المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم هانئ
عنّ لي أن سبب ذلك هو اشتراك كثير من الصحابة مع بلال في
وقوع التعذيب عليهم فلم يكن وحده رضى الله عنه مختص بوقوع
التعذيب عليه ..
بينما تفرد أو تميز بلال -رضي الله عنه - بمحافظته على دوام طهارته
والصلاة بعد تجديدها ما كتب الله له .
لذا لما سئل بلال عن أرجى أعماله ذكر ما ظنه خفي و مميِّز له
حيث علم أن السائل - صلوات ربي وسلامه عليه - قد اطلع على
ما وقع عليه من تعذيب دون ما يقوم به من المحافظة على دوام الطهارة وإنشاء صلاة بعدها .
هذا ما عنّ لي والله تعالى أعلى وأعلم .
بارك الله فيك.
وأنا -والله -خطر ببالي مثل هذا الجواب ولكن أرجأت الكتابة فيه حتى نسيته.
ومثله حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة، فإنهم توسّلوا إلى الله تعالى بأعمال في غاية الندر.
وإلا فلبلال رضي الله عنه ماقب كثيرة، ومن أشرفها السبق إلى الإسلام وشهوده بدرًا وسائر المغازي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن هذه أعمال شركه فيها بعض الأصحاب رضي الله عنهم.
وقبله سحرة فرعون إذ طمعوا في المغفرة لكونهم أول من أسلم من بني جنسهم. قال تعالى مخبرًا عن حالهم:( إنّا نطمع أن يغفر لنا خطايانا أن كنّا أوّل المسلمين)
وأورد ابن الجوزي في صيد الخاطر عن أبي عثمان النيسابوري رحمه الله قصة مؤثرة تصلح شاهدًا في الباب.
قال: رحمه الله:"و قد قيل لأبي عثمان النيسابوري : ما أرجى عملك عندك ؟
قال : كنت في صبوتي يجتهد أهلي أن أتزوج فأبى
فجاءتني امرأة فقالت : يا أبا عثمان إني قد هويتك و أنا أسألك بالله أن تتزوجني
فأحضرت أباها ـ و كان فقيرا ـ فزوجني و فرح بذلك
فلما دخلت إلي رأيتها عوراء عرجاء مشوهة
و كانت لمحبتها لي تمنعني من الخروج فأقعد حفظا لقلبها و لا أظهر لها من البغض شيئا و كأني على جمر الغضا من بغضها
فبقيت هكذا خمس عشرة سنة حتى ماتت فما من عملي شيء هو أرجى عندي من حفظي قلبها
قلت له : فهذا عمل الرجال و أي شيء ينفع ضجيج المبتلي بالتضجر بإظهار البغض"
والله تعالى أعلم.