عبارةٍ "النظام العالمي الجديد" ، وهو مشروعٌ يسوعيٌّ عالميٌّ يهدف إلى تغيير نظام العالم من حكوماتٍ قومية مستقلةٍ إلى حكومةٍ عالميةٍ باطنيةٍ بعليةٍ مُوحَّدةٍ ، يحكمها (بابا الفتيكان) من الهيكل المزعوم في القدس.

وتتولى كِبْرَه الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان ، وزعيمها البابا"بندكت السادس عشر" الخاضع لسلطة اليسوعيين، وكنيستهم"جيزو" في روما.
أمَّا كبار المساهمين في بناء المشروعِ ففرسان البابوية وماسون الدرجات العليا وأرباب الأموال من آل"روثتشايلد " وآل"روكفلر" و آل"مورجان" وغيرهم.

وفي سبيل إرساء دعائم هذا النظام الطاغوتيِّ البشع ، استغلت الكنيسة الكاثوليكية جميع المجالات المتاحةِ لديها أبشع استغلال ؛ فاستحوذت على المجال الاقتصادي ؛ إذ تمكَّنت من خلال الحربين العالميتينِ من جلب ثرواتٍ طائلةٍ ؛ كما سيطرت سيطرةً محكمةً على أموال أوروبا وأمريكا عن طريقِ السيطرةِ على البنك المركزي أو ما يُعرفُ بـ(الاحتياطي الفدرالي) في نيويورك ، وقد اعترف بهذه الحقيقة السيناتور الأمريكي الأسبق"توماس واطسون".

كما هيمنت الكنيسة على المجال الإعلامي ؛ فلم يكنْ لأيِّ صحيفة مُؤثِّرةٍ عليها أنْ تُطبعَ إلا بعد أن تُعرضَ على الكاردينال الكاثوليكي "جيمس جبسون".
أمَّا المجال السياسي ؛ فقد بلغ فيه نفوذ الكنيسة مبلغاً عظيماً يفوق الخيالَ ؛ إذْ لا يمكنُ لأيِّ عضوٍ في الكونجرس أن يُسمحَ له بدخول واشنطن ما لم يوزنْ بميزانِ روما ؛ فلا غرو بعدئذٍ أن يقول اليسوعيُّ بكلِّ زهوٍ وافتخارٍ ؛ كما في كتاب"واشنطن في حِجر روما" لـ"جستن فلتن" :
"إنَّ ممثل بابا الفاتيكان هو الحاكم الحقيقيُّ للولايات المتحدة الأمريكية".
ولك أن تعلم أخي القارئ أنَّ صُنَّاع القرار الأمريكي من السَّاسة والمفكرين منذ عام 1922م وإلى يومِ النَّاس هذا ؛ كانوا منخرطين في سلك تنظيمات سريةٍ من صنعِ اليدِ اليسوعية المجرمةِ الآثمةِ ؛ كما في جمعية"الجمجمة والعظمين" التي أُنشِئت عام 1832م بجامعة "بيل" في مدينة"نيوهيفن" بولاية"كونيتكيت" ؛ وكما هو الشَّأنُ في"النادي البوهيمي" في مدينة"مونت رِيو" بولاية"كاليفورن ا" في عام 1872م.

ومن هنا : كان الحديث الدَّائرُ الَّذي لا ينقطع على ألسنة هؤلاءِ هو إقامة "الحكومة العالمية" أو "النظام العالمي الجديد" ، أو"جمهورية العالم".
أخيرا ؛ نوجز أهم النتائج التي خَلص إليها البحث ، وهي باختصارٍ:
1-عبادة الشمس واعتقاد تأثير الكواكب عقيدة مشتركة بين زعماء الروم وباطنيو اليهود.
2-اليسوعية جمعية رومية كاثوليكية صليبية.
3-أصل الماسونية روميٌّ صليبيٌّ وليس يهودياً كما هو الغالب لدى الناس.
4-هدف اليسوعية المصيري : إقامة ما يُسمَّى بـ"النظام العالمي الجديد".

* هذا البحث اختزال مكثف للمعلومات التي جاءت في كتاب " اليسوعية والفاتيكان والنظام العالمي الجديد " لفيصل بن علي الكاملي : صادر عن مجلة البيان 1431هـ