تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: شيخي ابن باز -رحمة الله عليه-.

  1. #1

    افتراضي شيخي ابن باز -رحمة الله عليه-.

    شيخي ابن باز -رحمة الله عليه-.
    ملاحظة: كل ما بين القوسين المعكوفين [...] ليس من كلام الشيخ.
    قال الشيخ المحدث العلامة أبو محمد عبد الكريم بن عبد الله الخضير، عضو هيئة كبار العلماء، واللجنة الدائمة للإفتاء، حفظه الله تعالى، ونفع به الإسلام والمسلمين في كل مكان:
    [الشيخ ابن باز إمام:]
    سماحة شيخنا العلامة الكبير: عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله تعالى-، إمام من أئمة الهدى، وممن برز في علوم الشريعة، ونصرها واهتم بها، واستحق الإمامة في الدين.
    [الشيخ ابن باز متبع للأثر، من أهل الحديث:]
    الشيخ ابن باز -رحمه الله- أثري، والأثري: من له عناية بالسنة، نسبة إلى الأثر، فالشيخ ابن باز إمام متبع للأثر، من أهل الحديث، وقد انتسب إلى الأثر جماعة من عهد السلف إلى يومنا هذا، وهذا لا شيء فيه، لكن كون الإنسان يسمي نفسه بالأثري هذا فيه شيء من التزكية، أما كونه يعرف بهذه بين الناس، بين الخاص والعام، وينسب إليه، هذا شرف بلا شك؛ لأنه حينئذٍ ينسب إلى ما يعنى به بحق إلى ما ينسب إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-.
    [الشيخ ابن باز ممن تبرأ الذمة بتقليده:]
    الشيخ ابن باز -رحمه الله- من شيوخنا أهل الأثر الذين لا يعملون إلا بدليل، ومن أهل التحري، وممن تبرأ الذمة بتقليده، وتقليدهم تميل إليه النفس؛ لأن عملهم في الأصل، وفي الغالب تبعاً للدليل، هذا إذا لم يكن المقلد من أهل النظر، بأن كان عامياً أو في حكم العامي من المبتدئين.
    [حياة الشيخ ترجمة عملية لحياة السلف:]
    حياة الشيخ، وعلم الشيخ، وسيرة الشيخ، ترجمة عملية لما قرأناه في سير السابقين، كنا نظنه ضرباً من الخيال، أو نسج من الأوهام في عباداتهم في صبرهم في تحملهم، في علمهم في تعليمهم، في اقتدائهم وائتسائهم، فنظرنا المثال العملي لتلك السير.
    ومع ذلكم الشيخ ليس بالمعصوم -رحمه الله رحمة واسعة-، والشيخ بمجموعه كما قيل عن بعض أهل العلم: "كلمة إجماع"، وما رأينا مثله ولا ما يقرب منه.
    [ملازمتي للشيخ ابن باز:]
    قد لازمت الشيخ ابن باز -رحمة الله عليه- ملازمة تامة بعد عودته من المدينة إلى الرياض سنة 1395هـ، من أول درس ألقاه بالرياض إلى سنة 1400هـ، فهذه خمس سنوات كاملة، ثم بعد ذلك انقطعت عن الدروس بسبب الانشغال بالرسائل التي يسمونها علمية، وأيضاً الإحراج من بعض صغار الطلاب في الدروس، والله المستعان، ولكن العلاقة لم تنقطع استفدنا منه كثيراً إلى آخر حياته -رحمة الله عليه-
    واذكر أول ما جلسنا على الشيخ ابن باز -رحمه الله-، كنا خمسة أشخاص فقط، ويالله وصلُوا العشرة بعد سنوات، ثم بعد الثبات والصبر والمصابرة، جاء القبول وأقبل الله عليه بوجوه الناس، حتى كان يحضر دروسه -رحمه الله- من العلماء الكبار، الذين يُعَلِّمُون في أوقات أخرى.
    [استغلال الشيخ ابن باز للوقت، وهمته العالية:]
    وكان -رحمه الله تعالى- مضرب المثل في استغلال الوقت، وفي الهمة العالية في طلب العلم، كان كفيفاً وحفظ ألفية العراقي وهو يتوضأ، يعني: واحد يصب عليه الماء فيتوضأ، والثاني يقرأ عليه من الألفية فيحفظ بيتاً أو بيتين إلى أن انتهت الألفية، وحفظ بهذه الطريقة كتباً أخرى، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، وتأتي على قدر الكرام المكارم.
    [تضحية الشيخ ابن باز في التعليم، والدعوة، وقضاء حاجات الناس:]
    وكان -رحمه الله تعالى- مضرب المثل في التضحية، حيث بذل جميع وقته للدعوة، والتعليم، وقضاء الحاجات، وحدثتنا زوجته أنه في ليلةٍ من الليالي جاء من المستشفى، ولاحظت عليه آثار التعب، فضبطت الساعة بعد عادته في القيام بساعة رأفةً به، فانتبه على العادة، وسألها لمَ لم يشتغل منبه الساعة، فأخبرته، فلامها على ذلك، وأخبرته أنها فعلت ذلك من أجل راحته، فقال -رحمه الله-: الراحة في الجنة، وكان معدل نومه لا يزيد في اليوم والليلة لا يزيد على أربع ساعات، وفي ليلة الوفاة ظل الشيخ -رحمه الله- إلى منتصف الليل، إلى الساعة الثانية عشرة، وهو يفتي، والعلماء يتلذذون بمثل هذا؛ لما يعرفون من حسن العاقبة، وكون الإنسان يختم له وهو على خير.
    [علم الشيخ ابن باز علم مبارك:]
    إذا نظرنا إلى علم الشيخ ابن باز المبارك، وجدنا أنه يقرأ عليه حديث فيعلق عليه بدقيقتين أو ثلاث أو خمس دقائق، ثم يقرأ عليه حديث ثاني وثالث ورابع وخامس في جلسة واحدة ولا تستغرق شيئاً، مثلاً بعد صلاة العصر ربع ساعة يعلق على خمسة أحاديث, ولا شك أن هذه طريقة السلف, وعلم مبارك ومعوله على الكتاب والسنة، ما أحد يشك في هذا، ولذا كان الشيخ ابن باز -رحمه الله- من الشيوخ الذين يقصدون من أجل معرفة أقوالهم في المسائل واختياراتهم، فهؤلاء الذين يأتون إلى الشيخ، ما هم بمنتظرين من الشيخ أن يذكر خلافات وعلل وأسباب واستطرادات ولوازم، إنما يريدون رأي الشيخ؛ لأن الشيخ إمام، ورأيه على العين والرأس، يسلم به.
    [انتشار علم الشيخ ابن باز، انتشار الليل والنهار:]
    والشيخ قد عُمّر بعد الأقران فكثرت الحاجة إليه،فهو في ليلة الوفاة مع التسعين سنة؛ لأنه ولد سنة 1330هـ، ومات في السنة التي نعدها سنة العلماء، سنة 1420هـ، فهذه تسعين سنة، وأما أقرانه فقد انقرضوا قبله بعشر أو عشرين سنة، وكان -رحمه الله- على الجادة، وعلى الهدي الشرعي، فأصبح محل ثقة الناس، واحتاجوا إلى ما عنده من علم؛ ولذلك انتشر علمه انتشار الليل والنهار، بينما من أقرانه من لو جمعت فتاواه لوجدتها في مجلد مثلاً، بينما ما جمع للشيخ ابن باز، يقرب من حجم فتاوى شيخ الإسلام، وبقي الشيء الكثير، ولو جمعت فتاواه في الطلاق فقط لبلغت حجم مجموع فتاوى شيخ الإسلام كله، والحاجة داعية، والناس كثرت عندهم الإشكالات، كثر عندهم ما يحتاج إلى سؤال أهل العلم من مشاكل سواءً كانت في الدين، أو في أمور الدنيا، أو في التعامل والأمور الاجتماعية، هذه كثيرة جداً، تحتاج إلى من يحلها بالطريقة الشرعية.
    [زهد الشيخ ابن باز، وكرمه:]
    وكان -رحمة الله عليه- من أزهد الناس، لكن مع ذلك إذا جئت ودخلت مجلسه وجدته فسيحاً وكبيراً، وإذا فيه الأمور المريحة من تكييف وألوان وأصباغ، ما تجده عند شخص زاهد لا يستقبل الناس ولا يعتني بهم، ولكن مقتضى بذل النفس للناس واستقبال الناس أن يتوسع في أمر من أمور الدنيا؛ لأن هذا يقتضي كثرة الكلام، كثرة الاستقبال، تجده يحتاج إلى مكان أوسع، تجده يحتاج إلى شيء يعينه على استقبال الناس، وبعض الناس ينظرون إليه من هذه الزاوية أنه شخص متوسع.
    [ما كتب عن الشيخ:]
    كُتب عنه -رحمه الله- الشيء الكثير، وقرأ القاصي والداني ما كتب عنه، حتى صار بعض من بَعُدَ عن الشيخ أدرى بحياة الشيخ من بعض من قَرُبَ منه؛ لكثرة ما كتب عنه، وجميع جوانب الشيخ العلمية والعملية، كتب عنها في كتب مستقلة ورسائل علمية، في جانب علمه، ودعوته، وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وفي جانب مناصحاته للخاصة والعامة، للولاة والرعاة والرعية وغير ذلك.
    [مؤلفاتالشيخ ابن باز:]
    - فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمهُ الله:
    صِيغت بأُسلُوبٍ سلفيٍّ أثريّ مُحبَّب إلى النُّفُوس سهل يفهمُهُ كل أحد، فيه نوازل وفيه قضايا حلَّت بالأُمَّة في هذا العصر ويحتاجهُ كثير من طُلاَّب العلم، وأقواله -رحمه الله- من أعدل الأقوال، وهي نابعة من نصوص الكتاب والسنة.
    - الفوائد الجَلِيَّة في المباحث الفَرَضِيَّة للشيخ ابن باز رحمهُ الله:
    أَلَّفهُ الشيخ رحمه الله وعُمُرُهُ لا يزيد على الخمس وعشرين سنة، أو الست وعشرين سنة، وهو منْ أَنْفَع ما يُسْتَفاد منهُ في الفرائض على اختِصَارِهِ، وهو كتابٌ نفيس وجامع ومُختصر جدًّا وواضح، يكاد أن يكون شرحاً على الرحبية؛ لأنه على ترتيبها، ومتماشي على أبوابها، وهو شرح متوسط ونافع جداً لطالب العلم.
    - شرح الشيخ ابن باز -رحمه الله- على بلوغ المرام:
    شرح الشيخ -رحمه الله- على بلوغ المرام، من الكتب يستفيد منه كل أحد، المبتدأ يستفيد، يسمع علم سهل ميسر مبسط، ليس فيه غموض، ولا استعمال للاصطلاحات البعيدة، ويستفيد منه العالم، يستفيد من اختيارات الشيخ وتوجيهاته، وليس فيه أيضاً ما يحتاج إلى وقت طويل؛ لأنه مختصر جداً؛ لأنه يحكي علم الشيخ فقط، ليس فيه استطراد.
    - التحقيق والإيضاح:
    منسك الشيخ ابن باز -رحمه الله- المسمى: (التحقيق والإيضاح)، منسك مختصر مفيد اعتمد فيه الشيخ على الدليل.
    - حاشية فتح الباري:
    تعليقات شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- على أوائل فتح الباري، تعليقات نفيسة بأسطر قليلة، جعل الله -سبحانه وتعالى- فيها من البركة، ما جعلها تدور في الأقطار، وتصحح كثيراً من المفاهيم.
    - الحلل الإبريزية:
    كتاب فيه تعليقات وفوائد لشيخنا الشيخ ابن باز -رحمة الله عليه- على صحيح البخاري، جمعه: الشيخ عبد الله بن مانع.
    - وللشيخ ابن باز -رحمة الله عليه- تعليقات على التقريب.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    2,377

    افتراضي رد: شيخي ابن باز -رحمة الله عليه-.

    رحم الله الشيخ ابن باز رحمة واسعة ونفعنا بعلمه وأحواله وكثر في علمائنا وشيوخنا من أمثاله.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •