تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: « حكم آراء المدعو خالص جلبي »، لشيخنا عبد الرَّحمن البرَّاك

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي « حكم آراء المدعو خالص جلبي »، لشيخنا عبد الرَّحمن البرَّاك

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    « حكم آراء المدعو خالص جلبي »



    بسم الله الرحمن الرحيم
    فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك سلمه الله
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبا بعد:
    فهناك طبيب سوري مقيم في المملكة العربية السعودية في بريدة يدعى خالص جلبي، وله آراء تناقض العقل والشرع، ويعمل على نشرها في بعض مؤلفاته وكتاباته في صحف المملكة وغيرها، بل اشتهر أن له تلاميذ من المثقفين، وأنه أنشأ بهم مدرسة لترويج أفكاره، وإليكم شيئا من كلماته:
    ـ يقول في كتابه (سيكولوجية العنف، ص143) : "كانت الحروب قديماً تؤدي دوراً من الغنائم والأسلاب والرقيق، واليوم فات وقتها ، فكما تم إلغاء الرق فالعالم في طريقه لإلغاء مؤسسة الحرب".
    ـ ويقول تحت عنوان (الدولة العالمية كمقصد أعلى للبشر): "إن وجود دولة عالمية تحتكر العنف من الدول سيحقق الأمن عالمياً، فندخل العصر الذي تتوقف فيه الحروب" (المرجع السابق ص158) .
    ـ ويقول: "الأمل أن تتحقق الدولة العالمية الواحدة في مدى القرنين القادمين، أو ربما أسرع… عندها تنتهي لعبة الحروب نهائياً، ويلغى عصر الجوع" (المرجع السابق ص158) .
    ـ يقول الدكتور: "غدت الحرب موضة قديمة يمارسها المتخلفون، وكل بؤر النـزاع والحروب في العالم اليوم هي في معظمها مناطق المتخلفين" (المرجع السابق، ص 164).
    ـ ويقول: " إن الجنس البشري بلغ من النضج ما يجعله يحقق الحلم النبوي القديم في إلغاء مؤسسة العنف جملة وتفصيلاً، وكل ما قرب إليها من قول وعمل، والمؤسسات الدولية اليوم هي نطف بدائية لأفكار عظيمة نادى بها الأنبياء" (المرجع السابق، ص 151).
    ـ ويقول: "الجهاد ليس لنشر الإسلام، بل لحماية الرأي الآخر، ولتطبيق مبدأ (لا إكراه في الدين)، أي دين أو مذهب أو عقيدة، تركاً أو اعتناقاً، فالجهاد هو لحماية التعددية داخل المجتمع الإسلامي" (المرجع السابق ص12-13).

    ـ ويقول عن نوح عليه السلام: "نوح عليه السلام فشل في تغيير المجتمع" (في النقد الذاتي ص 71).
    فما حكم الشرع في نظركم في هذا الرجل خالص جلبي؟ جزيتم خيرا
    شبكة نور الإسلام


    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :
    الحمد لله؛ إذا كان ما ذكر صحيحا عن هذا الطبيب فاحترافه للطب وسيلةٌ لنشر فكره، وقد كان كثير من النصارى (المبشرين) يمتهنون الطب ذريعة للتنصير، والدولة لم تستقدمه ليكون داعية لهذا الفكر المنحرف، بل للاستفادة من تخصصه في الطب، ولعل من تعاقد معه ابتداء لا يعرف حقيقة حاله، وكذلك وزراء الصحة الذين عاصرهم، من لم يعلم بحقيقة أمره فله عذره، ومن كان عالما فإنه يحمل وزر بقائه، والله من وراء الكل محيط، وإننا بهذه المناسبة نرفع لسمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز وفقه الله طامعين في أن يجتث هذه الشجرة الخبيثة بعد التحقق من الحقيقة، ثم نهيب بمعالي وزير الصحة أن يتحمل مسؤوليته، ونذكره أنه مسؤول أمام الله عن إبقاء من يتجاوز حدود الله، ويتجاوز حدود عمله، كهذا الطبيب وأمثاله، فإن مثله لا يؤتمن على علاج المؤمنين.
    هذا؛ وما ذكر في السؤال من أقوال المذكور يتضمن نقصا في عقله، وانحرافا في فكره، وطعنا في شريعة الجهاد في الإسلام، ويظهر نقص عقله بجحده السنن الكونية الربانية من الصراع بين الناس نتيجة الاختلاف، ﴿ وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ [ سورة هود ، الآية : 118 ] ، وتعاقب الرغد والجوع في الأزمان والبلدان، ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [ سورة الأنبياء ، الآية : 35 ] ومن العجب أنه يعيب الحروب التي جرت في الماضي، ويدرج فيها حرب الغنائم والرقيق، وهذا هو طعنه في جهاد المسلمين، والغنائم والرق حكمان من أحكام الجهاد القطعية، ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ الآية [ سورة الأنفال ، الآية : 41 ] ﴿فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالا طَيِّبًا ﴾ [ سورة الأنفال ، الآية : 69 ] ونصوص الكتاب والسنة في أحكام الرقيق لا تحصى، فالطعن في حكم الرق في الإسلام جهل أو جحد لهذه النصوص، وطعن في تلك الأحكام، ومن مغالطاته في هذا السياق نسبة الحروب إلى مناطق المتخلفين، وفي هذا تعظيم لمن هم عنده من المتقدمين.
    هذا؛ ومن المعروف عند الخاصة والعامة أن دول هذا التقدم، وعلى رأسها الولايات المتحدة هي المشعلة لتلك الحروب،﴿
    كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّـهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّـهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [ سورة المائدة ، الآية : 64 ] ومَن صناع القنابل وأسلحة الدمار الشامل؟ مَن وراء هذه الحروب هنا وهناك في العراق وفلسطين وأفغانستان والصومال وأرتريا وغيرها إلا تلك الدول المتجبرة المتسلطة؟ وهل ضرب هيروشيما التي لا ينساها التاريخ من فعل دول المتخلفين؟ أم مظهر من مظاهر تقدم تلك الدول؟ وهل من النضج والتقدم ملكهم السلاح النووي وتحريمه على غيرهم؟
    وإليك من كلمات هذا الطبيب مايدل على أنه في أفكاره يسبح في خيال لا في حقيقة :
    يقول: "الأمل أن تتحقق الدولة العالمية الواحدة في مدى القرنين القادمين، أو ربما أسرع… عندها تنتهي لعبة الحروب نهائياً، ويلغى عصر الجوع".
    فالأمر عنده لا يعدو أن يكون أملا، وقد جعل لتحققه قرنين من الزمان، وماله على ذلك من برهان! ولعل القرنين عنده هي مدة الحمل لتلك النطف (المؤسسات الدولية)، أما مدة البلوغ فلعلها عنده تحتاج إلى خمسة عشر قرنا، وعليه فلم يكن الآن نضج ولا تقدم.
    وقوله: "عندها تنتهي لعبة الحروب نهائياً، ويلغى عصر الجوع"

    نقول فيه: هذا جهل بالله وبسننه الكونية في ابتلاء العباد بعضهم ببعض، وابتلائهم بالشدة والرخاء، والقبض والبسط، وتفرده سبحانه بالرَّزق وقسم المعايش، ﴿ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ﴾[ سورة الرّعد ، الآية : 26 ] نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا [ سورة الزّخرف ، الآية : 32 ] ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّ كُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [ سورة البقرة ، الآية : 155 ] وسبب هذا الجهلِ وقوفه مع الأسباب وإعراضه عمن خلقها، وهو المتصرف فيها.
    ومن المعلوم بالخبر والمشاهدة أن الحياة دول في الخير والشر﴿ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ﴾ [ سورة آل عمران ، الآية : 140 ] ومن جهله بقدر الأنبياء قوله: "نوح عليه السلام فشل في تغيير المجتمع"، نقول: قل مثل ذلك في هود وصالح وشعيب وكثير من الأنبياء، وعليه؛ فالأنبياء فاشلون على حد تعبيره، ومعلوم أن النعت بالفشل ذم وتنقص. وقد تبين أن هذه لغة جلبي، فقد وصف نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم وصحابته أيضا بالفشل في كتابه (سيكولوجية العنف، ص 125،34)، ومعنى ذلك أن الأنبياء كلهم عنده فاشلون، فمقياس النجاح والفشل عنده هو تغيير المجتمع وجودا وعدما، أما عند المؤمنين فالرسل كلهم قد نجحوا ونُصِروا، إذ بلغوا رسالات الله، ﴿ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ ﴾[ سورة النّحل ، الآية : 35 ] ﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ *إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ﴾[ سورة الصّافات ، الآيتان : 171 ، 172 ].


    وبعد كتابة هذا الجواب وقفت على ما جمعه الشيخ عبد الرحمن بن سعد الشثري وفقه الله من أقوال هذا الطبيب، موثقة بذكر المصادر، بعنوان (ضلالات طبيب القصيم : خالص جلبي) فإذا هي أقوال طوام، تتضمن أمورا :
    1ـ الاستخفاف برب العالمين.
    2ـ الاستخفاف بالأنبياء.
    3ـ إنكاره حد الردة أو طعنه فيه.
    4ـ تفضيل العقل على النقل.
    5ـ بكاؤه على من قتل من الزنادقة بحكم الردة.
    6ـ استعباد أمريكا لعقله.
    و بالجملة فأقوال هذا الرجل (جلبي) تنبئ عن زندقته، ومن العجب أنه مقيم في المملكة منذ قرابة ثلاثين سنة فيما ذكر، ويتنقل في مدنها، ويكتب في صحفها، والذي ندين لله به أن إبقاءه في البلد ـ وهذه حاله ـ حرام، يحمل وزره من هيأ له المقام، ومن يحميه ممن هو على شاكلته.
    وفي الختام نسأل الله أن يزلزله، وأن يخرجه من هذه الأرض الطيبة ذليلا خاسئا، إن الله على كل شيء قدير.


    أملاه :
    عبدُ الرَّحمنِ بنُ ناصِرٍ البَرَّاك
    عضو هيئة التَّدريس في جامعة الإمام محمَّد بن سعود الإسلاميَّة

    في 25/5/1431

    مقال الشَّيْخِ عبد الرَّحمنِ الشّثريّ :

    http://islamlight.ccell.mobi/index.p...k=view&id=2700

    رقم الفتوى : 36837
    المصدر : موقع شيخِنا الرَّسمي.

    http://albrrak.net/index.php?option=...tid=&Itemid=35
    2636 ـ وَالعِلْمُ يَدْخُلُ قَلْبَ كُلِ مُـوَفَّـقٍ * * * مِنْ غَـيْـرِ بَـوَّابٍ وَلَا اسْـتئْذَانِ
    2637 ـ وَيَرُدُّهُ الـمَـحْرُوْمُ مِنْ خِذْلَانِـهِ * * * لَا تُـشْـقِـنَا الـلَّهُـمَّ بِالـحِـرْمَـان ِ
    قاله الإمامُ ابنُ قيِّم الجوزيّة .« الكافية الشافية » [ ج 3، ص 614 ]. ط بإشراف شيخِنا العلّامة بكر أبو زيد.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: « حكم آراء المدعو خالص جلبي »، لشيخنا عبد الرَّحمن البرَّاك

    ضلالات طبيب القصيم: خالص جلبي
    للشَّيخِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ سَعدٍ الشَّثريِّ
    الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ومَن اهتدى بهداه .
    أما بعد : فقد روى الإمام مسلم أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : ((الدينُ النصيحة , قُلنا : لِمَنْ ، قال صلَّى الله عليه وسلَّم : لله , ولكتابه , ولرسوله , ولأئمةِ المسلمينَ , وعامَّتهم)).
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : (وكذلك بيانُ مَن غلط في رأي رآه في أمر الدين من المسائل العلمية والعملية فهذا إذا تكلَّم فيه الإنسانُ بعلم وعدل وقصدَ النصيحة فالله تعالى يُثيبه على ذلك , لا سيِّما إذا كان المتكلَّمُ فيه داعياً إلى بدعة فهذا يجبُ بيان أمره للناس , فإنَّ دفعَ شرِّه عنهم أعظم من دفع شرِّ قاطع الطريق) منهاج السنة ج5/146 .
    وفي هذه الرسالة المختصرة أذكر بعض ما خالفَ فيه طبيب مستشفى الملك فهد بالقصيم الدكتور خالص مجيب جلبي كتابَ الله تعالى وسنةَ رسوله صلى الله عليه وسلم , وذلك عبر النقاط التالية مع عدم التعليق عليها إلاَّ نادراً لمعرفة بطلانها من الدين .
    * قوله بعدم الاستغناء بالكتاب والسنة : قال : ( فالأمرُ هنا هو السير في الأرض , وليس السير في الكتاب , أي قراءة الواقع , وليس قراءة النصوص , والظن بأنَّ الاستغناء بالكتاب عن الواقع هو الذي قاد العالم الإسلامي إلى كارثة ثقافية مروعة) جريدة الرياض عدد 10188في 28/12/1416هـ .
    * تمجيده ودفاعه عن مُدَّعي النبوة : قال مُدافعاً عن الحلاج الذي يقول بحلول الله في خلقه , وادَّعى النبوة , ثم ادَّعى الألوهية : ( وباسم الشعب في بغداد حُكم على الحلاج بضربه بألف سوط , ثم قُطع لسانه , وأطرافه قطعة قطعة ) (ج الشرق ع 8002 في 27/7/1421هـ) .
    ويقول عن محمود طه الذي ادَّعى النبوة بالسودان : ( وفي عام 1971م أُعدم محمود طه في السودان بيد الطغمة العسكرية بتهمة الردة , وكان الرجل مُجدِّداً , ولم يكفر ولم يرتد ) ج الشرق ع 8324 في 24/6/1422هـ .
    وقال : ( ومات الحلاج صلباً في بغداد بكلمة اختُلقت ضده بعد جلده ألفاً وقطعت أطرافه .. وأنهى المفكر السوداني محمود طه حياته وهو يتأرجح على حبل المشنقة بتهمة الردة , ماتوا جميعاً لا لذنبٍ فعلوه , بل من أجل أفكارهم ونشاطهم ) (ج الشرق ع 8212 في 1/3/1422هـ) .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( الحلاج قُتل على الزندقة التي ثبتت عليه مما يُوجب قتله باتفاق المسلمين , ومَن قال إنه قُتل بغير حق فهو إمَّا منافق ملحد , وإما جاهل ضال ) (مجموع الفتاوى ج35/108).
    * استهتاره بآيات القرآن الدالة على عظمة الله تعالى : قال : (إذا كان الحاكم ينفخ في الصور فيقول للعباد ما علمتُ لكم من إله غيري , فإنَّ الزوج في البيت يُعلن أنه الأعلى, لا مُعقِّبَ لحكمه وهو سريع الحساب .. واحتكار فهم النصوص بيد طبقة الكهنوت, وخنق التعبير تحت دعوى الخيانة أو الردة , والطغيان يتأسَّس من العائلة ليظهر في النهاية على شكل تنيِّن سياسي يقذف باللهب على عُبَّاد يرتعشون وجلاً خاشعة أبصارهم من الذل.. فإذا أنتجت العائلة الإنسان الأخرس الخائف هيَّأت الجو الاجتماعي للخرس الجماعي المطبق، وخشعت الأصوات للحاكم فلا تسمع إلاَّ همساً) (جريدة الشرق 8177 في 25/1/1422هـ).
    * كذبه على الله تعالى: ومن ذلك قوله عن الله تعالى: ( والله غير متحيِّز للمسلمين , وقانونه يسري على الجميع ) (ج الشرق عدد 8695 في 12/7/1423هـ) .
    ((اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )) (البقرة: 257) .
    * دعوته لمناقشة الأصول المسلَّمة في الإسلام علانية ووصفه للكتاب والسنة بالعقل الميِّت : قال : (المواطن العربي اليوم مُحاصر في مثلَّث من المحرمات : بين الدين والسياسة والجنس , كل ضلع فيه يُمثِّل حاجزاً شاهقاً لا يستطيع أفضل حصان عربي رشيق أن يقفز فوقه إلاَّ بالقفز إلى الإعدام , فأمام حائط الدين يُطلُّ مفهوم الردة , وأمام جدار السياسة يبرز مصطلح الخيانة , وعند حافة الجنس تشع كل ألوان الحرام والعيب , فالعقل مُصادر ومؤمم وملغى حتى إشعار آخر ... لا بدَّ من تدريب عقولنا على النقاش والجدل , وذلك يفتح طرقاً عصبية رائدة , فالعقل النقدي حي , والعقل النقلي ميِّت ... ولم يكن للعلم أن يتطوَّر لولا نزع غطاء السرية عنه .. ومناقشة أي شيء علَناً دون الخوف من الاتهام بالزندقة ) (ج الشرق ع 7728 في 19/10/1420هـ).
    * دعوته للتقريب بين الأديان وذلك بإقامة الدولة العالمية : قال : (إنَّ وجود دولة عالمية تحتكر العنف من الدول سيحقق الأمن عالمياً ، فندخل العصر الذي تتوقف فيه الحروب) ويقول : (الأمل أن تُتحقق الدولة العالمية الواحدة في مدى القرنين القادمين أو ربما أسرع .. عندها تنتهي لعبة الحروب نهائياً) سيكولوجية العنف ص158 .
    ويقول في موضع آخر : ( الطريق ما زال طويلاً لإقامة الدولة العالمية التي ستحتكر السلاح والخبز ، فتُلغي الحروب بين الدول، وتُنهي عصر المجاعات) سيكولوجية العنف ص218 .
    ويقول : ( إنَّ مؤشرات التقدُّم العلمي كلها تُشير باتجاه تحطيم الجغرافيا , وزحف عارم للإنترنت , وتجاوز العنصرية والدولة القطرية , ودخول الإنسان أفق العالمية الثقافية المشتركة) (ج الرياض ع 10671 في 10/5/1418هـ) .
    * سخريته بالحديث عن الجنة والآخرة وعن قصص القرآن الكريم , ودعوته لنقد ولاة الأمر على المنابر , وتهييج الجماهير : قال : ( كل يوم جمعة يجتمع المؤمنون للصلاة وسماع الخطبة , ويستنفر نصف جيش من المخابرات لتسجيل الكلام ورفع التقارير ، فلعل فيروساً خطيراً مرَّ من أقنية الكلام .. وفي معظم الأحيان يكتشف الجمهور أن صوته مصادر في هذا الاجتماع لحساب وُعَّاظ السلاطين .. ويعيد نفس الدعاء للسلطان بالحفظ والصون , ويتلقَّى الموجة جمهور أخرس , أتقنَ الصمت بختم على الفم أكبر من ختم الحبل السري على البطن، ليسمع حديث واعظ في قضايا لا تستحق الاجتماع ، فلا يزيد الحديث فيها عن فواكه الجنة في الوقت الذي لا يجد فيه المواطن رزق عياله ، وعن الآخرة في الوقت الذي يحتضر فيه المواطن كل يوم مرتين , وعن فرعون ذي الأوتاد في الوقت الذي طغى فيه الحاكم في البلاد فأكثر فيها الفساد ) ج الشرق ع 8611 في 16/4/1423هـ .
    * تسميته الدعاء على الكافرين بالدعاء العدواني : ومن ذلك قوله عن أحد الخطباء : (فلم يزد الحديث عن مواعظ عثمانية , وأدعية عدوانية بأن يُدمِّر الله الكافرين جميعاً وعائلاتهم) (ج الشرق ع 8611 في 16/4/1423هـ) .
    * القول بانتهاء النبوة وإحلال البدائل العقلية : قال : ( ويُبدع الفيلسوف محمد إقبال , عندما يعتبر أنَّ فكرة ختم النبوة تعني إلغاء الامتيازات , فإبطال الإسلام للرهبنة ووراثة الملك , ومناشدة القرآن للعقل والتجربة على الدوام , وإصراره على أنَّ النظر في الكون والوقوف على أخبار الأولين من مصادر المعرفة الإنسانية , كل ذلك صور مختلفة لفكرة انتهاء النبوة ) ويتساءل جلبي : ما معنى ختم النبوة ؟! فيجيب : ( إنها فكرة عملاقة تعني نهاية مرحلة توجيه الإنسان ليقوم بنفسه , فالنبوة تحولت هكذا من نموذج قديم إلى نموذج جديد , يعتمد زخم العقل والعلم , وآيات الله في الآفاق والأنفس , والكشف عن مصادر الطبيعة والتاريخ ... مع هذه الفكرة ينتهي عصر الخوارق والتفوق والامتيازات , فلا نبيَّ بعد ولا خوارق تدشن ... والعلم هو الذي سيحتل الساحة من خلال الكشف عن القانون وتسخيره في كلِّ مستوى ) (جريدة الرياض عدد 11035 في 19/5/1419هـ) .
    * قوله بحرية العقيدة : قال : ( إنَّ الأديان السماوية أُنزلت من أجل أن يُؤمن بها الناس ... ولم يُرسَل الأنبياء كي يُصادروا آراء الناس ويفرضوا عليهم القوة المسلَّحة) ملحق الرسالة بجريدة المدينة 24/9/1423هـ .
    ويقول : ( المجتمع الإسلامي هو المكان الوحيد المسموح فيه بممارسة كل الأفكار , والتقاء كل الثقافات بالتعايش والتعبير) سيكولوجية العنف ص234 .
    * قوله بأنَّ سبب فشل الشيوعية هو إكراه الناس على دين واحد , وأنَّ سبب فلاح الدول الأوربية هو استيعابهم لجميع الأديان في بلد واحد : قال : ( لا يوجد جغرافيا واضحة لأوروبا ، وهذا يعني بكلمة ثانية : أنَّ هذه التجربة - الاتحاد الأوربي - ستبلغ ما بلغ الليل والنهار , ولن يطول ذلك الوقت الذي تزحف فيه هذه الوحدة شرقاً ، فتلتهم كل دول الحوض المتوسط في أحشائها , وإذ كانت قد تصدَّعت وتشظت الإمبراطورية الشيوعية عندما أرادت جمع الناس بالقوة تحت مبدأ الإكراه في الدين ، فإنَّ الناس يجمعهم اليوم سقف أوروبي واحد ) (ج الشرق الأوسط ع 8450 في 3/11/1422هـ) .
    * قوله بأنَّ أوروبا لم تستقر حتى رَفَضَت الكنيسة : قال : ( لم تخرج أوربا من مستنقع الطائفية بسهولة ، ولم يكسر احتكار الكنيسة للنصوص الدينية إلا بشق الأنفس ) جريدة الشرق الأوسط ع 8436 في 18/10/1422هـ .
    * سخريته بالقضاء والقدر , وقوله بأنَّ التحاكم إلى القرآن لا يحلُّ المشكلات: قال : ( لنتذكر معركة صفين حيث رُفعت المصاحف على رؤوس الرماح , دليلاً على الرغبة في التحاكم إلى النصوص ... فلم يحل التحاكم إلى النصوص المشكلة , إن لم يكن قد زادها تعقيداً ) سيكولوجية العنف ص24 .
    وقال : ( إنَّ النصوص لم تحل مشكلة في يوم من الأيام , وإنَّ القرآن بذاته تم توظيفه لحياكة أكبر خدعة سياسية في التاريخ , فرُفع على رؤوس الرماح في كلمة حق يُراد بها باطل , وإن ما حكم تاريخنا كان الغدر والسيف , ومن سخرية الأقدار أن نرى في النهاية أنَّ من حلَّ المشكلة لم يكن النصوص) (ج الشرق ع 8009 في 4/8/1421هـ ).
    * احتاجه بالقدر على الكفر والفسوق : قال : (ما الذي يُفرِّق صاحب المذاهب عن السلفي بغير مذهب ؟ وما الذي يُفرِّق السني عن الشيعي في الدين الواحد ؟ ثم قفز السؤال عتبة جديدة : ما الذي يفرق المسلم عن المسيحي واليهودي والبوذي عن الديانات الأخرى ؟ بل ما الذي يفرق المؤمن عن الملحد ,.. روت لي سيدة كانت تعالج في مشفى كَنَسي في دمشق , وهي طفلة وصادف ذلك أيام أعياد الميلاد , فقَرَأَت في وجه الراهبات الخشوع , ورأت من لطف الراهبات في العناية بها ما جعلها تطرح السؤال التالي : لقد علَّمونا أنَّ ديننا هو الأفضل , ولعلَّهم يظنون بأنفسهم كما نظن بأنفسنا , وهو نفس السؤال الذي طرحته أم مالك بن نبي الذي استمرَّ طبيب فرنسي يُعالجها لفترة طويلة في بيتها , كانت العائلة تُردِّد نفس السؤال عن مصير هذا الكافر ؟ ) ج الشرق ع 8436 في 18/10/1422هـ .
    * قوله بأنَّ الجهاد شُرع لحماية ديانات الكفار داخل ديار المسلمين : قال : (الجهاد ليس لنشر الإسلام ، بل لحماية الرأي الآخر ، ولتطبيق مبدأ ((لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)) أي دين , أو مذهب , أو عقيدة ، تركاً أو اعتناقاً ، فالجهاد هو لحماية التعددية داخل المجتمع الإسلامي) سيكولوجية العنف ص12-13 .
    * تعطيل النصوص الشرعية بالتحريف والتأويل : ومن ذلك محاولاته الكثيرة لتأويل القرآن لإلغاء الجهاد في سبيل الله , قال : ( بقدر نمو الوعي والتراكم المعرفي ، والسمو الأخلاقي ، تتراجع وتضمر مؤسسة العنف ، حتى يتخلَّص الجنس البشري من العنف كلية ((حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا)) (محمد : 4) سيكولوجية العنف ص120 .
    الله أكبر : قال ابن عباس رضي الله عنهما : ((حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا)) : حتى لا يبقى أحد من المشركين ) (زاد المسير ج7/397 ) .
    * قوله بأنه إذا التقى المسلم مع الكافر بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار : قال مُعلِّقاً على قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين : ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار)) قال جلبي : (يظنُّ بعض الناس أنَّ هذا الحديث يخصُّ المسلمين باعتبار أنه قال : (( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار )) في محاولة لفهم عنصري مغلق ) سيكولوجية العنف ص172 .
    وينتقص الصحابة رضي الله عنهم فيقول : ( وفي الحديث معنى انقلابي خفي وعميق , إذ يُسوِّي تماماً بين الطرفين , وبسبب بسيط « لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه » وهذا فهم رائع مدهش لجوهر النزاعات البشرية وآلياتها النفسية العميقة , والصحابة رضي الله عنهم لم يفهموا المعنى الخفي والعميق خلف دلالة كلمات الحديث ) سيكولوجية العنف ص198 , وجريدة الرياض عدد 10594 في 20/2/1418هـ .
    * استهزاؤه بدعاء الله تعالى : سُئل : لماذا الآخرة غير حاضرة في مشروعك ؟ أجاب : ( أستطيع أن أرثي لكم فقط , لأنَّ المسلمين مشكلتهم دنيوية أرضية واقعية , وأنت تبحث في الميتافيزيقيا , مثل مريض السل الذي تُريد معالجته هذه الأيام بالدعاء , وهي كارثة عقلية ) ملحق الرسالة بجريدة المدينة 24/9/1423هـ .
    * تأليه الطبيعة أو الكون والواقع : قال : ( لقد اعتبر القرآن التاريخ مصدراً للمعرفة تماماً مثل الطبيعة ... فهذه الحقول الأولية هي كلمات الله الأساسية , والنسخة الأصلية من كتاب الله التي لا تقبل التزوير والتحريف والتفسير اللاعقلاني , فصخرة أو جبل أو شجرة أو نهر , هرم فرعوني أم سور الصين , نقش مسماري أم هيكل عظمي , أدل على نفسه بنفسه من أيِّ نص كتب عنه مهما كان مصدره ) (جريدة الرياض عدد 10447 في 22/9/1417هـ ).
    إنَّ كلام جلبي هذا كلام خطير في تأليه الطبيعة أو الكون والواقع , فقد جعل الصخرة المخلوقة أولى من كلام الله الذي خلقها ؟! .
    * تقديمه للواقع الذي يراه على كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم : قال : ( الواقع أكبر من النصوص لأنه يشكل المصدر الذي يراه البشر جميعاً , لأنَّ الواقع هو النصّ مجسداً , في حين أنَّ النصوص تتعلَّق بالخلفية الثقافية التي حملها البشر , والتي بموجبها يفهمون النصوص ويتعاملون معها ويختلفون , بل ويفتك بعضهم بعض من أجل الخلافات في وجهات النظر وهم يُواجهون النصوص) سيكولوجية العنف ص42 .
    * تقديمه للتاريخ البشري على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم : قال : ( لا يوجد مثل القرآن ... ولا توجد أمة لم تستفد من كل هذه الثروة العقلية كما فعل متأخرو المسلمين في استعصاء عقلي عنيد , غير مفهوم وغير مبرر ولا عقلاني , حرَّكها من خانة دول المقدمة العظمى إلى خانة دول التخلُّف والإتباع , في لغز يحتاج فك طلاسمه إلى بحث تاريخي عقلاني موسع لاكتشاف بدايات الخلل , والتاريخ يتحرَّك وفق قوانين نوعية , وهو مصدر للمعرفة , وفيها محطَّات كبرى عقلية تأسيسية للمعرفة ) (جريدة الرياض عدد 10447 في 22/9/1417هـ ) .
    * تطاوله على مقام النبوة والأنبياء : قال عندما سُئل عن العلم : ( كنتُ قد طرحت أنَّ العلم حقَّق للجنس البشري ما لم يستطع تحقيقه الأنبياء على مدى العصور) ملحق الرسالة بجريدة المدينة الحلقة الثالثة في 10/9/1422هـ .
    ويقول : ( إنَّ الجنس البشري بلغ من النضج ما جعله يُحقِّق الحلم النبوي القديم في إلغاء مؤسسة العنف جملة وتفصيلاً .. والمؤسسات الدولية اليوم هي نطف بدائية لأفكار عظيمة نادى بها الأنبياء ) سيكولوجية العنف ص151 .
    * تطاوله على نبي الله نوح عليه السلام : قال : ( لقد فشلَ نوح عليه السلام في عملية التغيير الاجتماعية , أمامنا إذن إمكانية الفشل في تغيير المجتمع وتولِّي قيادته كما حدث لنوح مع أنه دعا فيه ما يزيد على تسعة قرون , فقصة نوح تُمثِّل مرحلة بدائية من التاريخ البشري ) النقد الذاتي ص77-78 .
    * تطاوله على رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال : ( فحين فشلَ في اختراق مجتمع مكة والطائف , نجح في نشر دعوته في أهل يثرب , حتى تفشَّى الإسلام في مجتمع المدينة , لكنه لم يذهب إليهم على ظهر المدافع والدبابات ) سيكولوجية العنف ص125 .
    * سبُّه لبعض الصحابة رضي الله عنهم : قال : ( وشخصيات هامشية في الثورة الإسلامية الأولى من طراز عمرو بن العاص ومعاوية حرَّفت مسيرة الخلافة الراشدة ) جريدة الرياض عدد 10481 في 22/10/1417هـ .
    وقال : ( وفي معركة صفين تواجه فريقان : مَن قضى عمره في بناء الإسلام , ومن أنفق عمره في حرب الإسلام , ولكن مَن ربح لم يكن أنزه الطرفين , ورُفع المصحف على رؤوس الرماح كي يُعطَّل المصحف ) الزلزال العراقي ص131 .
    * طعنه في الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم : قال : ( فالصحابة فشلوا وبوقت مُبكِّر في المحافظة على المجتمع الإسلامي الذي بناه لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد كل تعب وعناء ) سيكولوجية العنف ص34 .
    * تكفيره للصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه , وتكفيره لدولة بني أمية : قال : ( عندما يقلب معاوية الوضع الراشدي لبناء دولة بيزنطية , ومسخ الخلافة الراشدة بالتآمر الأُموي ) سيكولوجية العنف ص157.
    * إنكاره لحدِّ الرِّدة وتجويزه لارتداد المسلم عن دينه : قال : ( الخطأ يحق له أن يعيش ، ولا يُقتل الإنسان من أجل آرائه مهما كانت ) سيكولوجية العنف ص148 .
    ويقول : ( في المجتمع الإسلامي مجتمع اللا إكراه لا يُقتل الإنسان من أجل آرائه أياً كانت الأفكار ، سواءً تركاً أو اعتناقاً … وهذا يُفنِّد الاتجاه العام للمفهوم السائد بقتل المرتد , لأنَّ المرتد هو الذي يعتنق مبدأ ثم يتركه ، فكيف تسمح الحرية الفكرية لاعتناق مبدأ ثم تحبسه فيه , إنه لا حرية فكرية مع هذا الحجر ، فهذه المقولة تدشن العصبية الفكرية باتجاه واحد ) المرجع السابق ص126-127 .
    * سخريته من جهاد النبيِّ صلى الله عليه وسلم : قال : ( فحينَ فشلَ في اختراق مجتمع مكة والطائف ، نجحَ في نشر دعوته في أهل يثرب .. فلم يذهب إليهم على ظهر الدبابات بانقلاب عسكري ) سيكولوجية العنف ص125 .
    ويقول : ( وهذه كتب السيرة سجَّلت أحداثها على أساس مسلسل مُتتابع من الغزوات , كأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلَّم كان لا ينام إلاَّ على غزوة ولا يستيقظ إلاَّ على معركة , كما كُتبت مضمَّخة بعبق الأجواء السحرية , فكلها سلسلة من المعجزات ) سيكولوجية العنف ص48 .
    الله أكبر : لقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مَن ماتَ ولم يغزو ولم يُحدِّث نفسه بالغزو ماتَ على شعبةٍ من نفاق )) وروى البخاري عن أبي هريرةَ أن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال : (( والذي نفسي بيده : وددت أني أُقاتلُ في سبيل الله فأُقتل ُ , ثم أُحيا ثم أُقتلُ , ثم أُحيا ثم أُقتل , ثم أُحيا )) فكان أبو هريرة يقولُهن ثلاثاً أشهدُ بالله .
    * إلغاؤه للجهاد في سبيل الله تعالى : قال مستدلاً بقصة ابني آدم عليه السلام في غير مكانها : ( الذي حدث بين الدول أنها لم تتبنَّ موقف ابن آدم المقتول , فنشبت الحروب ولم تتوقف إلاَّ بتطوُّر السلاح النووي ودخول العصر الذري , حينما أدركت الدول أنَّ خوض الحروب غير رابح إطلاقاً ) (ج الرياض ع 10895 في 26/12/1418هـ) .
    * دعوته لإقامة حلف عالمي جهادي لرفع الظلم عن الناس مُسلِمهم وكافرهم : قال : ( إنَّ الجهاد المسلَّح شُرع لحماية المخالف وضد الظالم , وهي أداة مسخَّرة ضد المسلم عندما يكون ظالماً , وليست ضد الكافر طالما كان عادلاً , والجهاد تحرير مهم كونه دعوة لإقامة حلف عالمي لرفع الظلم عن الإنسان أيَّاً كان ) وقال : ( وبذلك فإذا رأينا أنَّ الوثنيين يُضطهدون ويُعذَّبون ويُطردون من ديارهم بالقوة المسلَّحة في أقصى جزر الأرض على يد المسلمين , فيجب نصر الوثنيين المظلومين ضد المسلمين الظالمين , لأنَّ علَّة الجهاد هي لردِّ الظلم من أي مصدر جاء ) سيكولوجية العنف ص128 , ص164 .
    * تأييده لحرب أمريكا على العراق وأنه نوعٌ من الجهاد : قال : ( ما عملته أمريكا مع سلوبودان يُمكن أن يكون نوعاً من الجهاد ... كذلك فإنَّ نفس الأمر ينطبق على صدام حسين , فيجب على صدام أن ينشئ تعددية حزبية , وعليه أن يستقيل فهو قد انتهى , إذا كانت أمريكا تريد فعلاً عمل نظام ديمقراطي في العراق فأنا مع أمريكا) ملحق الرسالة 3/9/1423هـ .
    * اتهامه بأنَّ الجهاد كان لأجل الغنائم : قال : ( كانت الحروب قديماً تُؤدِّي دوراً من الغنائم والأسلاب والرقيق , واليوم فات وقتها , والعالم في طريقه لإلغاء مؤسسة الحرب ) سيكولوجية العنف ص143 .
    * تسميته لجهاد الدفع تخلُّف : قال : ( غدت الحرب موضة قديمة يُمارسها المتخلِّفون , فكل بؤر النزاع والحروب في العالم اليوم هي في معظمها مناطق المتخلِّفين , وعندما نتأملها نراها في أفغانستان والصومال وزائير , فكلها كما ترى مناطق المتخلِّفين ) سيكولوجية العنف ص164 .
    * وصفه للشعب اليهودي بما وصفَ الله به الصحابة ويصفُ الشعب العربي بما وصفَ الله به اليهود : قال : (ويجب أن نعترف بحقيقة أنَّ المجتمع الإسرائيلي من داخله ديمقراطي , فهم رحماء فيما بينهم , وهم في الخارج أشداء على العرب وأهالي فلسطين , أمَّا نحن (( تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى)) (الحشر :14) (ج الشرق في 26/2/1423هـ ).
    * إيمانه بنظرية دارون : وهذه النظرية تتنكَّر للأديان السماوية , لأنها تعتمد على ( أنَّ أصل الحياة خلية كانت في مستنقع أو بحر قبل ملايين السنين , ثمَّ تطوَّرت هذه الخلية , ومرَّت بمراحل عديدة منها : مرحلة القرد الذي تطوَّر ليكون منه هذا الإنسان , وهذه العملية كلّها من فعل الطبيعة , ويَعتبر دارون أنَّ الطبيعة تخلق كل شيء , ولا حدَّ لقدرتها على الخلق .. ) يُنظر : مذاهب فكرية معاصرة لمحمد قطب ص96-98 .
    قال جلبي : ( لقد فتح دارون الطريق لمعرفة سر الحياة , وأصل الإنسان بشكل عام , وهذا بدوره شقَّ الطريق إلى مجموعات جديدة من فضاءات المعرفة ... لقد تركت الدارونية بصماتها على الفكر الإنساني من خلال علم الاجتماع على الشكل الذي طوَّره البريطاني سبنسر ) جريدة الرياض , عدد 10405 تاريخ 9/8/1417هـ .
    * دعوته للديمقراطية وهي حكم الشعب بالشعب , وأنَّ من لم يقل بها فهو مُخرِّب ومجرم : قال : (الديمقراطية انقلاب عقلي قبل كلِّ شيء , وتربية طويلة , وما لم نفطن إلى طبيعة الأشياء فسوف نبقى مُخرِّبين ومجرمين) سيكولوجية العنف ص130 .
    ويقول في ص157 : (الديمقراطية الشورية سوف تعم العالم , فهي قَدَرٌ لا مفرَّ منه مثل الموت ) .
    * زعمه بأنَّ الفلاسفة هم بناة الحضارة : قال : ( فالتاريخ رأى في الفلاسفة والمفكرين أنهم البُناة النظريون للحضارة الإنسانية , إنهم مفجِّرو الثورات , إنهم منشئو الحركات , إنهم مغيِّرو مجرى التاريخ) النقد الذاتي ص74 .
    * تكفيره للعرب : قال : ( قد يكون العالم العربي في بعض جوانبه ارتدَّ وانتكس , فالجنس البشري ليس وقفاً على حالة العالم العربي وأمراضه وظلامه السياسي وإغلاقه الفكري ) ج الرياض ع 10496 في 12/11/1417هـ .
    * قوله بوجوب الحزن لحزن أمريكا : قال : ( يجبُ أن نحزن لحزن أمريكا , لأنَّ فشلها فشل لكلِّ الجنس البشري , ولأنها تُمثِّل طليعة الجنس البشري ) ج الاقتصادية ع 3403 في 3/12/1423هـ .
    * دعوته للعُريِّ والاختلاط : قال : (عند سكان استراليا الأصليين تتدلَّى أثداء النساء بدون أن تُثير الفتنة , وفي كهوف الفلبين يعيش الناس رجالاً ونساءً مع أطفالهم في حالة عُريٍّ كامل , فلا يصيح واعظهم أنَّ هذا مخلٌ بالأخلاق , وبالمقابل : فإنَّ كشف يد امرأة متلفِّعة بالسواد من مفرق رأسها حتى أخمص القدم في بعض المناطق من العالم العربي يُثير الشهوة عند رجال يعيشون في حالة هلوسة جنسية عن عالم المرأة ) ج الشرق الأوسط في 23/4/1423هـ .
    * زعمه بأنَّ الحج فُرض لإيقاف الحروب : قال : (جُعل الحج تظاهرة لإيقاف تقديم القرابين البشرية وتدشين السلام العالمي ) سيكولوجية العنف ص210 .
    * دعوته لتمديد الأشهر الحرم لتشمل السنة كلَّها , وتوسيع حدود الحرم ليشمل الكرة الأرضية : قال : ( بعد أن تأمَّلت ظاهرة الحج رأيتُ أنها رمزية في تحويل البيت الحرام إلى أقطار الأرض جميعاً كهدف إبراهيمي قديم , فيكبَّر البيت الحرام ليستوعب بسلامه الكرة الأرضية كلَّها من خلال تجربة صمدت عبر أربعة آلاف سنة , ومدّ الأشهر الأربعة لتعم السنة , أي امتداد السلام إلى العالم في مستوى الزمان والمكان ) سيكولوجية العنف ص161 .
    * زعمه بأنَّ الأضحية شُرعت لإيقاف الحروب : قال : ( وكانت التضحية بالحيوان ترميزاً لإحياء ذكرى الإعلان الإبراهيمي قبل أربعة آلاف سنة بالتوقف عن تقديم القرابين البشرية , وتوديع عقلية العالم القديم في حل المشاكل بالعنف ) جريدة الرياض عدد 10531 في 17/2/1417هـ .
    * زعمه بأنَّ الصوم شُرع من أجل إيقاف الحروب : قال : ( لماذا نصوم ؟ ... كان الصيام إحدى أدوات التحرير الكبرى في الهند أيام غاندي , وأهم ما في التحرير : تحرير النفس من كراهية الانجليز قبل رحيلهم , لأنَّ العنف شجرة خبيثة , جذورها الكراهية , وثمرتها الخوف في علاقة جدلية ) جريدة الرياض عدد 10790 .
    * تمجيده للفلاسفة من الكفار : قال : ( ومشى في هذا الدرب الأنبياء والآمرون بالقسط من الناس , وكان سقراط واحداً منهم ، فلم يقتل ولم يهرب من الموت , كان سقراط فلتة عقلية ، وبالتعبير الطبي طفرة , والطفرة هي قفزة نوعية في الخلق , مع هذا فقد حكمت أثينا الديمقراطية بإعدام سقراط عام 399 ق. م ) ج الشرق 9460 في 9/9/1425هـ .
    * دعوته لنزع السلاح من جيوش البلاد الإسلامية , واستسلامها بدون قيد ولا شرط , ومَن لم يفعل ذلك فهو مغفَّل : قال : ( إنَّ الدول الكبرى أدركت عقم مفهوم القوة .. فهم يعلمون أنَّ أكبر خطر يُهدِّد امتيازاتهم هو انتباه واستيقاظ المغفَّلين على هذه الحقيقة , فنكفُّ عن شراء الأسلحة , ونفعل كما فعلت اليابان وألمانيا اللتين استسلمتا دون قيد ولا شرط في الحرب العالمية الثانية , فكانت النتيجة أن ارتفعتا إلى قمة العالم دون سلاح ) سيكولوجية العنف ص168 .
    * قوله بأنَّ الاستسلام للعدو هو السلاح الوحيد لكي يعتذر عن قتله للمسلمين : قال عن مجزرة ما يُسمَّى بالحرم الإبراهيمي وقتل الناس وهم في صلاتهم : ( إنَّ هذه المذبحة جعلت اليهود ليس في إسرائيل وحدها بل حتَّى في كندا يمشون مطأطئي الرؤوس خجلاً وهم يحملون الشموع والقناديل والدموع عن أولئك الذين قُتلوا صبراً ظلماً عُزَّلاً مُصلِّين ) سيكولوجية العنف ص90 , وقال عن مجزرة صبرا وشاتيلا : ( لقد حرَّكت هذه المذبحة الضمير العالمي كله , بل وحرَّكت المظاهرات داخل إسرائيل نفسها حزناً عليهم , بسبب موتهم بغير دفاع , خلافاً للقتل المتبادل في الحرب الأهلية , والقاتل سوف يندم في النهاية فكان من النادمين والندم هو التوبة ) سيكولوجية العنف ص91 .
    * تسميته للفسلطينين الذين يدافعون عن دينهم وأنفسهم ووطنهم إرهابيون : قال : ( إنَّ إسرائيل تُراهن في العالم على تشويه صورة العربي الذي يقوم بالعمليات الإرهابية الانتحارية , ولكن أسلوب مقاومتها بالطريقة السلمية يُوقظ الضمير الإسرائيلي ) سيكولوجية العنف ص215 .
    * دعوته للشعوبية : وهي تفضيل العجم على العرب : ومن ذلك قوله : ( وهنالك حزمة أمراض ثقافية تبلغ العشرة منها : أنَّ العالم العربي ما زال يحكم بسيف معاوية بعد انطفاء الوهج الراشدي ... وأنَّ الثقافة العربية تستحم بالعنف منذ المصادرة الأُموية , وتوديع حياة الرشد , واعتناق حياة الغي , وتفشِّي روح الغدر والقتل والانقلابات والتآمر , فليس بعد الرشد إلاَّ الغي ) ج الرياض ع 10692 في 1/6/1418هـ .
    * حُزنه على فتح القسطنطينية : قال : ( يفرح المسلمون بسقوط القسطنطينية 1453م ولكن هناك مَن يذكرها مع الدموع , فهل كان فتحها إسلامياً ؟ ثم ما هي النتائج المدمِّرة على العالم الإسلامي من وراء هذا الفتح المبين ؟ إنَّ المشكلة هي أن ما يفعله المرء يراه عين الصواب ، ولا يخطر في بالنا أنَّ تاريخنا قد يكون في بعض صفحاته مرباداً أسود كالكوز مُجخِّياً ) ج الشرق ع 8310 في 10/6/1422هـ .
    * شتمه لأهل السنة والجماعة : قال : ( إنَّ جذور الاستعمار تضرب في تربة الثقافة , وأنَّ هذا المرض يعسُّ في مفاصل الثقافة العربية , مثل الروماتيزم الخبيث , منذ الانقلاب الأموي , وقُتل العقل على يد تيار ما سُمِّي أهل السنة والجماعة , ولم يكن بسنة ولا جماعة ) كتاب الزلزال العراقي ص124 .
    * دعوته لمذهب الخوارج في الخروج على الأُسر الحاكمة : قال : ( لماذا استوردنا سيارات ولم نستورد الديموقراطية ؟ ولماذا نُبايع الزعيم السياسي مثل شيخ الطريقة الصوفية إلى الأبد ) ج الشرق ع 8695 في 12/7/1423هـ .
    * طعنه وسخريته بالحضارة الإسلامية : قال : (وإحدى الحضارات المتبقية التي تترنح اليوم , وتبدو كشبح مجتمع هي الحضارة الإسلامية , مجتمع منطفئ الفعالية , عاجز عن حل مشكلاته الميدانية ) جريدة الرياض عدد 10335 في 28/5/1417هـ .
    * مدحه لحضارة الكفار : ومن ذلك دفاعه عن مذبحة وقعت بين طلاب مدرسة أمريكية : ( فقصة مجزرة المدرسة الأمريكية , يجب أن لا تُحرِّض فينا منعكس البحث عن العورات , فمن كان بيته من زجاج عليه ألاَّ يضرب الآخرين بالحجارة , بل يجب علينا أن نتأمل مظاهر الصحة والقوة عندهم , نُلقِّحُ بها مجتمعاتنا العاجزة ) جريدة الرياض عدد 10874 في 5/12/1418هـ.
    * المخرج من الكارثة التي أصابت الشرق الأوسط : قال : ( وفي قناعتي أنَّ كارثة أصابت الشرق بعدم تطوير الفن , ويجب أن نُطوِّر فرقاً موسيقية , كما فعل الإيرانيون ) مقابلته في ملحق الرسالة 28/8/1422هـ .
    هذا غيض من فيض من ضلالات خالص جلبي , هداه الله على أيدي العلماء والولاة إنه سميع مجيب .
    نسأل الله تعالى أن يكفينا شرَّ المنافقين والمنافقات , وأن يجعل كيدهم في نحورهم , وأن يُعيذنا من شرورهم , وأن يفضحهم في عقر دارهم , آمين , وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه وسلم .
    2636 ـ وَالعِلْمُ يَدْخُلُ قَلْبَ كُلِ مُـوَفَّـقٍ * * * مِنْ غَـيْـرِ بَـوَّابٍ وَلَا اسْـتئْذَانِ
    2637 ـ وَيَرُدُّهُ الـمَـحْرُوْمُ مِنْ خِذْلَانِـهِ * * * لَا تُـشْـقِـنَا الـلَّهُـمَّ بِالـحِـرْمَـان ِ
    قاله الإمامُ ابنُ قيِّم الجوزيّة .« الكافية الشافية » [ ج 3، ص 614 ]. ط بإشراف شيخِنا العلّامة بكر أبو زيد.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •