
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسـامة

أصحاب البدع على أضرب، فمنهم:
1- الجاهل مفضوح الحال.
2- صاحب بدعة مؤصلة ونصيب من علوم الشرع.
وهذا الأخير الذي أتحدث عنه. ولا أتحدث عنه لأبين ضلاله، ولكن أتحدث عنه مخاطبا أولئك القوم الذين فتنوا به وبأمثاله.
فكثير من هؤلاء المبتدعة قد رد عليهم أهل العلم، وأظهروا عوارهم ودحضوا بدعتهم وفضحوا أمرهم كي لا يغتر بهم عامة الناس.
وعلى الرغم من ذلك، تجد من طلاب العلم من لازال مغترا بهم.
ومن صفات هؤلاء القوم، أن عندهم من الذكاء الشىء الكبير، وكذلك من المراوغة، ودس السم في العسل.. وهذه الصفات غالبا ما تكون صفات مشتركة، فتجدها في الزمخشري على سبيل المثال، وتجدها أيضًا في كثير من المبتدعة من أصحاب البدع المؤصلة.
وكذلك تجد عندهم نصيب جيد من العلوم.
وفي الغالب يضطر إليها هؤلاء المبتدعة اضطرارًا، لأنه هناك من يخالفهم ويرد عليهم، فبالتالي عندهم رغبة قوية في الاطلاع والمعرفة والبحث والتمحيص كي يكونوا قادرين على الرد على مخالفيهم.
وكلما ازداد اطلاع أحدهم ومعرفته وبحثه.. كلما ازدادت نسبة من يغتر به.
والنتيجة... بدلا من أن يكون هناك جيل جديد من طلاب العلم الأقوياء من أصحاب العلم الصحيح والمؤصل نجد هناك من يرتمي في أحضان البدع لاغتراره وقلة فطنته وعدم سماع تحذير أهل العلم قديمًا وحديثا.
فيصبح مسخا، لا هو سلفي على الجادة، ولا هو في ضلال شيخه.
فهو يصيب فيما وافق السلف فيه، ولم يخلو من فكر ضال سببه شيخه الذي ربما قد مات ولازال فكره الضال في كتبه.. وهذا المسكين عاكف على كتبه. فسبحان الله..!
بل ويحاول البعض أن يستخدم منهج الموازنة ليتسنى له أن يفتح الطريق أمام أقوال بعضهم، وإن كان الثمن هو النيل والتعريض بالسلف الكرام.
الموازنة يا قوم نقوم بها كي لا يظلم أحد، وليس لفتح باب من أبواب الفتنة والضلال.
والموازنة لا تكون في جميع الأمور والشئون والأحوال، فلكل مقام مقال.
فلا يلزم الذي ينكر المنكر الصريح أن يقوم بعمل موازنة.
فما من أحد إلا ويؤخذ منه ويرد عليه (إلا) أنبياء الله صلوات الله عليهم وسلامه.
والسلامة في الدين مطلوبة بالدرجة الأولى.. وهي غاية لنا ووسيلة نتقرب إلى الله بها، ودعوة نسأل الله أن يستجاب لها.
فإياكم والفتن، والاغترار بأمثال هؤلاء.
والله يعلم ما تصنعون.