تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 7 من 7 الأولىالأولى 1234567
النتائج 121 إلى 123 من 123

الموضوع: من تجارب الحياة..

  1. #121
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    340

    افتراضي رد: من تجارب الحياة..

    مالي أرى الأقلام قد جفت، أين أنتم يا شيوخنا الأفاضل.

    أدعوا لنا إخوتي بالشفاء و الثبات في سجودكم عسى الله أن يشفينا و يثبتنا.

  2. #122

    افتراضي رد: من تجارب الحياة..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الهدلق مشاهدة المشاركة
    يقولون : إن التاجر إذا أفلس فتّش في دفاتره القديمة .. ولأني تاجر فاشل؛ فإني حين فتّشتُ لم أجد في هذه الدفاتر إلا ديوناً عليّ ! كنت نشرت من قبل موقفين يناسبان ماهنا , لذا أعيد نشرهما حتى أشرف باطلاع من لم يكن اطلع عليهما من الإخوة الكرام ..

    " صحن القشطة "

    أنا امرؤٌ – إن لم تكن تعلم- كباقي خلق الله، كلما تقدمت بي السن ضعفتْ فيّ الشهوات كلها إلا شهوة الكلام.. وقد رأيتُني في الأربعين من عمري غيري في العشرين والثلاثين، فقد كنت صموتًا تمر بي الساعات لا تفرط مني الكلمة، فأورثني ذلك عُقدًا أضخم من تلك التي في حبل السفينة..
    واليوم آثرتُ أن أتكلم –تخفّفاً- ثأرًا من تلك الأيام، بل إني سأتحدث عن نفسي كثيرًا، لأني لا آمن جانب أحد إن تحدثت عنه إلا نفسي هذه التي بين جنبيّ.
    عهدتُني شديدَ الخجل جدًا (بين يديَّ كتاب "الخجل" لراي كروزير أكبر متخصص في هذا الموضوع في عصرنا الحاضر، فماذا عساه يجدي هذا الكتاب ومؤلّفه في هذه الطبقات النفسية المتكلسة).
    يحملني الخجل كثيرًا على مداراة الناس، والتكلف لما لا أطيق.. ليس أثقل على نفسي من الأطفال، ودع عنك "إميل" جان جاك روسّو، وحديث الكبار الساذج عن براءة الأطفال، كأننا ما كنا أطفالاً، ولا رأينا منهم من هو أشد تلوّثًا من كثير من الراشدين، لذا فإني قلّ أن استملحت طفلاً، فأنا أعاملهم -بمشاعري- معاملة الكبار، فلا أكاد أحب طفلاً لأنه طفل، لكني لا أظلمه أو أسيء معاملته.
    وكان دعاني أحد الإخوة –خارج المملكة- إلى بيته، فلما حضرت جلس معنا صبيٌّ له من أكْره من رأيت، قد امتلأ وجهه بالقذارة ووالده الحاني يضمه إليه في رقّة بالغة!
    فلما حضر العشاء قلت في خاطري: الآن نرتاح منه، فأجلسه يأكل معنا فَغَثَتْ نفسي وكدت أموت تقزّزًا، ثم إن هذا الكريه رفع رجله وغمسها في صحن القشطة، فابتسم أبوه المغفّل تظرّفًا لصنيعه، فأطرقت خجلاً، وكرهت بعدها هذا الصنف من الطعام وكان من أشهاه إلى نفسي.
    وهكذا كم كلفّني الخجل أمثال هذه المدارات ورهق النفس، ومن كان هذا شأنه آذاه الناس من حيث يشعرون ولا يشعرون.


    سبحان الله..
    قرأت كلاماً مضارعاً لهذا، للشيخ الأديب علي الطنطاوي، في شهوته للكلام، عند تقدمه في السن!

    وأيضاً: قصة جرت له في بيت مضيفه، مع ولده الصغير!

    لكني، لا زلت أقر بـ براءة الأطفال.. فبراءتهم واقعة، واللؤم من بعضهم، لا يعمم!

    بوركت.

  3. #123

    افتراضي رد: من تجارب الحياة..

    دراجة تكسر يدي!

    ذات صباح جمعة، تاقت نفسي لقيادة دراجة جارنا؛ فأعطانيها بكل حب وود، لكن والدي الكريم -رعاه الله-:حذّرني، لكني أصررت، فقال لي: ستكسر يدك! أيضاً، لا زلت في جموحي (وما ألج جموح الصغار!)

    امتطيت الدراجة الهوائية (وكانت كبيرة على عمري، حتى أني أصعد إليها عبر وصلة توصلني بها!) وكنت في فرح وانتشاء، لا يعلمه إلا صغير السن!

    ذهبت في حاجة أهلي (وأظن، كان شراء لبن ماعز) ولم تكسر يدي أو تنكسر -والحمد لله-!

    وعند رجوعي، صعدت على مرتفع؛ لكي أتمكن من الركوب والقيادة، ومضيت أسابق الريح، وفي منعطف حاد (ولم أكن قبل أعرف خطر المنعطفات!) انحرفت دراجتي المستعارة، عن جادة الطريق، فكاد وجهي أن يرتطم في جدار عشوائي، فحرفت رأسي، واتقيت الجدار بيدي الصغيرتين، لم تثبت الدراجة (لأنها دراجة!) فانزلقت، وكدت أن أسقط الأرض على وجهي البريء أخرى؛ فاتقيتها بيدي أخرى (وهنا، كانت يد واحدة) فلم تقو الضعيفة النحيلة، قوة الهوي؛ فانكسرت كسراً، سمعت صوته بأذني المرهفة، وأحسسته بقلبي المتعب!

    قمت على الفور، ويدي اليمنى آخذة باليسرى (وهكذا يكون التعاضد لا التحاسد!) وأنا أكرر -دون شعور-: يدّي انكسرت!

    تركت الدراجة الجانية، ملقية على قارعة الطريق، ولا أدري، هل قادها أحد، أو عاد لها صاحبها، فلم أعد أفكر فيها، بل كان همي المهم، هو: كيف أقابل والدي الذي حذرني من كسر يدي؟ بل كيف أقابل والدتي المسكينة، التي لا تحتمل هاته المواقف (وهكذا هن النساء!)

    لما وصلت، تركتْ يدي العاضدي أختها، فتدنت وتلوت، من وسط الساعد، كأنما هو الرسغ!

    صاحت المسكينة، وانهمرت أعينها بالدموع الغوالي (وما أغلى دمع الأم، وأنا جد حريص، أن لا تبكي أمي)

    سمعت صياح والدي نحوي، وتبكيته لي، وتشنيعه علي، أن لا أسمع نصحه، وأظنني سمعته يقول (الذي ما يسمع كبيره، كبيره الشيطان!)

    لبست الحنونة.. جلبابها وخمارها، (وهذا هو لبسها، ولبس بناتها، ولبس غالب البلاد -والحمد لله-) وأخذتني إلى مسجد، حفظت فيه القرآن، وأنا دون البلوغ، وكثيراً من المتون العلمية -والحمد لله-.

    ذهب بي صهري، مع أستاذ لي، إلى المشفى، ورجعت الفاضلة، وقلبها معي، ولا أعلم، كيف كانت ساعة فراقي؟! إلا أني أوقن، أنها لم تذق السعادة والراحة، فالله يكافؤها خيراً، ويكفيها ضيراً-!

    وأجدني قد رهقت، من تذكار تيك الساعة؛ فوضعت قلمي، حذراً من نزف كلْمي!


    الدرس المستفاد:
    -براءة الصغير، لا تنئيه عن نتاج تصرفه الخاطئ.
    -بر الوالدين، نجاة وسلامة، وعصيانهما، عطب وندامة.
    -دواء الكبار، مضر بالصغار.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •