السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحببت ان أنقل لكم بعض أخبار إمام المحدثين ,, ونأمل أن يستفيد منها الاخوان ومن لديه تعليق على هذه الاخبار فلا يبخل .
ودمتم سالمين .
أخبار لسليمان بن مهران الأعمش :
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ، حدثنا إبراهيم بن سليمان البرلسي ، حدثنا يوسف بن يعقوب الصفار ، قال : سمعت أبا معاوية ، يقول : قال الأعمش : « لأن أتصدق بكسرة أحب إلي من أن أحدث بسبعين حديثا » . فذكرت ذلك لأبي أسامة ، فقال : قد سمعت الأعمش يقول ذلك .
أخبرني محمد بن الحسين القطان ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن علي الأبار ، حدثنا علي بن خشرم ، قال : سمعت حفص بن غياث ، يقول : قيل للأعمش : لو حدثتنا ؟ فقال ، : « لأن أتصدق بعرق أو رغيف ، أحب إلي من أن أحدثكم بعشرة أحاديث ».
أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا إبراهيم بن الوليد الجشاش ، حدثنا أحمد بن يونس الكوفي ، حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن الأعمش ، قال : ما في الدنيا قوم شر من أصحاب الحديث قال أبو بكر : فأنكرتها عليه حتى رأيت منهم ما أعلم .
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي ، قال : سمعت أبا القاسم الأنبذوني ، يقول قرئ على أبي علي الحسن بن محمد بن عنبر البغدادي ، حدثكم القواريري ، قال : قال لي يزيد بن زريع : قال الأعمش : « لو كانت لي أكلب ، كنت أرسلها على أصحاب الحديث » .
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق ، حدثنا عبد الملك بن محمد ، قال : حدثني أبو بشر بن سليط ، قال : سمعت عبد الله بن داود ، يقول : سمعت الأعمش ، يقول : : « لو خلا هذا الباب لأصحاب الحديث لسرقوا حديده » قال الشيخ أبو بكر : كان الأعمش سيء الخلق ، جافي الطبع ، بخيلا بالحديث ، عسيرا في الرواية ، وأخباره عند أهل العلم في ذلك مشهورة فمنها ما :
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت الأهوازي ، أخبرنا محمد بن مخلد العطار ، حدثنا علي بن سهل ، حدثنا عفان ، حدثنا أبو عوانة ، قال : جاء رقبة بن مصقلة إلى الأعمش ، فسأله عن شيء ، فكلح وجهه ، فقال له رقبة : « أما والله ، ما علمتك لدائم القطوب ، سريع الملال ، مستخف بحق الزوار لكأنما تسعط الخردل إذا سئلت الحكمة »
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب ، قال قرأت على أبي الحسن الكراعي ، أخبركم أبو حامد أحمد بن علي الكشميهني ، قال : سمعت علي بن خشرم ، قال : سمعت عيسى بن يونس ، يقول : خرجنا في جنازة ، ورجل من أصحاب الحديث يقود الأعمش . فلما رجعنا من الجنازة ، عدل به عن الطريق . فلما أصحر ، قال له : يا أبا محمد أتدري أين أنت ؟ أنت في جبانة كذا . لا والله لا أردك حتى تملأ ألواحي حديثا . قال : اكتب . فلما ملأ الألواح ، وضعها في حجره ، وأخذ بيد الأعمش ، يقوده . فلما دخل الكوفة ، لقيه بعض معارفه ، فدفع الألواح إليه ، فلما انتهى الأعمش إلى بابه ، تعلق به ، وقال : « خذوا الألواح من الفاسق . قال : يا أبا محمد قد فاتت . فلما أيس (1) منه ، قال : كل ما حدثتك كذب . قال الفتى : أنت أعلم بالله من أن تكذب »
__________
(1) أيس : يئس وانقطع رجاؤه
أخبرني أبو القاسم الأزهري ، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدثنا عبد الله بن سليمان ، حدثنا أحمد بن حرب الطائي ، قال : سمعت محمد بن عبيد ، قال : كان الأعمش لا يدع أحدا يقعد بجنبه . فإن قعد إنسان ، قطع الحديث وقام . وكان معنا رجل ، يستثقله . قال : فجاء ، فجلس بجنبه ، وظن أن الأعمش لا يعلم . وفطن الأعمش ، فجعل يتنخم ، ويبزق (1) عليه ، والرجل ساكت ، مخافة أن يقطع الحديث.
__________
(1) بزق : بصق
أخبرني محمد بن الحسين القطان ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن علي الأبار ، حدثنا الحسن بن علي ، حدثنا أبو أسامة ، قال : سأل حفص بن غياث الأعمش عن إسناد ، حديث ، فأخذ بحلقه ، فأسنده إلى حائط ، وقال : هذا إسناده.
أخبرنا رضوان بن محمد الدينوري ، قال : سمعت أبا بكر بن لال ، بهمذان ، يقول سمعت الخليل بن عبد الله ، يقول : سمعت علي بن صالح ، يقول سمعت عبد الله بن محمد الرازي ، يقول : أخبرنا جرير ، قال : كنا نأتي الأعمش ، وكان له كلب ، يؤذي أصحاب الحديث . قال : فجئناه يوما ، وقد مات ، فهجمنا عليه ، فلما رآنا بكى ، ثم قال : « هلك من كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر » .
قال أبو بكر : وأخبار الأعمش في هذا المعنى كثيرة جدا . وكان مع سوء خلقه ، ثقة في حديثه ، عدلا في روايته ، ضابطا لما سمعه ، متقنا لما حفظه ، فرحل الناس إليه ، وتهافتوا في السماع عليه . فكان أصحاب الحديث ربما طلبوا منه أن يحدثهم ، فيمتنع عليهم ، ويلحون في الطلب ، ويبرمونه بالمسألة ، فيغضب ويستقبلهم بالذم حتى إذا سكنت فورته ، وذهبت ضجرته ، أعقب الغضب صلحا ، وأبدل (ذلك ) الذم مدحا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا جعفر الخلدي ، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان ، حدثنا إسماعيل بن بهرام ، حدثنا محمد بن عبيد ، عن الأعمش ، قال : « أحب إذا رأيت الشيخ لم يكتب الحديث أصفع له ».
وأخبرني أحمد بن محمد بن إسحاق المقرئ ، أخبرنا عمر بن إبراهيم بن كثير ، حدثنا أبو بكر أحمد بن القاسم ، أخو أبي الليث الفرائضي ، حدثنا أبو همام ، حدثنا أبو معاوية الضرير ، قال : سمعت سليمان الأعمش ، يقول : « من لم يطلب الحديث أشتهي أن أصفعه بنعلي ».
أخبرني القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين الدينوري ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني الحافظ ، حدثني علي بن أحمد الجرجاني ، قال : سمعت أحمد بن علي ، يقول : سمعت عبد الرزاق ، يقول سمعت سفيان ، يقول ، سمعت الأعمش ، يقول : « لو كنت باقلانيا استقذرتموني ، ولولا هذه الأحاديث لكنا من البقالين بالسوية (1) ».
__________
(1) السوية : العدل والتساوي
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز ، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الأصبهاني ، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن بن حفص الهمذاني ، حدثنا أحمد بن مهدي ، حدثنا الفرات بن محبوب ، قال : سمعت أبا بكر بن عياش ، يقول : « لم يزل الأعمش يطلب الحديث حتى مات ».
أخبرني محمد بن الحسين بن الفضل ، أخبرنا دعلج بن أحمد ح وأخبرنا أن الفضل أيضا ، والحسن بن أبي بكر ، قالا أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ، قال أبو سهل : حدثنا ، وقال دعلج : أخبرنا أحمد بن علي بن الأبار ، حدثنا أبو نعيم الحلبي ، حدثنا عطاء بن مسلم الحلبي ، قال : كان الأعمش إذا غضب على أصحاب الحديث قال : « لا أحدثكم ولا كرامة ، ولا تستأهلونه ، ولا يرى عليكم أثره . فلا يزالون به حتى يرضى ، فيقول : » نعم وكرامة ، وكم أنتم في الناس والله لأنتم أعز من الذهب الأحمر .
« قال أبو بكر : ويحكى مثل هذا الفعل عن أبي بكر بن عياش.
النقل من كتاب شرف أصحـــــــاب الحديث .