بسم الله الرحمن الرحيم
هذا رابط المقال من شبكة نور الإسلام :
http://islamlight.ccell.mobi/index.p...8574&Itemid=48

وهذا نصه:

الدعي أحمد قاسم
لقد راجت فتنة ما كتبه د. أحمد بن قاسم حول الاختلاط ، وتسارع وتتابع الغُيّر على إنكار مقولته وكشف غشه من وجوه عديدة ، علمية وتربوية وسياسة شرعية ووطنية أيضاً .

وأسطري هذه يا من أكرمتني بالاطلاع عليها ستكون حول خروجه في برنامج البينة ، مع صاحب الفضيلة الشيخ المبارك / أحمد الحمدان نزيل جدة ، والأستاذ الدكتور / محمد النجيمي ، وقد تابعت حلقتي البرنامج وودت المداخلة ، إلا أن الأمر لم يقدر ، فسطرت ما يلي رجاء أن أوفق في اللحاق بركب أهل الخير والغيرة المنافحين عن الدين والملة ، ونصرة لتميز هذه البلاد المباركة فأقول :

أولاً : لقد عرّف د.أحمد بن قاسم نفسه للمشاهدين بأنه من طلاب سماحة الشيخ / عبدالعزيز بن باز ، والشيخ / محمد بن عثيمين ، والشيخ / عبدالله بن جبرين رحمهم الله تعالى ، ولا يخفى على أحد قرأ في علم الرجال أن إثبات الطلب عند العلماء يكون من جهتين ، الأولى : النص من قبل العالم أن فلان من طلابه ، والثانية : أن يشتهر ذلكم الطالب بأخذه عن ذلكم العالم ، أما الدعي أحمد بن قاسم فقد قلبت في تراجم العلماء الثلاثة فلم أجد ذكراً لاسمه مع أحد ممن أخذ العلم عنهم ، فقمت بالسؤال والتفتيش .

سألت الشيخ المحدث / سعد بن عبدالله الحميد ، وهو من طلاب المشايخ الثلاثة ، فنفى معرفته أو أنه يعرف الدعي بحضور عند العلماء الثلاثة ، وقال : من عام 1397هـ وما بعده لا أعرفه من طلاب الشيخ /عبدالعزيز ،

ثم سألت الشيخ / عبدالعزيز القاسم _ وهو من أقدم طلاب الشيخ عبدالعزيز _ فنفى معرفته بالدعي ،

وسألت الشيخ / خالد الشريمي ، فقال : لا نعرفه من طلاب الشيخ / ابن باز في الرياض ، ولعله من طلاب الشيخ في الحجاز ، ثم حدثني عن الشيخ / محمد الموسى والشيخ / صلاح عثمان ، وهما الملازمين للشيخ رحمه الله في كل مكان ، فقالا : من عام 1406 وما بعدها لا نعرفه من طلاب الشيخ في الحجاز .

وقال لي الشيخ / خالد سألت الشيخ / سامي الصقير عن أحمد الغامدي ، فقال الشيخ سامي : بلّغ وليد أن ينقل عني أنا سامي الصقير إمام وخطيب جامع الشيخ ابن عثيمين في عنيزة وأحد طلابه ، أنا لا نعرفه من طلاب الشيخ محمد .

فهل تظن يا هذا أن العلماء سهل الارتقاء على أكتافهم والتلبس بادعاء الطلب عندهم ؟!!!

وما فائدة ذكرك للأخيار العلماء الأجلاء وأنت تخالفهم ولا توافق رأيهم ؟!!!

واقرأ ما كتبه سماحة الشيخ رحمه الله : ولقد استنكر أهل العلم والإيمان ما تنشره الصحف وغيرها ، وما تسير عليه الإذاعات حالياً مما أشرنا إليه آنفا ، وكتبوا في ذلك ما شاء الله أن يكتبوا مما نشر بعضه في الصحف وأكثره لم ينشر . حفزهم إلى ذلك الغيرة لله والنصيحة له ولعباده ، وما أوجب عليهم مولاهم سبحانه من إنكار المنكر والأمر بالمعروف ، وممن كتب في ذلك أخونا العلامة الناصح لله ولعباده الشيخ محمد أحمد باشميل ، فقد نشرت له صحيفة الندوة في عددها الصادر في 20/2/1383هـ كلمة قيمة بعنوان : (اضربوا على أيدي السفهاء) ، أنكر فيها ما كتبه بعض من قل علمه وضعفت بصيرته من الدعوة إلى السفور والغناء والعزف والطرب ، وبروز المرأة واختلاطها مع الرجل في المصنع والمتجر والمكتب ونحو ذلك ، وأوضح ما يترتب على ذلك من الفساد . ودعا المسئولين إلى الضرب على أيدي السفهاء . ولا ريب أن هذا هو الواجب عليه وعلى غيره من أهل العلم أن ينصحوا لله ولعباده وأن ينكروا المنكر على من فعله ، وأن يحذروا الناس من مغبة ظهور المنكرات والتساهل في إنكارها ، ولا شك أن من دعا الناس إلى ما يفسد مجتمعهم ويضرهم في دينهم ويوجب غضب الله عليهم ويسبب حلول النقم . حقيق بأن يسمى سفيها ، وأن يطلب من المسئولين من ولاة الأمر وغيرهم من أعيان الناس وأرباب الغيرة والدين أن يضربوا على يديه ، وأن يمنعوه من أسباب الخطر ، وأن يوقفوه عند حده ويبصروه بعيبه وخطئه ، وهذا هو الواجب عليهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) الحديث ، فعلى السلطان واجبه مع الرعية بتقويم أخلاقهم وإلزامهم بالحق ومنعهم مما حرم الله حسب الطاقة ، وعلى كل إنسان من والد وزوج وأمير وكبير عشيرة ونحوهم واجبهم من إنكار المنكر والأخذ على يد السفيه حسب الطاقة ، وإذا كان الله سبحانه قد سمى من لا يحسن التصرف في ماله سفيها ولو كان شيخا كبيرا في قوله سبحانه : {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} الآية ، فالذي لا يحسن التصرف في دينه ولا يقف عند الحد الذي حده الله له أولى بهذه التسمية وأحق بهذا اللقب ، ولا ريب أن سفور النساء بحضرة الرجال غير المحارم وإبدائهن مفاتنهن من أعظم السفه ، سواء كان ذلك في الطريق أو الطائرة أو السيارة أو المتجر أو المكتب أو المصنع أو القطار أو غير ذلك ، وهكذا إعلان الأغاني وآلات العزف ودعوة الناس إلى ذلك وتحبيذه لهم من أعظم السفه ، فيجب على ولاة الأمر القضاء على ذلك والمنع منه والضرب على أيدي من يدعو إليه أو يفعله ، وبذلك تصلح الأحوال ويؤدى الواجب ويزول المنكر ويؤخذ على يد السفيه ا-هـ الموقع الرسمي لسماحته .

وقد ذكر الدعي أنه قد قرأ الكتب الستة عندما ذكر د.عبدالله الحارثي أنه من تلاميذ من سبق ، فيفهم منه أنه قرأها عليهم ، وهذه كذبة لا آخر لها ، سئل سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله السؤال التالي : تحفظـون عن ظهـر قلب عدداً من أمهات الكتب ؟
ج : لا ، لا أحفظها ، قرأنا الكثير ولكن لا أحفظ منها الشيء الكثير ، قرأنا البخاري ومسلم مرات ، قرأنا سنن النسائي وأكملناها ، وسنن أبي داود وما أكملناها ، قرأنا سنن الترمذي وأكملناها ، قرأنا سنن ابن ماجة لكن ما أكملناها ، قرأنا جملة كبيرة من مسند الإمام أحمد ، والدارمي ، وصحيح ابن خزيمة ، نسأل الله أن يتقبل وينفع بالأسباب . (من لقاء مع سماحته أجرته مجلة المجلة الموقع الرسمي لسماحته ) .

فإذا كان يا سادة سماحة الشيخ لم يكمل قرأة الكتب الستة قراءة تعليم ، فمتى الدعي قرأها عليه ؟!!!!

ثانياً : أورد عليه الفضلاء دليلاً من أدلة التحريم على الاختلاط وهو قول الله تعالى : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنّ َ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّه الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )

فرد بكل صفاقة وتجرؤ على كتاب الله : (من) هنا تبعيضية ، دون بيان أهل العلم للتفصيل حولها ، وأنا هنا أسوق مقالات أهل العلم حول تفسير الآية ، يقول ابن جرير رحمه الله : يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ ) بالله وبك يا محمد ( يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ) يقول : يكفوا من نظرهم إلى ما يشتهون النظر إليه ، مما قد نهاهم الله عن النظر إليه ( وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ) أن يراها من لا يحلّ له رؤيتها ، بلبس ما يسترها عن أبصارهم ( ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ) يقول : فإن غضها من النظر عما لا يحلّ النظر إليه ، وحفظ الفرج عن أن يظهر لأبصار الناظرين ؛ أطهر لهم عند الله وأفضل ( إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) يقول : إن الله ذو خبرة بما تصنعون أيها الناس فيما أمركم به من غض أبصاركم عما أمركم بالغضّ عنه ، وحفظ فروجكم عن إظهارها لمن نهاكم عن إظهارها له ، وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

وقال ابن كثير رحمه الله : (هذا أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم عما حرم عليهم ، فلا ينظروا إلا إلى ما أباح لهم النظر إليه ، وأن يغضوا أبصارهم عن المحارم ، فإن اتفق أن وقع البصر على مُحرَّم من غير قصد ، فليصرف بصره عنه سريعًا ، كما رواه مسلم في صحيحه ، من حديث يونس بن عُبَيد ، عن عمرو بن سعيد ، عن أبي زُرْعَة بن عمرو بن جرير ، عن جده جرير بن عبد الله البجلي ، رضي الله عنه ، قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم ، عن نظرة الفجأة ، فأمرني أن أصرفَ بَصَري ) .

وقال الإمام البغوي رحمه الله : (قوله عز وجل : { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ } أي: عن النظر إلى ما لا يحل النظر إليه . وقيل: "مِنْ" صلة أي: يغضوا أبصارهم . وقيل : هو ثابت لأن المؤمنين غير مأمورين بغض البصر أصلاً لأنه لا يجب الغض عما يحل النظر إليه ، وإنما أمروا بأن يغضوا عما لا يحل النظر إليه )

وقال الشيخ ابن سعدي رحمه الله : (أي: أرشد المؤمنين ، وقل لهم : الذين معهم إيمان ، يمنعهم من وقوع ما يخل بالإيمان : { يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ } عن النظر إلى العورات وإلى النساء الأجنبيات ، وإلى المردان ، الذين يخاف بالنظر إليهم الفتنة ، وإلى زينة الدنيا التي تفتن ، وتوقع في المحذور)

وقال ابن عطية رحمه الله : (قوله { قل للمؤمنين } بمنزلة قوله إنهم ، فقوله { يغضوا } جواب الأمر ، وقال المازني : المعنى قل لهم غضوا { يغضوا } . ويلحق هذين من الاعتراض أن الجواب خبر من الله وقد يوجد من لا يغض وينفصل بأن المراد يكونون في حكم من يغض ، وقوله { من أبصارهم } أظهر ما في { من } أن تكون للتبعيض وذلك أن أول نظرة لا يملكها الإنسان وإنما يغض فيما بعد ذلك فقد وقع التبعيض ، ويؤيد هذا التأويل ما روي من قوله عليه السلام لعلي بن أبي طالب « لا تتبع النظرة فإن الأولى لك وليست لك الثانية » الحديث . وقال جرير بن عبد الله : سألت النبي عليه السلام عن نظرة الفجأة فقال « اصرف بصرك » ويصح أن تكون { من } لبيان الجنس ، ويصح أن تكون لابتداء الغاية ، والبصر هو الباب الأكبر إلى القلب وأعمر طرق الحواس إليه وبحسب ذلك كثر السقوط من جهته ووجب التحذير منه) ونحوه قول القرطبي رحمه الله .

وأنت ترى هنا الفرق بين كلام أهل العلم والأدعياء ، وكيف الورع عندهم والجمع بين الآية والحديث ، وعدم التفريق بينهم ، وبين من همه نصرة باطله ولو بتعطيل أمر الله حمانا الله وإياك من الفتنة في الدين .

ثالثاً : أورد عليه الشيخ / أحمد الحمدان حديث أبي داود في السنن قال : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِى ابْنَ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِى الْيَمَانِ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَبِى عَمْرِو بْنِ حِمَاسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِى أُسَيْدٍ الأَنْصَارِىِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ وَهُوَ خَارِجٌ مِنَ الْمَسْجِدِ فَاخْتَلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِى الطَّرِيقِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِلنِّسَاءِ « اسْتَأْخِرْنَ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ عَلَيْكُنَّ بِحَافَاتِ الطَّرِيقِ ». فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ .

فقال الدعي : فيه ثلاثة مجاهيل .

وهذه كذبة كبيرة ، وبرهان دعواي ما أنقله لك من التقريب عن أحوال رجال الإسناد فاقرأ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ قال الحافظ : عبدالله ابن مسلمة ابن قعنب القعنبي الحارثي أبو عبدالرحمن البصري أصله من المدينة وسكنها مدة ثقة عابد كان ابن معين وابن المديني لا يقدمان عليه في الموطأ أحدا من صغار التاسعة مات في [أول] سنة إحدى وعشرين بمكة خ م د ت س

عبدالعزيز بن محمد قال الحافظ : عبدالعزيز ابن محمد ابن عبيد الدراوردي أبو محمد الجهني مولاهم المدني صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطىء قال النسائي حديثه عن عبيد الله العمري منكر من الثامنة مات سنة ست أو سبع وثمانين ع

أبو اليمان قال الحافظ : أبو اليمان الرحال المدني اسمه كثير ابن يمان ويقال ابن جريج مستور من السابعة د

شداد بن أبي عمرو قال الحافظ : شداد ابن أبي عمرو ابن حماس بكسر المهملة والتخفيف الليثي المدني مجهول من السادسة د

أبو عمرو قال الحافظ : أبوعمرو ابن حماس بكسر المهملة والتخفيف الليثي مقبول من السادسة مات سنة تسع وثلاثين د

حمزة بن أبي أسيد قال الحافظ : حمزة ابن أبي أسيد بضم الهمزة الأنصاري الساعدي أبو مالك المدني صدوق من الثالثة مات في خلافة الوليد ابن عبدالملك خ ق

فأين المجاهيل الثلاثة أيه الدعي ؟!!!!

ولما أورد حديث ابن حبان عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( ليس للنساء وسط الطريق )

قال الدعي : هذا حديث ضعيف ، أخرجه الدولابي والبيهقي وفي إسناده ضعف .

يا دعي ، الشيخ يقول لك : أخرجه ابن حبان ، وأنت تنظر في أمر آخر ؟!!!!

ويقول لك : إسناده صحيح كالشمس وذلك أنه من نسخة مسلم بن خالد عن شريك ، وهي نسخة قد سبرت أحاديثها وعرف ثبوتها .

وأنا أذكرك بقول الإمام الذهبي رحمه الله : فحق على المحدث أن يتورع في ما يؤديه وأن يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مروياته ، ولا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكى نقلة الأخبار ويجرحهم جهبذا إلا بإدمان الطلب والفحص عن هذا الشأن وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد إلى مجالس العلماء والتحري والإتقان وإلا تفعل .

فدع عنك الكتابة ، لست منها ولو سودت وجهك بالمداد ، قال الله تعالى عز وجل : {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} فإن آنست يا هذا من نفسك فهماً وصدقاً وديناً وورعاً وإلا فلا تتعن ، وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأي ومذهب فبالله لا تتعب ، وإن عرفت أنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله فأرحنا منك ، فبعد قليل ينكشف البهرج وينكب الزغل ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ، فقد نصحتك ، فعلم الحديث صلف فأين علم الحديث ؟ وأين أهله ؟ كدت أن لا أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب .

رابعاً : في مقدمة كلام الدعي ذكر أن سبب الرد عليه والانكار هو التشدد والانغلاق ، وأن البلد لا يعيش المدنية الموجودة في بعض البلدان الأخرى ، فلذلك نشر هذا البحث ليبين به وسطية الإسلام والعيش مع المدنية ، انتهى بمعناه .

قارن يا رعاك الله ما سبق بما يأتي :

أقبح ما هناك في الأخلاق ما حصل من الفساد في أمر اختلاط النساء بدعوى تهذيبهن ، وفتح المجال لهن في أعمال لم يخلقن لها ، حتى نبذن وظائفهن الأساسية ، من تدبير المنزل ، وتربية الأطفال ، وتوجيه الناشئة ، الذين هم فلذات أكبادهن ، وأمل المستقبل ، إلى ما فيه حب الدين والوطن ، ومكارم الأخلاق ، ونسين واجباتهن الخُلُقية من حب العائلة التي عليها قوام الأمم ، وإبدال ذلك بالتبرج والخلاعة ، ودخولهن في بؤرات الفساد والرذائل ، وادعاء أن ذلك من عمل التقدم والتمدن ، فلا - والله - ليس هذا " التمدن " في شرعنا وعرفنا وعادتنا ، ولا يرضى أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان وإسلام ومروءة ، أن يرى زوجته أو أحد من عائلته ، أو من المنتسبين إليه في هذا الموقف المخزي .

هذه طريق شائكة ، تدفع بالأمة إلى هوة الدمار ، ولا يقبل السير عليها إلا رجل خارج عن دينه ، خارج من عقله ، خارج من بيته .
فالعائلة هي الركن في بناء الأمم ، وهي الحصن الحصين الذي يجب على كل ذي شمم أن يدافع عنها .

إننا لا نريد من كلامنا هذا ، التعسف والتجبر في أمر النساء ، فالدين الإسلامي قد شرع لهن حقوقاً يتمتعن بها ، لا توجد حتى الآن في قوانين أرقى الأمم المتمدنة ، وإذا اتبعنا تعاليمه كما يجب ، فلا نجد في تقاليدنا الإسلامية وشرعنا السامي ما يؤخذ علينا ، ولا يمنع من تقدمنا في مضمار الحياة والرقي ، إذا وجهنا المرأة إلى وظائفها الأساسية ، وهذا ما يعترف به كثير من الأوروبيين ، من أرباب الحصانة والإنصاف .

ولقد اجتمعنا بكثير من هؤلاء الأجانب ، واجتمع بهم كثير ممن نثق بهم من المسلمين وسمعناهم يشكون مرّ الشكوى من تفكك الأخلاق وتصدع ركن العائلة في بلادهم من جراء المفاسد ، وهم يقدرون لنا تمسكنا بديننا وتقاليدنا وما جاء به نبينا من التعاليم التي تقود البشرية إلى طريق الهدى وساحل السلامة ، ويودون من صميم أفئدتهم لو يمكنهم إصلاح حالتهم هذه التي يتشاءمون منها ، وتنذر ملكهم بالخراب والدمار ، والحروب الجائرة .

وهؤلاء نوابغ كتابهم ومفكريهم ، قد علموا حق العلم هذه الهوة السحيقة التي أمامهم ، والمنقادين إليها بحكم الحالة الراهنة ، وهم لا يفتأون في تنبيه شعوبهم ، بالكتب والنشرات والجرائد ، على عدم الاندفاع في هذه الطريق التي يعتقدونها سبب الدمار والخراب .

إنني لأعجب أكبر العجب ، ممن يدعي النور والعلم ، وحب الرقي لبلاده ، من الشبيبة التي ترى بأعينها وتلمس بأيديها ، ما نوهنا عنه من الخطر الخلقي الحائق بغيرنا من الأمم ، ثم لا ترعوي عن ذلك ، وتتبارى في طغيانها ، وتستمر في عمل كل أمر يخالف تقاليدنا وعاداتنا الإسلامية والعربية ، ولا ترجع إلى تعاليم الدين الحنيف الذي جاءنا به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، رحمةً وهدى لنا ولسائر البشر .

فالواجب على كل مسلم وعربي ، فخور بدينه ، معتز بعربيته ، ألا يخالف مبادئه الدينية ، وما أمر به الله تعالى ، بالقيام به لتدبير المعاد والمعاش ، والعمل على كل ما فيه الخير لبلاده ووطنه ، فالرقي الحقيقي هو بصدق العزيمة ، والعلم الصحيح ، والسير على الأخلاق الكريمة ، والانصراف عن الرذيلة ، وكل ما من شأنه أن يمس الدين والسمت العربي والمروءة ، وأن يتبع طرائق آبائه وأجداده الذين أتوا بأعاظم الأمور باتباعهم أوامر الشريعة ، التي تحث على عبادة الله وحده ، وإخلاص النية في العمل ، وأن يعرف حق المعرفة معنى ربه ، ومعنى الإسلام وعظمته ، وما جاء به نبينا : ذلك البطل الكريم والعظيم صلى الله عليه وسلم من التعاليم القيمة التي تُسعد الإنسان في الدارين ، وتُعلمُه أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ، وأن يقوم بأمر عائلته ، ويصلح من شأنها ، ويتذوق ثمرة عمله الشريف ، فإذا عمل ، فقد قام بواجبه ، وخدم وطنه وبلاده .

أتعلم كلام من هذا ؟ إنه كلام الملك عبدالعزيز رحمه الله ، فهل يا ترى كان جاهلاً بمدنيتك المزعومة ؟

خامساً : لما أورد عليه الشيخ الفاضل /أحمد الحمدان ما ذكره في صحيفة عكاظ ، قال الدعي : كذب كذب ، ثم رجع يقر بالكذب ، وهو الفلي ، ويتعالم بأنه حكاية عين ، فإن سلمنا لك جدلاً بهذا ، لماذا لا تكون كافة الأدلة التي ذكرت حكايات أعيان لا يجوز حمل العموم عليها ؟ ومن أين لك التفريق ؟!!!!

وقد ظهر للعيان أن الدعي لا يعرف حمل كلام أهل العلم بعضه على بعض ، كما في إيراداته لكلام الإمام مالك والنووي رحمهم الله ، إلا أن الرجل جامد على النقول يسيره هواه والعياذ بالله .

وبعد ، فاعلم رحمك الله أن هذا العلم دين ، فانظر عن من تأخذ دينك ، ويكفيك أن هذا الدعي لم نر أحداً من أهل الفضل والعلم أيده فيما قال ، وإنما أعوانه أغيلمة الصحافة الذين تسيرهم أهوائهم وأجنداتهم المشبوهة ، فكن على حذر لدينك من السراق الذين يريدون فتنتك ، وتدبر مقولة ابن القيم رحمه الله : وقد رأى رجل ربيعة بن أبي عبد الرحمن يبكي ، فقال : ما يبكيك ؟ فقال : اُستفتي من لا علم له وظهر في الإسلام أمر عظيم ، قال : ولبعض من يفتي ههنا أحق بالسجن من السراق ، قال بعض العلماء : فكيف لو رأى ربيعة زماننا وإقدام من لا علم عنده على الفتيا وتوثبه عليها ومد باع التكلف إليها وتسلقه بالجهل والجرأة عليها مع قلة الخبرة وسوء السيرة وشؤم السريرة وهو من بين أهل العلم منكر أو غريب ، فليس له في معرفة الكتاب والسنة وآثار السلف نصيب ، ولا يبدي جواباً بإحسان ، وإن ساعد القدر فتواه كذلك يقول فلان ابن فلان ... يمدون للإفتاء باعاً قصيرة ... وأكثرهم عند الفتاوي كذلك ... ثم قال :

وهذا الضرب إنما يستفتون بالشكل لا بالفضل ، وبالمناصب لا بالأهلية ، قد غرهم عكوف من لا علم عنده عليهم ومسارعة أجهل منهم إليهم ، تعج منهم الحقوق إلى الله تعالى عجيجاً ، وتضج منهم الأحكام إلى من أنزلها ضجيجاً ، فمن أقدم بالجرأة على ما ليس له من فتيا أو قضاء أو تدريس استحق اسم الذم ولم يحل قبول فتياه ولا قضائه ، هذا حكم دين الإسلام ... وإن رغمت أنوف من أناس ... فقل يارب لا ترغم سواها .

وأخيراً : فَخُذْ لَك مِنْ نُصْحِي أُخَيَّ وَصِيَّةً

وَكُنْ حَازِمًا وَاحْضُرْ بِقَلْبٍ مُؤَبَّدِ

عليك بسنن العلماء الربانيين المهديين ، ولا يفتنك عن سبيلهم وطريقهم من لا حظ له في العلم ولا سبيل له في الحق ، إنما هديه جمع المتشابه والبتر في النقل ، وقلة الأمانة العلمية ، ويكفيك في كشف عواره تتابع أهل الحق على كشف زيفه وباطله .

والله المسؤول أولاً وآخراً أن يهديني وإياك إلى الحق ، وأن يثبتني وإياك عليه ، إنه سميع قريب .

والحمدلله رب العالمين

وكتبه : وليد بن عثمان الرشودي