ومما يستدرك:
قال الحافظ أبوالفضل العراقي في «المغني عن حمل الأسفار» (1/459): «حديث: «يأتي على الناس زمان يستحل فيه السحت بالهدية والقتل بالموعظة يقتل البريء ليوعظ به العامة» لم أقف له على أصل».
وقال السبكي في طبقات الشافعية الكبرى 6/287: «وهذا فصلٌ جمعت فيه جميع ما في كتاب الإحياء من الأحاديث التي لم أجد لها إسنادًا من كتاب العلم».
ثم ذكر الحديث الآنف ذكره في (6/314).
قال عدنان: وقد وجدت له ـ بحمد الله وفضله ـ أصلاً.
فقد أخرج ابن عدي في الكامل 2/203، بإسناده من طريق أيوب بن سويد عن الحكم بن عبدالله الأيلي عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سيكون بعدي أمراء يستحلُّون الخمر بالنبيذ، والبخس في الصدَقة، والقتل بالموعظة، يقتل البريء ليوطِّئوا به العامة».
قال عدنان: هذا إسناد ضعيف جدًّا.
- أيوب بن سويد ضعّفوه.
- والحكم بن عبدالله الأيلي قال أحمد: أحاديثه كلها موضوعة، وقال أبوحاتم: كذاب، وقال النسائي والدارقطني وجماعة: متروك الحديث.
وتنظر ترجمته في: لسان الميزان لابن حجر (3/244).
وعزاه السيوطي في الدر المنثور 3/82 إلى ابن مردويه بلفظ: «ستكون من بعدي ولاة، يستحلون الخمر بالنبيذ، والبخس بالصدقة، والسحت بالهدية، والقتل بالموعظة يقتلون البريء، لتوطى العامة لهم، فيزدادوا إثما».
وأخرجه الخطابي في غريب الحديث 1/218 عن عبد العزيز بن محمد المسكي نا ابن الجنيد نا سويد عن ابن المبارك عن الأوزاعي منقطعًا مرسلاً، بلفظ: «يأتي على الناس زمان يستحل فيه الربا بالبيع، والخمر بالنبيذ، والبخس بالزكاة، والسحت بالهدية، والقتل بالموعظة».
وبالله تعالى التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.