تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: (رمح السنة): تخريج حديث: "الإيمان قيد الفتك".

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الاسكندرية - مصر
    المشاركات
    1,052

    افتراضي (رمح السنة): تخريج حديث: "الإيمان قيد الفتك".

    تخريج حديث: "الإيمان قيد الفتك".
    أولا: المتن:
    · "لا يفتك مؤمن، الإيمان قيد الفتك".
    · "قيد الإيمان الفتك، لا يفتك مؤمن".
    · "إن الإيمان قيد الفتك، فلا يفتك مؤمن".
    · "الإيمان قيد الفتك، لا يفتك مؤمن أخاه".
    · "قيد الإسلام القتل".
    · "الإيمان قيد الفتك، من أمن رجلا على دمه فقتله، فأنا بريء من القاتل، وإن كان المقتول كافرًا".
    · "لا يفتك مؤمن، إن الله قيد الفتك بالإيمان".
    · "ليس في الإسلام إيماء ولا فتك، إن الإيمان قيد الفتك، والنبي لا يومئ".

    ثانيا: تخريج الحديث ودراسته:
    يروى من حديث أبي هريرة، والزبير بن العوام، ومعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن الحمق، وأنس بن مالك، وعثمان بن عفان رضي الله عنهم جميعًا:
    حديث أبي هريرة:
    أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (40219)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/403)، وأبو داود في "السنن" (2769) – ومن طريقه عبد الغني المقدسي في "تحريم القتل وتعظيمه" (45 – مخطوط)، والذهبي في "السير" (17/28) – ، وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 22)، والمزي في "تهذيب الكمال" (17/368) عن إسحاق بن منصور.
    والحاكم في "المستدرك" (8118): أخبرنا علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة، ثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري.
    والخطيب البغدادي في "تاريخه" (12/124)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" (37/399) : أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن الحراني، قال: أخبرنا نصر بن أحمد بن الخليل بن المرجي بالموصل، قال: حدثنا أبو يعلى الموصلي[1] ، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة، قال: حدثنا أحوص أبو الجواب.
    ثلاثتهم (إسحاق، وإبراهيم وأحوص) عن أسباط بن نصر الهمداني، عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعا.

    قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

    قلت: وهذا إسناد ضعيف، لأجل والد السدي وهو عبد الرحمن بن أبي كريمة وهو مجهول، انظر ترجمته.

    حديث الزبير بن العوام:
    أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (9676) عن ابن جريج قال: أخبرني إسماعيل بن مسلم [2]
    وعبد الرزاق في "المصنف" (9677): عن معمر، عن قتادة.
    ابن أبي شيبة في "المصنف" (40220) و(40617): حدثنا أبو أسامة ، عن عوف الأعرابي.
    وأحمد في "مسنده" (1443)، وأبو القاسم البغوي في "جزء من حديث ابن الجعد" (3184) – ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" (18/406) – ، وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (108) للبوصيري، والبلاذري في "أنساب الأشراف" (2/253)، عن المبارك بن فضالة.
    وأحمد في "مسنده" (1450)، وابن أبي عمر العدني في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (108) للبوصيري، وفي "الإيمان" (81) عن أيوب السختياني.
    وعبد بن حميد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (108) للبوصيري، عن أبي بكر.
    وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" (1/221): حدثنا الحوضي، حدثنا يزيد بن إبراهيم.

    كلهم (إسماعيل، وقتادة، وعوف، ومبارك، وأيوب، وأبي بكر، ويزيد) عن الحسن البصري قال: جاء رجل إلى الزبير – وهو بالبصرة – يوم الجمل، فقال: أقتل لك عليا، قال: وكيف، قال: آتيه فأخبره أني معه، ثم أفتك به، فقال الزبير: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الإيمان قيد الفتك، لا يفتك مؤمن".
    قال إبراهيم الحربي: "والفتك: أن تهم بسوء فتفعله مجاهرة، أخبرنا سلمة، عن الفراء يقال: فتك به فتكا وفتكا، وهو الفتك مكسورة".
    قال البوصيري: "هذا حديث رجاله ثقات، الفتك: قتل الرجل غفلة وغرة".

    قلت: وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الحسن البصري لم يشهد موقعة الجمل (سنة 36) لأنه كان يومئذ بالمدينة، لم ينتقل إلى البصرة بعد.

    وخالفهم يونس بن عبيد، أخرجه الطبراني في "المعجم الاوسط" (6143) - حدثنا محمد بن زهير الأبلي، قال: ثنا نصر بن علي قال: ثنا عبد الأعلى، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن الأشعث بن ثرملة، عن الزبير بن العوام، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الإيمان قيد الفتك".
    قال الطبراني: "لم يدخل هذا الحديث عن يونس بين الحسن، والزبير: الأشعث بن ثرملة إلا عبد الأعلى، تفرد به نصر بن علي".
    وقال البرقاني: "وسئل – أي الدارقطني – عن حديث الحسن البصري، عن الزبير، عن النبي صلى الله عليه وسلم: الإيمان قيد الفتك.
    فقال: يرويه أيوب السختياني، ويونس بن عبيد، ويزيد بن إبراهيم التستري، والسري بن يحيى، ومبارك بن فضالة، وغيرهم، عن الحسن، عن الزبير.
    وحدث به أبو يعلى الأبلي محمد بن زهير، عن نصر بن علي، عن عبد الأعلى، عن يونس [3]، عن أشعث بن ثرملة، عن الزبير بن العوام. ولا يصح"[4].

    قلت: وهذا اسناد منكر، لأجل محمد بن زهير الأبلي، وهو صدوق لا بأس به، اختلط بآخره، ولا يحتمل تفرده بمثل هذا الإسناد.

    حديث معاوية بن أبي سفيان:
    ومداره على حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، واختلف على حماد، فرواه عنه عفان بن مسلم، أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (109) للبوصيري، وأحمد في "مسنده" (17107)، والبلاذري في "أنساب الأشراف" (5/264 – 265)، والطبراني [5] في "المعجم الكبير" (19/319).
    قال عفان: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، أن معاوية دخل على عائشة، فقالت له: أما خفت أن أقعد لك رجلا فيقتلك، فقال: ما كنت لتفعلي وأنا في بيت أمان، وقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول، يعني: الإيمان قيد الفتك، كيف أنا في الذي بيني وبينك، وفي حوائجك قالت: صالح، قال: فدعينا وإياهم، حتى نلقى ربنا عز وجل. لفظ أحمد.
    وخالفه كل من:
    1- عمرو بن عاصم الكلابي: أخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" (ص 21)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" – كما في "البداية والنهاية" (9/226) لابن كثير، ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" (6/457)، وابن عساكر في "تاريخه"(12/228 – 229) – ، وأبو العرب التميمي في "المحن" (ص 141)، والحاكم في "المستدرك" (8119).
    قال عمرو بن عاصم: ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن مروان بن الحكم، قال: دخلت مع معاوية، على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالت: يا معاوية، قتلت حجرا وأصحابه وفعلت الذي فعلت أما تخشى أن أخبأ لك رجلا فيقتلك ؟ قال: لا إني في بيت أمان، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الإيمان قيد الفتك، لا يفتك مؤمن".
    2- سعيد بن سليمان النشيطي: أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (1842)، والطبراني في "المعجم الكبير" (19/319)، القضاعي في "مسنده" (863).
    قال النشيطي: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن مروان بن الحكم، عن معاوية بن أبي سفيان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإيمان قيد الفتك، لا يفتك مؤمن".

    ** قال البرقاني: "وسئل – أي الدارقطني – عن حديث مروان بن الحكم، عن معاوية، عن النبي صلى الله عليه وسلم: الإيمان قيد الفتك.
    فقال: يرويه حماد بن سلمة، واختلف عنه؛ فرواه عمرو بن عاصم، وعمر بن موسى الحادي، وهو عم الكديمي، وعمار بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن مروان بن الحكم، عن معاوية. وخالفهم عفان، وموسى بن إسماعيل، فروياه عن حماد، ولم يذكرا في الإسناد مروان، والأول أشبه بالصواب"[6].
    قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، لضعف علي بن زيد بن جدعان.
    قال الهيثمي: فيه علي بن زيد، وهو ضعيف. "مجمع الزوائد" (1/96).

    قلت: تبين لنا أن هناك اختلاف على حماد بن سلمة كما قال الإمام الدارقطني، فمنهم من ذكر مروان بن الحكم في الإسناد، وهم:
    1- عمرو بن عاصم الكلابي، وهو صدوق حسن الحديث.
    2- عمر بن موسى الحادي، عم الكديمي، وهو ضعيف.
    3- عمار بن هاون المستملي، وهو ضعيف.
    4- سعيد بن سليمان النشيطي، وهو ضعيف.
    وخالفهم كل من:
    1- عفان بن مسلم، وهو ثقة حافظ، من أثبت الناس عن حماد بن سلمة.
    2- موسى بن إسماعيل، وهو ثقة مأمون.
    فلم يذكرا مروان بن الحكم في الإسناد، ولم يتبين لي وجه تصويب الإمام الدارقطني للوجه الأول! وبالجملة فهذا إسناد ضعيف، لأجل علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف الحديث، انظر ترجمته، ولعل الاختلاف على حماد بن سلمة من اضطرابه، والله أعلم.

    · طريق منكر:
    أخرجه البلاذري في "أنساب الأشراف" (5/265): حدثني بكر بن الهيثم، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الكلبي وقتادة، قالا: قالت عائشة رضي الله تعالى عنها، وقد دخل عليها معاوية حين حج: ويحك أقتلت حجرا وأصحابه بكتاب زياد؟! فقال: إني لم أقتلهم، إنما قتلهم الذين شهدوا عليهم، فقالت: ويحك أفلا تثبت، فما كان يؤمنك أن أكمن لك رجلا يقتلك بمن قتلت من الصالحين؟ قال: إنما دخلت بيت الأمن والأمان وقد قيد الإسلام القتل. ثم لم يعد إليها.
    قلت: وهذا إسناد منكر، فيه:
    1- بكر بن الهيثم لا يُعرف.
    2- رواية معمر بن راشد عن قتادة بن دعامة السدوسي، ضعيفة.
    3- الكلبي صاحب التفسير، متروك متهم، وقد توبع من قتادة.
    4- الانقطاع: قتادة والكلبي لم يدركا عائشة رضي الله عنها.

    حديث عمرو بن الحمق:
    أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (612)، ومن طريقه القضاعي في "مسنده" (164): ثنا أبو خراسان هو محمد بن أحمد بن السكن[7]، ثنا محمد بن بكير الحضرمي، ثنا رشدين بن سعد المهري، عن معاوية بن صالح الحضرمي.
    قلت: وهذا إسناد ضعيف، لأجل رشدين بن سعد، ضعيف عابد.

    وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2448): حدثنا موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي، ثنا يزيد بن قبيس، ثنا محمد بن شعيب، عن عطاء بن مسلم، عن السدي.
    قلت: هذا إسناد ساقط، لأجل موسى بن عيسى الحمصي شيخ الطبراني، متروك الحديث، وعطاء بن مسلم الخفاف رجل صالح دفن كتبه فأتى بالمنكرات!

    كلاهما (معاوية بن صالح، والسدي) عن عاصم بن رفاعة، عن عمرو بن الحمق، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الإيمان قيد الفتك، من أمن رجلا على دمه فقتل فأنا من القاتل بريء، وإن كان المقتول كافرًا".

    قال البخاري: "وروى رشدين، عن معاوية بن صالح، عن عاصم بن رفاعة البجلي، عن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يصح فيه عاصم"[8].
    قال الطبراني: "هكذا قال في الإسناد: عطاء بن مسلم، والصواب عطاء بن أبي مسلم، وقال عاصم بن رفاعة والصواب رفاعة بن عاصم".

    قلت: والأسانيد إلى المدار غير نظيفة، وقولهم: (عاصم بن رفاعة) وهم، لا يصح اسمه كما قال البخاري والطبراني، والصواب: رفاعة بن شداد، الفتياني البجلي الكوفي، وفتيان بطن من بجيلة.
    والشطر الأخير من الحديث: "من أمن رجلا على دمه فقتل فأنا من القاتل بريء، وإن كان المقتول كافرًا" حديث مستقل، وإنما قصدت إخراج الشطر الأول.

    حديث أنس بن مالك:
    أخرجه ابن حذلم في "الأول من حديثه" (46): نا أبي، نا سليمان، نا ابن عياش، قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم، عن أنس بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "لا يفتك مؤمن، إن الله قيد الفتك بالإيمان".
    قلت: إسناده منكر؛ لأن إسماعيل بن عياش يغلط ويخلط في روايته عن أهل الحجاز، وهذه منها!

    حديث عثمان بن عفان:
    أخرجه ابن حذلم في "الأول من حديثه" (45): نا أبي، نا سليمان، نا ابن عياش، قال: حدثنا معان بن رفاعة السلامي، عن أبي خلف الأعمى، وكان نظير الحسن بن أبي الحسن، عن عثمان بن عفان، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة آخذا بيد ابن أبي السرح، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من وجد ابن أبي السرح فليضرب عنقه، وإن وجده متعلقا بأستار الكعبة"، فقال: يا رسول الله، ليسع ابن أبي السرح ما وسع الناس، ومد إليه يده، فصرف عنه وجهه، ثم مد يده، فصرف عنه وجهه، ثم مد إليه يده أيضًا، فبايعه وأمنه، فلما انطلق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما رأيتموني ما صنعت؟"، قالوا له: أفلا أومأت إلينا يا رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس في الإسلام إيماء ولا فتك، إن الإيمان قيد الفتك، والنبي لا يومئ"، يعني بالفتك: الخيانة.
    قلت: إسناده ساقط؛ لأجل أبي خلف الأعمى وهو متروك منكر الحديث، كذبه ابن معين.

    ثالثا: الحكم النهائي:
    الحديث ضعيف، لا يصح.
    كتبه
    أحمد السكندري
    المشرف العام على (موسوعة رمح السنة)
    https://sunnapike.wordpress.com/

    [1] سقط من إسناد ابن عساكر، وليس في المطبوع من مسند أبي يعلى الموصلي ولا في معجمه!

    [2] قال: حسبت أنه عن الحسن.

    [3] سقط "الحسن البصري" من الإسناد الذي ذكره الدارقطني، والصواب اثباته.

    [4] "علل الدارقطني" (543).

    [5] قرن الطبراني بين روايتي عفان بن مسلم وسعيد بن سليمان النشيطي، فجعلهما رواية واحدة، وهو وهم، والصواب أن عفان بن مسلم لم يذكر مروان بن الحكم في الإسناد.

    [6] "علل الدارقطني" (1215).

    [7] قال الطبراني: "كان ثقة" ["المعجم الأوسط" (2037)].

    [8] "التاريخ الكبير" (3/322).

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الاسكندرية - مصر
    المشاركات
    1,052

    افتراضي رد: (رمح السنة): تخريج حديث: "الإيمان قيد الفتك".

    للرفع

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •