جزاكم الله خير الجزاء وبارك الله فيكم
اسمحوا لي بهذه المشاركة معكم حيث أرى ـ وهذه وجهة نظر خاصة بي وقد تكون قاصرة ـ بأن الكلام عن كتاب الشيخ بكر حفظه الله قد أخذ طريقا آخر، بكل أسف بعيد كل البُعد عن مقصود الكتاب.
فصار الانتقاد في غير محل الخلاف.
أولا: لأن النهي قد يقع على سبيل الجزم الشرعي وقد يقع على سبيل الأدب والتوقي والشيخ قد جمع كل هذا وغيره في كتابه ولم يفرق بين هذا وذاك في كل مرة وإنما ترك دلالة ذلك للطالب الفطن.
ثانيا: كان مقصود الشيخ كما تدل عليه عباراته إنما هو الجمع والترتيب لا التحرير والتقعيد وشتان بين الأمرين.
وحكاية ما يقع في الجمع والترتيب ليس تقعيدا
ولتتضح الصورة أضرب مثلا بالإمام النسائي عندما يسوق في سننه بابا في الفقه في جواز أو منع فعل معين ثم يورد حديثا معينا ثم يضعف الحديث.
فما فائدة الجواز وعدمه مع أنه ضعّف الحديث؟
هذا السؤال لا يقال لمثل النسائي وأبي داود وأمثالهما من الأئمة خاصة وأن هذا كثير جدا في كتب الأئمة
لكن كان غرضهم هو حكاية واقع الرواية الدال على الجواز بغض النظر عن ضعفها وصحتها فهذا أمر آخر.
ثالثا: أن ضعف الحديث ليس مانعا من الحكم بموافقته لأدلة أخرى ولو على سبيل التوقي أو الأدب كما هو الحال في النهي عن التسمي بغير العربية.
فهذا النهي صحيح ووجيه جدا لفضل العربية وشرفها وتفضيل جنس العرب على العجم فيجري على هذا تفضيل الأسماء العربية على الأسماء الأعجمية
وهذا الأصل مبني على قياس صحيح ورأي وجيه له ما يبرره في الشرع
لكن هناك من الأئمة من يقدم الضعيف على القياس أو يذكر الحديث الضعيف إذا وافق القياس ويكتفي بهذا.
فإذا كان القياس صحيحا هنا فلا مانع من أن نستهل البحث بذِكْر الحديث الضعيف مع بيان ضعفه أو الإحالة على مصادره ليستطيع الطالب مراجعتها ومعرفة صحته وضعفه بنفسه
وبعد ذلك نورد القياس تصريحا أو تلميحا
وكتاب الشيخ بكر فيه هذا السلوك بل هو واضح جدا فيه وللأسف لم ينتقده المنتقد في أصله المفهوم بالاستقراء لكتابه وكلامه وإنما انتقده فيما احترز الشيخ منه وأفصح عن وقوعه في كتابه بشكل أو بآخر كما تدل عليه العبارات التي نقلها المشرف الحبيب الأخ علي عبد الباقي في مشاركته الماتعة السابقة جزاه الله خير الجزاء
المشكلة عندي ليست في انتقاد الشيخ بكر أو عدمه فهذا لم أتكلم فيه وإنما كلامي على أن الانتقاد جاء في غير ما ينبغي الكلام فيه
فالكتب لها أصول وفروع أو متون وهوامش فالانتقاد يكون في الأصول لا في الفروع والهوامش التي يسوقها صاحب الكتاب على سبيل التكملة والتحلية لكتابه لا أصلا فيه
هذا ما ظهر لي من خلال نظري القاصر للمسألة
وأرجو من الجميع تصحيح ما أخطأتُ فيه لأتعلّم منكم جميعا
وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم جميعا