بسم الله الرحمن الرحيــــــــــ ـم ،،
أما بعـــــــــــــ د ،،
هل رأيت يوما نهرا من أنهار الجنة ؟؟
أو على الأقل رأيت ما يشبه أنهار الجنة ؟!!
وهل أنت في شوق لدار السعادة والنعيم ؟!!
قال صلى الله عليه وسلم ( سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار
الجنة ) رواه مسلم في صحيحه ..
وقال في الصحيح أيضا لما رأى سدرة المنتهى ( فإذا يخرج من أصلها نهران
باطنان ونهران ظاهران فأما الباطنان ففي الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات )
فهل المراد من الحديث الظاهر أم التشيبه والتقريب ؟؟
على قولين :
الأول : المراد الظاهر على حقيقته ..
قال ابن حجر ( والحاصل أن أصلها في الجنة وهما يخرجان أولا من أصلها ثم يسيران
إلى أن يستقرا في الأرض ثم ينبعان ) فتح الباري (7/268)
الثاني : المراد بذلك التشبيه والتقريب ..
قال ابن كثير ( وكأن المراد والله أعلم من هذا أن هذه الأنهار تشبه أنهار الجنة في
صفائها وعذوبتها وجريانها ..
ومن جنس تلك في هذه الصفات ونحوها كما قال في الحديث الآخر الذي رواه الترمذي
وصححه من طريق سعيد بن عامر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم ) ..
أي تشبه ثمر الجنة لا أنها مجتناة من الجنة فإن الحس يشهد بخلاف ذلك فتعين أن
المراد غيره ) البداية والنهاية (1/35)
قلـــــتُ : فطب نفسا وقرّ عينا أن ترى شيئا من دار السعادة يذكرك بربك ولو تأمل
العبد هذا الخلق الفسيح لرأى من آيات ربه عجبا ولو أدمن النظر بآيات الله الشرعية
بقلب خلي نظيف لما انطبقت شفتاه من التهليل والتسبيح ..