تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: هل دعاء الأنبياء مستجاب على وجه التحقيق بعين ما يدعو به النبي؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    7,909

    افتراضي هل دعاء الأنبياء مستجاب على وجه التحقيق بعين ما يدعو به النبي؟

    طرح أحد الإخوة في منتدى التوحيد سؤالًا حول دعاء الأنبياء ، وهل هو مستجاب ، وما دليل ذلك من الكتاب والسنة ؟
    على هذا الرابط :
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...8384#post68384
    وقد شارك بعض الإخوة ، وشاركتُ بقولي :
    نعم دعاء الأنبياء مستجاب ، ولكن ليس ذلك خاصًا بالأنبياء بل هذه الأمة دعاؤها مستجاب ، وهذا وعد الله الذي لا يتخلف قال تعالى : {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ... }الآية (غافر /60).
    قال ابن حجر في فتح الباري (14/277/تحقيق نظر فريابي) في الرد على من استشكل على تفسير الآية السابقة بأن كثيرًا من الناس يدعو فلا يستجاب له ، فلو كانت الآية على ظاهرها لم يتخلف فقال الحافظ – رحمه الله - : (( والجواب عن ذلك أن كل داع يستجاب له لكن تتنوع الإجابة فتارة تقع بعين ما دعا به وتارة بعوضه وقد ورد في ذلك حديث صحيح أخرجه الترمذي والحاكم من حديث عبادة بن الصامت رفعه : ((ما على الأرض مسلم يدعو بدعوة إلا آتاه الله إياها ، أو صرف عنه من السوء مثلها )) ، ولأحمد من حديث أبي هريرة : ((إما أن يعجلها له وإما أن يدخرها له )) ، وله في حديث أبي سعيد رفعه : ((ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث : إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها )) وصححه الحاكم وهذا شرط ثان للإجابة ، ولها شروط أخرى منها : أن يكون طيب المطعم والملبس لحديث : ((فأنى يستجاب لذلك)) وسيأتي بعد عشرين بابا من حديث أبي هريرة ومنها ألا يكون يستعجل لحديث : ((يستجاب لأحدكم ما لم يقل : دعوت فلم يستجب لي )) أخرجه مالك .)) انتهى كلام ابن حجر رحمه الله.
    والخلاصة أن الدعاء مستجاب من كل مؤمن حقق شروط الدعاء واجتنب موانع الإجابة ، ولا شك أن أفضل من يأتي بهذا هم الأنبياء لذلك فدعاؤهم مستجاب لأنهم يأتون بالدعاء على وجهه ويتجنبون موانع الإجابة بلا شك، لكن ليس في ذلك ما خصهم الله به دون سائر المؤمنين إلا بقدر ما خصهم به من العلم والطاعة وصلاح الظاهر والباطن . والله تعالى أعلم .
    أما ما خص به الأنبياء في هذا الباب فمنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة : (( لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها ، وأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي )) رواه البخاري في صحيحه (6304 و7474) ومسلم (198 و199) .
    قال الحافظ في الفتح (14/279/تحقيق نظر الفريابي) : (( المراد بالإجابة في الدعوة المذكورة القطع بها ، وما عدا ذلك من دعواتهم فهو على رجاء الإجابة ، وقيل: معنى قوله : ((لكل نبي دعوة)) أي أفضل دعواته ، ولهم دعوات أخرى ، وقيل : لكل منهم دعوة عامة مستجابة في أمته إما بإهلاكهم وإما بنجاتهم ، وأما الدعوات الخاصة فمنها ما يستجاب ومنها ما لا يستجاب )) انتهى كلام الحافظ رحمه الله .
    هذا والله تعالى أعلى وأعلم .
    وأنا أطرح الموضوع هنا على إخواني في هذا المجلس للمدارسة ، فمن كان لديه آثارة من علم فليكتب ما يفتح الله عليه به بارك الله فيكم .
    قال أبو عبدِ الله ابنِ الأعرابي:
    لنا جلـساء مـا نــمَلُّ حـدِيثَهم *** ألِبَّاء مأمونون غيبًا ومشهدا
    يُفيدوننا مِن عِلمهم علمَ ما مضى *** وعقلًا وتأديبًا ورأيا مُسدَّدا
    بلا فتنةٍ تُخْشَى ولا سـوء عِشرَةٍ *** ولا نَتَّقي منهم لسانًا ولا يدا
    فإن قُلْتَ أمـواتٌ فلـستَ بكاذبٍ *** وإن قُلْتَ أحياءٌ فلستَ مُفَنّدا


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    توفني يارب وأنت راض عني
    المشاركات
    124

    افتراضي رد: هل دعاء الأنبياء مستجاب على وجه التحقيق بعين ما يدعو به النبي؟

    بار ك الله فيك أخي الكريم
    والذي يظهر لي في المسألة، أننا ما دمنا سلمنا بعصمة الأنبياء، فهذا يعني إجابة دعوتهم على وجه التحقيق،وإلا لما كان هناك فرق بينهم وبين أتباعهم المؤمنين، وهذا باعتقادي خلاف الصواب..
    وهذا ما فهمه خباب بن الأرت حين لجأ إلى الرسول بجوار الكعبة ليدعو للمسلمين بمكة، وهذا فيه إشارة إلى أن دعوة النبي مستجابة على وجه التحقيق وإلا لكان كافيا أن يدعو هو بنفسه أو أن يشير الرسول إلى ذلك له..
    وكذلك المتتبع للآيات القرآنية التي تحمل في طياتها دعوات الأنبياء يجد استجابة الله لهم بعين ما يدعون،نوح، إبراهيم، زكريا،أيوب، ونبينا محمد عليهم الصلاة والسلام..
    ولا أعتقد -رغم قلة بضاعتي من العلم - أن هناك نصوصا دالة على أن نبيا دعا الله تعالى، فلم يستجيب الله له بعين ما دعا...(فإن وجد ذلك كان قاطعا للنزاع) ولا أعتقد أن أحدا سيسرد لنا قصة دعوة إبراهيم عليه السلام لأبيه...فمن الأحاديث التي وردت في نص ما كتبه أخونا علي ما يحيطنا دراية بتنوع الدعاء إلى جائز وغير جائز.

    والظاهر من خلال النصوص أيضا، أن الأنبياء يشتغلون كثيرا بذكر الله تعالى ، ودعاؤهم (غالبا) يكون عند النوازل والشدائد..
    وهذا باختصار لأنه كان عند أول نظرتي لموضوعك بارك الله فيك..
    وبالله التوفيق والسداد، وأسأله الإخلاص في القيل والفعل..

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    525

    افتراضي رد: هل دعاء الأنبياء مستجاب على وجه التحقيق بعين ما يدعو به النبي؟

    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين :
    ليس الأمر على إطلاقه ، فإجابة الدعاء بصورته أو بمعناه وتوقيتها أو عدم الاستجابة كل ذلك خاضع للحكمة الالهية سواءً كان الداعي نبياً أو غيره .
    فنوح عليه السلام : " ونادى نوح ربه فقال رب ان ابني من أهلى وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين ، قال يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح "
    وإبراهيم عليه السلام : " قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين "
    ومحمد صلى الله عليه وسلم : " ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون " قال البخاري " حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي سَالِمٌ عَنْ أَبِيهِ
    أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ مِنْ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِنْ الْفَجْرِ يَقُولُ اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا بَعْدَ مَا يَقُولُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ { لَيْسَ لَكَ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ إِلَى قَوْلِهِ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ }
    وَعَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو عَلَى صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ وَسُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو وَالْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَزَلَتْ { لَيْسَ لَكَ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ إِلَى قَوْلِهِ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ }
    وقال تعالى " استغفر لهم أولا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم "
    وحديث مسلم " سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثًا فَأَعْطَانِي ثِنْتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالسَّنَةِ فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالْغَرَقِ فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا "
    فكيف مع ذلك كله يقال أن دعاء الأنبياء مستجاب هكذا بإطلاق ؟؟!!!
    وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    105

    افتراضي رد: هل دعاء الأنبياء مستجاب على وجه التحقيق بعين ما يدعو به النبي؟

    الصحيح الذي تشهد له النصوص أن دعاء النبي قد يستجاب وقد لا يجاب إلى عين ما سأله . ولا أعلم أحدا من أهل التحقيق خالف في هذا .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    توفني يارب وأنت راض عني
    المشاركات
    124

    افتراضي رد: هل دعاء الأنبياء مستجاب على وجه التحقيق بعين ما يدعو به النبي؟

    الحمدلله أولا وآخرا وصلاة وسلاما على رسول الله….
    إعلم أخي.. أن الأنبياء أفضل الخلق وأكملهم دينا ودنيا ولذلك كان دعاؤهم مستجابا،ولم يثبت نص صريح على أنه بمثابة دعاء غيرهم من المسلمين،بل الله عود أنبيائه دوما على الإجابة ..
    ففي سورة مريم في قصة زكريا (ولم أكن بدعاءك رب شقيا)
    قال ابن كثير وغيره: أي لم أعهد منك إلا الإجابة في الدعاء ولم تردني قط فيما سألتك.
    وفي قصة إبراهيم مع أبيه( قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا) قال قتادة ومجاهد وغيرها: قال عوده: الإجابة.
    وقيل غير ذلك.
    وعلى هذا تدل عشرات الآيات والنصوص من الكتاب والسنة ..
    ولكن يجب العلم أن الدعاء إما (جائز أوغير جائز) فالدعاء الممنوع شرعا ولو دعا به نبي لا يصرفه ذلك عن أصله،ومثل ذلك قليل جدا، وتلكم الآيات هي ما استدل بها معارضي وهنا أبينها واحدة تلو الأخرى..
    فالإستدلال بقوله تعالى: ( ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي….) ليس في محله لأمرين:
    أوله: قال ابن كثير هذا سؤال استعلام وكشف من نوح عليه السلام عن حال ولده الذي غرق.اهـ
    فهو كما ترى أقوال تَفُ (مختلف فيها).
    وثانيه: أن ابن نوح مات كافرا، فلو أننا سلمنا جدلا أن نوحا دعا لابنه فهو من قبيل الدعاء الممنوع ولذلك قال تعالى: (فلا تسئلن ما ليس لك به علم…)وقال نوح بعد ما تبين له: ( إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم..)
    فمثله كمثل دعاء إبراهيم لأبيه (آزر) وكدعاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم للمنافقين وعزمه على فعله لعمه أبي طالب..
    وأما الإستدلال بقوله تعالى:(…. قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) هو أيضا عندنا داحض، قال ابن كثير: لما جعل الله إبراهيم إماما سأل الله أن تكون الأئمة من بعده من ذريته فأجيب إلى ذلك وأخبر أنه سيكون من ذريته ظالمون وأنه لا ينالهم عهدالله ولا يكونوا أئمة فلا يقتدى بهم.
    ثم قال: والدليل على أنه أجيب إلى طلبه، قوله تعالى في سورة العنكبوت: (وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب).
    وأما الإستدلال بقوله تعالى : (ليس لك من الأمر شيء)
    ذكر الطبري في تفسيره:أي ليس لك من الحكم في شيء في عبادي… وقال: وذكر أن الله عز وجل إنما أنزل هذه الآية على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لأنه أصابه بأحد ما أصابه من المشركين، قال كالآيس لهم من الهدى،أو من الإنابة إلى الله…تأمل في قوله: كالآيس لهم.
    فهذه الآية من قبيل قوله تعالى: (فلا تسألني ما ليس لك به علم) والذي يؤيد ذلك أن هؤلاء الثلاثة الذين أيس النبي منهم أسلموا جميعا وحسن إسلامهم، فهو إذن عتاب من الله وليس دعاءا مردودا…فتأمله جيدا‼!
    والآية تشير إلى أنه لاينبغي الحكم على أحد بعدم الفلاح، إلا بعلم من الله كما كان لنوح عليه السلام (… لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن..) ولذلك نجد علة دعاء نوح على قومه في قوله تعالى( ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا).
    وأما الإستدلال بالحديث (سألت ربي ثلاثا فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة….)
    هذا يدل دلالة واضحة على أن المألوف والذي عوده ربه عليه، هو الإجابة كما قال زكريا وإبراهيم (ولم أكن بدعائك رب شقيا)( إنه كان بي حفيا) هذا مفهوم الحديث (المخالفة)
    ولذلك قال الإمام النووي عند شرحه فيما معناه : هذا من معجزته عليه الصلاة والسلام…
    وتأمل في المسألة مع قوله تعالى (…أويلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض..)
    فدعاء الأنبياء مستجاب على الإطلاق، ولا يصح عندنا التعلق بهذا النذر الضئيل جدا من الإستثناءات،إن صح الإستدلال بها – وليس كذالك- والله ولي التوفيق.
    اللهم اجعلني من أنصار هذا الدين بالعلم والنفس والمال خالصا لوجهك الكريم.
    وهنا بعض خطب ومحاضرات أبي عبدالرحمن عبدالله نياوني
    http://niaoune.maktoobblog.com/

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    525

    افتراضي رد: هل دعاء الأنبياء مستجاب على وجه التحقيق بعين ما يدعو به النبي؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله نياوني مشاهدة المشاركة
    فدعاء الأنبياء مستجاب على الإطلاق، ولا يصح عندنا التعلق بهذا النذر الضئيل جدا من الإستثناءات،إن صح الإستدلال بها – وليس كذالك- والله ولي التوفيق.
    سبحان الله 00 كلامك عجيب
    * فإقرارك بأن الدعاء منه جائز ومنه غير جائز وأن دعوة النبي بالنوع الثاني لا يخرجه عن أصله - هو إقرار بأن الدعاء لا يستجاب بالاطلاق لللأنبياء ولكن بشروط ومنها أن يكون الدعاء بما يجوز .
    * حديث البخاري صريح في عدم استجابة الله لدعاء النبي على قومه حيث أخذ يقنت عليهم شهراً ، وأنت تركت نص الروايات المذكورة وذهبت الى أخرى تخدم وجهة نظرك ، وليس هذا بإنصاف ولا حياد في دراسة المسألة ، بل لو أكملت كلام الطبري لرأيته قد أتى بالأحاديث التي لك ذكرت ! .
    * وقول النبي في الحديث الآخر " فمنعني واحدة " يكاد يكون كالنص في المسألة وأنت مصر على ان دعاء الأنبياء مستجاب على الاطلاق - يا أخي كلمة الاطلاق هذه تعني أن هذا الأمر لا يتخلف ولو لمرة واحدة فتأمل !!
    وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    توفني يارب وأنت راض عني
    المشاركات
    124

    افتراضي رد: هل دعاء الأنبياء مستجاب على وجه التحقيق بعين ما يدعو به النبي؟

    أخي الكريم لاأرد على اتهامك لي بعدم الإنصاف، ولن أتهمك كذلك بالإختلاط، لكني سأظل معك في صميم فحوانا، مزايدا لك التوضيح..
    أولا أراك لا تفرق بين إجابة دعاء الأنبياء على الإطلاق، وبين إجابة دعائكم على عين ما يطلبون، فهما شيئان مختلفان..
    فالأول لا غضاضة فيه فالمسلم المستقيم مجاب الدعوة على الإطلاق –فضلا عن النبي- وبذلك ثبتت النصوص،ولاخلاف في ذلك بين المحققين..
    لكن المختلف فيه هو هل إجابة دعاء الأنبياء على عين المطلوب أم أنه بمثابة دعاء غيرهم من المسلمين، إماإجابته على عين المطلوب، أو بدفع البلاء به عنهم في الدنيا، أو يدخر لهم في الآخرة..
    فصاحب الموضوع اعتمد على قيل ابن حجر على تسوية دعاء الأنبياء مع دعاء غيرهم من المؤمنين، وهذا ما خالفناه فيه معتمدين على ماسبق ذكره لك…
    وبقي لي الآن أن أوضح لك الدعاء الجائز والممنوع،أراك تخلط الحابل بالنابل..
    فدعاء إبراهيم لأبيه، ونوح –إن صح – لابنه، ورسولنا بعد غزوة أحد، إنما علمهم الله تعالى بعدم جواز ما فعلوا، إذ هو معصية يأثم عليها مع العلم، وعليه فإن إنما يعلم أنبياءه هنا بخطئهم حتى لا يعودوا…
    ولو لم يكن كذلك، لجاز لهم إن لم يستجاب لهم أن يستمروا أو يعودوا إليه على أمل الإجابة في زمن آخر، كما هو الحال عند كل كل مؤمن..
    فالدعاء الممنوع لا يبحث في إجابته إذ هو بالأصل معصية لله. ولكن البحث في الدعاء الجائز شرعا، فهو مستجاب على الإطلاق للمؤمنين في أحد الثلاث المذكورة، ومستجاب على الإطلاق وعلى عين المطلوب للأنبياء.. ولا نص صريح ينقض ذلك، بل النصوص الكثيرة الصحيحة تؤيده.. وقد ذكر بعضها لك..
    وأما حديث الذي أنت به متعلق، وهو العمدة عندك ( …فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة..)
    فهو طلب معارض لقوله تعالى( أو يلبسكم شيعا…)
    وكذلك دعاؤه على الثلاثة، إنما أتى من بعد قوله (كيف يهدي الله قوما فعلوا كذا وكذا بنبيهم…)أوكما قال.
    هذا منه حكم عليهم بعدم الفلاح، وهذا لا يجوز له إلا بنص من الله له، ولما لم يكن كذلك فنهاه الله تعالى عن مثل ذلك وتدبر في قوله (ليس لك من الأمر شيء)
    وأنا أتحداك أن تأتيني بدعاء دعا به نبي من الأنبياء وبقي معلقا أمره، ولم يرد عليه عتاب على عدم جوازه،كدعاء إبراهيم ونوح ونبينا بعد أحد عليهم صلوات ربي وسلامه..
    اللهم اجعلني من أنصار هذا الدين بالعلم والنفس والمال خالصا لوجهك الكريم.
    وهنا بعض خطب ومحاضرات أبي عبدالرحمن عبدالله نياوني
    http://niaoune.maktoobblog.com/

  8. #8

    افتراضي رد: هل دعاء الأنبياء مستجاب على وجه التحقيق بعين ما يدعو به النبي؟

    3951
    حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وعلي بن محمد قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن رجاء الأنصاري عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن معاذ بن جبل قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما صلاة فأطال فيها فلما انصرف قلنا أو قالوا يا رسول الله أطلت اليوم الصلاة قال إني صليت صلاة رغبة ورهبة سألت الله عز وجل لأمتيثلاثا فأعطاني اثنتين ورد علي واحدة سألته أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فأعطانيها وسألته أن لا يهلكهم غرقا فأعطانيها وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فردها علي .

    تحقيق الألباني :
    صحيح ، الصحيحة ( 1724 )( سنن ابن ماجة )


  9. #9

    افتراضي رد: هل دعاء الأنبياء مستجاب على وجه التحقيق بعين ما يدعو به النبي؟

    (( لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها ، وأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي ))
    قال الشيخ عبد الكريم الخضير - حفظه الله - في " شرح الموطأ " :
    ( له دعوة مستجابة يدعو بها ) مفهومه، مفهوم تخصيص الإجابة بدعوة واحدة أن ما عداها من الدعوات نعم، مردود أو على الرجاء كغيرهم؟ نعم على الرجاء، لا شك أن هذا ظاهر الحديث مستشكل، استشكل ظاهر الحديث بما وقع لكثير من الأنبياء من الدعوات المجابة، النبي -عليه الصلاة والسلام- أجيب له أكثر من دعوة وغيره، مما وقع لكثير من الأنبياء من الدعوات المجابة لا سيما نبينا -عليه الصلاة والسلام-، وظاهره أن لكل نبي دعوة واحدة مستجابة والبقية مردودة، لكن الاحتمال الثاني: أنها على الرجاء، والجواب: أن المراد بالإجابة في الدعوة المذكورة القطع بها، دعوة واحدة مقطوع بإجابتها، مقطوع بإجابتها، وما عدا ذلك من دعواتهم -عليهم الصلاة والسلام- فهو على رجاء الإجابة كغيرهم، وقيل: لكل واحد منهم -من الأنبياء- دعوة عامة مستجابة، يعني تعم الأمة كلها، وليس المراد بذلك الدعوات الخاصة، نعم، هذا أرجح.
    ماذا عن .. ؟، يعني لو دعا على أمته بالهلاك كما فعل بعض الأنبياء، نوح مثلاً دعا على عمومهم على من لم يجب دعوته بالغرق، فأغرقوا، لماذا لم يستغل الأنبياء هذه الدعوة المستجابة بهداية جميع الأتباع؟ مو قلنا: أنها دعوة عامة للأمة كلها بحيث لو دعا عليهم بالهلاك أهلكوا؟ نعم، وبعض الإخوان يقول: إن هذا القول هو الراجح، لماذا لم يدع بأن يهدي الله جميع الأتباع؟ جميع الأمة؟ نعم؟
    لماذا؟ هذا ينافي السنة الإلهية، ينافي السنة الإلهية من وجود الصراع بين الحق والباطل إلى قيام الساعة.
    أما الدعوات الخاصة فمنها ما يستجاب، ومنها ما لا يستجاب، وفي الحديث الصحيح الذي سيأتي أن النبي -عليه الصلاة والسلام- دعا بثلاثة أشياء، نعم فأجيب في اثنتين، ((دعوت ربي ثلاثاً)) ((أو سألت ربي ثلاثاً فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدة)) وسيأتي هذا الحديث، ولا شك أن الحديث يجعل الأنبياء في غير هذه الدعوة كغيرهم على الرجاء، لكن الناس في إجابة دعواتهم على حسب ما في قلوبهم من إيمان، وبما في أعمالهم من إتباع، وهم أكمل الناس في هذا الباب، فهم أرجى من ترجى إجابة دعوته، يعني لا يقال: إنهم مثل غيرهم بالسوية، لا، هم على الرجاء بلا شك، لكن رجاؤهم أقوى من رجاء غيرهم؛ لأنهم أكمل الناس في كل باب من أبواب الدين، كما أن أتقى الناس نعم، أرجى من غيره، وهكذا.
    انتهى
    وقال :
    ((لكل نبي دعوة مستجابة)) يعني هل من ضير أن نناقش بعض الدعوات النبوية أنها هل أجيبت أو لم تجب؟ يعني هل من سوء الأدب مع النبي -عليه الصلاة والسلام- أن نقول: إن دعوته في قوله: ((اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد)) أجيبت أو لم تجب؟ نعم؟ هل هذا من سوء الأدب مع النبي -عليه الصلاة والسلام-؟ إذا عرفنا أن لكل نبي دعوة مستجابة، وما عدا ذلك من الدعوات على الرجاء، وسيأتي في حديث أنه لم يجب في دعوته الثالثة، نعم، هو دعا -عليه الصلاة والسلام-، دعا على أقوام، هل وقع فيهم ما دعا به عليهم؟ ودعا على أشخاص، ولعن أشخاص، ثم قال -عليه الصلاة والسلام-: ((اللهم اجعل دعوتي عليهم رحمة)) يعني بعد أن كانت لعنة تكون رحمة، وهذا من كمال شفقته -عليه الصلاة والسلام-، فلا يلزم من كل دعوة يدعو بها النبي -عليه الصلاة والسلام- أو غيره من الأنبياء أن تجاب، إنما المضمون دعوة بخلاف غيره، فغير الأنبياء جميع دعواتهم على الرجاء، فالمضمون للأنبياء دعوة مستجابة، وما عدا ذلك على الرجاء، وهم أولى الناس بإجابة الدعاء؛ لأنهم لا يدعون إلا مع توافر الأسباب، ومع انتفاء الموانع، فإذا توافرت الأسباب وانتفت الموانع ترتب الأثر، لكن لا يلزم من ذلك أن يجاب بنفس ما دعا به، على ما سيأتي -إن شاء الله تعالى-.
    انتهى

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •