القاعدة تقول أن تمييز المائة والألف ومضاعفاتها يكون مفردا مجرورا نحو ( عندي مائة ريال ) لكن ما قولكم في قوله تعالى ( ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا ) في سورة الكهف
لماذا جاء التمييز هنا جمعا ؟ وما إعرابه إذا لم يكن تمييز ؟
القاعدة تقول أن تمييز المائة والألف ومضاعفاتها يكون مفردا مجرورا نحو ( عندي مائة ريال ) لكن ما قولكم في قوله تعالى ( ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا ) في سورة الكهف
لماذا جاء التمييز هنا جمعا ؟ وما إعرابه إذا لم يكن تمييز ؟
يعرب بدلا أو عطف بيان
شكرا لك عزيزي حاتم أبو عاشور
أرجو من الاخوان الادلاء بآرائهم والمشساركة معنا
شكر الله لك سيدي علاء
الباب مفتوح للجميع علموني بمشاركاتكم علمكم الله وزادكم فقد أحرجني من سألني وأردت أن لا أترك توجها للمسألة إلا وقد جئته به فساعدوني شكر الله لكم
السلام عليكم...القراءة بتنوين (مائة) لاأعلم لها إلا ما سبق .أما القراءة بغير تنوين فتوجه على أن (سنين) مضاف إليه ،وقدأضيف التمييزإلى المميز،وجاء بالجمع تنبيهاً على الأصل الدي كان يجب استعماله.
قراءة التنوين هي قراءة جمهور السبعة ،والأخرى قراءة حمزة والكسائي .
أخي المستوى :
بما أن الإخوة بيّنوا أوجه الإعراب
فأحبّ المشاركة بإلقاء نظرة بلاغية إلى هذا الاختيار الإلهي الفريد ! :
وإن قولك إن التمييز خرج عن القاعدة كلام صحيح , لكن هذا لقصور القاعدة ذاتها , وإلا فالعرب منذ الجاهلية يستخدمون تمييز المئة جمعا منصوبا أو مجرورا , ويستخدمون تمييز المركّب جمعا , ويجعلون تمييز المفرد منصوبا ... الخ
وليس هذا اعتباطا أو ركاكة وسوء بناء , بل مراعاة لأمور معنوية دقيقة يريدونها بنباهتهم .
قال علقمة :
فكان فيها ما أتاك وفى ** تسعين أسرى مُقرَنين صَفَدْ
نأتي إلى الحكمة من اختيار الله - تعالى - كلمة ( سنين ) بدلا عن ( سنةٍ ) وهي قليلة الورود في لسان العرب !
لعل من حِكَمِها أن الله جل وعلا , قد علم أننا لو علمنا أن الله أرقدهم في الكهف ثلاث مئة سنة وزيادة لم تتبدل أجسادهم بل ظلت كأجساد الأحياء , ثم بعثهم وكأنهم ناموا يوما أو بعض يوم , أقول : عندما أخبرنا الله بذلك فقد علم أننا سنستغرب طول المدة , فقطع عنا طريق الشك بهذا التعبير االبليغ , الذي جعل معنى الآية : إن هؤلاء الفتية الذين أرقدهم الله ثم بعثهم لم يتبدل شيئا من أجسادهم , قد مكثوا ثلاث مئة , ولا تظنوها أياما أو شهور بل هي ((( سنين )))
فاستخدام ( ثلاث مئة سنة ) إنما هو للتعبير العادي الذي يراد به مجرد سوق الخبر , ولا يستكثر المخاطب معه العدد , وهو كما ترى لا يوحي بشئ غير المعنى الظاهر القريب , والإخبار المجرد بحصول أمر عادي .
أما استخدام ( ثلاث مئة سنين ) ففي كلمة سنين معنيان : بيان جنس المعدود , وبيان أنه المييز مقصود تماما فلا يستكثرنّه أحد .
والله أعلم .
مثال :
لو قال قائل : صارعت ثلاث مئة رجل وغلبتهم , فتعبيره تساهل في بيان قوته , بل جاء كلامه خبرا عاديا لا ندري هل قصد الاعتداد بقوته أم أراد مجرد الإخبار بالحادثة
أما لو قال : صارعت ثلاث مئةٍ رجالٍ فكأنه قال أنا قوي قد صارعت ثلاث مئة وإنهم رجال لا أطفال أو نساء ضعاف .
هذا ليس من التمييز في شيء
وهو يعرب حالا منصوبة وعلامة النصب الياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم
شكرا لكم اخوتي على مشاركاتكم
وأطلب من كل أساتذتنا وشيوخنا اثراء الموضوع فهم أهلها
(سنين *) في الآية الكريمة تعرب حالا أو بدلا وهي على الإعرابين ستحمل على الوجه البلاغي الذي تحدث عنه الأخ الساري أما التمييز فقد حذف لدلالة البدل عليه
جزاكم الله خيراً
إعراب القرآن وبيانه (5 / 564):
وثلاث ظرف ومائة مضاف اليه وسنين عطف بيان لثلاثمائة أو بدل ولا يصح أن يكون تمييزا لأن تمييز المائة مجرور وجره بالاضافة والتنوين مانع منها.
التحرير والتنوير (15 / 301):
قَرَأَ الْجُمْهُور ثَلاثَ مِائَةٍ بِالتَّنْوِينِ. وَانْتَصَبَ سِنِينَ عَلَى الْبَدَلِيَّةِ مِنِ اسْمِ الْعَدَدِ عَلَى رَأْيِ مَنْ يَمْنَعُ مَجِيءَ تَمْيِيزِ الْمِائَةِ مَنْصُوبًا، أَوْ هُوَ تَمْيِيزٌ عِنْدَ مَنْ يُجِيزُ ذَلِكَ.
وَقَرَأَهُ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِإِضَافَةِ مِائَةٍ إِلَى سِنِينَ عَلَى أَنَّهُ تَمْيِيزٌ لِلْمِائَةِ. وَقَدْ جَاءَ تَمْيِيزُ الْمِائَةِ جَمْعًا، وَهُوَ نَادِرٌ لكنه فصيح.