تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 9 الأولىالأولى 123456789 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 162

الموضوع: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    لبنان
    المشاركات
    177

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    يرعاك ربي اختاه....رحم الله شامة الشام...بانتظار مدادكم....

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي سليم مشاهدة المشاركة
    يرعاك ربي اختاه....رحم الله شامة الشام...بانتظار مدادكم....
    جزاكم الله خيرا ...

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    الأسئلة :-

    هذه الأسئلة في نهاية الشريط الثاني ، وجهتها بعض الحاضرات للشيخ رحمه الله تعالى :


    س1-:ماهو الفرق بين الكلمات الآتية:حدثنا فلان,أو أخبرنا أو أنبأنا أو ذكر لنا أو قال لنا ؟

    ج:- هناك بعض الاصطلاحات متفق عليها والبعض فيه خلاف, فمثلا:
    "حدثنا أو أخبرنا" لافرق بينهما إلا أن حدثنا أنص وأصرح فى البيان أنَّ هذا
    التلميذ الذى يقول:"حدثنافلان" سمع منه الحديث مباشرة
    بينما "أخبرنا" يتضمن أنه قد يكون إخبارا بالتحديث وهو الوجه الأول
    ويحتمل أن يكون الإخبار بالكتابة.

    "أنبأنا" أقرب فى الدلالة على المعنى الثانى من الأول.

    صار عندنا ثلاث مراتب:-
    1-حدثنا :نص صريح فى السماع.
    2-أخبرنا:نص راجح فى السماع يحتمل أنه بالكتابة حيث لاسماع.
    3-أنبانا:نص فى الكتابة لافى السماع.

    أما "ذكر لنا" فقد يكون ما ذكِِرَ له إما تحديثا وإما كتابة.
    كذلك"قال لنا"فليس فى كلٍ من قوله ,"ذكرأوقال"
    مايشعر بأن ذلك كان بطريق التحديث أو بطريق الكتابة.

    إذا كان التحديث بلفظ السماع أو الكتابة أو أى طريقة كان كالإجازة مثلا؛
    كل ذلك لايخدش فى صحة الرواية إذا توفرت فيها شروط الصحة.


    س2:-هل يجوز اقتداء المأموم بالإمام مع الحائل بينهما؟

    ج:-إذا كان الحائل لضيق المسجد فجائز سواء للرجل أو المرأة.

    *بالنسبة للرجل:-إذا صلى فى المسجد ليس بينه وبين الإمام حائل؛
    لكن بينه وبين الصف فرجة ممكن أن يُصلى فيها لكنه ما فعل وصلى وحده
    فلا صلاة له فإن صلى معه آخرون والفرجة لاتزال ؛فالصلاة صحيحة لكنه
    آثم هو ومَنْ عقد الصف معه ؛ لأنه من الواجب على كلٍ منهم أن يسد الفرجة.

    *بالنسبة للنساء:-إذا صلت المرأة وراء حائل لأن المسجد ضاق
    وإذا صلت فيه تختلط مع الرجال فصلت وراء حائل؛ فصلاتها جائزة.
    أما أن يكون المسجد واسعا والرجال يعقدون صفا أو صفين وهى تستطيع أن تُصلى
    وراءهم بصف أو صفين بكل راحة ، و تُصلى خارج المسجد وهى تسمع صوت
    الإمام فى هذه الحالة لاتصح صلاتها أيضا.
    وهذا التفصيل لابد من مُراعاته والحائل تارة يُعتبر وتارة لايُعتبر أى تارة يضر وتارة لايضر والتفصيل ما سبق.



    س3:- ماحُكم البكاء فى الصلاة الذى لايمكن دفعه إذا كان من ألم أو وجع أو مُصيبة ؟

    ج:- الصلاة صحيحة.


    س4:-المطلقة التى تقضى عدتها فى بيت زوجهاهل هي مُلْزَمَة بخدمة زوجها كما لو كانت غير مطلقة ؟

    ج:- نعم له عليها كل الحقوق لأنها لم تصبح حرة إلا بعد مُضِى العدة
    فإذا انقضت عدتها؛ أصبحت حرة ولا يجوز للرجل أن يُعيدها إليه إلا كما يأتى بامرأة جديدة بعقد شرعى.

    المطلقة طلاق رجعى غير المطلقة ثلاثا, المطلقة ثلاثا لاتحل له من بعدُ حتى تنكِحَ زوجا غيره
    فلم يبق له عليها من الحقوق مطلقاوالأصل فى المطلقة ثلاثالابد أن تخرج إلى بيت أهلهاولاتبقى
    فى بيت الرجل؛ لأنها حرمت عليه .
    أماالمطلقة طلاق رجعى فلا تزال فى عصمته. ومن حِكَم أمر الشارع الحكيم ببقاء المطلقة
    طلاقا رجعيا فى بيت الزوج هو كما قال فى القرآن :
    "لعل الله يُحدث بعد ذلك أمراً" بَيَّن لعله يميل إليها وتميل إليه.
    فالمطلقة طلاقا رجعيا يجب عليها أن تظل فى بيت الزوج ، إلا لأمرٍعارض هذا
    يعود معالجته للقاضى الشرعى إنما الأصل أنها تبقى فى بيت الزوج لاسيما إذا
    كان الزوج حاضرا فلا يجوز أن تخرج أبداًولا يجوز له نفسه أن يُخرجها فضلا
    عن أنه لايجوز لأبيهاولا لأخيها أن يفرضوا إرادتهم على زوجها ويأخذو نها من بيته
    رغما عنه هذا خلاف الإسلام.

    هل تُحجب عنه ؟
    لأ ليس شرطا أن تحتجب عنه, تحتجب لما تنقضى عدتها تُصبح حرة
    يجوز هو وغيره أن يتزوجها, أما قبل انقضاء العدة فهي لاتزال فى عصمته.


    س5:- يقول الرسول-عليه الصلاة والسلام-:
    "المرأة ناقصة عقل ودين" فما معنى ذلك مع الشرح؟


    ج:- لمَّا قال الرسول-عليه الصلاة والسلام-:" المرأة ناقصة.."
    قال:"نقصان عقلها" أن شهادتها على النصف من شهادة الرجل
    "ونقصان دينها"أنها تقضى شطراً من حياتها لاتُصلى.
    كأن معنى هذا الحديث أن الله-عزوجل-بحكمته فاوت بين الرجال والنساءفى العقل
    والدين وفى غير ذلك من القدرات والطاقات كما فاوت بين الإنس والجن فى القوة
    كل هذه الحكَم يعرفها ربنا-تبارك وتعالى-فالحديث ليس فيه ذم للنساء

    بقلة العقل والدين لكن فيه بيان الواقع.
    طبيعة المرأة أن الله-عزوجل- خلقها كل شهر لابد أن تتعطل عن الصلاة
    هذا نقص لاشك بالنسبة للرجال لكن ليس نقصا تترتب عليه مُؤاخذة وتترتب عليه
    نقصان الدرجات فى الآخرة, يجوز المرأة على هذاالنقص الذى فُطرت عليه أن تكون
    فى منازل من الإيمان أعلى بكثير من درجات كثير من الرجال.
    إذاً هذا نقص طبيعى لا تُعاب المرأة عليه.


    ( أ. هـ الشريط / 2) .

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    الشريـــط الثالــث




    88 - تابع باب إذا نصح العبد لسيده



    روى المصنف بسند صحيح عن أبى موسى الأشعرى أنه قال:
    قال رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-:
    "المملوك الذى يُحسن عبادة ربه ويُؤدى إلى سيده الذى فرض عليه من الطاعة والنصيحة؛ له أجران"

    وهذا الحديث كالأحاديث السابقة التي تبين فضل المملوك الذى
    يؤدي حق ربّه -عزوجل- وطاعة سيده من جهة أخرى فله أجران.

    ويبدو من هذا الحديث أن العبد يكون ناجيا عند الله-عزوجل-
    بمجرد القيام بهاتين الطاعتين : طاعة الله من جهة ، وطاعة السيد من جهة أخرى.
    ويأتى فى بعض الأحاديث أن أبا هريرة الحر تمنى أن يكون مملوكا ؛
    فيتفرغ للطاعة الله وطاعة سيده ويأخذ الأجرين .


    هذا الحديث يفيدنا أن عملية نجاة العبد فى الإسلام سهلة
    بخلاف السيد لذلك تمنى أبو هريرة ما سبق .

    وروى المصنف من حديث أبي بردة عن أبيه قال:
    قال رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-:

    ( المملوك له أجران : إذا أدى حق الله في عبادته
    [ أو قال في حسن عبادته ] وحق مليكه الذي يملكه ) .


  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    89-باب العبد راعٍ



    روى المصنف بإسناده عن ابن عمر أن رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- قال:

    " ألا كلكم راع وكلكم مسئُولٌ عن رعيته , فالأميرُ راع وهو مسئولٌ عن رعيته والرجلُ
    راع على أهل بيته وهو مسئولٌ عن رعيته وعبدُ الرجل راع على مال سيده وهو
    مسئولٌ عن رعيته ألا كلكم راع وكلكم مسئولٌ عن رعيته"


    واضح أن المصنف ساق هذا الحديث الطويل للفقرة أخيرة :
    ( وعبدُ الرجل راع على مال سيده وهو مسئولٌ عن رعيته )إلى آخره .


    - وكما ذكرت في درس مضى أنه لمَّا لم يبق الآن عبيد وأسياد بسبب إعراض
    المسلمين عن الجهاد فى سبيل الله-عزوجل- فطبيعة الحال لم يبق هناك عبيد
    حتى ندندن حول أحكام هؤلاء العبيد مع الأسياد ، ولولا أننا فى صدد قراءة كتاب
    فى السُنة في الحديث النبوي للإمام البخارى- لم يكن ثمة فائدة كبرى من قراءة
    هذه الأحاديث المُتعلقة بالعبيد ؛ لأنه كما يُقال اليوم هذا البحث غير ذى موضوع
    لكن لابد من المرور على هذه الأحاديث وأخذ فكرة عامة لكى يكون المسلم على
    بيِّنة مما جاءت به السُنة فيما يتعلق بالعبيد.
    ولذلك لا نقف كثيرا على هذه الفقرة الخاصة بالعبيد بقدر ما ينبغي أن نتوقف
    على الفقرات التي قبلها فإنها مما لها علاقة بحياة المسلمين في كل عصر ومصر .


    - هاهو رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- يُجْمِل :

    "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " ثم يُفصل هذا الإجمال ببعض الأمثلة:

    - قال:"فالأمير الذى على الناس راع و هو مسئول عن رعيته "
    المقصود بالأمير هُنا:
    إما الإمارة العامة وهو الخليفة
    وإما الإمارة الخاصة وهو المأمور الذي أمّره الخليفة المسلم .
    و هذا المعنى الثانى للأمير وهو الولي الذي أمّره الخليفة هو الذى عناه رسول الله-
    صلى الله عليه وآله وسلم- فى بعض الأحاديث الصحيحة مثل حديث العرباض بن سارية
    قال: (
    وعظنا رسول الله-صلى اله عليه وآله وسلم- موعظة
    ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقلنا: يارسول الله أوصنا قال :
    "أوصيكم بتقوى الله بالسمع والطاعة وإن وُلِّي عليكم عبدٌ حبشى
    ")

    هذا الوالى ليس هوالخليفة وإنما هوالذى ولاه الخليفة على الناس"عبد حبشى".
    من أين عرِفنا أنَّ المُوَلّى فى هذا الحديث ليس هو الخليفة ؟

    -عرفنا ذلك من استحضارنا شرطا من شروط الخليفة فمن شروط الخليفة :
    أن يكون حُراً وليس هذا فقط بل من شروطه أيضا أن يكون عربيا قرشياً.

    فقوله:"فالأمير الذى على الناس راع" المقصود به كل أمير سواء
    كانت إمارته وولايته ولاية عامة وهو الخليفة المسلم الذي ليس فوقه حاكم
    أو كانت ولايته خاصة وهو المُوَلى من قِبَل الخليفة, فكل منهما راعٍ وهو مسئول عن رعيته.

    ومن هنا يأتى أنَّ القاضى مثله ، أن المؤذن ، والإمام ... هؤلاء رُعاه و وُلاة على الأمة,
    مَنْ الذى ولاهم ؟
    - المفروض الخليفة المسلم ، فهؤلاء ولايتهم ولاية خاصة والذى ولاَّهم؛ ولايته عامة.


    فكما يجب على الوالى ولاية عامة أن يرعى شئون الأمة ،وأن ينصح لهم
    ومن ذلك ألا يُولى عليهم إلا مَنْ يعلم أنَّه ينصح للأمة ، كذلك هؤلاء الولاة الذين ولاهم
    الحاكم المسلم على الناس فى أى شأن من شئون المسلمين على هؤلاء أيضا أن ينصحوا فى ولايتهم لأمتهم.
    الخليفة لايستطيع عادة أن يقوم بكل واجبات الدولة فلابد له والحالة هذه أن يُنيب عنه من يتولى بعض شئون الأمة.


    ففي الواقع أن هذا الحديث من جوامع كلم النبى-عليه الصلاة والسلام- ؛
    لأنه لايكاد يخرج منه مُكَلف إلا وله رعاية خاصة على بعض شئون فرد أو جماعة من جماعة الأمة ،
    حتى العبد. فالعبدُ راع في مال سيد و هو مسئول عن مال سيده ،
    و كذلك فالرجل راع وهو مسئولٌ عن رعيته والمرأة راعٍ ومسئولة عن رعيتها عن زوجها عن أبنائها.

    * فما هى رعاية الرجل وماهى رعاية المرأة ؟

    رعاية الرجل أن يقوم بكل مايجب عليه تِجاه زوجته وتِجاه أولاده من إنفاق
    ومن تربية ومن تثقيف بالثقافة الإسلامية الواجبة أى المقدار الذى يعرف
    به الولد كيف يعبد الله وكيف يؤمن به الإيمان الذى ينجو به من عذاب الله .

    إذن هذه الرعايات المتنوعة أهم ما يهمنا نحن كأفراد إنما هو الرجل والمرأة
    أما الحكام اليوم فلسنا نُطَالهم ولا سيما أن الحاكم الأول قد ذهب منذ ذهبت الخلافة
    الراشدة ؛ فبقي على الولاة أصحاب الولايات الخاصة أن يقوموا بالنصح لأمتهم
    وهذا في الواقع أمر واسع وقلّ من يقوم بأمر تحقيق الرعاية في منصبه على الوجه الواجب .

    مثال :

    القضاة قال فيهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :
    ( قاضيان في النار وقاضٍ في الجنة ) لماذا ؟

    - لأن القاضي أول كل شيء لابد أن يحكم بالحق ، والحق ليس هو إلا ما جاء في الكتاب
    والسنة فما حال القضاة اليوم ومنذ مئات السنين لا ينظرون في الكتاب والسنة
    ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول )

    -والمخرج : أن يتعرف الرجل على الكتاب والسنة ثم يتولى القضاء ويحكم بهما ،
    فإن لم يستطع اعتزل القضاء وترك الأمر لغيره حتى لا يكون هو كبش الفداء ويدخل النار .

    -وكذلك المفتي وإن لم يكن مكلفا بقانون ليس من الشرع
    ولكنه يُستفتَى في اليوم الواحد في الكثير وعليه ألا يُفتي إلا بما جاء في الكتاب والسنة .


    - هذا كله داخل في مثل قوله – عليه الصلاة والسلام –
    ( كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته )

    فلايجوز للرجل أن يتهاون فى تربية أهل بيته نساءً أورجالا ؛ فهو راع مسئول عنهم
    ولو أن المسلمين جميعا قاموا بواجب الرعاية على أهاليهم ؛
    لما وُجِدَ هذا الفساد الذى استشرى بين الشباب والشابات :
    من التَّرّجل والتأنت والتفرنج و التبرج والتشبه....
    فعلينا إذن أن نأخذ من هذا الحديث ذكرى لما قد نكون قصرنا فيه من القيام ببعض الواجبات تجاه أهل البيت .

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    90 - باب مَنْ أحَبَّ أن يكون عبدًا


    روى المصنف بإسناده الصحيح عن أبى هريرة- رضى الله عنه - :
    أنَّ رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم قال: "العبدُ المُسلم إذا أدى حق الله وحق سيده له أجران"
    والذى نفسُ أبى هريرة بيده لولا الجهادُ فى سبيل الله والحج وبر أمى لأحببتُ أن أكونَ مملوكا)



    وهذا لما ذكرناه آنفا من أن نجاة المملوك مربوط بطاعتين :
    طاعة لسيده ، وطاعة لربه .

    فتمنى أبو هريرة أن يكون مملوكا لكنه لا يستطيع ذلك
    من حيث إنه عليه واجبات وهي :
    الجهاد في سبيل الله ، والحج ، و القيام ببر أمه .

    وعلى كل حال فإن هذا التمنى يبدو أنه ليس حقيقة ؛ فالحُر لا يجوز أن يَسْتعبد
    نفسه لغيره .
    ولكن غرضه من مثل هذا الكلام :
    هو بيان أن هذا المملوك حينما ربنا-عزوجل- ابتلاه بالرق فلا ينبغي
    أن ينقم بسبب ذلك على ربه ، بل يتخذ ذلك وسيلة تُقربه من ربه ،
    وتُنجيه من عذابه : وذلك طريقه سهل بأن يطيع سيده ، وأن يعبد ربه
    حتى يأتيه اليقين هذا هو مقصود أبي هريرة من هذا الكلام ..



    *سُئل الشيخ :" الجهاد, الحج, البر " هذه الأشياء ليست واجبة على العبد ؟

    -العبد مملوك لسيده فلا يجب عليه شىء إطلاقا إلا أن يأذن له سيده.

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..


    91 - باب لا يقول عبدى

    من الآداب التى فرضها الله على الأسياد أن لا يُنادي عبده بعبدى
    ذلك لأن التعبد ولو باللفظ إنما هو من حق الله على عباده.
    كما لا ينبغي أن ينادي العبد سيده ( بربِّى ) ؛ لأن هذين الاسمين:
    "الرب"هو خاص بالله -عزوجل- وكذلك : "العبد" يُتعبد بالانتساب
    لله-عزوجل-.

    عن أبى هريرة عن النبى- صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال:
    "لايَقل أحدُكُم:عبدى أمتى,كُلكم عبيد الله وكل نسائكم إماء الله,
    وليقل: غلامى,جاريتى,وفت اى وفتاتى"



    هكذا يُعلم الرسول-عليه الصلاة والسلام- الأسياد
    أن يلتزموا الأدب مع الله-عزوجل- فلا يُنادون رقيقا
    من أرقائهم بلفظ"عبدي"؛ [ كلكم عبيد الله ]
    ولا يُنادى جاريته "بأمتى"؛ [ كل نسائكم إماء الله ]
    ثم يُعلمنا الألفاظ التى يجب أن نُنادى بها العبيد :
    غلامى للذكر ، و جاريتى إذا كانت أنثى , أو فتاى, أو فتاتى.

    هذا الأدب في الواقع ليس هو الأدب الفريد ،
    فإن هناك آداب أخرى في السنة المطهرة كلها تدور حول
    الآداب في الألفاظ وفي الكلام هذه الآداب - مع الأسف الشديد -
    قلّ من يرعاها اليوم من المسلمين حق رعايتها .
    ولا نعني هذا الأدب ؛ لانقراض العبيد والاسترقاق الذي أصبح في خبر كان
    ولكن هناك آداب أخرى جاءت بها أحاديث أخرى
    لايزال موضوعها موضوعا واقعيا ويجب علينا نحن أن نُراعي ذلك.


    مثــال :

    فى كثير من الأحيان يطرق سمعنا فلان يُنادى بـ"ياعبد النبى"
    وهو اسم شائع .
    و إذا كان النبى-عليه الصلاة والسلام- نهى فى هذا الحديث
    والذي بعده أن يقول السيد لعبده" يا عبدى"
    معللا بقوله: "فكلكم عبيد الله" ، فما بال المسلمين اليوم
    ينتسبون فى العبودية إلى غير الله ولو إلى النبى فيقولون:
    "عبد النبى"وهذا لايجوز في الإسلام .

    ومثله الكثير والكثير فى الشيعة فعندهم : "عبد الحسين, وعبد علىّ"
    وعندهم التعبد إلى غير الله الكثير و الكثير .
    ولعل اسم : "عبد النبى"سرى إلى المسلمين من أهل
    السنة من عدوى تأثرهم من آداب الشيعة .


    نحن نأخذ من هذا الحديث أن نُعالج به خطأً قائماً
    ومستمراً إلى اليوم وهو التعبد إلى النبى
    وكذلك عبد الرسول وهذا لا يجوز ؛
    كلنا عبيد الله فلا ننتسب لعبد من عبيد الله
    .

    ومن هذه الآداب التى أعرض عنها المسلمون كثيراً
    بسبب جهلهم أولا : بالسُنة ، و ثانيا : إهمالهم لأحكام الشريعة
    فهناك تعابير نهى الشارع الحكيم عنها مثلا :

    حينما رأى أحد الصحابة فى منامه أنَّه كان يمشى فى بعض طرق المدينة
    فيلقى رجلا من اليهود فقال له المسلم: نِعْمَ القوم أنتم معشر يهود
    لولا أنكم تُشركون بالله فتقولون: (عزيرٌ ابن الله )
    فقال اليهودى : ونِعْمَ القوم أنتم معشر المسلمين لولا أنكم
    تُشركون بالله وتقولون: ( ماشاءَ اللهُ وشاءَ محمد )
    قال:ثم انطلق يمشى فلقي رجلا من النصارى فقال له المسلم:
    نِعْمَ القوم أنتم معشر النصارى لولا أنكم تُشركون بالله فتقولون:
    (عيسى ابنُ الله ) فقال ذلك النصرانى للمسلم: ونِعْمَ القوم أنتم
    معشرالمسلمين لولا أنكم تُشركون بالله فتقولون :
    ( ماشاءَ اللهُ وشاءَ محمد ) فلما استيقظ الرجل سار
    إلى النبى- عليه الصلاة والسلام - وقصَ له الرؤيا فوقف
    رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم - فيهم خطيباً وقال:
    "لايَقولنَّ أحدكم ماشاء اللهُ و شاءَ محمد ولكن ليَقُلْ
    ما شاءَ اللهُ وحده أو ما شاءَ اللهُ ثم شاءَ محمد"


    هذا الأدب قد أخلَّ به جماهير المسلمين اليوم فما أكثر ما نقع
    في هذا الخطأ دون أن ننتبه فيأتي الرجل إلى عميله فيقول له :
    مالى غيرك وغير الله ،
    أو مالي غير الله وغيرك
    هذا الذي أنكره الرسول – صلى الله عليه وسلم –
    في النص السابق (لايَقولنَّ أحدكم ماشاء اللهُ و شاءَ محمد )
    وإن كان ولابد ذكر محمد مع الله - سبحانه وتعالى -
    فيكون بعده ويذكر ذلك ليس بواو العطف التي تجمع
    وتقرن الرسول مع الله وإنما بـ(ثم ) التي تعطي التراخي
    وأن المعنى دون الله بمراتب .

    و لذلك فقول الناس اليوم : ( ما لي غير الله وأنت )
    مما يُسميه العلماء شرك لفظى. فالذى يقول هذا لا يعتقد أن
    هذا الإنسان يملك له نفعا ولا ضراً و إلا لو اعتقد ذلك كفر
    وارتد عن دينه و لكنه يُريد أن يستعين به على قضاء حاجته
    كوسيلة و سبب ، و هذا أمر مشروع لكنه أساء التعبير عن
    ذلك الذي يقصده فقال : ( مالي غير الله وأنت )
    إن كان لابد أن يقول فليقل : مالي غير الله ثم أنت واعتمد على الله ثم عليك .

    كذلك يأتي رجل آخر يتفق معه على عمل ينهي العملية
    ويقول : "توكلنا على الله وعليك" الله أكبر , الله يقول فى القرآن:
    "وعلى الله فليتوكل المؤمنون" ، "وعلى الله فليتوكل المتوكلون"

    فإذا جعلوا لله شريكا في التوكل فهذا شرك لفظي ؛
    لأنهم لا يعنون ما يقولون ، فلا يجوز لمسلم أن يقول :
    توكلت على الله وعليك ، أو مالي غير الله وغيرك
    - إما ألا يذكر مع الله أحدا مطلقا وهذا أقطع لدابر الشرك اللفظي
    - وإما إذا ذكر فبلفظ وحرف ( ثم ) لا بحرف ( الواو ) الجامعة .


    *سُئل الشيخ عن الذى يقع فى الشرك اللفظى هل يُعاقب؟

    فقال : يعاقب القائل لذلك بعد أن ينبه و يبين له
    ويُعلم بأن الرسول- عليه الصلاة والسلام - نهى عن
    هذا فإن لم ينته حتما يُعاقب.

    وكثيرا ما نقع في هذا الخطأ دون أن ننتبه أو نُنَبّه والأحاديث في ذلك كثيرة جدا

    لما كان رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-
    يخطب يوما قام رجلٌ من الصحابة فقال: ماشاءَ اللهُ وشِئتَ يارسول الله فقال:
    " أجعلتنى لله نِداً قل : ماشاءَ اللهُ وحده"


    وأكثر من هذا جاء فى صحيح مسلم :

    أن رجلا خَطبَ فقال في خطبته :
    "مَنْ يُطع الله ورسوله فقد رشد ومَنْ يَعْصِهما فقد غوى"
    فقال له الرسول – صلى الله عليه وسلم -
    "بئس الخطيب أنت , قل:"ومَنْ يعصى الله ورسوله فقد غوى"


    فهو أخطأ حين قال : :" ومَنْ يَعْصِهما فقد غوى"
    يعنى لاتجمع بينهما بضمير واحد ؛ فهذا من الشرك اللفظي.


    وكل ما سبق من الآداب اللفظية التى يجهلها كثير من المسلمين اليوم
    ومن هذا القبيل الحديث الذي نحن بصدده
    ( كل رجالكم عبيد الله وكل نسائكم إماء الله ).

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    92- باب : هل يقول سيدى ؟

    روى المصنف بإسناده الصحيح :
    عن أبى هريرة عن النبى- صلى الله عليه وآله وسلم- قال:
    "لايقولنَّ أحدكم عبدى وأمتى ولايقولنَّ المملوك ربى وربتى
    وليقل فتاى وفتاتى وسيدى وسيدتى,كلكم مملوك
    والرب الله-عزوجل-"

    هذا الحديث أفاد جواز إطلاق العبد أو العبدة لفظة السيد
    والسيدة على مولاه أو مولاها .
    أى أن لفظة السيد ليست خاصة بالله-عزوجل-.

    وإن كان الأصل أن لفظة السيد - السيد الحق
    هو الله ، لكن الله أجاز للمسلمين على لسان نبيه
    أن يستعملوا كلمة السيد لغير الله- عزوجل- كما سبق

    وهذا الحديث صريح.

    وحينما جاء سعد بن مُعاذ إلى النبى- صلى الله عليه
    وآله وسلم- وهو راكب على دابته وكان مريضا
    مُصابا فى أكحله كان مريضا لايستطيع أن يُنزل
    بنفسه عن دابته لما جاء إلى الرسول- عليه الصلاة
    والسلام- وكان عنده قوم سعد بن معاذ فقال-
    عليه الصلاة والسلام- لهم أى للأنصار:
    "قوموا إلى سيدكم فأنزلوه" فسماهُ سيداً

    كذلك قال-عليه الصلاة والسلام-فى حديث صحيح
    رواه الإمام مسلم فى "صحيحه" :
    "أنا سيد الناس يوم القيامة أتدرون فيم ذلك ؟..
    " ثم ذكر- عليه الصلاة والسلام- حديث الشفاعة وهو حديث طويل جداً.
    *عن مطرف قال: قال أبى: (انطلقتُ فى وفد بنى عامر إلى النبى
    - صلى الله عليه وآله وسلم -فقالوا: أنتَ سيدُنا قال:السيد الله).
    هذا الوفد إما جاء ليُؤمن أو كان قد آمن فجاء ليسلم
    على النبى- صلى الله عليه وآله وسلم- فبادروه بقولهم:
    "أنتَ سيدنا" قال: "السيد الله"

    فكيف هذا وقد عرفنا مما سبق أن الرسول-عليه الصلاة والسلام- فعلا سيد
    بل هو نفسه قال لمثل سعد بن معاذ :"قوموا لسيدكم"
    فلماذا قال – عليه الصلاة والسلام - : "السيد الله"؟ ّ

    ** ذلك ليُلفت النظر أن السيادة الحقيقية إنما هي لله-عزوجل-.

    و قد جاء فى سنن أبى داود أن الرسول-عليه الصلاة والسلام-
    مَرِضَ ذات يوم فقيل له: ألا نأتى لك بالطبيب ؟
    قال:"الطبيبُ اللهُ"
    هو- طبعا - لا يُريد بهذه العبارة إنكار الطب والأطباء
    من أصله لا... لأنه هو الذى قال:
    "ياعباد الله تداووا فإن الله لم يُنزل داءً إلا وأنزل له دواءً"
    وقال فى حديث آخر:"علمه من علمه وجهله من جهله".
    لذلك لايمكن للرسول- عليه الصلاة والسلام- والحالة هذه
    أن ينكر الطب من أصله أو الأطباء الذين يتعاطون مهنة الطب.
    إذن ما الذي عناه عندما قالوا له : هل نأتي لك بطبيب ؟
    قال : ( إنما الطبيب الله ) ؟

    -* إنما عنى بقوله : "الطبيب الله" أن يلفت النظر إلى أن الطبيب
    الحق الذى يُداوي الناس ويشفيهم بأمره إنما هو الله ,
    والأطباء إنما هم أسباب – فقط – ووسطاء ,
    فكأنه -عليه الصلاة والسلام-أراد أن يُذكّر الناس
    أن لايقفوا عند الأسباب – فقط - فينسوا ربَّ
    الأرباب الذي خلق الطب والأطباء والأسباب والمسببات ..

    على هذا النحو حينما قالوا له : أنتَ سيدنا قال:"السيد الله"
    يُريد أن يَذكرأن السيادة الحق إنما هى لله-عزوجل-
    فكأنه يقول: إذا أطلقتم لفظة السيد علىَّ فلا تُغالوا فى هذا
    الإطلاق وإنما قفوا عند الحقوق التي أعطاها الله – عز وجل -
    لي ولا تزيدوا فيها .

    , وجاء هذا المعنى في حديث آخر يقول -عليه الصلاة والسلام- فيه :
    "لاترفعونى فوق منزلتى التى أنزلنى الله فيها".

    لما قال الرسول – صلى الله عليه وسلم - : ( السيد هو الله ) عادوا
    فقالوا:(وأفضلنا فضلاً وأعظمنا طولا فقال:"قولوا بقولكم ولايَسْتجْريَنّ َكُمُ الشيطان")


    - لم يُنكرعليهم هذا القول السابق و لكنه-عليه الصلاة والسلام-
    أيضا نبههم إلى ضرورة عدم الغلو فيما يُخاطبون به الرسول
    -عليه الصلاة والسلام- من مدح وتزكية لا يغالوا في ذلك فقال :
    . "لايستجرينكم الشيطان"

    أى لايجركم بسبب مبالغتكم فى الثناء على الرسول
    -عليه الصلاة والسلام- ولعل هذا تفسيره فيما
    وقع فيه بعض الناس اليوم من مُخاطبتهم فى بعض
    أناشيدهم بقولهم للنبى-عليه الصلاة والسلام-:

    فإنَّ من جُودِكَ الدنيا ودرتها ***** ومن علومك عِلمُ اللوح والقلم

    فإن هذا الكلام هو الذي أشار إليه النبي قولوا بقولكم
    هذا أو ببعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان حتى تقولوا
    ما ليس بحق لأنه يقول
    فى القرآن:"ولو كُنْتُ أعلمُ الغيبَ لاستكثرتُ من الخير وما مسنى السوء".
    فكيف يخاطب بهذا الشعر السابق نسب علم الغيب إلى
    أنه بعض علم الرسول-عليه الصلاة والسلام-!!!
    وهذا غلو من القوم.
    وعلم الله القلم هذا ما وصفه في القرآن :
    ( ما فرطنا في الكتاب من شيء )
    وهو اللوح على الأصح .

    - إذن ما من شيء إلا علمه الرسول وهذا غلو في القول .

    وفي السنة يقول الرسول : ( أول ما خلق الله القلم فقال له أكتب
    قال : وما أكتب ؟ قال له : اكتب ما هو كائن إلى يوم القيام )

    فلا يجوز أن ينسب إلى رسول الله أنه عالم ما هو كائن إلى يوم القيامة !!!
    هذا بالنسبة للشطرة الثانية من البيت .

    أما الشطر الأول من البيت كلام لا يكاد يعقله عاقل
    : فإن من جودك الدنيا ودرتها
    ودرة الدنيا هي الآخرة ، فكيف يكون الرسول جاد بالآخرة أيضا ؟
    طبعا نستطيع أن نؤول جوده بالدنيا لما جاءه الملك وعرض
    عليه أن يجعل له الجبل فضة أو ذهب فقال لا إنما أرضى
    أن أكون : عبدا رسولا فأعرض عن الدنيا .
    لكن كيف بالآخرة !!!
    فهل يعقل بمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يعرض
    عن النعيم في الآخرة إلا لمن يعلم !!!
    ( فيها ما لا عين رأت ولا أظن سمعت ولا خطر على قلب بشر )
    فيها كما قال تعالى : ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )
    - الحسنى : للذين أحسنوا في الدنيا الجنة ،
    - والزيادة : هي رؤية الله في الآخرة وفي الجنة .
    هذه الرؤية كما جاء في الأحاديث الصحيحة
    ( يرى المؤمنون ربهم ينسون كل ماهم فيه من نعيم الجنة )

    فهل يعقل أن يقال على الرسول أنها جاد بالدنيا وبالآخرة !!!

    هذا الكلام الذي خشيه الرسول – صلى الله عليه وسلم – على أمته فقال :

    ( ولا يستجرينكم الشيطان )

    نسأل الله عز وجل :
    أن يعرفنا بكلام نبينا – عليه الصلاة والسلام –
    وأن يؤدبنا بأدبه إنه سميع مجيب . آمين

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    الأسئــلة


    س1:-سُئل الشيخ - رحمه الله تعالى- عن لفظة"سيدنا محمد"فى الصلاة الإبراهيمية ؟


    ج:- السيادة فى الصلوات الإبراهيمية موضع خلاف بين الحنفية والشافعية.
    - فالحنفية يقولون: أنَّ لفظة السيادة لم تأت فى التعليم النبوى لأصحابه بالصلاة عليه.
    - والشافعية يعترفون بهذا لكن يقولون: إنه من الأدب مع الرسول -
    عليه الصلاة والسلام-نأتى بلفظة "السيِّد" .
    ونحن نرى أن الصواب مع الحنفية طبعا ، لا لأنى نشأتُ على المذهب الحنفى
    فلا تعصُب عندي. الصواب مع الحنفية : لأن بعض العلماء الأذكياء حينما
    تعَرّضَ لبيان الخلاف فى هذه المسألة بين الحنفية والشافعية :
    فالأحناف آثروا الاتباع على الأدب الذى يأتى به الإنسان من عند نفسه,
    والشافعية آثروا الأدب على الاتباع.
    الاتباع ساقه الحنفية بالامتثال ويشيرون بذلك إلى أن الله-عزوجل-
    حينما أنزلَ قوله فى القرآن:
    " إنَّ اللهَ وملائكته يُصلون على النبى يا أيها
    الذين آمنوا صَلوا عليه وسلموا تسليما"

    قال أصحاب النبى-صلى الله عليه وآله وسلم-:"يارسول الله هذا السلام
    قد عرفناه فكيف الصلاة عليك ؟" قال : قولوا:
    "اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد..
    "
    فهذا هو الأمر.
    فقال الأحناف :الامتثال خيرٌ من الأدب وهو زيادة لفظة سيِّد.
    بينما الشافعية قالوا: الأدب خيرٌ من الامتثال.
    فجاءَ بعضُ أذكياء العلماء حينما تعرض لمثل هذا الخلاف فقال:
    "بل الامتثال هو الأدب"
    فقضى على الخلاف بكلمة مُختصرة مفيدة.

    أضرب مثلا على أن الامتثال هو الأدب ومخالفة الامتثال هو قلة الأدب:

    إذا كان من الأدب تعظيم الرسول-عليه الصلاة والسلام- بلفظة مُضافة
    إذن أولى وأولى أن نعظم الله- عزوجل - وأن نتأدب معه بلفظ نضفه
    نحن من عند أنفسنا فى التعليم النبوى.
    لا مانع أن نقول أحيانا:"سيدنا رسول الله" ؛ لبيان أنه سيدنا فعلا
    أما فى الأوراد التى جاءت عن الرسول-عليه الصلاة والسلام- محفوظة
    بالحرف الواحد فلا يجوز فيها الزيادة كما لايجوز فيها النقص.



    س2:- يجوز للسيد أن يتمتع بالجارية التى تعيش بين أفراد أسرته
    والتى جاءت إما بسبى أو شراء وإذا صارت أمَّ ولده له حسنة إذا أعتقها
    ثم تزوجها,كيف يتمتع بها وهى جاريته ولايوجد عقد زواج بينهما ؟


    ج:-يقول الله : "والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم
    أو
    ماملكت أيمانهم فإنهم غيرَ مَلومين"
    ومِلْك اليمين عند المسلمين جميعا
    هو خلاف الزواج المعروف فالزواج المعروف لابد له من شروط
    وأركان منها موافقة ولي البنت والشهود ، أما ملك اليمين فليس فيه
    هذه الشروط. وقائد الجيش المسلم حينما يقع فى يده أسرى يوزعها على الجند
    فالذى يقع له رجلا فهو مملوك له يخدمه والذى يقع له جارية فهو يستمتع بها
    بدون عقد شرعى هذه طريقة التملك فى الإسلام .
    ولهذا شروط مثلا:
    إذا كانت المملوكة التى وقعت فى يد رجل من الجند ثيبا يعني:
    كانت متزوجة ثم أسرت فصارت رقيقة فلا يجوز والحالة هذه أن
    يتمتع بها سيدها المسلم إلا بعد أن تُستبرئ بحيضة خشية أن تكون
    حاملا من زوجها الكافر.
    الحكمة من الأسر أن يعيش الأسرى فى جو إسلامى ويتعلموا الإسلام
    عن قرب فالإسلام الذى يظنه المسلمون أنفسهم هضما لحق الإنسان
    الذى خلقه الله حرا هؤلاء يغفلون عن هذه الحقيقة .
    والرسول-عليه الصلاة والسلام- يقول:
    "إن ربك ليعجب من أقوام يجرون إلى الجنة بالسلاسل".
    فكبار علماء التابعين مثل الحسن البصرى وعطاء بن أبى رباح
    إما كانوا عبيدا أصالة أو أبناء عبيد فلما اضطروا بطريق الأسر
    إلى بلاد الإسلام وعاشوا فيها عرفوا دين الله - عزوجل -
    واتعلموا بل صاروا من كبار علماء المسلمين صرنا نحن اليوم
    نعيش على علمهم يجب أن يكون الإنسان نظرته بعيدة فلا
    ينظر لظاهر الأمر : لماذا أُسر هؤلاء ؟
    مائة جواب على مثل هذا السؤال : أُسِروا لأنهم وقفوا فى طريق
    الدعوة ألا يكفي هذا السبب ؟
    والله حينما سمح باسترقاقهم ليس عقوبة لهم بل خطوة
    ثانية لفتح طريق الهداية لهم , فالحِكَم كثيرة.



    س3:-يقولون:"مهر متقدم ومُتاخر"ما هو اللفظ الصحيح فى السُنَّة
    وهل يوجد مُؤجل ومُعجل فى الزواج؟


    ج:-الذى ورد فى السُنة أنه لابد من مهر لكل زواج شرعي,
    لكن لم يرد فى السُنة أنَّ من نظام هذا المهر أن يكون نصفين :
    معجل ومؤجل هذا التقسيم الذى اصطلحوا عليه فى الأزمنة المتأخرة
    وأصبح أمرا لازما عُرفاً بحيث أن المهر المؤجل لابد منه - لا أصلَ له فى الإسلام -
    وإنما ممكن أن يقع المهر كله مؤجلا أو نصفه أو ثلاثة أرباعه أو رُبعه حسب
    وضع الزوج فالأصل أنه إذا كان قادرا على أن يدفع المهر الذى طلبه ولي أمر
    البنت دفعه نقداً وإن كان لايستطيع ؛ بقي هذا الدين في الذمة ويجوز له أن يدخل
    بزوجته ولم يدفع قرشاواحداً ، ولكن فى ذمته هذا المهرحينما يتيسر له الوفاء به.
    أما أن يُلتزم إلتزام لابد أن يكون هناك مهر مؤجل؛ هذا من محدثات
    الأمور فى الدين وهذا لايجوز وقد تبين علميا أن هذا المهر المؤجل
    فى كثير من الأحيان يكون طوقاً بل غلاً فى عُنق الزوج.
    الله شَرَع الطلاق لما قد يحدث من قلة الوفاق فإذا شرع الزوج
    الذى لم يجد فى زوجته السكن المقصود فى التزاوج "ليسكن إليها"
    فحين لايجد الزوج السكن فليس له سبيل إلا أن يفك
    عقد الزواج بالطلاق الذى ملّكه الله إياه فيريد أن يُطلق لكنه
    لايطلق لأن عليه مهرا مؤجلا فيظل يعيش هو وزوجته فى جحيم من الحياة.
    ويجوز فى الإسلام أن يتزوج الرجل المرأة بدون أن يبحثوا موضوع المهر
    إطلاقا لكن فيما بعد لها"مهر المثل" يقول الفقهاء:
    مهر المثل أى المعروف عند الناس فى القبيلة أو البلدة ما هو
    مهر مثيلاتها من النساء ؛ فهو مفروض عليه أن يدفعه.





    س4:- هل هناك نهىٌ فى السُنَّة عن تغميض العين فى الصلاة ؟

    ج:- أما نهي صريح فلا يوجد فى السنة ولكن فى السُنة ما يدل
    على أن الرسول- عليه الصلاة والسلام -كان إذا قامت الصلاة
    مفتوح العين وهذا يُغنينا عن حديث ينهى عن تغميض العين فى الصلاة.
    الرسول-عليه الصلاة والسلام- حينما ندرس سيرته نجده يَنظر فى الصلاة
    إلى محل السجود وقد قال:"صلوا كما رأيتمونى أصلى"
    بل الرسول-عليه الصلاة والسلام-كان له مُعجزة فى الصلاة
    كأنها ضرب فى مقصد الذين يتعمدون إغماض العين فى الصلاة.
    يقول-عليه الصلاة والسلام-:"لاتسبَقونى بالركوع والسجود فإنى أراكم من أمامى"
    فإذا كان -عليه الصلاة والسلام- يُصلى مفتوح العين وهو أسوتنا فلا ينبغى أن نُخالفه.
    فتقصد تغميض العينين فى الصلاة وهو بدعة فى الصلاة
    ولاسيما وأنه لايتبع السُنَّة العامة فقط بل يؤدي إلى إضاعة سُنن خاصة .
    مثلا: قبل نزول قوله تعالى:"قد أفلح المؤمنون"
    كان -عليه الصلاة والسلام- يقف فى الصلاة ويلمح دون أن يلتفت ببدنه
    "ينظر بطرف عينه" فلما أنزل اللهُ هذه الآية رمى ببصره إلى موضع سجوده.
    فإذا صَليتَ مُغمِضاً أضعتَ سُنَّة النظر إلى موضع السجود فى حالة القيام.

    ثانيا: السُنَّة فى الجالس للتشهد أن يرمى ببصره إلى السَبابة
    وهو يُحركها فقد جاء فى الحديث: "أن تحريك الأصبع أشد على الشيطان من السنان"
    إذا أغمضتَ عينكَ أضعتَ هذه السنة وخير الهدى هدى محمد-عليه الصلاة والسلام-.




    س5:- ماحُكْم الحركة المُتعمدة فى الصلاة؟ وماهو اقلها وأكثرها ؟

    ج:- الحركة المتعمدة فى الصلاة إما أن تكون متعمدة لحاجة المُصلى إليها؛
    فلا بأس فيها. أما إن كانت من باب العبث فهذا حرام لايجوز
    لقوله -عليه الصلاة والسلام -: "اسكنوا فى الصلاة" .
    أما الحركات التى تُبطل الصلاة ففيها خلاف بين الفقهاء
    والقول المُعتمد عند علماء الحنفية وهو الصواب:
    أن الحركات التى تصدر من المُصَلي وهي بحيث إذا نظر إليه الناظر
    غلبَ على ظنه أنه ليس فى صلاة فهذا النوع من الحركات يُبطل الصلاة.
    أما إذا كانت الحركات قلت أو كثرت لاتوحي إلى الناظر بأنه لا يصلي؛ فلا بأس فيها.
    روى الإمام البخارى فى"صحيحه ": أن الرسول-عليه الصلاة والسلام-
    دخل يوما فى الصلاة وعلا عاتقيه أمامة بنت زينب بنت رسول الله
    -صلى الله عليه وآله وسلم-فما ركع وضعها على الأرض وهو يُصلي
    بالناس إماما صلاة فريضة.
    كذلك حينما صلي ذات يوم وسَجَدَ سجدة أطالها بين ظهراني صلاته
    حتى خطر فى بال أحد أصحابه أنَّه -عليه الصلاة والسلام- لعله مات وهو ساجد..
    حتى دفع أحدهم رأسه وإذا به يرى الرسول-عليه الصلاة والسلام-
    على ظهره الحسن أوالحسين ففهم أن سبب إطالته السجود من أجل خاطر
    الحسن أو الحسين فلما اطمأن رجع للسجود كما كان,
    فلمَّاسَلمَ الرسول-عليه الصلاة والسلام- من صلاته قالوا له:
    يا رسول الله رأيناك سجدتَ سجدة بين ظهرانى صلاتك ما كنتَ تسجدها ؟
    فقال: "إنَّ ابنى هذا قد ارتحلنى فكرهْتُ أن أعجله".
    وفى"صحيح البخارى"أن رجلا من الصحابة فى بعض الغزوات قام يُصلي
    ومقود الفرس فى يده فرآه رجلٌ من التابعين لايعرف أنه صحابي فقال :
    ما أظنه إلا رجلا خرف, وإذا بالصحابي يسمع ما يٌقال فيه فبعد
    الصلاة قال له: مابى من خرف ولقد شهدتُ مع رسول الله
    - صلى الله عليه وسلم-كذا وكذا غزوة ولكن خفتُ على فرسي
    أن تضيع ؛ فمشى خطوات عديدة جدا وهو فى الصلاة.




    س6:- هل على المُصلي الذى صلى لغير القبلة خطأ أو ناسيا إعادة الصلاة ؟

    ج:- لا,وقد صلى بعضُ الصحابة فى يوم غائم ومن شدة الضباب
    لم يتميزوا وجه القبلة ؛ فصلى كل منهم باجتهاده ولما انجلى الضباب
    تبين أنهم كانوا مختلفين أشدَ الاختلاف وأن كثير منهم كانوا منحرفين عن القبلة
    فلما ذكروا ذلك لرسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم -
    لم يأمرهم بالإعادة وإنما المهم فى المسألة أن يجتهد الإنسان
    وهذا من معاني قوله تعالى:"ربنالا تُؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا".




    س7:- مامعنى الحديث المُتواتر؟

    ج:- يقول العلماء:الحديث المتواتر: هو ما رواه جمعٌ عن جمع يستحيل تواطئهم على الكذب
    يعني الطبقات التى تبدأ من الصحابي يكونون رواة الحديث عن الرسول
    -عليه الصلاة والسلام- ثم يتلقاه عنه طبقة أخرى.
    واختلفوا اختلافا كثيراً فى تحديد عدد التواتر والصحيح أنه لاعدد محدود للتواتر
    لأن المسألة نسبية فرُبَّ خمسة من الثقاة الحُفاظ يتفقون على رواية حديث؛
    فيقطع الإنسان ....




    س8:-حديث:"إذا نام العبدُ فى صلاته باهى اللهُ به ملائكتة يقول :
    عبدي روحه عندي وجسده ساجد بين يدي " ؟



    ج:-هذا حديث ضعيف ولا يوجد حديث بهذا المعنى وصلاة مَنْ نام فى صلاته باطلة
    بل إن نام خارج صلاته؛ انتقض وضوءُه لحديث: "مَنْ نامَ فليتوضأ".




    س9:-إذا مات الزوج قبل أن يدفع المهر؟

    ج:- خير البر عاجله فإذا مات الزوج بقيت فى ذمته وعلى الورثة
    أن يُخرجوا قبل أى شىء هذا المهر.



    أ . هــ الشريط الثالث .

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    لبنان
    المشاركات
    177

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    للرفع رفع الله من نشر علم شامة الشام....

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي سليم مشاهدة المشاركة
    للرفع رفع الله من نشر علم شامة الشام....
    جزاكم الله خيرا

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    الشريط الرابع


    93- باب الرجل راع فى أهله

    روى المصنف بإسناده الصحيح عن ابن عمر عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال :
    ( كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته ، فأمين راع وهو مسئول ،
    والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول ، والمرأة راعية على بيت زوجها
    وهي مسئولة ، ألا وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )

    سبق هذا الحديث ، ولكن هذه الرواية خاصة لم ترد في الحديث الماضي
    وهي فقرة : ( فالأمين راعٍ وهو مسئول )
    والمقصود بهذه الفقرة خاصة :
    إما الخادم الـمُوَكّل على مال سيده ،
    أو غير الخادم ممن وُكِّل من صاحب المال عليه
    كالولد – مثلا – الذي يعتمد عليه والده فيؤمنه على ماله ،
    فهذا الولد مسئول ويجب عليه أن يحافظ عليه وينميه له
    وأن يختار لأبيه من التجارة ما يغلب على ظنه أنه ينمي لوالده هذا المال .
    فإن قصر في شيء من ذلك فقد قصر في الواجب
    الذي هو مسئول عن مراعاته .

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    تابع 93- باب الرجل راع فى أهله



    روى المصنف بإسناد صحيح عن أبى سُليمان مالك بن الحُويرث قال:
    ( أتينا النبي - صلى الله عليه وسلم- ونحنُ شببة مُتقاربون فأقمنا عنده
    عشرين ليلة فظن أنَّا اشتهينا أهلينا فسألنا عمَّن تركنا من أهلينا
    فأخبرناهُ فكان رفيقا رحيما فقال:"ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم
    و امُرُوهم وصلوا كما رأيتمونى أصلى فإذا حضرت الصلاة
    فليُؤذن لكم أحدكم وليَؤمكم أكبركم" .


    وهذا الحديث متفق عليه و فيه فوائد عديدة وإنما ساقه المُصنف ها
    هنا لأجل هذه الفقرة فى أوله ألا وهى قوله-عليه الصلاة والسلام-:
    "ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم ومُرُوهم"
    فهذا مما يدخل تحت قوله عليه الصلاة والسلام"الرجلُ راعٍ في أهله وهو مسئولٌ عن رعيته"

    فما هى المسئولية التى تعلقت بالرجل تجاه أهله ؟
    أهى مسئوليه الانفاق والإطعام والشراب والإسكان فقط ؟


    لا ليس هذا فقط بل هناك مسئوليات قد تكون فى وزن المسئوليات السابقة
    أو أهم منها. وقد ساق المصنف- رحمه الله- تحت هذا الباب هذا الحديث ؛
    ليُبيِّن أن المسئولية الموكل عليها الرجلُ تجاه أهله ليست محصورة - فقط -
    فى الأمور المادية ، بل هناك أيضا أمور أخرى تتعلق بتربية أهل الرجل.
    يجب على الرجل من باب أنَّهُ راع على أهله أن يتولى تعليم أهله ماهم
    جاهلون به ويجب على الرجل أن يأمر أهله بالقيام بما هم مُقصرون به,
    وإن لم يفعل الرجل ذلك واقتصر على ما يقتصر عليه كثير من الآباء
    على القيام بواجب الكسوة و الإطعام و الشراب والإسكان فقط
    و كذا التعليم المعاصر المادى الذى لا يُوجِد الشاب المسلم .


    إن اقتصر فقط على هذا النحو؛ فهو مُقصِّروتارك واجبا هاما سيُسأل
    عنه من الله تبارك وتعالى كما أشار إلى ذلك ربنا-عزوجل-
    فى قوله : "قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناسُ والحجارة"
    فهذه الآية تأمر الرجال أن يحافظوا على أنفسهم وعلى أهليهم
    أن يكون مصيرهم النار ، وذلك يكون بأمرهم ما أوجب الله عليهم،
    وبتعليمهم ما هم جاهلون له ؛ لذلك ساق المصنف هذه القصة التى فيها:
    أن مالك بن الحويرث صحابى من أصحاب رسول الله-عليه الصلاة والسلام-
    وَفِدَ إلى النبى-عليه الصلاة والسلام- ليتعلم منه العلم ومعه نحو عشرين من الرفاق.
    يصف هؤلاء بأنهم شببة ماكانوا رجالا كباراً بل شبابا فأقاموا
    ضيوفا عند الرسول-عليه الصلاة والسلام-عشرين يوما.

    قال مالك:"فظن أنَّا اشتهينا أهلينا"
    يعنى : أنهم اشتاقوا إلى أهليهم ونسائهم وأولادهم وبناتهم ، ف
    سألهم عمن تركوا في أهليهم ، وهذا من لطف الرسول -عليه الصلاة والسلام-
    من جهة ، واهتمامه بمصالح أصحابه حيث إنه سألهم عمَّن تركوا خلفهم ؟
    هل تركوا رجالا يستطيعون أن يقوموا بالمسئولية بدلا عنهم ؛
    فلا بأس من أن يتأخروا لديه فهناك فى قومهم من ينوب عنهم ،
    أم تركوا نساءً وأطفالاً وهم بحاجة إلى هؤلاء الشباب؟

    يسألهم ليطمئن على أحوالهم ، فيقول مالك: "فأخبرناه"
    والظاهر أنَّ الخبر كان مما أشعر الرسول-عليه الصلاة والسلام-
    بأن هؤلاء النفر لابد أن يعودوا إلى أهليهم لأن هناك من هم مسئولون عنهم.

    قال:"وكان رفيقا رحيما" يعنى رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-
    يعنى كان شفوقا على أصحابه رحيما يهتم بشئونهم وبمراعاة عواطفهم
    فقال لهم مؤذنا بالانصراف: "إرجعوا إلى أهليكم فعلموهم ومروهم"
    هذه الفقرة هى موضع الشاهد من هذا الحديث.
    فإن الرسول –عليه الصلاة والسلام-على الرغم من علمه أن بقاء هؤلاء النفر
    عنده مما هو أمر ضروري، لهم ؛ لأنهم يتعلمون الفقة من رسول الله
    -صلى الله عليه وسلم-، على الرغم من ذلك لما تبين له اشتياق هؤلاء
    النفر إلى الرجوع إلى أهاليهم أذِن لهم الرسول-عليه الصلاة والسلام-
    بالانطلاق والعودة إلى أهلهم ولكنه ذكرهم مما ذكرهم
    بأنه يجب عليهم تجاه أهليهم شيئان اثنان :-

    الأول:- أن يأمرهم بما أمرهم الله ورسوله والمقصود بهذا أن ينصحوا
    أهليهم ولا يسكتوا عن إهمالهم أو عن كسلهم عن القيام بما فرضه الله عليهم ونحو ذلك.

    والشيء الثانى:- أن يُعلموهم الحلال والحرام ولا يَدَعوا أهاليهم فى جهل
    بحيث إنهم يقعون فى مُخالفة الشارع وهم لايشعرون .
    "فعلموهم وأمروهم"

    العلم شىء والأمر شىء فعلى الوالد أن يُعلم الأولاد ،
    ثم عليه أن يُراقبهم هل هم يُطبقون ما تعلموا من الواجبات والأوامر ؟
    مثل القيام بالصلاة والصدق وهل ....وهل ....

    فلا يكفي للوالد أن يعلم الولد بل عليه أن يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر ،
    ولذلك حينما تسمع هذا الحديث يتبين مبلغ تقصير الآباء مع الأولاد ،
    حيث إن جماهير هؤلاء الآباء يهتمون بتعليم أولادهم فيدخلونهم المدارس
    وينفقون عليهم أموالا طائلة ولا سيما إذا بلغوا الدراسة العليا ..
    ولكن (ينتشر) فيما بعد هذا الاهتمام التعليمي لم يكن لوجه الله - عز وجل-
    والدليل أن الولد يتعلم ويتخرج فيصبح طبيبا أو دكتور في الفلك ،
    ولكنه لا يفقه من الإسلام شيئا ، والوالد والوالدة لا يأمرونهم بالصلاة والقيام
    بالآداب الإسلامية فحين ذاك يكونون قد قصروا في القيام بهذه الواجبات
    التي يلفت النظر إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
    في الحديث (علموهم ومروهم)
    فلا يكفى أن نقنع بتعليم الأولاد- فقط- بل لابد من أمرهم أن يكونوا
    على الاستقامة كما قال تعالى:" واستقم كما أمِرتَ".

    هكذا يجب العناية بالأهل حتى نكون قد قمنا بالواجب في الرعاية
    عليهم والمحافظة عليهم أن يكونوا هم وأهليهم وقودا في النار - لا سمح الله -

    من أجل هذه الفقرة أورد المصنف-رحمه الله-هذا الحديث تحت باب
    "الرجل راع فى أهله"
    فيشرح بذلك نوعا من أنواع الرعاية غير المادية ،
    الأوجه من كل هذا أن تعلمهم أمور دينهم ثم تربيتهم على ذلك العلم
    وذلك يستدعي أمرهم بما قد يقصرون فيه من الواجبات الدينية .

    وفى تمام الحديث فوائد فقهية .... يتبـــع .

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    وفى تمام الحديث فوائد فقهية:-




    حيث يقول الرسول-عليه الصلاة والسلام- لهؤلاء النفر العشرين: "صلوا كما رأيتمونى أصلى"

    *بعد أن أمَرهم بأن يقوموا بواجب تعليمهم لأولادهم وأمرهم بما يجب عليهم أمرهم هم أنفسهم بأن يُصلوا كما رأوا رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يُصلى فقال:"وصلوا كما رأيتمونى أصلي"

    ولاشك أن هذا يتضمن أن الرسول-عليه الصلاة والسلام-إذا أمر هؤلاء الشباب بأن يُصلوا كما رأوه يُصلي فمعنى هذا أنه يلزم عليهم أن يأمروا من هم رعاة عليهم أن يُصلوا كما رأوا رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم -يُصلي ، وهذا فيه تنبيه أيضا أن راعى هذا البيت إذا تعلم مسألة فقهية فلا ينبغي أن ينطوى هو عليها فقط ، ثم لا يُبالى بصلاة عياله وزوجته.
    فهذا يدل على التقصير في تعليم الأولاد وفي أمرهم بما يجب عليهم ومن ذلك أن يقال لهم : (صلوا كما رأيتموني أصلي)

    وهذا بالطبع يتعلق بأن حياة المسلمين اليوم العامة فيما يتعلق بهذه العبادة خاصة وهي الصلاة وفي سائر العبادات ؛ هم جميعا مُقصرون فى تنفيذ هذا الأمر النبوي الكريم ، كلهم مقصرون إلا أفرادا قليلين جدا فى المجتمع الإسلامي

    - لأن أحدهم – أولا – فى واقع أمره لايُصلي كما كان الرسول-عليه الصلاة والسلام- يُصلي فالأول يصلي على المذهب الحنفي ، والثاني على المذهب المالكي ، والثالث على المذهب الحنبلي ، والرابع يصلي على المذهب الشافعي .
    أمَّا أنَّ أحداً يُصلى على ما كان عليه رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- فهذا ما لا يهتم به جماهير المسلمين اليوم بسبب :
    - جهلهم بالسُنَّة أولا
    - وبسبب غلبة التعصب المذهبى على جماهير المسلمين ثانيا

    لذلك ففي هذا الحديث تنبيه هام على أنه يجب على الآباء والأمهات :
    أولا : أن يتعلموا كيف كان رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- يُصلي
    و ثانيا : أن يُعلموا أولادهم ما كان رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- عليه من الهدي فى الصلاة .
    وهذا يتطلب التفقه فى السُنة لأن الذى لم يتفقه على طريقة الكتاب والسُنة؛ فهو لايستطيع- أبدا- أن يُحقق هذا الأمر النبوي الكريم: "صلوا كما رأيتمونى أصلي".

    اسأل أي طالب علم :
    أرني كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- يصلي ؟
    يقول : لا أدري ، ولكني أروي الصلاة على المذهب الحنفي هذا إذا كان حنفيا ، وكذلك باقي المذاهب ولا ترى إلا نادرا جدا رجلا يجيبك :
    ( كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- إذا قام إلى الصلاة استقبل القبلة ويكبر... ) لا نجد هذا البيان إطلاقا ؛ لأنهم لا يعلمون السنة
    فهو يقول : أقوم أستقبل القبلة وأقول :
    نويت أصلى العصر أربع ركعات فرضا عليّ لله العلي العظيم منفردا مبتدئا ... فيفتتح الصلاة بخلاف السُنة ، لأن السنة افتتاح الصلاة بـ"الله أكبر"
    وهؤلاء جميعا بكلام ما أنزل الله به من سلطان !!!
    هل يصدق في هؤلاء أنهم حققوا أمر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) ؟!! لا ، لا
    وهذا البيت – كما نقول : نعرفه من عنوانه
    فأول ما يبدءون الصلاة بمخالفة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- فما بال ما سيكون الحال من أمور بعد ذلك !!!
    في وسطها في آخرها في كل ذلك يخالفون هدي وسنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-.

    ومن أمثلة مُخالفة السُنَّة فى الصلاة:-

    أن جماهيرهم حينما يسجدون ينزلون على ركبهم ثم اليدين
    وهذا خلاف فعل الرسول-عليه الصلاة والسلام- وخلاف أمره لأنه قال:"إذا سجد أحدكم-وهذا ليس خاصا بالرجال فقط- فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه" والناس اليوم يضعون ركبهم قبل أيديهم
    ( أحدكم ) : نساءً ورجالا ، معشر المسلمين

    فكان يصلي هكذا وأمر بذلك
    فهل نصلي كما يصلي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- لماذا لا يفعل الناس هذا الأمر الذي هو في البخاري ومسلم ؟!
    أيفعلون ذلك مخالفة للسنة ؟
    حاشا لله أن يتعمد مسلم مخالفة ومعارضة السنة وإلا هذا كفر ؛
    ولذلك قال تعالى : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) فلا يُتصور أن مسلما يعرف السنة ويعرف أمر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- بوضع اليدين قبل الركبتين عند السجود ثم هو يخالف مانهى عنه الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم-
    هذا لا يتصور إلا في حالة واحدة وهو جهله بالسنة الفعلية والقولية :
    فعله : ( كان إذا سجد وضع يديه قبل ركبتيه )
    قوله : ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه )

    ** سؤال وجهته إحدى الحاضرات للشيخ :
    هل على الجاهل ذنب إذا لم يصل كما أمر رسول الله - - صلى الله عليه وآله وسلم- ؟
    . ج - لا عذر لجاهل والسبب أنه أمر بالصلاة في قوله :
    ( وأقيموا الصلاة ) فهو يصلي في اليوم مرارا وتكرارا والرسول - صلى الله عليه وآله وسلم- يؤكد ذلك ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) ثم هو لا يبالي ولا يهتم بذلك مطلقا ؛ فهو لا شك مسئول ومؤاخذ عن هذا التقصير، بخلاف أمر آخر يعرض له لا يعلم حكمه شرعا فيسأل :
    أيجوز أم لا يجوز ..؟

    المقصود من هذا الحديث :
    ( وصلوا كما رأيتموني أصلي ) أنه يجب علينا أمران اثنان الثاني مرتبط بالأول لا يمكن تحقيق الثاني إلا بالأول :-
    - أن نتعلم صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- من كتاب صفة الصلاة – يقصد له – فكثير من نساء ورجال الأمة يقتنون هذا الكتاب وفي نفس الوقت كثير منهم لا يقرءونه قراءة تدبر وتفهّم ، فلابد من دراسة هذا الكتاب حتى لنكاد نحفظه غيبا لأنه يتعلق بعبادة نكررها في اليوم خمس مرات على الأقل ، وهذا التكرار مما يرسخ في الذهن ما نقرأه في هذا الكتاب بخلاف صفة حج النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- التي هي في العمر مرة ؛ ولذلك قد يُنسى ولا حرج
    فمن اهتم ذلك الاهتمام أصبحت صلاته كأنها قالب لابد أن يصيب السنة فيها مثال : أتوماتيكيا يشير بالإصبع ، وينزل على يديه فالعادة طبيعة ثانية
    فإن كان للإنسان عادة سيئة فلابد أن يجاهدها حتى يكتسب طبيعته الثانية ولذلك أشار رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- إلى ذلك بقوله : ( إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ) فليس بالضروري أن يخلق الإنسان عالما بل هو يخلق جاهلا لايدري شيئا ولكنه بالتعلم يصبح عالما ، كذلك ليس من الضروري أن يخلق الإنسان حليما ، فكثير من الناس لا حلم عندهم فيأمرهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- بالتخلق بالحلم أي : أن يصبر فلا يؤاخذ الإنسان بالخطأ بل يصبر عليه .

    والشاهد أن هذا الحديث : ( وصلوا كما رأيتموني أصلي ) يوجب علينا :
    1- أن نتعلم صلاة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- وهديه فيها .
    2- ثم نجعلها منهاجا وبرنامجا في صلاتنا كلها .

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    # ثم علمهم الرسول-عليه الصلاة والسلام- وهم خارجين من عنده لسفرهم مودعين له قائلا لهم:

    "فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم"

    *فى هذه الفقرة حُكم شرعي أخلَّ به جماهير الناس ،
    وهو وجوب الأذان للصلاة ، فإذا كانوا اثنين فلابد أن يُؤذن أحدهما ولابد
    فليس الأذان فى المسجد فقط هو الواجب.
    لم يُشرع الأذان من أجل إعلام الناس بحضور وقت الصلاة فقط لا ،
    بل شُرِع من أجل مقاصد أخرى منها العبادة والتقرب إلى الله-عزوجل-
    بهذا الأذان الذى فيه الشهادة لله بالوحدانية ولنبيه بالرسالة.

    أي : ما هو المقصود من نفس الصلاة هو الخضوع لله والتعبد له كذلك .
    من مقاصد الأذان : التعبد لله والخضوع له ، لكن الأذان فيه مقصد آخر
    ألا وهو الإعلان وهذا المقصد يجب أن نعلم أنه لا يتحقق فقط في المساجد
    كيــف ؟
    أكرر ما أقول : أنه ليس المقصود من الأذان الإعلان فقط
    بل المقصود به – أيضا – التعبد بذكر الله وتوحيده ، ثم ليس
    المقصود بالأذان إعلام الناس فقط ؛ بل يقصد به إعلام
    خلقا قد لانراهم نحن وقد أشار الرسول-عليه الصلاة والسلام-
    إلى هذه الحقيقة فى حديث رواه عبد الرزاق فى"مصنفه" :
    عن النبى-صلى الله عليه وآله وسلم-أنه قال مامعناه:
    "ما من رجل يكون فى أرض طيًًّ- فى أى أرض فلاة-
    تحضره الصلاة فيُؤذن ويُقيم ويُصلي إلا صَلى من خلفه من خلق الله مالا يُرى طرفاه"إما ملائكة وإما من الجن المسلمين أو هما معا.
    إذن ينبغي ألا يُتوهم أن الأذان مشروع - فقط- من أجل إعلام الناس
    الذين هم حول المسجد بدخول الوقت ... لا ، بــل
    *يُشرع الأذان حتى فى الصحراءحيث لاترى بعينك إنسانا
    فقد يقول جاهل : لمن يؤذن في هذه الصحراء؟
    يأتيك البيان في حديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- السابق .
    الأذان جزء من الصلاة أي مشروع فكما أنه لا يجوز
    لنا أن نصلي ونترك الواجبات التي أمرنا بها في الصلاة كذلك
    لا ينبغي لنا أن نصلي بدون أذان فكل صلاة لابد لها من أذان
    ( للفريضة فقط.)
    و يُروي عن بعض السلف خطأً أنه حين صلى فى بيته إماما؛
    صلى أو هَمَّ أن يُصلي بدون أذان
    فقيل له: ألا تؤذن ؟
    قال :أذانُ الحي يكفينا.

    هذا ليس صحيحا بل الصحيح هو أنه لابد لكل مَنْ يُصلي
    الفرض أن يؤذن له كما أنه لابد أن يُقيم له
    وهذا عام لايختص به الرجال دون النساء.


    قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- لمالك بن الحويرث :
    "فإذا حضرت الصلاة فليُؤذن لكم أحدكم":

    *واحد ليس على التعيين بينما يُشترط فى الإمامة تعيين واحد
    فلا يشترط في المؤذن أن يكون أعلم الحاضرين ، أفقههم ، أقرأهم
    مما يشترط للإمام .
    إنما يُستحسن ويُستحب أن يكون المؤذن صَيتا,
    يكون صوته رفيعا نديا ؛ بحيث أنه يبلغ صوته إلى أبعد مدى ممكن
    فهو من هذه الناحية يُرجح على غيره ،
    وهذا مما دلَّ عليه حديث مشروعية الأذان الذى خلاصته
    أن الصحابة فى العهد الأول مع الرسول-عليه الصلاة والسلام-
    كانوا يجتمعون للصلاة بدون أذان ثم جمعهم الرسول-عليه الصلاة والسلام -
    وشاورهم في أن يتخذوا شعاراً للإعلام بدخول وقت الصلاة:
    فاقترح أحدهم أن يتخذوا ناراًعظيمة يوقدونها حينما يدخل
    وقت الصلاة فأبى ذلك الرسول-عليه الصلاة والسلام-
    وقال:"النار شعار المجوس" ، فاقترح ثان الضرب بالبوق
    فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-:"هذا صنيع اليهود"
    ، واقترح ثالث الضرب على الناقوس فقال-عليه الصلاة والسلام-:
    "هذا شعار النصارى" وتفرقوا على لا شيء، وفى الليل
    رأى أحد الصحابة واسمه : عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري
    رؤيا خلاصتها : أنه كان يمشي فى المدينة وإذا به يرى
    رجلا بيده ناقوسا فقال له عبد الله بن زيد:
    يا عبد الله أتبيعني هذا الناقوس؟
    قال: لِمَ ؟
    قال:لنضرب عليه وقت الصلاة.
    قال: أفلا أدلك على ماهو خير من ذلك؟
    وقام على جذر جدْر"أي : على بقية جدار متهدم
    – نعرف من الواقع أنه عند انهدام جدار أنه يبقى به جزء بارز -
    بحيث ارتفع قليلا"ووضع يديه على أذنيه وأذن الأذان المعروف اليوم
    – بدون طبعا زيادة في المقدمة وفي المؤخرة -
    ثم نزل إلى الأرض وأقامَ الصلاة.
    فقصَ هذه الرؤيا على رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-
    فقال له:"إنها رؤيا حق
    فألقه على بلال فإنه أندى صوتا منك" وهنا الشاهد : أندى أي : أرفع
    لذلك فلا يشترط في المؤذن أن يكون له شروط أو أوصاف
    يتميز بها عن غيره وإنما يستحب أن يكون صيّتا
    رفيع الصوت لأجل التبليغ ؛ لذلك قال رسول الله
    - صلى الله عليه وآله وسلم-( فليؤذن لكم أحدكم )
    لا على التعيين .


    أما فى الإمامة فقال: "فليَؤمكم أكبَرُكُم"
    يُشترط فى الإمام إذا كانوا اثنين فصاعدا أن يكون الإمام
    هو أكبر الجماعة.
    هل المقصود بالأكبرهنا سنا أم جاها و منزلة؟
    أكبركم يعني سِناً ؛ لأنه قد جاء التصريح بذلك فى بعض
    الأحاديث الصحيحة مع جملة شروط أخرى لابد أن تُراعى
    فى تقديم الإمام أو أحد الجماعة على الآخرين
    ذلك هو قوله-عليه الصلاة والسلام-:
    "يَؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا فى القراءة سواء
    فأعلمهم بالسُنَّة فإن كانوا فى السُنَّة سواء فأكبرهم سنا

    - هنا صرح رسول الله - فإن كانوا فى السن سواء فأقدمهم هجرة".
    هذا الحديث زاد على حديثنا,فحديثنا ذكر منقبة واحدة فقط
    فى الإمام إذا وُجدت فيه فهو أحق من غيره وهى كبر السن
    أما الحديث الثانى فقد وضع المنهج بتمامه.
    حيث قال عليه الصلاة والسلام :

    "يَؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله"

    والمقصود هو ظاهر الحديث,ليس المقصود بـ "أقرؤهم":
    هو أعلمهم وإنما أحفظهم للقرآن بدليل أنه عقب على ذلك
    "فإن كانوا فى القراءة سواء فأعلمهم بالسُنَّة فإن كانوا فى السُنَّة
    سواء فأكبرهم سنا فإن كانوا فى السن سواء فأقدمهم هجرة"
    يعني إذا جماعة فى ذاك الزمان هاجروا من مكة إلى المدينة
    فأقيمت الصلاة فيؤمهم أقرؤهم لكتاب الله....فإن كانوا فى السن سواء فأقدمهم هجرة.

    ** لكن الظاهر أن الهجرة فى الحديث ليست
    مخصوصة بالهجرة من مكة إلى المدينة فقط بل هذا حُكم عام
    بمعنى: لو فرضنا أن جماعة هاجروا من بلادهم مثل
    الصرب و الألبان و اليوغسلاف تركوا بلادهم هناك
    وهاجروا إلى البلاد الشام أو نحو ذلك من البلاد التى لايزال
    الإسلام فيها قائما أكثر من البلاد التى هاجروا منها فحَضَرَت الصلاة
    مَنْ يَؤم؟
    على الترتيب السابق : فمن هاجر أولا أحق بالإمامة إذا استووا في الثلاث نقاط الأولى .

    - فى هذا الحديث ذكر الرسول-عليه الصلاة والسلام-
    خصلة واحدة والظاهر فى اقتصاره على هذه الخصلة
    ؛ أنهم كانوا شببة مُتقاربين ، وكانوا فى الفقه والقراءة
    سواء ولذلك نبههم - فقط - على هذه الخصلة
    فقال : ( وليؤمكم أكبركم ) أي : سنا.

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    الأسئــلة:-

    س1:- لقد ثبتَ عن رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-
    مواصلته للصيام فهل هذه سُنَّة لمن يستطيع أم أنها حُكم خاص ؟ وماالدليل؟

    ج:- المواصلة فى الصيام حُكم خاص بالرسول-عليه الصلاة والسلام-
    فلا يجوز للمسلم أن يواصل صيام الليل بالنهار ذلك لأن النبي
    - صلى الله عليه وآله وسلم- قد صرَّح بالإنكار على الصحابة
    الذين قلدوه في مواصلة الصيام فقد جاء فى "الصحيح"
    أن النبي-صلى الله عليه وآله وسلم- واصل يوما-
    أى صوم النهار بالليل فواصل بعض الصحابة معه ثم واصل
    الرسول-عليه الصلاة والسلام- اليوم الثاني وهكذا الثالث
    وبعض الصحابة مُستمرون فنهاهم الرسول
    -عليه الصلاة والسلام- وقال لهم:"إياكم والوصال"
    قالوا:يارسول الله إنك لتواصل,قال:"إنى لستُ مثلكم"
    أو قال: "لستُ كأحدكم إنى أبيتُ عند ربي يُطعمنى ويسقينى"
    فهذا نصٌ صريحٌ أن المواصلة في الصيام حُكمٌ خاصٌ
    بالرسول-عليه الصلاة والسلام- فلا يجوز لغيره
    أن يواصل بعد نهيه أمته نهياً عاماً عن ذلك.


    س2:- عن عبد الله بن أبي أوفى قال:
    قال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم:
    "مَنْ كانت له حاجة إلى الله أو أحد من بني آدم
    فليتوضأ وليُحسن الوضوء وليصل ركعتين ..."
    الحديث ضعيف ولكن هل هناك حديث صحيح بمعناه؟
    ج:- لا.


    س3:- لقد علمنا أهمية صلاة الجماعة ووجوبها بالنسبة
    للرجال في المساجد والتحذير من مخالفة ذلك فهل هناك
    إثم على النساء إذا اجتمعن ولم يصلين جماعة ؟

    ج:-لا إثم ولكن فيه إضاعة الأجر والفضل في الاجتماع.


    س4:-تقول الحنفية والشافعية أن المؤتم يسجد لسهو
    الإمام ولا يسجد لسهو نفسه فهل هذا صحيح ؟

    ج:- نعم لايسجد المقتدى لسهوه فى نفسه لأن الإمام
    ضامن فيحتمل ما قد يسهو عنه المقتدي خلفه فلا ينبغي
    للمقتدي إذا سلمَ الإمام أن يسجد لسهو وقع منه في صلاته وراء الإمام.

    س5:-هل يجوز انتقال الإمام مأموماً إذا جاء الإمام المخصص للمسجد؟
    أم أن هذا كان خاصا بالرسول- صلى الله عليه وآله وسلم-عندما أمَّ أبو بكر
    الناس ثم تراجع إلى الصف بعد حضور الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم-؟

    ج:- ليس هناك ما يدل على خصوصية هذا الأمر بالرسول
    -عليه الصلاة والسلام-,الذى ينبغي أن يُراعى
    فقط أن الإمام الثانى لايكون هو الأحق بالإمامة
    بمعنى أن للمسجد إمام راتب فتأخر هذا الإمام فقدموا رجلا
    آخر وبينما هو يُصلي جاء الإمام الأصيل فهو الأحق
    بهذه الإمامة فيجوز للإمام الثاني الذى ناب عن الإمام
    الأول أن يتأخر وذلك اعترافا منه بإعطائه الحق لصاحبه .


    س6:- شرح حديث "إنما الأعمالُ بالنيات"

    ج:- كأن السائلة تريد أن تسأل عن قضية يُخطئ فيها
    كثيرٌ من المسلمين وذلك حينما يأتى أحدهم بعمل غير
    مشروع وإذا نُبئ ونُبه عن عمله هذا أنه غير مشروع بادر بقوله:
    إنما الأعمال بالنيات.
    فهذا الاستدلال بالحديث فى هذا المقام خطأ .
    ويحتج بعضهم لبالغ جهله بحديث يُحرفه بسبب جهله
    بالحديث فيقول: العبرة بما فى القلب والرسول-عليه الصلاة والسلام-يقول:

    "إنَّ اللهَ لاينظرإلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولا
    إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم"فيحتج بكلمة القلب.
    إذاً الرد على حديث "إنَّ الله لاينظر إلى صوركم "له تتمة
    إذا استحضرنا هذه التتمة ؛ بيَّنا خطأ المستدل بالحديث فالتتمة :
    "ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم".

    إذن الأعمال يجب أن تكون طاهرة كالقلوب
    فلا يشفع للأعمال الفاسدة صلاح القلب فلابد من صلاح الأمرين:
    القلب والعمل, ولذلك قال-عليه الصلاة والسلام-
    فى الحديث المشهور:
    " ألا وإن فى الجسد مُضغة إذا صَلُحَت صَلحَ الجسد كله
    وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب"

    أما حديث"إنما الأعمال بالنيات" فمعني الحديث:
    إنما الأعمال الصالحة بالنيات الصالحة.
    هذ الحديث كالتأييد لقول الله تعالى:
    " قل إنما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم إلهٌ واحد
    فمَنْ كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولايُشرك بعبادة ربه أحداً" .

    قال علماء التفسير: فى هذه الآية دليلٌ على أن العمل لايُقبل إلا إذا توفر فيه شرطان:
    الأول:- أن يكون صالحا.
    والصالح لايكون صالحا إلا بموافقة السُنَّة .
    والآخر:- أن يكون خالصاً لوجه الله.

    هذا الحديث"إنما الأعمالُ بالنيات" هو دعم للآية فإذا اختل أحدُ الشرطين؛
    لم يكن العمل صالحاً.
    "فمَنْ كانت هجرته إلى الله ورسوله":
    المقصود بالهجرة السفر إلى الرسول للجهاد فى سبيل الله كأنه يقول:
    فمن كان جهاده فى سبيل الله فهو كذلك فالجهاد عمل صالح.
    "ومَنْ كانت هجرته لدنيا يصيبها-أى فساد النية -
    فهجرته إلى ما هاجر إليه". فالحديث دل على ضرورة توفر الشرطين:
    العمل الصالح والنية الصالحة.

    أ. هــ الشريط الرابع .

  17. #37
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    لبنان
    المشاركات
    177

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    هل من مزيد يرعاك الله اختنا....

  18. #38
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي سليم مشاهدة المشاركة
    هل من مزيد يرعاك الله اختنا....
    إن شاء الله جزاكم الله خيرا ...

    الحق : إن عدد الأشرطة ثلاثون تقريبا ، إلا إنها تحتاج لمراجعة
    وإعادة تنسيق مما يتطلب بعض الوقت والجهد نسأل الله الإعانة
    و التيسر .

  19. #39
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    الشريط الخامس



    الشريط أوله غير واضح .....

    فبلغ ذلك الفقراء ، وذهب رسولهم إلى رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –
    قال يا رسول الله : بلغ الأغنياء ماذكرت لنا وما قلت لنا ففعلوا مثل ما فعلنا
    فقال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم -
    : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .

    الغرض من هذا وهذا ليس ما يزينه دعاة الاشتراكية
    من التسوية التامة بين الناس هذا أمر مستحيل
    ؛ ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا )
    ولكن الفقير المسلم الذي يجد حسرة في نفسه ألا يجد ما يتصدق به ،
    يجد من الوسائل ومن التشريعات الكثيرة التي شرعها الرسول –
    صلى الله عليه وآله وسلم – ما لو مقام بها لاستغنى غناءً أكثر من
    غناء كثير من الأغنياء والذين يكسبون الأجور بالأموال

    ففي هذا الحديث بين رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –
    أن هذه التسبيحات والتحميدات والتكبيرات (لو فعلتم ذلك سبقتم من
    قبلكم ولم يدرككم من بعدكم إلا من فعل مثل فعلكم )
    وفي حديث آخر قال لهم رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - :
    ( إن لكم في كل تسبيحة صدقة وفي كل تحميدة صدقة وفي كل تكبيرة صدقة
    وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة )
    إذن الذي لا يجد قروشا يتصدق بها يجد مجالا بِأن يذكر الله ويسبحه ويكبره
    فيكسب بذلك ما شاء الله من الصدقات في الوقت الذي نجد أكثر الأغنياء
    قد تفرغوا بكليتهم لكسب المال ولذلك تجد منهم الأقل من القليلين الذي
    يتفرغ للطاعة خاصة الإكثار من النوافل لأنهم لا يجدون ذلك الوقت في سبيل جمع
    المال فاصرفه أنت في سبيل ذكر الله -عز وجل- وتسبيحه وتكبيره وتحميده
    فتكسب بذلك من الصدقات ما يعجز عن مثلها هؤلاء الأغنياء


    94-باب : مَنْ صُنِعَ إليه معروف فليُكافئه

    روى المصنف بإسناد صحيح عن جابر بن عبد الله الأنصارى قال:
    قال النبى-صلى الله عليه وآله وسلم-:"مَنْ صُنع إليه معروف فليَجْزِه فإن لم
    يجد ما يجزه به فليَثن عليه فإنه من أثنى عليه فقد شكره وإن كتمه فقد كفره
    ومَنْ تحلى بما لم يُعْطَ فكأنما لبس ثوبى زور"


    فى هذا الحديث أدب من الآداب الإسلامية التى يجب على كل مسلم
    أن يتخلق بها حيث يقول الرسول-عليه الصلاة والسلام-: "مَنْ صُنع إليه معروف فليُجْزه"
    يعنى أيما مسلم أحسَنَ إليه مُحسنٌ فكافاهُ فعلى المُكافئ أن يُقابل المُكافأة بمُكافأة
    مثلها فإن جزاه مالا؛جزاه مالا وإن جزاه خدمة جزاه خدمة أى يُقابل الحسنة
    بالحسنة ولا يكون أنانيا يتطلب من الناس أن يخدموه وأن يجزوه خيراً
    أما هو فلا يُقابل إحسانهم بإحسان مثله, ليس هذا من أدب الإسلام.

    قال-عليه الصلاة والسلام-:"مَنْ صنع إليكم معروفا فكافئوه"

    ثم يتحدث الرسول-عليه الصلاة والسلام- فى حالة إذا كان المُكَافأ لايجد ما يُكافئ به مَنْ أحسَنَ إليه
    فيقول: "فليجزه فإن لم يجد فليُثن عليه"

    هذا طريق لمقابلة المُكافأة بمكافأة مثلها فيما إذا كان المُكافأ لا يستطع
    أن يُقابل المكافأة بمثلها؛ فحينذاك يجب أن يُثني خيراً
    وقد جاء بيان هذا الإثناء كيف يكون فى حديث آخر فقال-
    عليه الصلاة والسلام: "مَنْ صُنِعَ إليه معروف فقال:جزاك الله خيراً فقد أبلغ الثناء".
    ** هنا مرحلتان إحداهما أحسن من الأخرى:
    الأولى:-أن تُقابل المكافاة بمثلها سواء كانت معنوية أم مادية
    فإن عجزت فتُثني خيرا على مَنْ قدَمَ إليك تلك المكافأة.
    أى كلام حسن يُشعر الرجل المُكافئ بأنك قبلت هذه المكافأة بنفس طيبة رضية,
    لكن أحسن ما يقول المُثني على المُكافئ خيرا هو كلمة:"جزاك الله خيراً"

    ونذكر بهذه المناسبة أنه قد جرى عرف حادث, الآن يُعتبر من الآداب الاجتماعية
    وهو أن المُحسن إليه يُقابل المُحسن بكلمة"شكرا" فالذى أريد التنبيه عليه هو
    أن هذه الكلمة لابأس بها لأنه-عليه الصلاة والسلام-قال:"لايشكر اللهُ مَنْ لايشكر الناس"
    فمن أحسنَ إليك فقلتَ له: شكرافقد طبقت هذا الحديث ، ولكن استعمال هذه الكلمة
    هى بديل ماعلمنا الرسول-عليه الصلاة والسلام-من الدعاء بالخير:
    "جزاك اللهُ خيراً" فهذه الكلمة خير من كلمة شكرا وذلك من وجهين:

    1 -* أن الرسول-عليه الصلاة والسلام- قد ذكرأن قول القائل:
    "جزاك الله خيرا"أبلغ الثناء فإذا قال القائل:شكرا؛ماأ لغ الثناء.
    إذن يجب عليك أن تستعمل هذه الكلمة:"جزاك الله خيرا"
    بديل شكرا مادام أن الرسول-عليه الصلاة والسلام-قد ذكرها
    ووصفها بأنها أبلغ الثناء فمن قال شكرا لم يتبع الهدي

    2 - *وكلمة شكرًا كأنها مُترجمة عن لفظة أجنبية فنفهم من ذلك
    أن استعمال هذه اللفظة المختصرة هو استعمال أجنبى ترجمناه نحن إلى اللغة
    العربية فكان من ذلك لفظة شكراً لكن هذه اللفظة التقت مع قول الرسول
    -عليه الصلاة والسلام-:"لايشكر الله.."
    ولكن مادام أن هذه الكلمة لم تنبع من الإسلام ولم يوجه الرسول-عليه الصلاة
    والسلام- إليها الأنظار؛فعلينا أن نستخدم كلمة"جزاك اللهُ خيراً".
    وإن كان ولابد من استعمال كلمة شكراً لأنه لايجد الإنسان المناسبة
    أو الوقت الواسع ليقول كلما أحسن إليه : ( أحسن الله إليك )
    أو "جزاك اللهُ خيرا"فيقول هذه الكلمة من باب الإيجاز والإسراع
    فلا بأس من استعمال كلمة شكراً فى بعض الأحوال الضيقة
    لكن الأصل أن نقول:"جزاك اللهُ خيرا"لأن هذه التجزية هى فى الحقيقة تُقابل كلمة"السلام عليكم". فكما أنَّ كلمة "السلام عليكم"هى تحية الإسلام؛فكلمةجز اك اللهُ خيراً هى تجزية الإسلام.

    "فإنه إذا أثنى عليه فقد شكره"
    كأنه يربط-عليه الصلاة والسلام-هذا الأمربالحديث "لايشكر الله من لايشكر الناس"
    فمَنْ أثنى على المُحسن خيراً فقد شكره.

    "وإن كتمَهُ فقد كفره"
    الرسول-عليه الصلاة والسلام-يُعالج بعض النفوس المريضة التى تغلب
    عليها الأنانية و حب الذات وهى التى إن أحسنت إليها سكتت ولم تذكر المُحسن بخير
    وذلك من كِبَر النفس الأمارة بالسوء. لذلك يقول الرسول – صلى الله عليه وسلم – :
    ( ومن كتمه فقد كفره )
    إن لم تُثن عليه خيرا كتمت ذلك فقد كفرت هذه النعمة التى قدمها إليك ربنا-تبارك وتعالى-
    على يد ذلك المُحسن إليك و إن كان كفرا لكنه كفر نعمة فالكفر درجات
    ومنه كفر النعمة كما جاء في الحديث .
    فلا يجوز لمسلم يؤمن بالله ورسوله أنه إن أحسن إليه مُحسنٌ أن يكتم هذا الإحسان
    لأن أقل مراتب الشكر أن تذكرالمحسن بخير ولاتكتم هذا الخير عن الناس
    بل تذيع هذا الخير بين الناس : إن فلانا فعل معي كذا وكذا
    فهذا هو شكره إياه وذلك عندما تعجز عن مقابلة إحسانه بإحسان مثله يعني ..

    فالمرتبة الأولى: أن تُكافئه المُكافأة بمثلها بمثل ما عاملك تعامله

    والثانية: وإن لم تجد ما تكافئه به أثنيت عليه خيرا مُقابلتها بالثناء والشكر.

    إن الإنسان إذا أهدي إليه هدية مثلا : كتاب وأنت تستطيع أن تقابل هذه
    الهدية بهدية مثلها هذا هو الواجب والمرتبة الأولى ، فإن لم تكن عندك الطاقة
    والقدرة أن تقابل ذا للمهدي إليك الكتاب – لأن الناس متفاوتون من ناحية المادة –
    فلو أن رجلا مرموقا يتوجه إليه الناس بمختلف الهدايا وكان من الناحية
    المادية وسطا أو دون الوسط لا يستطيع أن يقابل كل هدية بمثلها
    فعلى الأقل يقابل مثل هذه الهدية بالثناء والشكر هذه هي المرتبة الثانية
    فالأولى أهداك كتابا تهديه كتابا ، أهداك ثوبا تهديه ثوبا
    كل شيء بالمثل هذا إن استطعت


    وهناك مرتبة عُليا أعلى من هذه بكثير
    وهى التي كان عليها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-
    حيث جاء فى شمائله-عليه الصلاة والسلام-أنه كان يقبل الهدية
    إذا أُهديت إليه لا يرفضها ولا يردها وإنما يقبلها ويرد الهدية ويُثيب عليها بخير منها,
    هذا شأن النفوس الكريمة الطيبة أن تقبل الهدية وتثيب عليها بخير منها.

    هذه المرتبة العليا التي ليس فوقها مرتبة .

    الآن صار عندنا ثلاث مراتب :

    1- المرتبة العليا التي ليس فوقها مرتبة والتي كان عليها
    رسول الله –صلى الله عليه وسلم – وهي المكافأة بخير مما كوفئ به
    2- المرتبة الثانية وهي أن تكافئ بمثل ما كوفئت به
    3- المرتبة الثالثة والأخيرة : أن تذكر المكافئ لك بالخير والدعاء
    الحسن وخير الدعاء هو قول الرسول –صلى الله عليه وسلم – ( جزاك الله خيرا )

    فإن لم يقابل المكافأة بمثلها أولم يقابل المكافأة بأحسن منها
    أو لم يذكر المكافئ بخير ولا أثنى عليه خيرا لم يبق هناك إلا كفر هذه النعمة وهي كتمانها
    فبعض من نفوسهم ضعيفة تأتيه الهدية فلا يحس بها أحد وهذا لا يجوز


    وفى هذا الأدب الذى أدبنا به رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-
    من أن نذكر المُهدي بخير فى أقل المراتب مُعالجة لنفس المُهْدِي ونفس المُهْدَى إليه .
    - أما المُهدِي فتطيب نفسه ويروق له أن يهدي المهدى
    إليه مرة أخرى بمثل ذلك أويزيد بأكثر من ذلك هذا نفس المهدي

    - وفي هذا الأدب معالجة نفس المهدى إليه بحجزها
    وإخضاعها لحُكم الشارع وهو أن يذكر أن فلانا قد أحسن إليه
    لأن فى هذا ملاحظة –لما كان قد سبق معنا في بعض الدروس -
    من قوله-عليه الصلاة والسلام-:"اليد العليا هى المُعْطِية واليد السفلى هى الآخذة"
    فحينما يرضى المُهدى إليه أن يقول:فلان أعطانى كذا؛ فلاشك أن
    فى هذا القول و الإخبار من ناحية المتحدث هضم لنفسه لأنه يُشعر
    السامعين بأنه قبل هذه الهدية ورضي بها فكانت يده هى السفلى ففى
    هذا ترويض للنفوس أن لا تكون مستكبرة ولا مستعلية على الحق

    و في المقابل فيه تطييب لنفس المهدي لأن الإنسان المهدي حينما
    يشعر أن هديته لا يشكر عليها ولا يقابل بالثناء الحسن فتضعف
    نفسه ولا تتشجع مرة أخرى على إعادة مثل تلك الهدية لابد
    من مقابلة الهدية بأقل المراتب وهي الثناء بالخير والدعاء
    للمهدي بقوله : ( جزاك الله خيرا )
    وإن لو لم يفعل ذلك فقد كتمه وكفره .




    ثم ذكر-عليه الصلاة والسلام- فى هذا الحديث أدب آخر ......... يتبع .

  20. #40
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    41

    افتراضي رد: * القطف الداني من كتاب : ( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني..

    جزاك الله خيرا
    واصلي احسن الله اليك
    رسائل دعوية -فمانصيبك من الدعوة الى الله؟!

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •