طرح أحد الإخوة في منتدى التوحيد سؤالًا حول دعاء الأنبياء ، وهل هو مستجاب ، وما دليل ذلك من الكتاب والسنة ؟
على هذا الرابط :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread...8384#post68384
وقد شارك بعض الإخوة ، وشاركتُ بقولي :
وأنا أطرح الموضوع هنا على إخواني في هذا المجلس للمدارسة ، فمن كان لديه آثارة من علم فليكتب ما يفتح الله عليه به بارك الله فيكم .نعم دعاء الأنبياء مستجاب ، ولكن ليس ذلك خاصًا بالأنبياء بل هذه الأمة دعاؤها مستجاب ، وهذا وعد الله الذي لا يتخلف قال تعالى : {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ... }الآية (غافر /60).
قال ابن حجر في فتح الباري (14/277/تحقيق نظر فريابي) في الرد على من استشكل على تفسير الآية السابقة بأن كثيرًا من الناس يدعو فلا يستجاب له ، فلو كانت الآية على ظاهرها لم يتخلف فقال الحافظ – رحمه الله - : (( والجواب عن ذلك أن كل داع يستجاب له لكن تتنوع الإجابة فتارة تقع بعين ما دعا به وتارة بعوضه وقد ورد في ذلك حديث صحيح أخرجه الترمذي والحاكم من حديث عبادة بن الصامت رفعه : ((ما على الأرض مسلم يدعو بدعوة إلا آتاه الله إياها ، أو صرف عنه من السوء مثلها )) ، ولأحمد من حديث أبي هريرة : ((إما أن يعجلها له وإما أن يدخرها له )) ، وله في حديث أبي سعيد رفعه : ((ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث : إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها )) وصححه الحاكم وهذا شرط ثان للإجابة ، ولها شروط أخرى منها : أن يكون طيب المطعم والملبس لحديث : ((فأنى يستجاب لذلك)) وسيأتي بعد عشرين بابا من حديث أبي هريرة ومنها ألا يكون يستعجل لحديث : ((يستجاب لأحدكم ما لم يقل : دعوت فلم يستجب لي )) أخرجه مالك .)) انتهى كلام ابن حجر رحمه الله.
والخلاصة أن الدعاء مستجاب من كل مؤمن حقق شروط الدعاء واجتنب موانع الإجابة ، ولا شك أن أفضل من يأتي بهذا هم الأنبياء لذلك فدعاؤهم مستجاب لأنهم يأتون بالدعاء على وجهه ويتجنبون موانع الإجابة بلا شك، لكن ليس في ذلك ما خصهم الله به دون سائر المؤمنين إلا بقدر ما خصهم به من العلم والطاعة وصلاح الظاهر والباطن . والله تعالى أعلم .
أما ما خص به الأنبياء في هذا الباب فمنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة : (( لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها ، وأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي )) رواه البخاري في صحيحه (6304 و7474) ومسلم (198 و199) .
قال الحافظ في الفتح (14/279/تحقيق نظر الفريابي) : (( المراد بالإجابة في الدعوة المذكورة القطع بها ، وما عدا ذلك من دعواتهم فهو على رجاء الإجابة ، وقيل: معنى قوله : ((لكل نبي دعوة)) أي أفضل دعواته ، ولهم دعوات أخرى ، وقيل : لكل منهم دعوة عامة مستجابة في أمته إما بإهلاكهم وإما بنجاتهم ، وأما الدعوات الخاصة فمنها ما يستجاب ومنها ما لا يستجاب )) انتهى كلام الحافظ رحمه الله .
هذا والله تعالى أعلى وأعلم .