تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 128

الموضوع: هل تحب يزيد؟

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: هل تحب يزيد؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزيد الموسوي مشاهدة المشاركة
    الحديث يا أخي يبشره بالجنة
    أخي الفاضل
    هناك مسائل يجب وضعها في عين الاعتبار، حول هذا المبحث:
    - أولاً: لا يوجد حديث نبوي شريف يتحدث فيه عن يزيد عينا، حتى يُقال أنه مبشر بالجنة أصلا.
    - ثانيًا: توجد رواية مشهورة معزوة للبخاري، وهي ليست فيه، ونصها: (أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور لهم)، وهي وإن وُجدت في كلام لشيخ الإسلام، إلا أنها ليست بصحيحة.
    - ثالثًا: الحديث الذي في البخاري، هو حديث أم حرام بنت ملحان: أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا. قالت أم حرام: قلت: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: أنت فيهم. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصرمغفور لهم. فقلت: أنا فيهم يا رسول الله ؟ قال : لا
    وقال الحافظ في الفتح: قوله (يغزون مدينة قيصر) يعني القسطنطينية، قال المهلب: في هذا الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزل البحر، ومنقبة لوده يزيد؛ لأنه أول من غزا مدينة قيصر.
    وتعقبه ابن التين وابن المنير بما حاصله: أنه لا يلزم من دخوله في ذلك العموم أن لا يخرج بدليل خاص إذ لا يختلف أهل العلم أن قوله -صلى الله عليه وسلم- مغفور لهم مشروط بأن يكونوا من أهل المغفرة حتى لو ارتد واحد ممن غزاها بعد ذلك لم يدخل في ذلك العموم اتفاقا، فدل على أن المراد مغفور لمن وجد شرط المغفرة فيه منهم. اهـ
    فتح الباري- ت الفريابي (7/196)
    رابعا: يعترض ذلك الفهم قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا يدخل الجنة إلا مؤمن ، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر
    فأثبت النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الله -عز وجل- قد يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر.
    أعاذنا والله وإياكم.
    ضف ذلك إلى ما تقدم، تجد المحصلة طيبة بإذن الله.
    والله الموفق.
    أختم فأقول:
    قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ
    فالاعتراض على الجزم، ليس إلا.
    والحمد لله رب العالمين
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  2. #22

    افتراضي رد: هل تحب يزيد؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزيد الموسوي مشاهدة المشاركة
    هل من جواب عن الحديث فضلا؟
    قال إبن حجر في فتح الباري في شرح هذا الحديث :
    "قوله‏:‏ ‏(‏يغزون مدينة قيصر‏)‏ يعني القسطنطينية، قال المهلب‏:‏ في هذا الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر، ومنقبة لولده يزيد لأنه أول من غزا مدينة قيصر وتعقبه ابن التين وابن المنير بما حاصله‏:‏ أنه لا يلزم من دخوله في ذلك العموم أن لا يخرج بدليل خاص إذ لا يختلف أهل العلم أن قوله صلى الله عليه وسلم مغفور لهم مشروط بأن يكونوا من أهل المغفرة حتى لو ارتد واحد ممن غزاها بعد ذلك لم يدخل في ذلك العموم اتفاقا فدل على أن المراد مغفور لمن وجد شرط المغفرة فيه منهم وأما قول ابن التين يحتمل أن يكون لم يحضر مع الجيش فمردود، إلا أن يريد لم يباشر القتال فيمكن فإنه كان أمير ذلك الجيش بالاتفاق وجوز بعضهم أن المراد بمدينة قيصر المدينة التي كان بها يوم قال النبي صلى الله عليه وسلم تلك المقالة وهي حمص وكانت دار مملكته إذ ذاك، وهذا يندفع بأن في الحديث أن الذين يغزون البحر قبل ذلك وأن أم حرام فيهم، وحمص كانت قد فتحت قبل الغزوة التي كانت فيها أم حرام والله أعلم‏.‏ "

    أما إستدلالك بأن يزيد مقطوع له بالجنة إستنادا لهذا الحديث فكما قال الأخوة هل سبقك بها أحد أم هو مجرد هوى فقط

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: هل تحب يزيد؟

    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ ثم أما بعد..

    بارك الله في الجميع ووفقهم آمين؛ وهنا وقفات مهمة يحسن الوقوف عليها في حق هذا الموضوع:
    -لم يتعبدنا الله بلعن خلقه وسبهم؛ فحالهم لا تخفى عليه سبحانه وتعالى؛ فهو وليهم سبحانه، ولكن نثني على من يستحق الثناء، ونذم بالعدل والإنصاف من يستحق الذم.
    -لا نجزم لأحد بجنة أو نار إلا من جزم لهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بجنة أو نار صراحة وتنصيصاً؛ ولكن نرجو للمحسن ونخاف على المسيء.
    -الرجال بأفعالهم؛ والتفاضل بينهم بها، ولا يقارن أحدهم بالآخر بمجرد كلام عام قد لا يشمل الكل، بل خرج مخرج الغالب.
    -استعراض الوقائع كاملة المتعلقة بحادثة ما؛ ومعرفة أيها ينزَّل على هذه الحادثة من غيرها.
    -معرفة المراد من الألفاظ ودلالاتها، وهل يفهم منها هذا الأمر أو ذاك.
    -عرض هذا النص على باقي النصوص الأخرى؛ وهل يدخل فيه الاستثناء أم لا؟

    وعليه: فقد سير معاوية رضي الله عنه جيشين إلى (القسطنطينية) بحسب ما ورد في السير والمغازي والتواريخ: الأول بقيادة سفيان بن عوف، والثاني بقيادة ولده يزيد في سنة 52هـ على الأصح.
    وكان في جيش سفيان بن عوف عدد من الصحابة الكرام؛ منهم: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وأبو أيوب الأنصاري؛ بل أن أبو أيوب رضي الله عنه وعنهم قد توفي في مدة الحصار هناك. وهذا هو الأظهر إن شاء الله = أن هؤلاء السادات من الصحابة كانوا مع سفيان ولم يكونوا مع يزيد.
    قال العيني: (لأنه لم يكن أهلاً أن يكون هؤلاء السادات في خدمته).

    فهل جيش سفيان بن عوف هو الأول، وجيش يزيد هو الثاني بعده؟ هذا الأظهر.
    ويؤيد ما ورد مما يخالف هذا كله من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد وغيره عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ امْرَأَةً حَدَّثَتْهُ؛ قَالَتْ: نَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَضَحِكَ، فَقَالَتْ: تَضْحَكُ مِنِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "لا، وَلَكِنْ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي يَخْرُجُونَ غُزَاةً فِي الْبَحْرِ، فَيَرْجِعُونَ قَلِيلَةً غَنَائِمُهُمْ مَغْفُورًا لَهُمْ "، قَالَتِ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِيَ مِنْهُمْ، فَدَعَا لَهَا. قَالَْ: فَأَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، قَالَ: فَرَأَيْتُهَا فِي غَزَاةٍ غَزَاهَا الْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى أَرْضِ الرُّومِ، وَهِيَ مَعَنَا، فَمَاتَتْ بِأَرْضِ الرُّومِ.
    فهذا نص يجب الوقوف عنده جيداً.. فليس الكلام سبيلاً يلقى بلا قيد.

    · نأتي الآن إلى المعنى المراد من قوله صلى الله عليه وسلم (مغفوراً لهم):
    فإن هذا اللفظ لا يعني عدم الحساب، أو أن فيهم من قد يستثنى من هذا الغفران، والنصوص في هذا صريحة متوفرة.
    فلا يلزم منه دخول يزيد أو من هو على شاكلته ممن غزى معهم أن يدخل في هذا العموم؛ بل قد يكون قد خرج بدليلٍ خاص.. إذ لا يختلف أهل العلم أن قوله صلى الله عليه وسلم (مغفور لهم) = مشروط بأن يكونوا من أهل المغفرة؛ فهل لو ارتد واحد ممن غزاها بعد ذلك وكفر؛ هل سيدخل في هذا العموم؟!! لن يدخل اتفاقا.
    فدل الكلام على أن المراد مغفور لمن وجد شرط المغفرة فيه منهم.

    والخلاصة: أن الكلام في هذه القضية دقيق؛ ويحتاج إلى جمع الروايات والطرق، ومن ثم العرض على بقية النصوص الأخرى، ثم الخروج بنتيجة ثابتة.. وما ذكر أعلاه نواة لمن أراد.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: هل تحب يزيد؟

    الأخوان الحبيبان الغاليان: (أسامة) و(عبد الرحمن التونسي)..
    أعتذر منكما أشد الاعتذار لتطفلي بعد ما كتبتماه؛ ولكن عذري أنني وضعت الرد ولم أر رديكما؛ فتقبلاه مني.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: هل تحب يزيد؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    حيا الله الجمع الكريم ...

    وفصل الخطاب في هذه المسألة المطروحة هو قول السلف الصالح وأهل العلم الأثبات
    فليس لآحادنا تقديم ما يراه أو فرض قناعته الشخصية في مثل تلكم المسائل العقدية
    ولن أزيد على نقل ما تيسر لي من كتاب : ((العواصم من القواصم )) للإمام القاضي
    أبي بكربن العربي المالكي / حققه وعلق على حواشيه :الشيخ محب الدين الخطيب .


    فإن قيل: فقد عهد إلى يزيد وليس بأهل414، 415.
    ـــــــ
    (414 ) -أن كان مقياس الأهلية لذلك أن يبلغ مبلغ أبي بكر وعمر
    في مجموع سجاياهما، فهذا ما لم يبلغه في تاريخ الإسلام،
    ولا عمر بن عبد العزيز. وإن طمعنا بالمستحيل وقدرنا إمكان
    ظهور أبي بكر آخر وعمر آخر فلن تتاح له بيئة كالبيئة التي أتاحها
    الله لأبي بكر وعمر.
    وإن كان مقياس الأهلية الاستقامة في السيرة، والقيام بحرمة الشريعة، والعمل بأحكامها،و العدل في الناس، والنظر في مصالحهم، والجهاد في عدوهم، وتوسيع الآفاق لدعوتهم،والرفق بأفرادهم وجماعتهم، فإن يزيد يوم تمحص أخباره، ويقف الناس على حقيقة حاله كما كان في حياته، يتبين من ذلك أنه لم يكن دون كثيرين ممن تغنى التاريخ بمحامدهم،وأجزل الثناء عليهم.خ.
    (415) تصدى في العصر الحديث للدفاع عن يزيد استاذ في جامعة القاهرة هو الدكتور إبراهيم العدوي خريج ماعة ليفربول، فيقول في كتابه: الأمويون والبيزنطيون:
    البحر المتوسط بحيرة إسلامية ناقضا بذلك الشائعات الكاذبة
    المتواترة التي سمعة وتسمم العقول البريسة.
    وبذل معاوية جهودا عظيمة لإعداد القوات الإسلامية التي
    رغب في إرسالها إلى القسطنطينية فجعل على رأس هذه
    الحملة ابنه وولي عهده يزيد

    واستهدف معاوية من وراء ذلك إعطاء ابنه فرصة يعلي فيها
    من ذكره واسمه في ميدان الجهاد ضد البيزنطيين،
    وليرد بذلك على الأشخاص الذين أبدوا امتعاضهم من يزيد
    والمحاولات التي بذلها أبوه لأخذ البيعة له بالخلافة من بعده،
    إذ صورت الدعايات المعادية لبني أمية شخصية يزيد بحبها
    للمجون والخلاعة، وعدم أهليتها لتصريف شئون المسلمين.
    ومن ثم كان ميدان القسطنطينية خير مجال يدحض فيه يزيد
    افتراءات منافسيه وأعدائه ويعلن عن مواهبه الحربية ما اتصف به من شجاعة وإقدام.
    وعلى ضفاف البوسفور انضم يزيد إلى القوات،
    وعبر مياه هذا المضيق إلى الشاطيء الأوروبي وحقق لجنده
    سبقهم على أقرانهم من جند الإسلام في مشاهدة القسطنطينة،
    وا لوقوف أمامها، يدقونها بآلاتهم الحربية ويعملون على تخريبها أو إحداث ثغرات فيها.
    وأظهر يزيد في هذا الحصار من ضروب الشجاعة والبسالة
    ما أكسبه لقب: فتى العرب ودونت المراجع سيرته وأعماله في هذا النضال.
    وأشاد الدكتور إبراهيم بمعاوية رضى الله عنه فقال:
    باستيلاء المسلمين على الشام ومصر،فتحت صفحة جديدة في تاريخ البحر المتوسط دون سطورها الأولى معاوية بن أبي سفيان بمداد الجهاد وملأ بأخبار عظمة الأول في رسم سياسة المسلمين إزاء البحر المتوسط منذ زمن مبكر، وحل المشكلة البحرية التي اعترضتهم.م.



    ** وفي موضع آخر من الكتاب جاء في الحاشية :



    (419) أي لتنكشف عليك الفتنة في أشد حالاتها، ويلاحظ أن الذين انتحلوا هذه الأقوال في الاستطالة على معاوية لم يطعنوا في كفاءة يزيد وأهليته لأنها آخر ما يرتابون فيه.



    ** وفي موضع آخر من الكتاب جاء في الحاشية :


    ـــــــ
    (428 )قال الإمام ابن خلدون:
    ....والذي دعا معاوية رضي الله تعالى عنه لإيثار ابنه يزيد بالعهد دون سواه إنما هو مرعاة المصلحة في اجتماع واتفاق أهوائهم باتفاق أهل الحل والعقد عليه حينئذ من بني أمية، إذ بنو أمية يومئذ لا يرضون سواهم، وهم عصابة قريش وأهل الملة أجمع وأهل الغلب منهم. فآثره بذلك دون غيره ممن يظن أنه أولى بها.
    وعدل عن الفاضل إلى المفوض حرصا على الاتفاق واجتماع الأهوال الذي شأنه أهم عند الشارع، وإن كان لا يظن بمعاوية غير هذا لعدالته.
    وصحبته مانعة من سوى ذلك وحضور أكابر الصحابة لذلك وسكوتهم عنه دليل على انتفاء الريب فيه، فلبسوا مما يأخذهم في الحق هوادة.
    وليس معاوية ممن تأخذه العزة في قبول الحق، فإنهم كلهم أجل من ذلك. وعدالتهم مانعة منه.


    ** وفي موضع آخر من الكتاب جاء في الحاشية :

    فإن قيل: لمن فيه شروط الإمامة. قلنا: ليس السن في شروطها، ولم يثبت أنه يقصر يزيد عنها.
    فإن قيل: كان منها العدالة والعلم،ولم يكن يزيد عدلا ولا عالما. قلنا: وبأي شيء نعلم عدم علمه أو عدم عدالته431؟
    ولو كان مسلوبهما لذكر ذلك الثلاثة الفضلاء الذين اشاروا عليه بأن لا يفعل، وإنما رموا إلى الأمر يعيب التحكم، وأرادوا أن تكون شورى.
    فإن قيل: كان هناك من هو أحق منه عدالة وعلما، منهم مائة ورما ألف. قلنا: إمامة المفضول- كما قدمنا- مسألة خلاف بين العلماء على ذكر العلماء في موضعه.
    وقد حسم البخاري الباب، ونهج جادة الصواب، فروى في صحيحه ما يبطل جميع هذا المتقدم، وهو أن معاوية خطب وابن عمر حاضر في خطبته، فيما رواه البخاري عن عكرمة بن خالد أن ابن عمر قال: دخلت على حفصة ونوساتها تنطف434. قلت: قد كان من الأمر ما ترين، فلم يجعللي من الأمر شيء. فقالت: الحق، فإنهم ينتظرونك، وأخشى أن يكون في احتباسك عنهم فرقة. فلم تدعه حتى ذهب .
    -----------------------------------------------------------------------------
    (431) أما عن العدالة فقد شهد له محمد بن علي بن أبي طالب في مناقشته لابن مطيع عند قيام الثورة على يزيد في المدينة فقال عن يزيد: ما رأيت منه ما تذكرون. وقد حضرته وأقمت عنده فرأيته مواظبا على الصلاة، متحريا للخير، يسأل عن الفقه، ملازما للسنة ابن كثير 233:8. وأم عن العلم فما يلزم منه لمثله في مثل مركزه كان فيه موضع الرضا وفوق الرضا.
    روى المدائني أن ابن عباس وفد إلى معاوية بعد وفاة الحسن بن علي، فدخل يزيد على ابن عباس وجلس منه مجلس المعزى فلما نهض يزيد من عنده قال ابن عباس: إذا ذهب بنو حرب ذهب علماء الناس ابن كثير 228:8.خ.



    ** وفي موضع آخر من الكتاب جاء في الحاشية :

    وروى البخاري436 أن أهل المدينة لما خلعوا يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده وقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول :"ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة " وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله وروسهل437، وإني لأعلم غدرا أعظم من أن نبايع رجلا على

    بيع الله ورسوله ثم تنصب له القتال. وإني لا أعلم أحدا منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلا كنت الفيصل بيني وبينه.
    ....



    437 وهذا الخبر المنير الذي يرويه البخاري في صحيحه يفضح الذين زوروا على وهب بن جرير تلك الأخبار المتناقضة بأن عمر وغيرهم لم يبايعوا ليزيد، وان معاوية أقام على رؤوسهم من يقطعها إذا كذبوا فيما افتراه عليهم من أنهم بايعوا لابنه. فتبين الآن انه لم يفتر عليهم، وهذا ابن عمر يعلن في أحرج المواقف- أي ثورة أهل المدينة على يزيد بتحريض ابن الزبير وداعيته ابن مطيع- أن في عنقه كما فيأعناقهم بيعة شرعية لإمامهم على بيع الله ورسوله، وأن من أعظم الغدر أن تبايع الأمة أمامها ثم تنصب له القتال. ولم يكتف ابن عمر بذلك في ترك الثورة على يزيد بن روى مسلم في كتاب الإمارة من صحيحه ك33 ح58 ج6 ص22 أن ابن عمر جاء غلى ابن مطيع داعية ابن الزبير ومثير هذه الثورة فقال ابن مطيع: اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة. فقال ابن عمر: أني لم آتك لأجلس، أتيتك لأحدثك سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:" من خلع يدا من طاعة، لقى الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية"* وكان
    ـــــــ
    * رواه مسلم رحمه الله.


    ** وفي موضع آخر من الكتاب جاء في الحاشية :


    فإن قيل: كان يزيد خمارا. قلنا: لا يحل440 إلا بشاهدين، فمن شهد بذلك عليه441 بل شهد العدول بعدالته

    ______________________________ ______________

    (441) -أن معاوية - مع شديد حبه ليزيد، لألمعيته واكتمال مواهبه- آثر أن ينشأ بعيدا عنه في أحضان الفطرة،وخشونة البداوية وشهامتها، ليستكمل الصفات اللائقة بالمهمة التي تنتظر أثماله، فبعث به إلى أخبية البادية عند اخواله منقضاعة، ليكون على مذب أمة ميسون بنت بجدل يوم قالت:
    لبيت تخفق الأرواح فيه
    أحب إلى من عصر منيف
    وفي ذلك الوسط أمضى يزيد زمن صباه وصدر شبابه، وما لبث أن انتقل أبوه إلى رحمة الله حتى تولى المركز الذي أراده الله له. فلما خلا الجو لابن الزبير بموت معاوية صار دعاته يذيعون في الحجاز الأكاذيب على يزيد
    ==
    وينسبون إليه ما يحل* لهم. نقل الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية 223:8 أن عبد الله بن مطيع داعية ابن الزبير مشى في المدينة هو وأصحابه إلى محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن الحنفية فأراده على خلع يزيد، فأبى عليهم، فقال ابن مطيع: أن يزيد بشرب الخمر، ويترك الصلاة، ويتعدى حكم الكتاب. فقال لهم: ما رأيت منه ما تذكرون، وقد حضرته، وأقمت عنده، فرأيته مواظبا على الصلاة، متحربا للخير، يسأل عن الفقه، متلازما للسنة. قالوا: فإن ذلك كان منه تصنعا لك. فقالك وما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إلى الخشوع؟ فأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر؟ فلئن كان أطلعكم على ذلك إنكم لشركاؤه، وغن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا. قالوا: إنه عندنا لحق وإن لم تكن رأيناه. فقال لهم: أبى الله ذلك على أهل الشهادة فقال:{إلا من شهد بالحق وهم يعلمون}[الزخرف:86]،ولست من أمركم في شيء. قالوا: فلعلك تكره أن يتولى الأمر غيرك، فنحن نوليك أمرنا. قال: ما استحل القتال على ما تريدونني عليه تابعا ولا متبوعا. قالوا: فقد قاتلت مع أبيك. قال: جيئوني بمثل أبي أقاتل على مثل ما قاتل عليه. فقالوا: فمر ابنيك أبا القاسم والقاسم بالقتال معنا. قال: لو أمرتهما قاتلت. قالوا: فقم معنا مقاما تحض الناس فيه على التال. قال: سبحان الله ، آمر الناس بما لا أفعله ولا أرضاه؟ إذن ما نصحت الله في عبداه. قالوا: إذن نكرهك. قال: إذن آمر الناس بتقوى الله، وألا يرضوا المخلوق بسخط الخالق وخرج إلى مكة.
    * إن الذين نسبوا ليزيد ما لا يحل هم - الرافضة للتوصل إلى التشكيك بالقرآن من وراء الطعن بمعاوية ومن عم الخلفاء الذن ولوه وأقروه على الحكم، وهم نقلة القرآن وحفظته.
    * لقد كان يزيد غائبا عن الشام حينما مات أبوه فلما وصل دمشق جددت له البيعة، ثم جمع الناس في الجامع وخطب فيهم مما يدل على تقواه قائلا بعد حمد الله والثناء عليه:
    أيها الناس! إن معاوية كان عبدا من عبدي الله، أنعم الله عليه، ثم قبضه إليه، وهو خير من بعده ودون من قبله!.
    ولا أزكيه على الله عز وجل، فإنه أعلم به. إن عفا عنه فبرحمته، وإن عاقبه فبذنبه. وقد وليت الأمر من بعده، وليست آسى على طلب، ولا أعتذر من تفريط، وإذا أراد الله شيئا كان.
    إن معاوية كان يغزيكم البحر، وإني لست حاملا أحدا من المسلمين لعل مراده إلا بإذنه واختياره بدليل العبارة التي بعدها في البحر.
    =

    (

    وأن معاوية كان يشتيكم بأرض الروم، ولست مشتيا أحدا بأرض الروم. وإن معاوية كان يخرج لكم العطاء أثلاثا. وأنا أجمعه لكم كله.
    قال الراوي فافترق الناس عنه وهم لا يفضلون عليه أحدا. البداية ج8 ص143.
    ومن خطب يزيد الدالة على حصافة عقله وحسن بصيرته وتقواه:
    الحمد لله وأحمده وأستعينه وأومن به وأتوكل عليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. واشهد أن لا إله إلا الله وحده ر شريك له وأن محمدا عبده ورسوله اصطفاه لوحيه واختاره لرسالته بكتاب فصله وفضله وأعزه وأكرمه، ونصره وحفظه، ضرب فيه الأمثال وحلل فيه الحلال وحرم الحرام، وشرع فيه الدين أعذارا وإنذارا. لئلا يكون للناس حجة بعد الرسل، ويكون بلاغا لقوم عابدين.
    وأصيكم عباد الله بتقوى الله العظيم الذي ابتدا الأمور بعلمه، وإليه بصير معادها، وانقطاع موتها وتصرم دارها. وأحذركم الدنيا فإنها حلوة خضرة حفت بالشهوات وراقت بالقليل وأينعت بالفاني، وتحببت بالعاجل. لا يدوم نعيمها ولا يؤمن فجيعها، أكالة غوالة غراراة، ولا تبقى على حال، ولا يبقى لها حال، لن تعد الدنيا إذا تناهت إلى أمنية أهل الرغبة فيها والرضا بها وأن تكون كما قال الله عز وجل: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ} إلى قوله مقتدرا نسأل الله ربنا وإلهنا وخالقنا ومولانها أن يجعلنا وإياكم من فزع يومئذ آمنين. إن أحسن الحديث وأبلغ الموعظة كتاب الله.
    يقول الله :{وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} إلى آخر السورة. العقد الفريد 378:2.
    ومما روى عن معاوية أنه لما مات الحسن رضي الله عنه وكان عبد الله بن عباس رضي الله عنه في دمشق، أمر ابنه أن يذهب فيعزيه به فذهب وجلس بين يديه. وأراد ابن عباس أن يرفع مدجلسه فأبى وقال: إنما أجلس مجلس المعزي لا المهني، ثم ذكر الحسن فقال: رحم الله أبا محمد أوسع الرحمة وأفسحها، وأعظم الله أجرك وأحسن عزاك وعوضك من مصابك ما هو ير لك ثوابا وخير عقبى فلم يسع ابن عباس بعد أن غادره يزيد إلا أن قال لجلسائه:
    إذا ذهب بنو حرب، ذهب علماء الناس ثم أنشد:
    مفاضي عن العوراء لا ينقطونها ... واصل وراثات الحلوم الأوائل





    ** وفي موضع آخر من الكتاب جاء في الحاشية :


    حزن يزيد لاستشهاد الحسين ومعاملته لأهل بيته
    ...
    .............................. ...........................
    ـــــــ
    =
    إليه في طريقه: لقد خذلتنا شيعتنا!! فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف. فتفرق أكثر الناس، ولم يبق معه إلا أبناؤه وأقربائه وبعض المخلصين من وأوليائه، ولمن يكن يزيد مجموعهم على المئة.
    ويروي المسعودي أن عبدي الله بن زياد قال لقاتل الحسين: أنه كان خير الناس أما وأبا، وخير عباد الله، فلم قتلته؟! ثم أمر بضرب عنقه. مروج الذهب ج3 ص141.
    وروى الطبري كتاب يزيد على عبيد الله بن زياد يوصيه في الحسين أنك لم تعد إن كنت كما أحب عملت عمل الحازن، وصلت صولة الشجاع الرابط الجأش. وقد بلغني أن الحسين توجه إلى العراق فضع المناظر والمسالح واحترص على الظن وخذ على التهمة ولا تقتل إلا من قاتلك!. الطبري ج4 ص282-286.
    ولقد روى ابن كثير أن مروان بن الحكم كتب إلى عبيد الله بن زياد حينماخرج الحسين إلى العراق: أن الحسين قد توجه إليك،وهو ابن فاطمة، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتالله ما أحد مسلم أحب إلينا من الحسين، فإياك أن تهيج على نفسك ما لا يسده شيء ولا تنساه العامة ولا تدع ذكره آخر الدهر.
    وقد أوصى معاوية نفسه ولاته وابنه يزيد بالحسين.
    حزن لاستشهاد الحسين ومعاملته لأهل بيته.
    يروى أن يزيد دمعت عيناه لما حمل إليه راس الحسين وقال لحامله:
    لقد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين. لعن الله ابن عبيد الله. أما والله لو أني صاحبه لعفوت عنه، فرحم الله الحسين.
    أما والله يا حسين لو أنا صاحبك ما قتلتك ثم دعا بعلي الصغير بن الحسين ونسائه، فادخلوه عليه وعنده اشراف الشام. فقال لعلي: ابوك الذي قطع رحمي وجهل حقي، ونازعني سلطاني، فصنع الله به ما قد رأيت.
    ثم أمر بإنزالهم في داره وأمر لهم بما يصلحهم، وكان لا يتغذى ولا يتعشى إلا على معه. ثم أمر النعمان بن بشير أن يجهزهم بما يصلحهم ويسيرهم إلى المدينة مع أناس صالحين.
    ولما أرادوا الخروج دعا عليا فودعه وقال له:
    لعن الله ابن مرجانة! اما والله لو أني صاحبه ما سألني خصلة إلا أعطيتها إياه ولدفعت عنه الحتف بكل ما استطعت، ولو بذلت بعض ولدي، ولكن الله قضى ما رأيت، فكاتبني، وإنه إلي كل حاجة تكون لك.
    ويروي ابن قتيبة أنه لما أدخلوا عليه رأس الحسين وأهله بكى حتى كادت نفسيه تفيض. وبكى معه أهل الشام حتى علت أصواتهم

    ـــــــ
    يروي المسعودي أن ابن زياد قال لقاتل الحسين: أنه كان خير الناس أما وأبا، وخير عباد الله، فلم قتلته؟ ثم أمر بضرب عنقه. مروج الذهب ج141/3 وذكر الطبري أنه لما دخل علي ابن زياد عشاء آل الحسين، أمر لهم بمنزل وأجرى عليهم رزقا وأمر لهم بنفقة وكسوة ثم سيرهم إلى يزيد.
    قال الأستاذ دروزه 384/8 هذا- يجعل الروايات الواردة في حسن معاملة عبيد\ الله بن زياد، ثم يزيد لابن الحسين الصغير وبناته ونسائه واستياء يزيد لقتله، وبكائه عليه ومشاركة أهله نساء ورجالا في ذلك، أصح من تلك التي تذكر قسوتها وجفاءها إزاءهم، ولاسيما أنه لم يكن هناك قتال شديد يثير نقمة وانافعلاا يمتد أثرها إلى النساي والأطفال. وكان ما وقع على غير إرادتهم بل وعلى مضض منهم.
    ولعل من الدلائل على ذلك ما رواه الطبري وابن قتيبة معا من استمرار الصلات الحسنة، والمكاتبات بين يزيد وعلي بن الحسين، وما كان من موقف هذا إبان ثورة المدينة حيث رووا أنه لا علي ولا أقاربه اشتركوا في هذه الحركة. وأن يزيد وصى قائد جيشه وأمره بأن يدني مجلسه وأن يبلغه أنه وصل إليه كتابه، وأن هؤلاء الخبثاء شغلوه ع8نه، وأن القائد رحب به وأجلسه على السرير وبلغه رسالة يزيد. تاريخ الطبري ج4 ص379 والإمامة والسياسة ج1 ص200.
    فأين هذه المعاملة الحسنة من افتراء المفترين بسبي أهل البيت وحملهم على الجمال بلا أقتاب بعد استشهاد الحسين؟! فهذا من الكذاب الواضح، ما استحلت أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم سبي هاشمية، وإنما قاتلوا الحسين خوفا منه ومن أن يزيل عنهم الملك. فلما استشهد فرغ الأمر وبعث بآله إلى المدينة. ولكن جهل الرافضة إليه المنتهي. ولا ريب أن قتل الحسين من أعظم الذنوب، وفاعله والراضي به مستحق للعذاب لكن ليس قتله بأعظم من قتل أبيه، ولا قتل زوج أخته عمر، وقتل زوج خالته عثمان.
    والغريب أن هؤلاء المنافقين والمغرضين من أهل الكوفة الذين دعوا الحسين لتوليته هم الذين خذلوه وتخلوا عن نصرفته، وتسببوا بتقله ثم خرجوا يبكون عليه.



    ** وفي موضع آخر من الكتاب جاء في الحاشية :

    هل يزيد مسؤول عن مقتل الحسين؟
    وقال المؤرخ دروزه أيضا: ما سبق ندرك أنه ليس هناك ما يبرر نسبة قتل الحسين إلى يزيد، فهو لم يأمر بقتاله، فضلا عن قتله، وكل ما أمر به أن يحاط به ولا يقاتل إلا إذا قاتل،ومثل هذا القول يصح بالنسبة لعبيد الله بن زياد، فكل ما أمر به أن يحاط به ولا يقاتل إلا إذا قاتل، وأن يؤتى به إليه ليصضع يده في يده، أو يبايع يزيد صاحب البيعة الشرعية بل إن هذا ليصح قوله بالنسبة لأمراء القوات التي جرى بينها وبين الحسين وجماعته قتال، فإنهم ظلوا متزمين ما أمروا به،بل كانوا يرغبون أشد الرغبة في أن يعاقبهم الله من الابتلاء بقتاله، فضلا عن قتله، ويبذلون جهدهم في إقناعه بالنزول على حكم ابن زياد ومبايعة يزيد، فإذا كان الحسين أبي أن يستسلم ليدخل فيما د-لخ فيه المسلمون وقام بالقوة، فمقابلته وقتاله صار من الوجهة الشرعية والوجهة السياسية سائغا الأستاذ دروزة ج383/-384 قد يقول قائل: أم يكن من الواجب على يزيد وبالتالي على ابن زياد أن يقبل من الحسين قبول أحد شروطه الثلاثة العادلة التي عرضها عليه وهي أن يترك ليعود من حيث أتى، أو يذهب إلى يزيد، أو يرسل إلى الثغور. يذكر بعضهم أن هذه الشروط والمطالب من الحسين رضي الله عنه ليس لها أساس من الصحة. فقد روى الطبري رواية عن سمعان: قال: إني صحبت الحسين رضي الله عنه فخرجت معه في المدينة إلى مكة، ومن مكة غلى العراق، ولم أفارقه حتى قتل وليس من مخاطبته الناس كلمة بالمدينة ولا بمكة ولا في الطريق، ولا في العراق ولا في عسكر إلى يوم مقتله إلا وقد سمعتها. إلا والله ما أعطاهم ما يتذاكر الناس، وما يزعمون من أن يضع يده بيد يزيد بن معاوية ولا أن يسير إلى ثغر من ثغور المسلمين، ولكنه قال: دعوي فلأذهب في الأرضي العريضة حتى ننظر ما يصير أمر الناس. المسعودي ص131.
    وهذا الطلب من الحسين لا يمكن قبوله لمن أوتي أقل نصيب من السياسة والتفكير خيفة أن يقوم الحسين بتحريض شيعته في الأمصار فتندلع الثورات والفتن.
    ونرى لو أن عبيد الله بن زياد وصحبه حاصروا الحسين رضي الله عنه وجماعته وأحاطوهم بصنوف العناية والرعاية، وقدموا لهم ما يشتهون، وتذكروا أمر الصلح لليام ريثما تهدأ ثائرة الحسين لكان خيرا.
    ولك ذلك كان ممكنا ما داموا قلة لا يزيدون على مئة، فلا يقاتلونهم، ولو قاتلوا على أن تنزع منهم أسلحتهم بمختلف الأساليب ولكن أمر الله كان قدرا مقدورا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
    نسأل الله سبانه أن يهدي هؤلاء الذين يجددون ذكرى هذه الكارثة من عام إلى آخر وما يهلكون غلا أنفسهم في الدنيا قبل الآخرة وهم لا يشعرون، وخاصة وأن الأمويين قد زالوا. ولكن قبح الله اليهودية والشعوبية فإنهما لا تزالن تعيثان فسادا في النفوس لتحارب الإسلام والمسلمين باسم نصرة آل البيت كذبا وزورا.
    وختما لهذا الموضوع الخطير نقول كما قال المؤرخ المحقق عزة دروزة 386/8 بعدما نقل بعض ما ذكرناه في هذا البحث.
    ونشهد الله على أننا لم نكتب ماكتبناه عن هوى أو بغض للحسين رضي الله تعالى عنه وآل بيته وعلى أننا نكن لهم أشد الاحترام والمحبة لصلتهم الشريفة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولكننا كمؤرخين لا يسعنا أن نكتب غير ذلك، إذا أردنا أن نلتزم المنطق والإنصاف والحق، لأن الروايات التي تطئمن بها النفس لا تسمح بغيره.
    ولم ننفرد بهذه النتائج التي استنتجناها من الروايات. فهناك كثيرون غيرنا يشاركوننا فيها، بل وإنه ليشاركنا فيها كل منصف متجرد عن الهوى من المسلمين على اختلاف طوائفهم.
    ونورد هنا قولين في ذلك أحدهما للإمام المصلح العظيم ابن تيمية، والثاني للمؤرخ المحقق الشيخ محمد الخضري رحمهما الله.
    وقد أورد الإمام ابن تيمية خبر ما تلقاه الحسين من نصائح كثيرة بعدم الخروج والتحذير من العواقب ثم قال:
    إنه لم يكن في الخروج مصلحة لا في دين ولا في دنيا. وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يحصل لو قعد في بلده. فإن ما قصده من تحصيل الخير ودفع الشر لم يحصل منه شيء بل زاد الشر بخروجه وقتله، ونقص الخيروطلب الابتداء في الانتهاء، والاستقامة من أهل449 الاعوجاج،ونضارة الشيبة في هشيم المشيخة. ليس حوله مثله، ولا له من الأنصار من يرعى حفه، ولا من يبذل نفسه دونه، فأردنا أن نطهر الأرض من خمر يزيد450 فارقنا دم الحسين، فجاءتنا مصيبة لا يجبروها سرور الدهر451.
    وما خرج إليه أحد إلا بتأويل، ولا قاتلوه إلا بما سمعوا من جده المهيمن على الرسل، المخبر بفساد الحال، المحذر عن الدخول في الفتن. وأقوال في ذلك كثيرة: منها ما روى مسلم عن زياد بن علاقة عن عرفجة بن شريح

    قوله صلى الله عليه وآله وسلم452: "إنه ستكون هنات وهنات، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان 453". فما خرج الناس إلا بهذا وأمثاله. ولو أن عظيمها وابن عظيمها وشريفها وابن شريفها الحسين يسعه بيته أو ضيعته أو إبله- ولو جاء الخلق يطلبونه ليقوم بالحق وفي جملتهم ابن عباس وابن عمر لم يلتفت إليهم- وحضره ما أنذر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما قال في أخيه454، ورأى أنها قد خرجت عن أخيه ومعه جيوش الأرض وكبار الخلق يطلبونه فكيف ترجع إليه بأوباش الكوفة، وكبار الصحابة ينهونه وينأون عنه؟ وما أدري في هذا إلا التسليم لقضاء الله، والحزن على ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقية الدهر. ولولا معرفة أشياخ الصحابة وأعيان الأمة بأنه أمر صرفه الله عن اهل البيت، وحال من الفتنة لا ينبغي لأحد أن يدخلها، ما اسلموه أبدا.
    وهذا أحمد بن حنبل- على تقشفه وعظيم منزلته في الدين وورعه- قد أدخل عن يزيد بن معاوية في كتاب الزهد أنه كان يقول في خطبته إذا مرض أحدكم مرضا فأشفى ثم تماثل، فلينظر إلى أفضل عمل عنده فيلزمه، ولينظر إلى أسوأ عمل عنده فليدعه وهذا يدل على عظيم منزلته عنده حتى يدخله في جملة الزهاد من الصحابة والتابعين الذين يقتدى بقولهم ويرعوي من وعظهم. ونعم، ما أدخله إلا في جملة الصحابة455، قبل أن يخرج إلى ذكر التابعين456. فأين هذا من ذكر المؤرخين له في الخمر وأنواع الفجور، ألا تستحيون؟! وإذا سلبهم الله المروءة والحياء، ألا ترعوون أنتم وتزدجرون، وتقتدون بالأحبار والرهبان من فضلاء الأمة،وترفضون الملحدة والمجان من المنتمين إلى الملة {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ}. والحمد لله رب العالمين.
    ـــــــ

    يزيد بن معاوية ليس بصحابي وقد ولد عام 52هـ كما جاء في الأعلام.
    وجاء فيه أيضا: في زمن يزيد فتح المغرب الأقصى على يد الأمير عقبة بن نافع وفتح مسلم بن زياد بخارى وخوارزم...وإليه ينسب نهر يزيد في دمشق. وكان نهرا صغيرا، فوسعه فنسب إليه. وقال مكحول: كان يزيد مهندسا.م.


    ** وفي موضع آخر من الكتاب جاء في الحاشية :

    (456)- وخلاصة القول في يزيد بن معاوية اختلف الناس فيه- كما قال الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ثلاث فرق:طرفان ووسط.
    فأحد الطرفين قالوا: أنه كان كافرا منافقا..
    وذها القول سهل على الرافضة الذين يكفرون أبا بكر،وعمر، وعثمان. فتكفير يزيد أسهل!!
    والطرف الثاني يظنون أنه كان رجلا صالحا وإمام عدل. وأنه كان من الصحابة الذين ولدوا على عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وحمله على يديه وبرك عليه.
    وهذا قول بعض الضلال...
    والقول الثالث أنه كان ملكأ من ملوك المسلمين، له حسنات وسيئات، ولم يولد إلا في خلافة عثمان، ولم يكن كافرا، ولكن جرى بسببه ما جرى. وهذا قول أهل العقل والعلم والسنة والجماعة.
    ثم افترقوا ثلاث فرق، فرق لعنته، وفرق أحبته، وفرقة لا تسبه ولا تحبه! وهذا المنصوص عن الإمام أحمد،وعليه المقتصدون من أصحابه وغيرهم.
    وقد استدل القاتلون بالمغفرة له بحديث ثبت في صحيح مسلم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:" أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له " وأول جيش غزاها كان أميره يزيد. الفتاوى 481/4-483 باختصار.م.




    اللهم : اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك ؛ إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم .

  6. #26

    افتراضي رد: هل تحب يزيد؟

    بارك الله فيكم شيخنا التميمي فلا داعي للإعتذار فنحن نتعلم منكم

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    2,377

    افتراضي رد: هل تحب يزيد؟

    هذه نقول من كتاب الشيخ عثمان الخميس "حقبة من التاريخ"
    للفائدة
    هل كان يزيد أهلا للخلافةام لا؟
    ذكر ابن كثير(البداية و النهاية8/236)قصة عبد الله بن مطيع وأصحابه وانهم مشواالى محمد بن الحنفية وهو ابن علي بن ابي طالب أخو الحسن والحسين من أبيهما فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم,قال ابن مطيع:ان يزيد بن معاوية يشرب الخمر ويترك الصلاة.فقال محمد:ما رايت منه ما تذكرون وقد حضرته وأقمت عنده فرأيته مواظبا على الصلاة متحريا للخير يسأل عن الفقه ملازما للسنة,قالوا: ان ذلك كان منه تصنعا لك,قال محمد بن الحنفية:ماالذي خافه مني او رجاه؟ أفأطلعكم على ماتذكرون؟قالوا: نه عندنا لحق وان لم نكن رأيناه!قال محمد بن الحنفية:ابى الله ذلك على أهل الشهادةثم قرأ عليهم قول الحق تبارك وتعالى:"ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة الا من شهد بالحق وهم يعلمون" الزخرف86
    فالفسق الذي نسب الى يزيد في شخصه كشرب الخمراو ملاعبة قردة,او فحش او ما شابه ذلك لم يثبت بسند صحيح,فهذا لا نصدقه والاصل العدالة,ونقول:عل مه عند ربي سبحانه و تعالى.
    ولكن ظاهر رواية محمد بن الحنفية انه لم يكن فيه شيئ من ذلك فالعلم عند الله تبارك و تعالى في حال يزيد وهذا لا يهمنا فهو بينه و بين ربه تبارك وتعالى ولو فرضنا ان الامر كان كذلك فان كون الامام فاسقالا يعني انه يجب الخروج عليه بهذه الصورة التي حدثت كما سيأتي .صفحة138و139
    موقف يزيد من قتل الحسين:
    لم يكن ليزيد يد في قتل الحسين وليس هذا دفاعا عن يزيد ولكنه دفاع عن الحق,أرسل يزيد عبيد الله بن زياد ليحول بين الحسين و الوصول الى الكوفة ولم يامره بقتله بل الحسين نفسه كان حسن الظن بيزيد حتى قال:دعوني اذهب اليه فأضع يدي في يده.
    قال شيخ الاسلام ابن تيمية-رحمه الله-:ان يزيد بن معاوية لم يامر بقتل الحسين باتفاق اهل النقل ولكن كتب الى ابن زياد ان يمنعه عن ولاية العراق ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك وظهر البكاء في داره,ولم يسب لهم حريما بل أكرم اها بيته و اجازهم حتى ردهم الى بلادهم,اما الروايات التي في كتب المبتدعة انه اهين نساء ال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وانهن اخذن الى الشام مسبيات واهن هناك هذا كله كلام باطل بل كان بنو امية يعظمون بني هاشم وذلك لما تزوج الحجاج بن يوسف فاطمة بنت عبد الله بن جعفر لم يقبل عبد الملك بن مروان هذا الامر وامر الحجاج ان يعتزلها ويطلقها, فهم كانوا يعظمون بني هاشم بل لم تسب هاشمية قط. فالهاشميات كن عزيزات مكرمات في ذلك الزمن فالكلام الذي يقال عن يزيد انه سبى نساء اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم باطل مكذوب, وما ذكر ان راس الحسين ارسل الى يزيد فهذا ايضالم يثبت بل ان راس الحسين بقي عند عبيد الله بالكوفة ودفن الحسين ولا يعلم قبره ولكن المشهور انه دفن في كربلاء حيث قتل رضي الله تبارك وتعالى عنه.الصفحة152و153
    ما موقف أهل السنة و الجماعة من يزيد بن معاوية؟
    لعل من اهم الامور التي وقعت زمن يزيد وقعة الحرة وقتال عبد الله بن الزبير وقتل الحسين بن علي ,وبسببها هناك من يجوز لعن يزيد بن معاوية وهناك من يمنع والذي يجوز لعن يزيد بن معاوية يحتاج ان يثبت ثلاثة امور:
    الامر الاول:ان يثبت ان يزيد كان فاسقا
    الامر الثاني:ان يثبت انه لم يتب من ذلك الفسق فان الكافر اذا تاب تاب الله عليه فكيف الفاسق؟
    الامر الثالث:ان يثبت جواز لعن المعين
    ولا يجوز لعن الميت المعين الذي لم يلعنه الله ولارسوله لانه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه لما سب ابو جهل قال:لاتسبوا الاموات فانهم قد افضوا الى ما قدموا(البخاري كتاب الجنائز رقم1393)ودين الله لم يقم على السب وانما قام على مكارم الاخلاق فالسب ليس من دين الله تبارك وتعالى في شيئ بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :سباب المسلم فسوق وقتاله كفر(البخاري كتاب الايمان 48و مسلم116)فسباب المسلم فسوق ولم يقل احد ان يزيد خارج من ملة الاسلام بل اكثر ما قيل فيه انه فاسق,وهذا كما قلنا مبني على ثبوت ما ذكروه عنه من فسق وعلمه عند الله تبارك وتعالى بل انه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال:اول جيش يغزون مدينة قيصر مغفور لهم(البخاري الجهاد2924)وكان هذا الجيش بقيادة يزيد بن معاوية ويذكر انه كان معه من سادات الصحابة ابن عمر و ابن الزبير وابن عباس وابو ايوب وذلك سنة49هجريةقال ابن كثير رحمه الله:قد اخطأ يزيد خطأ فاحشا في قوله لاميره مسلم بن عقبة في وقعة الحرة ان يبيح المدينة ثلاثة ايام مع ما انضم الى ذلك من قتل خلق من الصحابة و ابنائهم .(البداية و النهاية8/225)
    فخلاصة القول:ان امره الى الله تبارك وتعالى وهو كما قال الذهبي:لا نسبه ولا نحبه(سير اعلام النبلاء4/36) الصفحة153-154

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    184

    افتراضي رد: هل تحب يزيد؟

    السلام عليكم
    بارك الله في الإخوة أم هانئ وسارة وابو وائل الجزائري
    وأزيد على ماذكرته في مداخلتي رقم 25 أعلاه ـ أننا لا يجب أن نتناسى أن ما وصلنا من أخبار عن الأمويين جله باطل لكون نقلته روافض أو إخباريين كسيف بن عمر وابو مخنف وغيرهم والطعن في خلفاء معينين يعني بالتبع طعنا في علماء وقرن مشهود له بالخيرية بايعهم منهم صحابة وتابعون فهل تظنونهم من الدنية بحيث يرضون خلافة فساق ـــ أين العقول ؟ ـــ
    أعود فأكرر لتتأمل قصة ـــــ أكلت يوم أكل الثور الأبيض ـــــ
    قال ابو العلاء:
    إذا قال فيك الناس ما لا تحبه*** فصبرا يفىء ود العدو إليكا
    وقد نطقوا مينا على الله وافتروا*** فما لهم لا يفترون عليكا؟

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    515

    افتراضي رد: هل تحب يزيد؟

    بارك الله فيكم جميعا
    وشكر خاص لأم هاني على النقل المسهب
    ولتعلموا أن محدثكم كان قبل سنوات يتوقف في معاوية، لايترضى عليه
    وهذا بسبب التربية والبيئة الشيعية التي أرضعتنا بغض الصحابة مع الحليب
    لكني وقفت عند هذا الحديث فسألت نفسي: ألم يكن أئمتنا يقولون:
    إذا رأيتموني أخالف الحديث فاشهدوا أني مجنون، أو أن عقلي قد ذهب
    فكيف يقول أحمد هذا؟ وكان اجتهادي أنه لم يبلغه، وليس الفارق الزمني بينهما كبيرا
    وبعضكم يحمل الكلام أكثر مما يحتمل، ودوري لكم في النصح الآن:
    قل كلمتك وامش

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    76

    افتراضي رد: هل تحب يزيد؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسـامة مشاهدة المشاركة
    أختم فأقول:
    قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ
    فالاعتراض على الجزم، ليس إلا.
    والحمد لله رب العالمين

    جزاك الله خيرا ونفع بك، فقد ختمت كلامك بالقول الفصل حسب رأيي ووجهة نظري القاصرة، فأقول:
    الحق وحسب وجهة نظري القاصرة، فإن كلا القولين يحتاج لنظر دقيق وتمحيص...!
    ولنبدأ بالثاني وهو تعليق ابن التين:


    وتعقبه ابن التين وابن المنير بما حاصله‏:‏ أنه لا يلزم من دخوله في ذلك العموم أن لا يخرج بدليل خاص إذ لا يختلف أهل العلم أن قوله صلى الله عليه وسلم مغفور لهم مشروط بأن يكونوا من أهل المغفرة حتى لو ارتد واحد ممن غزاها بعد ذلك لم يدخل في ذلك العموم اتفاقا فدل على أن المراد مغفور لمن وجد شرط المغفرة فيه منهم

    ويجاب على ما تقدم بأن يُقال:
    أولا: أين نجد الدليل الخاص الذي افترضه ابن التين وابن المنير لنقول بأنه لا يلزم دخوله في ذلكم العموم،، الا إن كان يعتمد على - الردة- كدليل لنقض لازم الحديث وهو المغفرة لعموم الجيش بأفراده، ويُرد على ذلك بـ :
    ثانياً: قول النبي -صلى الله عليه وسلم- مغفور لهم، فيه دلالة واضحة على أن الجيش بأفراده مستوف لشروط المغفرة كـ - الاسلام- هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الردة ممتنعة عن افراد ذلك الجيش بدلالة قوله عليه الصلاة والسلام - مغفور له- فمن يُغفر له فهو من أهل الاسلام ولا بُد!!-(( وفي هذا رد على من يُكفر يزيد))-، فإن لم يصح القطع بناء على هذا الحديث لفرد من أفراد ذلك الجيش بالجنة لما سيأتي تباعا، الا انه لا يصح إخراج فرد من أفراد ذلكم الجيش من عموم لفظ - مغفور له- فكما أن الاول فيه تحكم!، فكذلكم الأمر في الثاني ففيه تحكم لا دليل عليه.....!
    .........
    وأما مسألة القطع لفرد من أفراد الجيش بالجنة فلا يصح، وذلكم لكونه يحتمل هذا المعنى وغيره!
    فقد يُجاب عليه بأن يُقال مثلا: بأن من سيغزو مع ذلكم الجيش مغفور له، بمعنى : أن ما تقدم من ذنوبه عن تلكم الغزوة مغفور لا ما تلاها من ذنوب!
    لذا فإن لا يصح الجزم والأمر مُحتمل، الا ان الردة بعيدة ولا يصح الاعتراض بمثلها، وهي شبيهة وبكل صراحة باعتراضات الروافض علينا فيما يتعلق بالصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
    والله أعلم.


  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    515

    افتراضي رد: هل تحب يزيد؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاوزاعي مشاهدة المشاركة
    فقد يُجاب عليه بأن يُقال مثلا: بأن من سيغزو مع ذلكم الجيش مغفور له، بمعنى : أن ما تقدم من ذنوبه عن تلكم الغزوة مغفور لا ما تلاها من ذنوب!
    لذا فإن لا يصح الجزم والأمر مُحتمل، الا ان الردة بعيدة ولا يصح الاعتراض بمثلها، وهي شبيهة وبكل صراحة باعتراضات الروافض علينا فيما يتعلق بالصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
    والله أعلم.
    أما قولك هذا فعجب بعد أن أنكرت على ابن التين
    وهكذا ستسقط النصوص حتى قوله تعالى
    {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }الحديد10
    وهي دليل واضح وصريحة على أن جميع الصحابة في الجنة
    سيسقط بفلسفة كهذي
    لايوجد دليل على التخصيص
    هل تريدون نصا يقول: يزيد في الجنة
    فهاتوا لي نصا يقول معاوية في الجنة
    وربما شكك بعضكم في دخول معاوية الجنة أيضا
    فالآية كالحديث عام غير مخصوص
    ومن استثنى فعليه الدليل
    إن تطريق الاحتمالات على أي دليل ممكن
    ولكن هل هذا الاحتمال صحيح ووارد؟

  12. #32

    افتراضي رد: هل تحب يزيد؟

    الحمد لله تعالى...
    يقول الله تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107)" الكهف.
    فهذ الآية عامة في كل المؤمنين الصالحين، فهل كل مؤمن عمل الصالحات سيدخل الجنة و نحكم له بها...مثلا نأتي إلى أشد الناس تقوى و عمل الخير و غير ذلك فهل نستطيع بهذا النص العام أن نحكم لهذا التقي بأنه من أهل الجنة؟؟؟
    أما عن حال و جرائم يزيد المجرم فقد اضطررت لأن أجمع فيه جزءا لما رأيته من كلام لبعض الفضلاء في مشاركاتهم في الموضوع..
    يتبع..

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    515

    افتراضي رد: هل تحب يزيد؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسين علوين المالكي مشاهدة المشاركة
    الحمد لله تعالى...
    يقول الله تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107)" الكهف.
    فهذ الآية عامة في كل المؤمنين الصالحين، فهل كل مؤمن عمل الصالحات سيدخل الجنة و نحكم له بها...مثلا نأتي إلى أشد الناس تقوى و عمل الخير و غير ذلك فهل نستطيع بهذا النص العام أن نحكم لهذا التقي بأنه من أهل الجنة؟؟؟
    أما عن حال و جرائم يزيد المجرم فقد اضطررت لأن أجمع فيه جزءا لما رأيته من كلام لبعض الفضلاء في مشاركاتهم في الموضوع..
    يتبع..
    أرجو أن تأتي بجميع أدلتك
    وبيني وبينك من يقرأ
    أهذه الآية كآية كقوله تعالى
    {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }الحديد10
    طبعا الآن فهمت غرضك
    فأنت ترى أنه ليس في هذه الآية دليل على دخول معاوية الجنة؟ أليس كذلك؟
    فإذا كنت سيء الظن بمعاوية المقطوع له بالجنة اتفاقا إلا عند الشيعة والزيدية والأشاعرة
    فمناقشتك في ابنه حمق مني وسفه
    وقد كنت مثلك يوما ما فهداني الله لحق والحمدلله
    وأما وقوعك في يزيد فلو دخل الجنة فسيأخذ من حسناتك؛ حتى يتركك أقرع أصلع
    فليتك تعمل بالأحوط، ولا تدعي اليقين

  14. #34

    افتراضي رد: هل تحب يزيد؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزيد الموسوي مشاهدة المشاركة
    أما قولك هذا فعجب بعد أن أنكرت على ابن التين
    وهكذا ستسقط النصوص حتى قوله تعالى
    {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }الحديد10
    وهي دليل واضح وصريحة على أن جميع الصحابة في الجنة
    سيسقط بفلسفة كهذي
    لايوجد دليل على التخصيص
    هل تريدون نصا يقول: يزيد في الجنة
    فهاتوا لي نصا يقول معاوية في الجنة
    وربما شكك بعضكم في دخول معاوية الجنة أيضا
    فالآية كالحديث عام غير مخصوص
    ومن استثنى فعليه الدليل
    إن تطريق الاحتمالات على أي دليل ممكن
    ولكن هل هذا الاحتمال صحيح ووارد

    يزيد لييس صحابيا حتى تقول فيه هذا الكلام فتنبه!

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    515

    افتراضي رد: هل تحب يزيد؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن التونسي مشاهدة المشاركة
    يزيد لييس صحابيا حتى تقول فيه هذا الكلام فتنبه!
    أدري يا أخي
    وإنما كلامي في هذا الموضع عن أبيه
    معاوية رضي الله عنه

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    232

    افتراضي رد: هل تحب يزيد؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزيد الموسوي مشاهدة المشاركة
    إن يزيد مبشر بالجنة مقطوع له بها
    انا لست شيعيا ومعاذ الله هذا
    والله يشهد على مافي قلبي من بغض ليزيد وفعله
    لكن وبعيد جدا جدا جدا عن هذا .. ودعك مني ومما احب واكره
    ارجوك فقط انظر بكلامك
    مقطوع له بالجنه ؟!!!!
    اخي انت في حيز خطير لا يكون الا لله او من أمده الله بخبر من السماء صلى الله عليه وسلم
    حبا في الله انظر في قولك لـ"نفسك" وليس لأحد آخر .. أرجوك

  17. #37
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    184

    افتراضي رد: هل تحب يزيد؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسين علوين المالكي مشاهدة المشاركة
    أما عن حال و جرائم يزيد المجرم فقد اضطررت لأن أجمع فيه جزءا لما رأيته من كلام لبعض الفضلاء في مشاركاتهم في الموضوع..
    يتبع..
    لا حول ولا قوة إلا بالله
    أشهد الله أني أحب يزيد بن معاوية نكاية بمن يطعن فيه من الروافض الفسقة وأذنابهم من جهال المتصوفة كالغماري وصاحب نظرات في الفقه والتاريخ المتأثرين بمادسه الزنادقة في كتب التاريخ، وأعيد أكرر ولن أمل من هم معاصروه الذين حكمهم أليسوا من القرون المشهود لها بالخيرية، ـــ فليأتوا بنص صريح من معاصريه ــ
    أليسوا من الصحابة و التابعين أهؤلاء يرضون الدنية ويقبلوا حكمه إن لم يكن أهلا
    أليس منهم العلماء الربانيين الذين بواسطتهم وصلنا هذا الدين
    والله إنه ليحز في نفسي أن البعض يتجرأ الحديث عن اجيال فريدة كأنه أضرابه كلا أين نحن من أولئك القوم، ويرضى بحكم ملك أو زعيم لا يصل إلى نعل يزيد
    والله إني لأعجب من أن يتهم شخص يزيد بالإجرام في ملتقى جدي كالألوكة و أرجو من المشرفين أن يوقفوا كلا من تجاوز حد النقاش البناء إلى الطعن الصريح
    قال ابو العلاء:
    إذا قال فيك الناس ما لا تحبه*** فصبرا يفىء ود العدو إليكا
    وقد نطقوا مينا على الله وافتروا*** فما لهم لا يفترون عليكا؟

  18. #38
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    76

    افتراضي رد: هل تحب يزيد؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزيد الموسوي مشاهدة المشاركة
    غفر الله لك
    من يقرأ هذا يظنني وجهت لك كلاما سيئا
    وإنما انتقدت القول ولايهمني القائل
    فالمنهج الذي نهيت عنه عدت فوقعت فيه
    وإن كنت وجدت في نفسك فإني أعتذر
    اللهم آمين..، غفر الله لي ولك ولجميع إخواننا من كُتاب هذا الصرح العلمي السُني السَّني..!
    أعود على ما قدمته في ردك عليّ، إذ قُلت:

    أما قولك هذا فعجب بعد أن أنكرت على ابن التين
    وهكذا ستسقط النصوص حتى قوله تعالى
    {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }الحديد10
    وهي دليل واضح وصريحة على أن جميع الصحابة في الجنة
    سيسقط بفلسفة كهذي
    لايوجد دليل على التخصيص
    هل تريدون نصا يقول: يزيد في الجنة
    فهاتوا لي نصا يقول معاوية في الجنة
    وربما شكك بعضكم في دخول معاوية الجنة أيضا
    فالآية كالحديث عام غير مخصوص
    ومن استثنى فعليه الدليل
    إن تطريق الاحتمالات على أي دليل ممكن
    ولكن هل هذا الاحتمال صحيح ووارد

    أولا و ردا على قولك:((أما قولك هذا فعجب بعد أن أنكرت على ابن التين)) أقول:
    لا عجب، فإن إنكاري لقوله أو لغيره، لا يعني بالضرورة أنني أخالفه من كل وجه، فقد أختلف معه في جزئية ما واتفق معه في جزئيات أخرى، وأيضأ فإن أنكاري لقوله لا يعني موافقتي لقولك من كل وجه حتى تتعجب، فلكل منا رأي يحتمل الصواب تماما كما يحتمل الخطأ...، وأما عن شخصي فقد أترك رأيي إذا ما ظهر لي خلافه ولستُ أرى في ذلك غضاضة، فأثبت لي قولك، وانقض قولي بالحجة والدليل لا أن تتهمني بالاتيان بالفلسفة والفلسفة الفارغة!.


    ثانيا، قولك:((وهكذا ستسقط النصوص))!، فأقول:
    ليس بلازم ، ولستُ في معرض بيان ذلك!

    ثالثاً، قولك: ((إن تطريق الاحتمالات على أي دليل ممكن
    ولكن هل هذا الاحتمال صحيح ووارد))، فأقول:
    إذن يتوجب عليك أولا:
    اثبات الاحتمال الذي تُرجحه .
    ثانيا: يتوجب عليك نقض الاحتمالات الأخرى وبيان فسادها.....!
    هذا بالنظر لجهتك، أما إن نظرنا لجهتي وللاحتمال الذي أقول به، فقد أعرض مثالا يؤيد ما ذهبت إليه، فأقول مثلا: ما قولك بهذه الرواية "
    ذاكر الله في رمضان مغفور له "، وليس يهم هاهنا إذا ما صحت الرواية أم لا، ولكن يهمنا ما كُنت لتفهمه إن صحت، فما يهمني هاهنا هو الشاهد لا أكثر، وقد نجد مثل ذلك في أحاديث أخرى ولكن لا يحضرني شيء من ذلك!، ولستُ أستطيع البحث لبعدي عن مصادري وكُتبي،والمهم هاهنا أخي الفاضل، هل يُفهم من مثل هذه الرواية بأن ذلكم الذاكر مغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟؟
    أنا متأكد وعلى ثقة تامة بأن جوابك ليكون: ما تقدم دون ما تأخر من ذنبه....!
    إذن: فلا يُفهم من كلمة (( مغفور له)) مجردة على أنها غفران لما تقدم وما تأخر من ذُنوب!!
    قد أستطيع الوقوف الى هذا الحد انتظارا لردك، ولكن أحب أن أبين وجهة نظري بشكل أوضح حتى لا يزيد تعجبك!يا يزيد، فأقول:
    إن كنا نستطيع الجزم بأن يزيد ممن تحققت في شأنهم هذه المغفرة الواردة في الحديث السابق، الا اننا لا نستطيع أن نجزم فيما إذا كانت هذه المغفرة مغفرة لما تقدم من ذنبه وما تأخر!!، فكيف لي أن أقطع له بالجنة.!؟
    هذا والكلام المتقدم من طرف يتفق معك نوعا ما، وتجد احتمالات قوية تحول دون القطع له بالجنة، فما بالك مع بقية وجهات النظر والآراء المحتملة، ومنها ما سبق في الموضوع، ومنها ما قد يدلي به بعض إخواننا تباعا...!
    ثم ما قولك إن جئناك باحتمال آخر ليقول: بأن هذا الحديث من باب الترغيب!!، وبغض النظر عن صحة الاحتمال من عدمه، الا انه وارد!، فكيف آتي بعد كل ما تقدم وبجرأة عجيبة فأقول:
    مقطوع له بالجنة، وليس بين أيدينا نص في ذلك؟؟
    الا إن كُنت ومن بعد كل ما تقدم تعتقد بأن هذا الحديث نص في المسألة!!
    فساعتها : يلزمنا أن نناقشك في باب آخر قبل الدخول في هذا المعترك، وهو فيما إذا كان يزيد
    مقطوع له بالجنة أم لا.....!
    هذا والله تعالى أعلى وأعلم.
    ومن رأى فيما قدمته من خطئ فليقومني ولكن ليرفق بأخيه فما أنا الا طالب حق وعلم.


  19. #39
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: هل تحب يزيد؟

    بارك الله فيك أخي الفاضل الأوزاعي.
    ليس في كلامك شىء، بل من تتبع شروح البخاري لوجد مثل الذي قلتَ الشىء الكثير، وخاصة في الموقف من يزيد.
    ولم أجد سببا داعيا لسطر المزيد في هذا الموضوع، لأن موقف أهل السنة والجماعة من يزيد واضح وضوح الشمس في نهارها، وبه قال الإمام أحمد، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والإمام الذهبي.
    وخالف في ذلك كثير ممن ينتسبون إلى غير أهل السنة.

    ويحزنني أن أجد كلاً من الأخ الفاضل (ياسين علوين المالكي) والأخ الفاضل (أبو وئام) قد خالفا ما عليه أهل السنة لشىء لن يزيدهما قربة إلى الله، ولا بهذا أمروا.
    فأرجو منكما، بارك الله فيكما أن تتوقفوا عن هذا. فلن يأول بكما الأمر إلا للجدال، وقد يفضي بكما إلى الخصومة فيما لا تجب فيه الخصومة، فتحرموا الخير.

    بارك الله في أخينا خالد التميمي على هذه الإضافات القيمة، ولا اعتذار بين الأحبة، وما على المحسنين من سبيل.

    ناقشني على الخاص أحد الإخوة الأفاضل حول ما تقدم من مسائل، وعلى رأسها، هل يصح إنزال الحديث على يزيد؟ وهل يثبت؟
    وهذه مسألة قديمة جدًا، حاول كثير من الأئمة إنزالها، واخُتلف فيها أيما إختلاف، لمسائل.. منها أن اسم المدينة لم يُذكر تحديدًا في الحديث، وجاء على رأس الأقوال أنها مدينة حمص أو مدينة القسطننطينية. وهذا لا يقطع أن الحديث منزل على القسطنطينية وحسب.
    مسألة التأريخ والوقائع، من الصعب تتبعها التتبع اليقيني ومن ثم الانزال.
    وقد رجح أئمة كبار الانزال على يزيد، واعترض عليهم غيرهم.
    وأشياء أخرى لا يسع الوقت والجهد لمناقشتها... بل غيرها أولى.

    وبعد ما تقدم.. من أراد أن يحب يزيد فليحبه، ومن أراد أن يلعنه فليلعنه.
    ومن أراد أن يكون مع الجماعة فلا يحبه ولا يسبه.
    والله من وراء القصد.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  20. #40
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    155

    افتراضي رد: هل تحب يزيد؟

    بارك الله فيكم
    أخي أبا وئام، أرجو إفادتي بما يلي:
    - من قال من السلف الصالح أو من العلماء المعتبرين (أشهد الله بأنني أحب يزيد بن معاوية)؟ ألسنا سلفيين من أهل الاتباع؟ ألسنا من الذين لا يقولون بقول ليس لنا فيه إمام؟
    - الصحابة المعاصرون ليزيد نوعان:
    نوع لم يقبل بيعة يزيد أصلا، وعلى رأسهم عبد الله بن الزبير والحسين بن علي رضي الله عنهم. ومعهما من معهما من التابعين. أم أنهما ليسا من الصحابة ولا من الأئمة المتبوعين؟
    ونوع قبلها درءا للفتنة، وجمعا لكلمة المسلمين، كعبدالله بن عمر رضي الله عنهما.
    وهنا أمور لا بد من بيانها:
    * السلف في زمن يزيد - كما تقدم - مختلفون في بيعته، فإذن لا ينبغي أن يقال إن معاصريه قبلوا حكمه هكذا بإطلاق. هذا من خيانة التاريخ. ولو قبلوا حكمه لما وقعت مأساة الحرة ولا وقعة كربلاء، وقد قتل فيهما جماعة من السلف الصالح.
    * لو فرضنا تنزلا أنهم قبلوا حكمه جميعهم، فإن غاية ما في الأمر أنهم رأوا حكمه حكما شرعيا. ونحن لا ننازع في هذا، ولا أعرف من علمائنا الثقات من ينازع فيه بإطلاق، إذ تقرر عند أهل العلم أن إمامة المتغلب الفاجر شرعية، ما دام مقيما لأحكام الشريعة. لكن هذا لا يدل أبدا على أنهم يحبونه ولا على أنه كان أهلا للخلافة. وهذا التلازم بين الأمرين من أعجب ما يدعى.
    وقبولهم حكمه ليس من إعطاء الدنية في شيء، ولكنهم وزنوا المصالح والمفاسد، فرأوا مفاسد الخروج عظيمة، فاختاروا الصبر على المفسدة الصغيرة درءا للمفسدة العظيمة.

    وأحب أن أنبه أخيرا على أن الكلام في يزيد والحجاج ليس من مبتدعات الرافضة، فإن علماء الجرح والتعديل، وأئمة أهل السنة قد فرغوا من بيان حال الرجلين منذ قرون، وهم من أبعد ما يكون عن التأثر بمناهج الرافضة الردية.
    الرافضة يطعنون في أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعمرو رضي الله عنهم، وهد صرح شانئهم.
    أما يزيد فلا هو من الصحابة ولا من التابعين لهم بإحسان. وإنما هو حاكم من حكام المسلمين، وقعت في زمانه على أئمة المسلمين مصائب وكوارث. القول الفصل فيه ما قال أئمتنا من أهل السنة والجماعة (لا من الرافضة): لا نحبه (لأنه ليس أهلا لذلك) ولا نسبه (لأن ديننا ليس دين سب وشتم، ولأن لعن المعين لا يجوز - على الصحيح).

    وأنصح الإخوة بالرجوع إلى كلام أئمتنا المعتبرين، فالمسألة ليست من النوازل العصرية حتى يرجع فيها إلى كلام المعاصرين. وأنصحهم أيضا بأن يجمعوا كلام الأئمة ليصلوا إلى حكم شامل، ولا يكتفوا بكتاب واحد في الباب.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •