تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: التمكين في الأرض: ما هو الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    38

    افتراضي التمكين في الأرض: ما هو الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    (ابتسامة)

    شروط التمكين واضحة.

    نقرأ في سورة الحج الآية 41:
    ( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ )
    و نقرأ في تفسير فخر الدين الرازي رحمه الله
    { ٱلَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّـٰهُمْ فِى ٱلأَرْضِ } والمراد من هذا التمكن السلطنة ونفاذ القول على الخلق لأن المتبادر إلى الفهم من قوله: { مَّكَّنَّـٰهُمْ فِى ٱلأَرْضِ } ليس إلا هذا، ولأنا لو حملناه على أصل القدرة لكان كل العباد كذلك وحينئذ يبطل ترتب الأمور الأربعة المذكورة عليه في معرض الجزاء، لأنه ليس كل من كان قادراً على الفعل أتى بهذه الأشياء. إذا ثبت هذا فنقول: المراد بذلك هم المهاجرون لأن قوله: { ٱلَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّـٰهُمْ } صفة لمن تقدم وهو قوله: { ٱلَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَـٰرِهِم } والأنصار ما أخرجوا من ديارهم فيصير معنى الآية أن الله تعالى وصف المهاجرين بأنه إن مكنهم من الأرض وأعطاهم السلطنة، فإنهم أتوا بالأمور الأربعة، وهي إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن قد ثبت أن الله تعالى مكن الأئمة الأربعة من الأرض وأعطاهم السلطنة عليها فوجب كونهم آتين بهذه الأمور الأربعة. وإذا كانوا آمرين بكل معروف وناهين عن كل منكر وجب أن يكونوا على الحق، فمن هذا الوجه دلت هذه الآية على إمامة الأربعة. ولا يجوز حمل الآية على علي عليه السلام وحده لأن الآية دالة على الجمع، وفي قوله: { وَلِلَّهِ عَـٰقِبَةُ ٱلأَمُورِ } دلالة على أن الذي تقدم ذكره من سلطنتهم وملكهم كائن لا محالة. ثم إن الأمور ترجع إلى الله تعالى بالعاقبة فإنه سبحانه هو الذي لا يزول ملكه أبداً وهو أيضاً يؤكد ما قلناه.

    و يقول شيخ الإسلام البغوي في معالم التزيل:
    { ٱلَّذِينَ إِن مَّكْنَّـٰهُمْ فِى ٱلأَرْضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَآتَوُاْ ٱلزَّكَـوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ ٱلْمُنكَرِ } ، قال الزجاج: هذا من صفة ناصريه، ومعنى " مكناهم في الأرض ": نصرناهم على عدوهم حتى يتمكنوا في البلاد. قال قتادة: هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وقال الحسن: هم هذه الأمة { وَلِلَّهِ عَـٰقِبَةُ ٱلأُمُورِ } ، أي: آخر أمور الخلق ومصيرهم إليه، يعني: يبطل كل ملك سوى ملكه، فتصير الأمور إليه بلا منازع ولا مدَّع.


    لاشك أن الصحابة كانوا مستوفين هذه الشروط يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة بل ان القائد العظيم إمام الأئمة و شيخ الشيوخ الصحابي الجليل أبي بكر الصديق ررر قاتل من أجل حق مستحقي الزكاة, و أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر, فكانت لهم دولة استطاعت أن تجمع شمل المسلمين و توحدهم و تنظمهم و توجهم لينشروا رسالة الاسلام و يكونوا هم القادة و هم الكبار و هم الحضارة و هم النور تركع أمامهم القياصرة و الجبابرة و الأكاسرة.

    لكن السؤال الذي فكرت فيه هو ما معنى الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر؟
    إن عدم معرفة الدولة النبوية و الدولة الراشدة سيجعلنا غير قادرين على معرفة حيقيقة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر, و أنا و أظن أنتم كذلك رأيتم كيف أن هذه المسألة العظيمة ربما انحصرت في مجال ضيق ربما في الأخلاق فقط أو في الاخلاق و بعض الشعائر التعبدية فقط أو ربما في الأخلاق فقط لكن في مجال محدد لا يتعداه. هل هذا هو الأمر بالمعروف و النهي المنكر في فجر الإسلام؟

    أشك في ذلك.

    أعتقد أن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر يشمل أيضا توعية الناس و نشر التعليم, محاربة الجهل, فهم نواميس الكون و الأخذ بأسباب القوة. يشمل اليد العليا خير من اليد السفلى. يشمل إتقان العمل, يشمل الاستفادة من الغير في أمور أنتم أعلم بأمور دنياكم (حفر الخنادق) و يشمل الاستقلال الحقيقي أي الاستقلال الثقافي الحضاري السياسي الاقتصادي و الاجتماعي:

    روى ابن الحاج في المدخل "أن عمر بن الخطاب ررر دخل السوق في خلافته فلم ير فيه في الغالب إلا النبط, فاغتم لذلك. فلما اجتمع الناس أخبرهم بذلك, و عاتبهم في ترك السوق و الأعمال التجارية فقالوا: إن الله أغنانا عن السوق بما فتح به علينا. فقال رضي الله عنه: و الله لئن فعلتم ليحتاجن رجالكم إلى رجالهم و نساؤكم إلى نسائهم" (المدخل لابن الحاج 4/105)

    و ظهرت الصناعات وبدأت تنتشر بين الصحابة رضوان الله عليهم في مجالات كان العجم و اليهود هم من احتكروها.


    طيب, ما رأيكم؟ هل هناك سوء فهم لشرط الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بشكل عام؟ أم أن القضية عادية؟

  2. #2

    افتراضي رد: التمكين في الأرض: ما هو الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر؟

    بورك فيه فالتمكين بالمفهوم السياسي المعاصر هو الوصول إلى السلطة بطريقة مشروعية وهي الاستقلال كما حدث لجل الدول العربية والاسلامية التي استقلت عن المحتل بعد احتلال طويل
    ويبدو لي والله اعلم أن الآية تفيد شروط وموجبات التمكين والاستقلال التام بحث تطالب السلطة الحاكمة بالقيام بأرعة شروط أساسية اولها الصلاة التي هي عمود الدين ورمز علاقة العبد بربه والامر الثاني الزكاة وهي رمز التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع الواحد والثالث والرابع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي صفات الخير [ كنتم خير أمة أخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله
    ]
    فهل ترى أن دولنا العربية والاسلامية التزمت بشروط التمكين؟ أم لم يعد أمر الناس بالصلاة مطلوب ولا جمع الزكاة شرط أما الامر بالمعروف فتعطل وصار البعض يأمرون بالمنكر ولا حول ولا قوة إلا بالله

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •