هل يجوز القول بأن كثيراً من المسلمين اليوم لا يعرفون من القرآن إلا كما يعرفه اليهود والنصارى من التوراة والإنجيل مع كون الجميع يقرؤون هذه الكتب السماوية فلا ينتفعون بما فيها - مع تحريف التوراة والإنجيل في مواضع عديدة - ؟
أرجو التفاعل ؟
هل يجوز القول بأن كثيراً من المسلمين اليوم لا يعرفون من القرآن إلا كما يعرفه اليهود والنصارى من التوراة والإنجيل مع كون الجميع يقرؤون هذه الكتب السماوية فلا ينتفعون بما فيها - مع تحريف التوراة والإنجيل في مواضع عديدة - ؟
أرجو التفاعل ؟
فهمت من السؤال أنه يقوم على حكم تشبيه معرفة عوام المسلمين (وهم أكثر المسلمين ) بالقرآن ، بمعرفة عوام اليهود والنصارى بالتوراة والإنجيل.
وللجواب نقرر معلومة لغوية بلاغية تقول : (( إن المشبه لا يطابق المشبه به من كل وجه )).
لذلك لابد أن نبحث عن مراد القائل على وجه الدقة فإن أراد أن معرفة عوام المسلمين بالقرآن تشبه معرفة عوام اليهود والنصارى في أن كليهما يقوم على التقليد ، فهذا صحيح .
لكن إن قصد أن معرفة عوام المسلمين بالقرآن تشبه معرفة عوام اليهود والنصارى بالتوراة والإنجيل في أن كلا الفريقين لا ينتفع بتلك المعرفة فكلامه خطأ وغير صحيح فالعامي المسلم الذي لا يعرف القرآن ويقلد أهل العلم ووافق في تقليده وما نشأ عليه بغير دليل ما كان عليه الصحابة من التوحيد والحق فإن ذلك ينفعه ويكون سببًا في نجاته في الآخرة ، بعكس جهلة اليهود والنصارى فإن جهلهم لا ينفعهم وليس عذرًا لهم تقليدهم لأحبارهم ورهبانهم .
وكذلك إن أراد أنهما متفقان من كل وجه فقوله باطل لا شك في بطلانه . والله أعلم .
أرجو أن أكون قد أصبت في فهم الطرح .
هل من مجيب ؟
الجواب - والله أعلم - هو في الحديث الصحيح :
عَنْ زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ :
( ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا فَقَالَ ذَاكَ عِنْدَ أَوَانِ ذَهَابِ الْعِلْمِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَذْهَبُ الْعِلْمُ وَنَحْنُ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَنُقْرِئُهُ أَبْنَاءَنَا وَيُقْرِئُهُ أَبْنَاؤُنَا أَبْنَاءَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ زِيَادُ إِنْ كُنْتُ لَأَرَاكَ مِنْ أَفْقَهِ رَجُلٍ بِالْمَدِينَةِ أَوَلَيْسَ هَذِهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ لَا يَعْمَلُونَ بِشَيْءٍ مِمَّا فِيهِمَا ) : رواه ابن ماجة ؛ وهو عند أحمد وغيره .
جواب موفق .