تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 28

الموضوع: إذا قال لك النصراني أو الوثني : لا أخوض في ذات الإله كما تفعلون أنتم ، فبماذا تجيبه ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    557

    افتراضي إذا قال لك النصراني أو الوثني : لا أخوض في ذات الإله كما تفعلون أنتم ، فبماذا تجيبه ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم ،

    لو حدث في خضم مناظرتك مع نصراني في الثالوث وإثبات بطلان تعدد الأقانيم ، أو بطلان نسبة الولد لله - تعالى - ، فأجابك النصراني : إنه يحرم علينا الخوض في ذات الإله ، وهذه مسائل لا يعيها العقل البشري ، فللعقل البشري حدود لا يعقل بها الإلهيات ؛ ونحن في هذا القول إنما نقول بقول المسلمين عندما نسألهم عن يد الله ، أو عينه ، أو الاستواء ، أو النـزول . فكما أن المسلمين عندهم إمرارها كما جاءت ظاهراً ، دون تأويل .. فكذلك نفعل نحن بعقيدة التثليث !

    ولو سألت وثنياً لماذا تعبد صنماً لا يسمع ولا يبصر ، فقال لك : هو يسمع ويبصر لكن بطريقة لا نعلمها ، فالإلهيات لا يستوعبها العقل البشري ، فكما أنكم تحرّمون الخوض في الإلهيات ، وتقولون إن الله - عز وجل - يسمع ويبصر ، إنما بطريقة غير معلومة ومفهومة بالنسبة للبشر ، فكذلك نفعل نحن !

    فما الجواب الصحيح عن هذه المسألة ؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الاسكندرية - مصر
    المشاركات
    1,050

    افتراضي رد: إذا قال لك النصراني أو الوثني : لا أخوض في ذات الإله كما تفعلون أنتم ، فبماذا تجي

    متى كان ذلك ؟!!
    فان الجواب الشهير لدى النصارى ، عندما يسألوا عن الثالوث
    يأتوا لك بتشبيهات الشمعة و الشمس و الأصابع
    تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: إذا قال لك النصراني أو الوثني : لا أخوض في ذات الإله كما تفعلون أنتم ، فبماذا تجي

    وهل المسلمون يخوضون في ذات الله تعالى؟
    بالطبع لا.. فأصل السؤال مغلوط.
    ولكننا نقول بأن لله -عز وجل- أسماء وصفات وأفعال، نعرفه بها.
    ومن لا يعرف أسماء ربه ولا صفاته ولا أفعاله... فمن يعبد؟ يعبد رب مجهول؟
    فإن علموا أننا نثبت المعنى، ولا نخوض في الكيفية، فعليهم أن يقولوا ما هو معنى الأقانيم عندهم.
    أهي ذوات أم صفات أم أحوال... إلخ.
    وتواصل معهم المناظرة.. وفقك الله.

    وأما الذي يعبد وثنا، فأنت تناظره على الربوبية.
    لا يهمني إذا كان يبصر أم أعمى... يهمني هل يخلق؟ أم لا يخلق؟ هل يرزق أم لا يرزق؟ هل يحيي ويمييت أم هو وثن لا حيلة له؟ هل يدبر الأمر؟ وهكذا بهت الذي كفر من قبل.
    بارك الله فيكم.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    557

    افتراضي رد: إذا قال لك النصراني أو الوثني : لا أخوض في ذات الإله كما تفعلون أنتم ، فبماذا تجي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى مشاهدة المشاركة
    متى كان ذلك ؟!!
    فان الجواب الشهير لدى النصارى ، عندما يسألوا عن الثالوث
    يأتوا لك بتشبيهات الشمعة و الشمس و الأصابع
    تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا
    كان ذلك في مناظرة لي مع أحد النصارى .. كلما أذكر له نقضاً عقلياً لما يدعونه في الله - تعالى - من الأبوة ، قاسها على ما نؤمن به من الصفات .
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسـامة مشاهدة المشاركة
    وهل المسلمون يخوضون في ذات الله تعالى؟
    بالطبع لا.. فأصل السؤال مغلوط.
    ولكننا نقول بأن لله -عز وجل- أسماء وصفات وأفعال، نعرفه بها.
    ومن لا يعرف أسماء ربه ولا صفاته ولا أفعاله... فمن يعبد؟ يعبد رب مجهول؟
    فإن علموا أننا نثبت المعنى، ولا نخوض في الكيفية، فعليهم أن يقولوا ما هو معنى الأقانيم عندهم.
    أهي ذوات أم صفات أم أحوال... إلخ.
    وتواصل معهم المناظرة.. وفقك الله.

    وأما الذي يعبد وثنا، فأنت تناظره على الربوبية.
    لا يهمني إذا كان يبصر أم أعمى... يهمني هل يخلق؟ أم لا يخلق؟ هل يرزق أم لا يرزق؟ هل يحيي ويمييت أم هو وثن لا حيلة له؟ هل يدبر الأمر؟ وهكذا بهت الذي كفر من قبل.
    بارك الله فيكم.
    وفيكم بارك الله .

    لعلك لم تفهم عبارتي جيداً .. المقصود هو أنهم لا يمكنهم أن يخوضوا في ذات الله - تعالى - كما إنه لا يمكن المسلمين الخوض فيها .. فهذه بهذه .. فإن تكلمت معهم عن عدم موافقة نسبة الأبوة لله - عز وجل - ، قالوا لك إن العقول عليها التسليم في الألوهيات دون جدال ، كما يفعل المسلمون بالتسليم عند نصوص الصفات .

    فعليه لا يكون السؤال مغلوطاً .. وهذا توضيح لما ورد في عنوان الموضوع :
    (إذا قال لك النصراني أو الوثني : لا أخوض في ذات الإله كما تفعلون أنتم [بعدم خوضكم] ، فبماذا تجيب ؟)

    -----

    وقولك إننا نثبت المعنى ولا نخوض في الكيفية .. بماذا تجيبهم لو قالوا : ما معنى اليد التي تثبتها ؟ .. هل هي بعض أم جارحة ؟ أم إنك تثبت معنى لا تعي حقيقته ؟

    فإن قلت إنك تثبت يداً لا يتصور البشر كنهها ، وهي حقيقة بالمعنى الذي أراده الله - تعالى - ، ولا نتجاوز ذلك .. لأجابوك : ونحن نقول الشيء نفسه في الثالوث .

    فإن قلنا لهم إن التثليث فيه من المستحيلات ما يأباه العقل .. لقالوا : إن العقل يأبى لأنه لا يمكنه تجاوز ذلك ، كما لا يمكنكم تجاوز لفظة اليد .

    أما قولك في صاحب الوثن .. فالأمران سيان ..

    لو قال لك : إنه يخلق ويرزق بصورة لا نعلم كنهها ، ولا نستطيع استيعابها ، فالعقول ممنوعة من الخوض في الإلهيات ، وما علينا سوى التسليم والانقياد .. فبماذا ستجيبه ؟

    وجزاكم الله خيراً

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: إذا قال لك النصراني أو الوثني : لا أخوض في ذات الإله كما تفعلون أنتم ، فبماذا تجي

    متابع
    من أجمل ما قرأت في الحب:
    "وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته"

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    القصيم
    المشاركات
    153

    افتراضي رد: إذا قال لك النصراني أو الوثني : لا أخوض في ذات الإله كما تفعلون أنتم ، فبماذا تجي

    أما النصراني فقل له : بل خضتم حتى الركب
    فقد تحدثتم بالتفصيل عن المسيح ثاني الثالوث , كيف ولد من رحم امرأة كما يولد البشر , وكيف نشأ ومم يتركب وما عيشه , وأنه قتله (((( البشر )))) وصلبوه كما يقتل ويصلب البشر ....
    بل وجالستموه وصافحتموه , ورأيتم تفاصيل جسده وطريقة تفكيره وأعماله رأي العين , بل تحسستموه بأيديكم ! ... الخ الخزعبلات , التي هي من الخوض ( العميق ) في ذات الإله .
    فإن قال دعك من الابن فليس (((إلها )) فقد حققت الغلبة وأفحمته وانتهى الأمر .

    أما الوثني , فصليبه برقبته أو بيته أو في جبل اطلب منه أن تراه فابصق عليه - الإله المزعوم - واطلب منه أن يدعو ربه هذا لينتقم لنفسه , أو حتى يزيل النخامة من جسده .

    فإن قال إنه يزيلها لكن بطريقة لا تدركها العقول , فهو لا يريد الحوار مطلقا , وكيف تحاور من يرى النخامة على ربه حتى تجف ويأكل منها الذباب حتى يشبع , فلا يرى هذا سفها , ويزعم أن هذا المنخوم المذبوب فوق العقل .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: إذا قال لك النصراني أو الوثني : لا أخوض في ذات الإله كما تفعلون أنتم ، فبماذا تجي

    مهلا يا أبا شعيب بارك الله فيك، ما هكذا تورد الإبل! وقد تعجبتُ من توقفك عند إجابة النصراني بقوله:
    بماذا تجيبهم لو قالوا : ما معنى اليد التي تثبتها ؟ .. هل هي بعض أم جارحة ؟ أم إنك تثبت معنى لا تعي حقيقته ؟
    فإن قوله (بعض) و(جارحة) هذا تفصيل زائد على معنى اليد كما هو واضح، إذ اليد بمعناها المجرد إنما هي صفة تتصف بها الذات معلوم فعلها وعملها (وهو معنى الاتصاف بها بالأساس) عند صاحبها.. فإن قلنا معنى اليد يصح إطلاقه على ماكينة في مصنع للسيارات تنقل الأشياء من مكانها، أو على شوكة الجاروف في موقع البناء تنقل التراب من مكان إلى مكان = لم نكذب. فهي من حيث المعنى يد حقيقية، ولكن حقيقتها (كيفيتها) أنها ماكينة مركبة من أجزاء تعمل بطريقة كذا وكذا. كذلك في جارحة المخلوق الذي عنده يد، الجارحة عضو مخلوق مركب من أجزاء يعمل بطريقة كذا وكذا، وهذا التفصيل في جميع الأحوال (أنه ماكينة أو أنه عضو أو جارحة أو بعض مركب من أبعاض أو نحو ذلك) كل هذا زائد على المعنى المجرد الذي نفهمه لشيء اسمه "يد". وهذا التحقيق لمعنى اليد هو الذي نفصل به بين ما يسمى بيد الله جل وعلا، وما يسمى بيد الإنسان، أو يد الماكينة أو يد النملة .. الخ... كل هذه معاني حقيقية لليد مع اختلاف كيفياتها.
    وعندنا معاشر المسلمين قاعدة التعامل مع مثل هذا المعنى في حق الله تعالى في قوله (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فكلما جاءتنا صفة من صفاته جل وعلا تشترك في معناها مع صفات المخلوقين = قلنا أمروها كما جاءت بلا تكييف، فإن معناها نعقله ولا نرى فيه تناقضا ولا امتناعا عقليا، ولكن حقيقتها أو كيفيتها لا نعقلها ولا نستطيع ونسلم بأنها على نحو يليق بذات الله تبارك وتعالى.
    فعلى هذا التفصيل يتبين أن إدخال المعترض لكل من البعض والجارحة في تحقيق معنى اليد = إدخال فاسد ليس بلازم ولا تخدمه اللغة! وبمثل هذا الرد نرد كذلك على المخالفين من أهل القبلة ممن يدعون أن إثبات الصفات يلزم منه إثبات الأبعاض والجوارح والأجزاء لأنها داخلة في المعنى، وهذا باطل! هذه كيفيات لتحقيق معنى اليد فيمن يتصف بها، وليست من معناها!
    فنحن نثبت المعنى ونتوقف في الكيفية!
    أما النصارى في المقابل فعقيدتهم قائمة على إثبات معنى باطل رأسا!! وهو معنى الذات التي هي واحد وثلاثة في نفس الوقت! يعني ترجمتها بالمصطلح الرياضي الاختزالي: 3 = 1 !!! فهذا معنى باطل وواضح التناقض، إذ الواحد والثلاثة لا يستيوان عند العقلاء! وكلما واجهناهم بهذا التناقض الفادح، رأيناهم يراوغون ويحاولون تصور معان أخرى لا تخدم ولا تطابق ذلك المعنى الباطل أصلا! فتراهم يقولون هو كالمثلث!! والمثلث كما هو واضح معناه = جسم متكامل مركب من ثلاثة أجزاء مستقيمة الطول، فهل هذا معنى الثالوث؟ هل الثلاثة هذه أجزاء لشيء واحد؟؟ حينئذ تراهم يقولون: " لا ليست كذلك، وهذه كيفية لا علم لنا بها، نتوقف فيها كما تتوقفون في كيفيات الصفات عندكم"!!! والحق أنها ليست بكيفية وإنما هو معنى هم الذين اخترعوه لمحاولة فهم وتصور ذلك المعنى الفاسد الذي يغني فساده عن تكلف الرد عليه! وهو معنى آخر بخلاف المعنى الذي يزعمونه! فهم يزعمون أن الرب ذات واحدة وثلاث ذوات في آن واحد، لا أن ذاته منقسمة إلى ثلاثة أجزاء كما هو معنى المثلث!! تعالى الله عما يصفون علوا كبيرا! ومن أشهر الأمثلة عندهم قولهم هو كالمصباح والشعاع الخارج من المصباح والسطح الذي ينزل عليه، كلهم النور فيهم واحد ولكنه تعدد في أحواله: ونقول لهم هذا أيضا معنى خلاف ما تريدون لأننا نصحح - عقلا - أن يكون للنور مصدر (المصباح) وشعاع منبعث منه، وسطح ينزل عليه، ولكن عقولنا تمنع من أن نجعل هذه الأشياء الثلاثة شيئا واحدا (ذاتا واحدة في الجوهر)!! ومن أمثلتهم قول القائل منهم: هذا مثل قولنا 1*1*1=1 وهذا مثال باطل أيضا لأن المعنى الرياضي لعملية الضرب يجعل معنى الواحد الأولى بخلاف معنى الواحد الثانية والثالثة، وفي الحقيقة هذه الأعداد (1) ليست ذوات مستقلة!! فلا علاقة لهذه الصورة أيضا بالمعنى الذي تدعون!! وعلى هذا فقس كافة ما يسوقونه من أمثلة لا تؤدي - ولا يمكن أن تؤدي - إلى ذلك المعنى الشيطاني الذي سبوا به رب السماوات والأرض جل وعلا! فهم في الحقيقة ليسوا متوقفين في الكيف كما يدعون وإنما في المعنى نفسه = لا يمكنهم شرحه ولا تصوره!
    فأين هذا من صفة نفهم معناها ونعقله ولا إشكال فيه، ونتوقف في كيفيتها كما نتوقف في تصور ذات الموصوف بها تبارك وتعالى؟؟؟ وهل هم مع كل هذا الهراء الذي يحاولون به شرح معنى ثالوثهم = متوقفون في الإلهيات وفي الحقيقة والكيف كمثل توقفنا؟؟؟

    فباختصار = قل للنصراني أن يعرف لك معنى كلمة (ذات) ومعنى كلمة (واحد) فإن معتقده يهدم هذا المعنى، وهو في منافحته عنه لا يتناول المعنى أصلا وإنما يحاول تصور معان أخرى لا دخل لها به، يريد أن يلصقها به حتى يفهمه (إذ لا يجد إلا التشويش بتلك الأمثلة الكاسدة على بطلان المعنى)!
    أما نحن فلا إشكال عندنا في معنى كلمة (يد) أو (عين) أو (وجه)، ومعتقدنا فيها لا يلزم منه إبطال ذلك المعنى، إذ لا يلزم من معناها عندنا ما يجعل الخالق مقيسا على خلقه ولا ما يحوجنا إلى الخوض فيه أو ضرب الأمثلة له كما يفعلون ولله الحمد!


    وأما الوثنيون فهم في الحقيقة يزعمون أن الأصنام ليست هي المرادة بالعبادة وإنما المراد المعبود الذي ترمز له، ويزعم بعضهم أن ذلك المعبود يحل في ذلك الوثن، ويزعم البعض الآخر أن الوثن يتحول إلى طريق اتصال مفتوح بين العابد وبين المألوه الذي جعل له ذلك الوثن، وهم في ذلك على فلسفات شتى، وكلهم جوابهم واحد، بالإرجاع إلى الأصل العقلي لتوحيد الربوبية وما يلزم منه من امتناع الصاحب والشريك - عقلا - وامتناع الوسيط لذات العلة، كما تفضل الإخوة الكرام.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  8. #8

    افتراضي رد: إذا قال لك النصراني أو الوثني : لا أخوض في ذات الإله كما تفعلون أنتم ، فبماذا تجي

    تسجيل متابعة

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    808

    افتراضي رد: إذا قال لك النصراني أو الوثني : لا أخوض في ذات الإله كما تفعلون أنتم ، فبماذا تجي

    بارك الله فيكم

    إضافة إلى ما قال الأفاضل، يمكن أن يحتج على هذا المعترِض بالقاعدة الذهبية التي مفادها أن الشرع القويم يأتي بمحارات العقول لا محالاتها. والأولى لايدركها العقل السليم لكن لايردها والثانية يمجها ولايسيغها.
    فنزول رب العالمين إلى سماء الدنيا كل ليلة مثلاً من محارات العقول، أما الثالوث والتجسيم وولادة الإله من مربوبةٍ ثم موته وبعثه بعد ثلاثة أيام فمن محالاتها.
    وقد أكثر شيخ الإسلام رحمه الله من إيراد هذه القاعدة في مصنفاته.
    قال شيخ الإسلام عليه رحمة الله تعالى : "الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم يخبرون بما تعجز عقول الناس عن معرفته، لا بما يعرف الناس بعقولهم أنه ممتنع، فيخبرون بمحارات العقول لا بمحالات العقول، ويمتنع أن يكون في أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم ما يناقض صريح المعقول، ويمتنع أن يتعارض دليلان قطعيان، سواء كانا عقليين أو سمعيين، أو كان أحدهما عقليا والآخر سمعيا."
    وقال أيضًا : "ومعلوم أن الأنبياء عليهم السلام أعظم من الأولياء، والأنبياء جاءوا بما تعجز العقول عن معرفته, ولم يجيئوا بما تعلم العقول بطلانه، فهم يخبرون بمحارات العقول لا بمحالات العقول، وهؤلاء الملاحدة يدعون أن محالات العقول صحيحة، وأن الجمع بين النقيضين صحيح، وأن ما خالف صريح المعقول وصحيح المنقول صحيح."
    وقال : "ولا يجوز أن يخبر الرسل بشيء يعلم بالعقل الصريح امتناعه، بل لا يجوز أن يخبروا بما لا بعلم بالعقل ثبوته.فيخبرون بمحارات العقول،لا بمحالات العقول،ويجوز أن يكون في بعض ما يخبرون به ما يعجز عقل بعض الناس عن فهمه وتصوره، فإن العقول متفاوتة."
    والله تعالى أعلم.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    557

    افتراضي رد: إذا قال لك النصراني أو الوثني : لا أخوض في ذات الإله كما تفعلون أنتم ، فبماذا تجي

    بسم الله الرحمن الرحيم ،

    الأخ (الساري) ،

    بارك الله فيك .. كلامك صحيح لو أنهم اقتصروا على الصورة الظاهرة للمسيح - عليه السلام - .. لكنهم يقولون بمنطق الناسوت واللاهوت ، وما إلى ذلك ..

    فالناسوت يجعلونه معقولاً .. واللاهوت يحرّمون الخوض فيه (على مذهب ذلك النصراني !) .

    فعليه سيقولون لك .. كلامك صحيح في نطاق الناسوت .. أما في نطاق اللاهوت ، فهي أمور غيبية لا تعيها عقولنا ، ويجب علينا الإيمان والتسليم .. فإنه لا أحد يمكنه أن يعي صفات الرب أو أفعاله (وأفعاله هنا هو حلوله في الجسد البشري) .

    وسيستدل عليك عندئذ بصفة النـزول ، وأنها لا تلزم - عند المسلمين - أن يكون الله - عز وجل - قد دخل في مكان ، أو حدّه هذا المكان ، مع أن السماء الدنيا مكان .

    فيقول لك هذه كلها أمور غيبية ، لا يعيها العقل البشري البتة ، وما ظاهره النقص بحق الله - عز وجل - في عقولنا ، هو فقط بسبب قصر أفهامنا عن استيعاب ذلك .

    -----

    أما كلامك في الوثني .. فهو لا يجعل الوثن نفسه إلهاً .. إنما هو رمز للإله ، كما هو معلوم عند أهل الجاهلية الذين يقولون إن الإله يحلّ فيه .. فعليه يكون الرد عليه هو من جنس الرد على النصراني في ادعائه حلول الله - سبحانه وتعالى - في جسد المسيح !!

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    557

    افتراضي رد: إذا قال لك النصراني أو الوثني : لا أخوض في ذات الإله كما تفعلون أنتم ، فبماذا تجي

    الأخ (أبو الفداء) ،

    بارك الله فيك وجزاك الله خيراً على الإفادة .

    تقول :
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء
    مهلا يا أبا شعيب بارك الله فيك، ما هكذا تورد الإبل! وقد تعجبتُ من توقفك عند إجابة النصراني
    النصراني يسأل هذه الأسئلة ليصل لغاية محددة وهي : عدم مقدرة العقول على استعاب الإلهيات .. فليست هي مقصودة بذاتها . وجوابك ممتاز ، إنما يورد على من يقصد هذه الأسئلة لذاتها ، كما هو حال مبتدعة أهل القبلة .

    فحيث إننا لا نستطيع تجاوز لفظة اليد بما حددته اللغة .. ونتوقف عند ذلك في حق الله - عز وجل - ، ولا نعتديه ؛ مع أن العقول لا تعي يداً إلا بعضاً .. فكذلك الحال عندهم في الثالوث .

    فحيث إن العقول لا تعي الثلاثة أشياء إلا ثلاثة ، أو تعيها واحداً مجزئاً إلى ثلاثة .. فهذا لا يصح سحبه على الإلهيات ؛ فإن القوانين والقواعد التي خلقها الله - عز وجل - للعقول لتفهم وتعي ما حولها ، إنما يقتصر إعمالها في الخلق لا في الخالق . فالقوانين المخلوقة لا يُفهم بها خالقها - عز وجل - .

    فيقولون إننا نحكم على الثالوث من منظور المخلوق ، لذلك تقصر أفهامنا عن استيعابه .. والإلهيات لا يعلم كنهها إلا الخالق - عز وجل - .

    وكذلك يقولون في النـزول .. حيث إن العقول لا تعي نزولاً إلا بعد ارتفاع .. ولا تعي أن ينـزل الله - عز وجل - إلى السماء الدنيا (وهي مكان) ، دون أن يحويه هذا المكان .. فكذلك الحال عندهم في عقائدهم المتناقضة .

    يعني باختصار .. كلما أتيت له بناقض عقلي لعقيدته ، استدل بقواعدنا في التعاطي مع نصوص الصفات ليثبت عقيدته .

    تقول :
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء
    أما النصارى في المقابل فعقيدتهم قائمة على إثبات معنى باطل رأسا!! وهو معنى الذات التي هي واحد وثلاثة في نفس الوقت! يعني ترجمتها بالمصطلح الرياضي الاختزالي: 3 = 1 !!! فهذا معنى باطل وواضح التناقض، إذ الواحد والثلاثة لا يستيوان عند العقلاء! وكلما واجهناهم بهذا التناقض الفادح، رأيناهم يراوغون ويحاولون تصور معان أخرى لا تخدم ولا تطابق ذلك المعنى الباطل أصلا! فتراهم يقولون هو كالمثلث!! والمثلث كما هو واضح معناه = جسم متكامل مركب من ثلاثة أجزاء مستقيمة الطول، فهل هذا معنى الثالوث؟ هل الثلاثة هذه أجزاء لشيء واحد؟؟ حينئذ تراهم يقولون: " لا ليست كذلك، وهذه كيفية لا علم لنا بها، نتوقف فيها كما تتوقفون في كيفيات الصفات عندكم"!!! والحق أنها ليست بكيفية وإنما هو معنى هم الذين اخترعوه لمحاولة فهم وتصور ذلك المعنى الفاسد الذي يغني فساده عن تكلف الرد عليه! وهو معنى آخر بخلاف المعنى الذي يزعمونه! فهم يزعمون أن الرب ذات واحدة وثلاث ذوات في آن واحد، لا أن ذاته منقسمة إلى ثلاثة أجزاء كما هو معنى المثلث!! تعالى الله عما يصفون علوا كبيرا!
    جوابهم يسير .. سيقولون لك إن الثالوث صفة للذات ، وليس هو من معنى الذات .. فالذات معناها لغة : الوجود .. وهم يثبتونه ، ثم سيكون سائر جوابهم كما ذكرته آنفاً في قياسه على الصفات .

    وقد تختلف معهم عندئذ في المعنى والصفة ، وتدخل معهم في جدال لا ينتهي ، وسجال لا يُعلم مداه .. خاصة وأن العلوم العقلية المتعلقة بالغيبيات لا يستطيع أحد الجزم بها بمجرد العقل ، وهي عرضة للاختلاف .

    وقد صحّ عندي تصور خاص في الرد على هؤلاء النصارى والمشركين ، وقد أحببت جمع آرائكم في هذا الموضوع لتتسع مداركي في هذا الأمر ، لأثري ما تحقق عندي من تصوّر . وسأكتب ما خلصت إليه في آخر الموضوع عندما يستفرغ الإخوة ما عندهم من آراء .

    وجزاكم الله خيراً

  12. افتراضي رد: إذا قال لك النصراني أو الوثني : لا أخوض في ذات الإله كما تفعلون أنتم ، فبماذا تجي

    متابع باهتمام أعزكم الله
    وَتَراكَ تُصلِحُ بالرشادِ عُقولَناأَبَداً وَأَنتَ مِن الرَّشادِ عَديمُ

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    الدولة
    المملكة المتحدة
    المشاركات
    36

    افتراضي رد: إذا قال لك النصراني أو الوثني : لا أخوض في ذات الإله كما تفعلون أنتم ، فبماذا تجي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    نحن المسلمون أخذنا عقيدتنا من صريح وصحيح النصوص ثم رددنا المتشابه منها إلى المحكم وأثبتنا وتركنا الخوض.

    سؤال إلى أتباع جميع الملل والفرق - من أين لكم هذا؟

    ثم بعد ذلك يبدأ الحوار والنقاش

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    القصيم
    المشاركات
    153

    افتراضي رد: إذا قال لك النصراني أو الوثني : لا أخوض في ذات الإله كما تفعلون أنتم ، فبماذا تجي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو شعيب مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم ،
    الأخ (الساري) ،
    ...
    فعليه سيقولون لك .. كلامك صحيح في نطاق الناسوت .. أما في نطاق اللاهوت ، فهي أمور غيبية لا تعيها عقولنا ، ويجب علينا الإيمان والتسليم .. فإنه لا أحد يمكنه أن يعي صفات الرب أو أفعاله (وأفعاله هنا هو حلوله في الجسد البشري) .

    وسيستدل عليك عندئذ بصفة النـزول ، وأنها لا تلزم - عند المسلمين - أن يكون الله - عز وجل - قد دخل في مكان ، أو حدّه هذا المكان ، مع أن السماء الدنيا مكان .

    فيقول لك هذه كلها أمور غيبية ، لا يعيها العقل البشري البتة ، وما ظاهره النقص بحق الله - عز وجل - في عقولنا ، هو فقط بسبب قصر أفهامنا عن استيعاب ذلك .
    اشكر اهتمامك بما نعلّق رغم عناء القراءة والتعليق

    أما عن حجتهم التي أشرت إليها أنت في المقتبس فلعل من طرق ردّها :

    أن محاورك والنصارى خلفه زعموا أن معرفة كيفيته غير ممكنة لاستحالة الخوض فيها لتجاوزها حد العقل ! ليؤكدوا زعمهم أن الإله ثالوث .
    وبناء عليه فقول معترضهم على قولنا إنكم تخوضون في صفات اليسوع , فقوله :إن عيسى ناسوت يفضحه أنهم يجعلون عيسى اليسوع (((( ذاته ))) إله يعبدونه ويطلبون منه الخلاص ... الخ ! فعليهم أن يختاروا أهو ( إله ) معبود له خصائص الألوهية الخارقة , أو ناسوت عادي من البشر لا يستحق العبادة
    وبما أنك تريد أن تبطل إلهية عيسى .
    فهذا المحاور إما أن :
    1- يعترف عيسى عندهم إله معبود , أنهم قد خاضوا في تفاصيل هذا الإله المزعوم ( عيسى عليه السلام ) في جسمه وأكله وتناسله وحركاته ومولده وموته , فهاهو إله لهم خاضوا في صفاته ولم يجعلوا إدراكه فوق العقول .
    2- أو أن يقرّ أن عيسى ليس إلها من الأصل , بل هو بشر لا ( يعبد ) فيكون حقق لك ما تريد , باعترافه بالحق .
    ما ظننته سيفلت من أحد هذين المَصادَين .

    أما عن اللاهوت , وهو ( الله ) سبحانه فقوله إنه فوق العقل حق يجب أن توافقه عليه فذاته وصفاته سبحانه لا تدرك بالعقل .
    فلا يلزم من كون النصارى على خطأ أن يكون كل أجزاء معتقدهم خطأ .
    ونحن إنما نحاورهم في في هذا الباب عن خطأ اعتقادهم ألوهية عيسى وروح القدس .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو شعيب مشاهدة المشاركة
    أما كلامك في الوثني .. فهو لا يجعل الوثن نفسه إلهاً .. إنما هو رمز للإله ، كما هو معلوم عند أهل الجاهلية الذين يقولون إن الإله يحلّ فيه .. فعليه يكون الرد عليه هو من جنس الرد على النصراني في ادعائه حلول الله - سبحانه وتعالى - في جسد المسيح !!
    أظنهم إن أجابوا بأن تلك الأجساد ليست سوى لباس حلت فيه الآلهة , قد وقعوا بما هو أشد عليهم وأبطل لحجتهم !
    فهم يقرّون أنهم هم من صنع تلك الأجساد الشوهاء من التماثيل التي ( حلت ) بها الآلهة كتماثيل بوذا التي يصنعونها ثم يعلقونها على رقابهم .
    فهم إذن بصنعهم تلك الأجساد علموا أن آلهتهم ( بحاجة ) إلى أن تحل بها , وما علموا أن آلهتهم بحاجة للحلول بأجساد يصنعونها هم إلا وقد عرفوا السبب الذي جعل هذه الآلهة تحتاج الحلول بها .
    وهل هناك إله قوي قادر مدبر مسيطر ... الخ ( يحتاج ) أن يساعه عبد من عبيده ليصنع له جسدا يختبئ فيه ؟! ( ربما كان إلههم هذا يستحيي , أو أنه أنثى تستحي أن تظهر لعبيدها عارية !!! )

    ثم : هل يقبل إله عزيز قوي قادر ... الخ أن يقبع في صنم يستطيع الكافر به ( وهو هنا المسلم خاصة بحمد الله تعالى ) أن يبصق عليه ويتبول ( أعزكم الله ) ويكسر انفه ورجليه ويديه أيضا ؟! يا له إذن من إله حقير ضعيف مهين !

    ***
    وبانتظار تسطير ما تخلص إليه من ردّ لنستفيد وجزاك ربي خيرا .

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: إذا قال لك النصراني أو الوثني : لا أخوض في ذات الإله كما تفعلون أنتم ، فبماذا تجي

    حياك الله يا أبا شعيب.. واعذرني إن استطردت بعض الشيء في هذا الرد، لعل الله يفتح فيه بفائدة.
    فيما تفضلتَ أخي الفاضل بذكره من اعتراضات متوقعة للنصراني مغالطات عقلية واضحة لو خضنا معهم فيها لأبطلنا قدرة العقل على التمييز بين المعنى الواجب عقلا، والجائز عقلا، والممتنع عقلا في حق الخالق جل وعلا، ولكان نتاج ذلك أن يفقد الأنبياء أصل حججهم التي يحتجون بها على الكفار والمشركين، التي هي قوام دعوتهم وقوام الحجة الرسالية على العباد بالأساس! فإن العقلاء يتفقون - ولابد - على أصول عقلية ينبني عليها فهمهم لمادة النزاع بينهم، فإن فقدوها - كما يحرص النصارى في كثير من الأحيان خلال أمثال تلك المناظرات على إذابتها والتشويش عليها - فإنهم سينتهي بهم الأمر إلى هذا السجال والجدل السفسطائي الذي لا نهاية له، الذي تفضلت بذكره.
    ولا أريد تشعيب الموضوع ولكن هذا في الحقيقة أشبه ما يكون بما يقع عند محاججة الملاحدة، تقول لهم وجود الخالق ضرورة عقلية، فتجدهم يجادلونك في معنى الضرورة العقلية نفسه ويسعون إلى إقناعك بأنه لا توجد قاعدة واحدة من قواعد العقل خلت من اعتراض عقلي مقبول عليها! فهم إنما يريدون تكذيب عقولهم نفسها التي في صدورهم!! والناظر في مؤلفات فلاسفة الإلحاد يرى ذلك بجلاء، لا سيما المعاصرين منهم في أوروبا في مدرسة ما بعد الحداثة وما قاربها..
    فإنك إن توصل بك الكلام مع مجادلك إلى أن العقل لا يمكنه الحكم على شيء من صفات الله تعالى أو مما هو منسوب إلى ذاته بأنه جائز أو ممتنع عقلا (من حيث المعنى)، أو بأنه ضرورة في حقه (بداية من معنى الموجود واطرادا في سائر معاني الكمال والحسن في حقه جل وعلا)، وإن ادعى مجادلك أننا لا يمكننا تمييز ما يليق به سبحانه من معان مما لا يليق به، فإن هذا يقضي على ثمرة الجدال ويقلبه إلى عبث محض! ولو تأمل النصراني لوجد أن هذا المسلك المنحرف يسقط حجته هو نفسه على الوثنيين، ويسقط حجته وحجة الوثنيين وسائر أهل الملل على الملحدين، ولا يبقى للعقل من قدرة على التمييز أصلا حينئذ، ولا يدري الإنسان حينئذ أيعبد صنما أم يعبد عدما أم يعبد سرابا! ولا بأس بعد ذلك في أن يعبد أحقر وأحطّ المخلوقات وينسب إليها أذم الصفات وأدناها فيما يفهمه عقله من المعاني فإن حاججه أحد قال: "الإلهيات خارج نطاق العقل ولا نملك الخوض فيها، ونحن إنما نرى هذه الأشياء نقائص لأن عقولنا قاصرة عن فهمها"!!!
    تماما كما يقول الداروينيون الجدد: "أنتم لا تستطيعون الفكاك من معنى الخلق والتدبير في أصل نشأة الكون والحياة على الأرض لأن عقولكم ما تزال بعدُ في طور ارتقائي لا يسمح لها بتصور نشأة كل هذا الإبداع بلا مبدع.. أما نحن فقد ارتقينا بعقولنا بفضل داروين"!! (وهذا الكلام تجده مبثوثا في مؤلفات أمثال ريتشارد دوكينز ودانيال دينيت وسام هاريس وغيرهم من كتاب ومنظري تلك الطائفة الجديدة من الملاحدة)
    فالقصد أن دعوى عجز العقل عن تصور الإلهيات فيها تفصيل ضروري وليست بإطلاقها كما يريد النصارى ..
    فإن الله قد جعل في نفوسنا فطرة - شهادة في عالم الذر - لا تقبل في حقه من الصفات إلا الحسن مستقيم المعنى، ولا تعي لها من المعاني إلا أكملها سبحانه وتعالى، فإذا ما جاءت دعوة الأنبياء بهذا الكمال وأقاموا به الحجة العقلية على فساد معبودات المشركين (أن هذه من صفاتها كذا وكذا وأن الرب الخالق يلزم له أن يكون كذا وكذا .. وأن معنى الاشتراك في الربوبية باطل لأنه يلزم منه كذا وكذا .. الخ حجج القرءان) = لم يجد عاقل من حجة عقلية يحتجها على تلك الدعوى!

    فكيف يأتينا النصراني بمعان فاسدة (ممتنعة عقلا) ولا تليق بكريم من الكرام فضلا عن الرب الخالق جل وعلا الذي تجب له صفات الكمال وجوبا عقليا، ثم إن حوججوا في ذلك قالوا الإلهيات لا تبلغها العقول ونحن في هذا نقول بمثل قولكم في كيفيات الصفات؟؟؟ أفلا يعقلون ؟؟
    كيف يجوز عقلا أن يطلب الرب من الناس عبادته ورفعه فوق الخلائق جميعا - بما يلزم بضرورة العقل من معنى ربوبيته - مع أن في صفاته التي وصف بها نفسه ووصفه بها نبي من أنبيائه من النقائص المعنوية ما يرفع بعض خلقه فوقه في عقول البشر عند التأمل؟؟!! هذه معان نعقلها ونميز بها الحق من الباطل في أصول الملل وبها تقوم حجة القرءان على سائر المشركين بما فيهم النصارى أنفسهم!
    ولهذا فإن قاعدة عجز العقل عن تصور الإلهيات تراها عند علمائنا وأئمتنا تطلق في الكلام عن ماهية تلك الصفات وحقائقها وكيفياتها التي تتعلق بذات ليس لها مثيل في الخلائق ولا يمكن قياس كيفيتها على شيء مخلوق (وهذه ضرورة عقلية أيضا في حق الخالق)، ولكنهم لا يطلقون تلك القاعدة في التعامل مع معاني الصفات المنسوبة إلى ذات الله جل وعلا.. فإنها إن دخلت فيها معاني الصفات، صار خطاب القرءان وخطاب النبي عليه السلام لنا بصفات الله تعالى ضربا من العبث واللغو الذي ليس لنا أن نعقل معناه!!!

    تقول وفقك الله:
    فحيث إننا لا نستطيع تجاوز لفظة اليد بما حددته اللغة .. ونتوقف عند ذلك في حق الله - عز وجل - ، ولا نعتديه ؛ مع أن العقول لا تعي يداً إلا بعضاً .. فكذلك الحال عندهم في الثالوث .

    فحيث إن العقول لا تعي الثلاثة أشياء إلا ثلاثة ، أو تعيها واحداً مجزئاً إلى ثلاثة .. فهذا لا يصح سحبه على الإلهيات ؛ فإن القوانين والقواعد التي خلقها الله - عز وجل - للعقول لتفهم وتعي ما حولها ، إنما يقتصر إعمالها في الخلق لا في الخالق . فالقوانين المخلوقة لا يُفهم بها خالقها - عز وجل - .
    وأول ما نقف عنده في هذا الكلام قولك: "لا نستطيع تجاوز لفظة اليد بما حددته اللغة".. فإن بيان هذا المعنى وتحريره هو مربط الفرس فيما نحن بصدده.. ماذا تقصد بلفظة اليد؟ إن كنت تقصد معناها الذي هو مفهوم الشيء الحقيقي الذي يُبطش به ويفعل به كذا وكذا، فهذا معناها الذي نفهمه ونقبله ولا نتجاوزه.. فإن قلت إن العقل لا (يعي) يدا إلا بعضا لزمك بيان ما تريد بقولك (يعي)، فإن كان المراد (لا تدرَك) بتصور صورة لها في الذهن، إذ ليس في مخزون علمنا من المشاهدات ما يمكننا من تصور يد ليست بعضا بالقياس على النظائر والأشباه = فهذا صحيح والعقل لا يمنعه.. إذ ذات الرب ليست كذوات المخلوقين في جوهرها وكنهها بضرورة العقل نفسه! فإن أخبرنا بأن له يدا أو بأنه ينزل، نسبنا له المعنى على ما يليق به سبحانه ولم نجد في لغتنا ما يلزمنا - معنويا - بأن نقيس طبيعة تلك اليد (أي في كيفها) على تلك الطبائع والصور اللازمة للمخلوقين كالتبعض والجارحية والتركب من أجزاء ونحو ذلك!* (1)
    وعلى فإنني أجدني مضطرا للتفريق في كلامك بين معنى (تعي) ومعنى (تفهم) أو (تعقل).. وذلك حتى يستقيم لي قبول هذه العبارة:
    فحيث إن العقول لا تعي الثلاثة أشياء إلا ثلاثة ، أو تعيها واحداً مجزئاً إلى ثلاثة
    فاستعمالك للفظة (تعي) ههنا لو ساويته باستعمالك لها في الجملة السابقة عليها لألزمتك بما لا تلتزمه. نحن معاشر بني آدم لا نعقل (لا نفهم معنى) ثلاثة أشياء هي - في ذات الوقت - شيء واحد، أيا ما كانت تلك الأشياء وأيا ما كانت كيفيتها وحقيقتها وطبيعتها، سواء وعينا أو تصورنا تلك الكيفية بالقياس (كما نفعل مع سائر المخلوقات) أو لم يسعنا ذلك عقلا لعدم وجدان الأشباه والنظائر التي نقيس عليها! وهذا هو الفرق الدقيق الذي يجادلنا فيه النصارى = الفرق بين القدرة على تعقل المعنى وفهمه وقبوله، مع الحكم بخلوه من اللوازم العقلية المانعة من القبول والإثبات، في ضوء ضرورة المنع العقلي من القياس على صفات المخلوقات في الكيفيات.. وبين القدرة على تصور تلك الكيفيات نفسها التي بها تتحقق تلك المعاني - الجائزة عقلا بلا مانع معنوي - في ذات الإله! فأما نحن فنثبت للعقل القدرة الأولى وننفي القدرة الثانية، وهذا واضح ولله الحمد، مفهوم علته العقلية عند العقلاء.. أما هم فيتخبطون ويغلون في نفي قدرة العقل على النظر في المعاني نفسها من الأساس، بغية التعمية على الفساد المعنوي الفج لما ينسبون إلى رب العزة جل وعلا.


    قولك وفقك الله
    جوابهم يسير .. سيقولون لك إن الثالوث صفة للذات ، وليس هو من معنى الذات .. فالذات معناها لغة : الوجود .. وهم يثبتونه ، ثم سيكون سائر جوابهم كما ذكرته آنفاً في قياسه على الصفات
    قلت: نعم هم هكذا يقولون، يقولون إنها صفة، ولكن نحن لا نجادلهم في كيفيتها، وإنما في معناها، فإن معناها عند التأمل يهدم الفرق العقلي الضروري بين الذات الواحدة والذوات المتعددة = وهذا - بغض النظر عن الكيفية التي نتفق معهم على التوقف فيها ومنع الخوض فيها - باطل واضح البطلان ولا يقبله عقل!

    -------------
    (1) هذا - بالمناسبة - مما نبطل به للنصارى تشبيههم لثالثوهم بالمثلث فإن هذا ينسب إلى الرب معنى التبعض إذ المثلث مركب من أبعاض كما هو معلوم، فهم لما ضاق عليهم الخناق في فهم معنى الواحد الذي هو ثلاثة في آن، هربوا منه إلى معنى التبعض والتركب، فإن جوبها بذلك رجعوا إلى معنى الوحدانية وأنه ليس مركبا من أجزاء كتلك الأشياء التي ما استعانوا بها أصلا إلا لكونها مركبة (معنويا) من ثلاثة أجزاء! فلا يزال الواحد منهم يروغ في الجدال روغان الثعلب على هذا النحو، ما بين نقيض ونقيض، وما بين معنى فاسد وآخر أفسد منه، فينبغي أن يكون المحاور منتبها لهذا المسلك الخبيث، والله المعين.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    57

    افتراضي رد: إذا قال لك النصراني أو الوثني : لا أخوض في ذات الإله كما تفعلون أنتم ، فبماذا تجي

    السلام عليكم

    الأخ الكريم ( أبو شعيب )
    استصعبت المسألة من حيث المبدأ الذي تتكلمون به! فنظرت في القرآن الكريم, فلم أجد جواباً إلا بتجاوز النظر العقلي المجرد للثالوث, نحو النتائج والتبعات.

    فالله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم, لا يقف عند نفي الثالوث وعند ألوهية عيسى عليه الصلاة والسلام بشكل عقلي مجرد ( 3 لا تساوي 1 بحسب المنطق البشري المادي إذن هذا دليل على أنّ الله عز وجل واحد !!!) وإلا ( فكل يد هي إما جارحة أو بعض بحسب المنطق البشري المادي وإذن هذا دليل على أنّ الله لا يد له!!! )!.. لا طبعاً, فالألوهيات من هذا المنطلق.. فعلاً وحقاً ليست محكومة بمنطق العقل البشري المادي.. معه حق ( وهو على باطل ).

    بدل أن نشرّق أو نغرّب.. فالله تعالى في آياته المجيدة يُنبِّهنا إلى النتائج المترتبة على هذا التثليث والتأليه.. والشرك عموماً, فيدلنا على مفاتيح المنهج الذي نتبعه في نقض معتقدهم الباطل:

    انظر في الآيات الكريمة المتوالية التالية:
    {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} (72) سورة المائدة
    {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (73) سورة المائدة
    {أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُو نَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (74) سورة المائدة
    {مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (75) سورة المائدة
    {قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (76) سورة المائدة

    الله سبحانه وتعالى يدلنا على المفاتيح! لتكون منطلقنا في مجادلتهم:

    عليهم أولاً أن يحددوا ما الإله وما الرب عندهم.
    أهو القدير؟ أهو الحكيم ؟ من هو ؟ هذه أشياء لديهم بها علم, فلتكن إلزاماتك لهم من باب الألوهية والربوبية.

    مثلاً.. هم يتوجهون إلى الله تعالى بالدعاء (صلاتهم).. ويتوجهون له عز وجل لأنه السميع المجيب القدير, أليس كذلك ؟
    أفعال المسيح عليه السلام في الأرض كانت تعاليم لهم, تتعلق بهم كعباد لله (عبوديتهم) وتتعلق بالله تعالى ذاته (يُعرّفهم على إلههم وربهم).. أليس كذلك؟
    فبحسب كتبهم -على سبيل المثال- فالمسيح عليه السلام (كناسوت) كان خائفاً ويدعو الرب (أباه تعالى الله عما يصفون)!
    طيب, ألم يكن هو في الأرض "الإبن الإله" -تعالى الله- المتجسد في (الناسوت)..
    فأي إلهٍ هذا هو الذي يعلمنا عن نفسه بأنه فقير إلى من سواه وعاجز, والذي يتوجه لغيره بعبادة الدعاء ( الصلاة ) ؟! -لا أتحدث عن صلبه المزعوم والفداء, فهذه مسألة أخرى.

    كيف تحترم ربـّاً قد علمت أنه في إحدى حالاته ( التي تجهل كنهها وكيفيتها ) كان عاجزاً, فقيراً, محتاجاً.. يتوجه إلى غيره بالدعاء! كيف تثق به فتدعوه وتصلي له وهو يدعو غيره ويصلي له !
    ألأنه بلا أب.. فآدم عليه السلام بلا أب وبلا أم! ألأنه أحيا الموتى, ها نحن نسمع عن حالات يموت فيها بشر ثم يعودون للحياة ويكون عندهم أطباء أو معالجون, فهل هذا دليل على أنهم آلهة وأرباب.. أم لأنه بإذن الله تعالى خلق طيراً.. حسناً حتى هذا الخلق الذي خلقه بإذن الله تعالى لم يكن خلقاً من لا شيء, ولكن من مادة مخلوقة أصلاً!
    فلمَ لم يخلق لهم من العدم بذرة.. لم احتاج إلى مادة.. أليس أبلغ للإله والرب أن يخلق من العدم !

    وهذا كله ( آيات المسيح عليه السلام ).. لم يمنعه من أن يكون فقيراً, عاجزاً, محتاجاً لأن يتوجه بالدعاء لمن يسمعه, ولمن يراه, ولمن يقدر أن ينفعه.. هذا كله لم يمنعه من أن يكون عبداً حقيقياً لله تعالى! فالدعاء خضوع وعبودية للمدعو.

    فإن قالوا هو -كناسوت- في الأرض لم يكن إلها, انتهى الموضوع, وإن كان محتفظاً بألوهيته وربوبيته, فإذن هذا إله ورب عنده خلل!

    أخي الفاضل, أنصح أن تجمع آيات الله تعالى التي يتحدث فيها عن كيف كانت ستؤول إليه الأمور لو كان معه آلهة ( تعالى ), وتنظر فيها وتضع طرحك.
    ولكن عليك قبل أن تعرضه عليهم أن تسألهم السؤال المناسب, ليعرّفوا لك إلههم وربهم بادئ ذي بدء كما تتوقع أن يفعلوا في مسألة ما, ومن ثم تلزمهم بما أقروا من العلِم بربهم وإلههم بإلزام يناقض الربوبية والألوهية التي لديهم علم بشأنها.. هذا هو المقصود!

    بالتأكيد ستجد في القرآن الكريم آيات كثيرة فيها مفاتيح تعينك ( آيات الشرك عموماً وآيات المسيح عليه السلام خصوصاً ), فأنا لم أنظر إلا في المائدة.
    هذا ما عندي, وبانتظار أن نسمع تصورك,والله المستعان.

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: إذا قال لك النصراني أو الوثني : لا أخوض في ذات الإله كما تفعلون أنتم ، فبماذا تجي

    يا أبا شعيب.. أرجو أن تضع في عين الاعتبار -بالاضافة إلى ما تقدم- ما يلي:
    لا التوحيد صفة، ولا التثليث صفة.
    ولكن الصفة هي الْوَحْدَانِيّة .
    وأما التوحيد، أو التثنية، أو التثليث.. فهو شىء تابع لما يعتقده الإنسان في ربه.

    بمعنى: الله إله واحد، فهو متصف بالوحدانية، ونهى عن يتخذ معه شركاء.
    وهذا هو الواجب في حق الله.

    أما الجزئية المتعلقة بالمخلوقين:
    منهم من وحده -وهم من قالوا بالتوحيد-، ومنهم من ثناه -وهم من قالوا بالتثنية-، ومنهم من ثلثه و-وهم من قالوا بالتثليث-.

    ويبقى الآن الكلام عن معنى التوحيد والفرق بينه وبين معنى التثليث، وما بينهما من بون شاسع.

    التثليث:
    إذا ثبت التثليث الحقيقي في المعنى، وجب كثرة الذوات تبعا له.. وانتفى التوحيد بالكلية لتعدد الذوات.
    وبما أن كلمة توحيد وكلمة تثنية وكلمة تثليث، هذه الكلمات تُفهم رياضيا.
    فالواحد واحد حقيقي، عكس الثلاثة التي لها ثلث حقيقي، كل منهم قائم بذاته.
    وهذه الثلاثة الأخيرة، هي ما يعبرون عنه بـ(الأقانيم الثلاثة).
    فالجوهر يوحدهم، والأقانيم تفرقهم وتعددهم.
    فالجوهر اللاهوتي يجمعهم جميعا، وأما في الأقانيم، فالآب ليس هو الابن، وليس الابن هو الروح القدس..!
    ومقولتهم في الأقانيم، هي مربط الفرس، لأنه يخالف العقل والنقل.
    سبق أن تحدثنا عن بعض البراهين العقلية، والتي تفيد أن مقولتهم إنما هي مخالفة للعقل.
    وكذلك النقل..
    حيث أن عقيدة النصارى مخالفة لنصوص العهد القديم، وما يتبع ذلك من إلزامات يمكنك أن تضعها في موضع المناظرة.
    وكذلك نصوص أخرى من العهد الجديد، تثبت أن الألوهية لله وحده. منها:
    إنجيل يوحنا: الباب 17 - 3: [وهو على لسان عيسى مخاطبا الله -عز وجل-] ما نصه: (وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك)
    فأثبت النقل أن الألوهية لله -عز وجل- وحده، دون غيره، وهذا يوافق ما في العهد القديم، ويوافق ما عند المسلمين، وهو الأمر بتوحيد الله -عز وجل-.
    وتوجد نصوص أخرى كثيرة، يمكنك أن تلزمهم بها إلزاما.. وتوجد في مظانها.
    فتكون بذلك أثبت لهم بالعقل الصحيح، والنقل الذي هو كتابهم، ما تريده.
    وفقك الله.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    57

    افتراضي رد: إذا قال لك النصراني أو الوثني : لا أخوض في ذات الإله كما تفعلون أنتم ، فبماذا تجي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تيم الله مشاهدة المشاركة
    ألأنه أحيا الموتى, ها نحن نسمع عن حالات يموت فيها بشر ثم يعودون للحياة ويكون عندهم أطباء أو معالجون, فهل هذا دليل على أنهم آلهة وأرباب..
    أود أن أسجل أنّ جملتي هذه مغلوطة بظاهرها ومؤدى معناها, وتفهم بأني أنتقص من آية عيسى عليه السلام في إخراج الموتى, كما يفعل كثير من المسلمين عموماً مع المسيح ومع أنبياء بني إسرائيل عليهم الصلاة والسلام جميعاً, إذ ينتقصون منه ومنهم انتصاراً لديننا.. وهم لا يشعرون.

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    557

    افتراضي رد: إذا قال لك النصراني أو الوثني : لا أخوض في ذات الإله كما تفعلون أنتم ، فبماذا تجي

    الأخ (أبو الفداء) ،

    جزاك الله خيراً على ما تفضلت به من تفصيل نافع في الجواب ، ولديّ ما أستدركه على كلامك ، هو في الحقيقة صياغة مختصرة لما سطرتموه .

    لقد فطنت بكلامك إلى أصل من أصول التوحيد ، وهو أنّ الإيمان هو التصديق ، والتصديق لا يكون إلا بالقناعة (التي منشؤها العقل) ، والعقل لا يقنع بشيء حتى يفهمه ويدرك معناه ..

    فمن زعم أنه يؤمن بشيء لا يفهمه ، فهذا كاذب في دعواه .. كمن يجزم بصحّة عبارة ما باللغة الصينية مثلاً ، وهو لا يعلم معناها ، بل ولا يعلم شيئاً في الصينية !

    وثانياً : الله - عز وجل - عندما يأمر العباد بالإيمان به وعبادته وحده لا شريك له ، يمتنع في حقه - سبحانه وتعالى - أن يأمر الناس باعتقاد ما يتناقض وعقولهم ، وإلا فإن الأمر بالإيمان بالمتناقضات عبث لا يستقيم ولا يمكن وقوعه ، والله - سبحانه وتعالى - منـزّه عنه .. وهذا ما عناه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - فيما نقله عنه أخونا (أبو بكر العروي) - جزاه الله خيراً - في مشاركة رقم #9 .

    والقواعد والقوانين العقلية التي خلقها الله - عز وجل - لإدراك المعقولات ، إنما غايتها معرفة الخالق بها ، والإيمان به وسلوك سبيله ، بما يتوافق مع حدودها التي وضعت لها .

    فهل وُفقتُ للفهم الصحيح لكلامك ؟

    --------

    باقي الإخوة ، جزاكم الله خيراً جميعاً .. سآتي قريباً - إن شاء الله - معقّباً على ما تفضلتم به من مداخلات .

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    76

    افتراضي رد: إذا قال لك النصراني أو الوثني : لا أخوض في ذات الإله كما تفعلون أنتم ، فبماذا تجي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو شعيب مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم ،

    الأخ (الساري) ،

    بارك الله فيك .. كلامك صحيح لو أنهم اقتصروا على الصورة الظاهرة للمسيح - عليه السلام - .. لكنهم يقولون بمنطق الناسوت واللاهوت ، وما إلى ذلك ..

    فالناسوت يجعلونه معقولاً .. واللاهوت يحرّمون الخوض فيه (على مذهب ذلك النصراني !) .

    فعليه سيقولون لك .. كلامك صحيح في نطاق الناسوت .. أما في نطاق اللاهوت ، فهي أمور غيبية لا تعيها عقولنا ، ويجب علينا الإيمان والتسليم .. فإنه لا أحد يمكنه أن يعي صفات الرب أو أفعاله (وأفعاله هنا هو حلوله في الجسد البشري) .
    قبل إضافة ردي وتعليقي على ما جاء في هذا الموضوع وبخاصة فيما جاء في الاقتباس أعلاه!!، فإني أقول وباختصار:
    هل ترى يا أبا شعيب فيما قُلته في الاقتباس السابق جوابا على ما قاله الاخ الساري؟ أم لا؟
    وهل ترى هذا الرد صحيحا وخاليا من التناقض؟ أم لا؟
    ###
    ولنا عودة، وبانتظار إجابتك وفقك الله لما يُحبه ويرضاه.


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •