وذلك في أحوال ذكرها ابن القيّم رحمه الله ، قال:
"فإن قيل كيف يعاقب على ترك المعصية حياء من الخلق وإبقاء على جاهه بينهم وخوفا منهم أن يتسلطوا عليه والله سبحانه لا يذم على ذلك ولا يمنع منه ؟
قيل : لا ريب أنه لا يعاقب على ذلك وإنما يعاقب على تقربه إلى الناس بالترك ومراءاتهم به وأنه تركها خوفا من الله ومراقبة وهو في الباطن بخلاف ذلك فالفرق بين ترك يتقرب به إليهم يرائيهم به وترك يكون مصدره الحياء منهم وخوف أذاهم له وسقوطه من أعينهم فهذا لا يعاقب عليه [1] بل قد يثاب عليه إذا كان له فيه غرض يحبه الله من حفظ مقام الدعوة إلى الله وقبولهم منه ونحو ذلك".
شفاء العليل : جـ 2 ، ص 488 .
= = = = = = = = = = = = = = =
[1] قلت: لو كلّف الله العباد مقاومة هذه الأحوال النفسية وجعل ذلك شرطاً للثواب لكان فيه من المشقة العظيمة ما لا يخفى ، فالإنسان بطبعه هكذا ، والله رؤوف بعباده.