تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 28

الموضوع: للمناقشة: شباب (الإيمو - الميتال - الراب - البويه)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي للمناقشة: شباب (الإيمو - الميتال - الراب - البويه)

    بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيم
    في هذا الموضوع، نود أن يتم مناقشة هذه المشكلة.
    وأرجو من الجميع إلتزام محاور النقاش، ألا وهي:
    - تحديد المشكلة.
    - عوامل هذه المشكلة.
    - آليات علاج هذه المشكلة.
    - طرق الوقاية العامة من الإنحرافات الفكرية في أوساط الشباب صغير السن.
    * وعلى ما سبق، نرجو أن لا يكيل أحد الإتهامات للشباب وذويهم، فنحن هنا للنظر والتحليل ووضع الآليات الممكنة للتعامل المنهجي الصحيح مع هذه المشكلة.
    وقد تم وضع عدة مقالات خاصة بهؤلاء الشباب على موقع الألوكة الأم، وسوف أنقلها لكم.
    ملحوظة:
    المقالات التي سوف يتم نقلها، لا تتكلم عن شباب الراب، علمًا بأنه الأكثر إنتشار حالياً في أوساط الشباب، وعلى الأخص في مصر وفلسطين والجزائر.
    لستُ أسامة الهتيمي -حفظه الله- كاتب المقالات، فليعلم.
    يُتبع....
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: للمناقشة: شباب (الإيمو - الميتال - الراب)

    شباب الإيمو.. ضحية من؟
    مركز جنات للدراسات

    لا عجب أن تظهر تلك الأنواعُ الغريبة من الشباب؛ من أصحاب اللباس العجيب والممارسات الشاذة في جميع أطوار الحياة، والحِلَق التي تملأ أماكن الجسد المختلفة في بلاد كأمريكا ودول أوربا.

    لكن العجب الحقيقي أن تظهر وتنتشر في بلاد الإسلام وتلقى ذلك القبول بين مراهقين وشباب كانت تنعقد عليهم الآمالُ وتُبنى عليهم الأحلام!

    كان يَنتظر منهم الآباءُ والأمهات الشيءَ الكثير, كان يرجو مجتمعُهم الإسلامي أن يخرج من بينهم من تقوم على سواعده البلادُ وتنهض فوق أكتافه الحضاراتُ!

    فهل قرر هؤلاء الشباب أنه لا نفعَ يرجى منهم فرأوا أن ينتحروا؟ ثم تراجعوا عن فكرة الانتحار التي تحتاج إلى شجاعة لم تكن تمتلكها نفوسُهم الضعيفة وعقولهم الخاوية فعمَدوا إلى تلك الحياة البائسة وهذه المعيشة الضنك؟

    أم أن الأمر أكبر من ذلك بكثير؟!


    عندما تسمع وترى بكاءَ الآباء وحسراتهم على فلذات أكبادهم تحزن وينعصر قلبُك غمًا وتألمًا, تتمنى لو تساعد ذلك الأب وتأخذ بيد تلك الأم المكلومة.. كم كانت تشجعُ صغيرَها بقولها: متى أراك طبيبًا؟ متى أراك كذا وكذا؟ كم كان يسمع من أقاربه في طفولته المنصرمة: ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟

    كم كانت أحلامُه جميلة، وكم كانت أهدافُه نبيلة!


    متى وكيف تحول ذلك الصبي إلى هذا الشخص الضائع الذي لا يعرف ماذا يفعل ولماذا يفعل!

    رسم لنفسه طريقًا من الحزن، وكتب على نفسه الكآبة، فاستطاع أن يسقي بها قلبه وعقله, يهرُب مع إخوانه من الشياطين أو الجاهلين فيذوب تحت تأثير موسيقى الـ Heavy الصاخبة وكلمات غير واضحة المعالم, أو هكذا تكون في البداية بالنسبة له, حتى تصبح شيئًا مألوفًا وقناعات داخلية, هل يُنسيه جرح جسده ألمَ نفسه؟ لماذا يتحمل كل هذه المعاناة؟ أبسبب أنه يُريد أن ينسى الكآبة التي فرضها على نفسه؟
    أم هي مجرد وسيلة من وسائل المراهقين للفت الأنظار؟
    أليس هذا بعجيب؟


    في الحقيقة تعجبت كثيرًا من حال هؤلاء الشباب من الجنسين, أأشعر بالحزن لهم وأرثي لحالهم أم أشعر بالغضب والسخط على سوء أفعالهم؟

    ثم إني وجدت نفسي بين هذا وذاك الشعور, فقط أحببت أن أبحث عن الجاني؟؟
    ما الذي أودى بهم في ذلك الردى؟
    ما الذي ألقاهم في تلك الهُوّات السحيقة مكتوفي الأيدي معصوبي العينين؟

    ما قصة شباب الإيمو ومتى بدأت وكيف تسربت إلى شبابنا؟
    لا داعي للحديث عن بدايتها في دول الغرب فذلك من تقاليعهم التي لا تنتهي, ومن خبث قوادهم الذين لا يألون جهدًا في غواية شبابنا, فملخص الأمر أن بعض خبثائهم اخترع هذه الطائفة واستخرج اسمها من كلمة (emotive)؛ أي: عاطفي!

    فجعل العاطفة شعارًا له ليجذب بهذه الكلمة المؤثرة بعضَ الشباب الخاوية قلوبهم وعقولهم فانقادوا لهم ولم يجدون منهم إلا كل آذان صاغية, لكنها بدأت في التسرب إلى بعض البلاد العربية كمصر على سبيل المثال بدافع التقليد الأعمى من الكثير من المراهقين الذي لا يجدون لهم قدوة ولا متابعة حسنة في البيت؛ فالأبُ مشغول بتوفير لقمة العيش، والسعي وراء زيادة رفاهية الأبناء الأعزاء، ورفع مستوى المعيشة على قدر المستطاع, والأم تسعى لأن تجعل لها مكانة في المجتمع؛ فلا وقت عندها لهؤلاء الأبناء؛ فيكفيهم أنهم سيفخرون بأمهم عندما يكبرون!

    بعض هؤلاء الشباب يقول: إنه نشأ في حياة مرفهة، وتيسرت له كل سبل العيش الرغد، ولم يلق في حياته من الصعوبات إلا تحلة القسم, فلما بدأ يشب أدرك أن الحياة ليست كما كان يظن, فارتطم بواقعه الأليم، وقرر الانعزال عن المجتمع، بعد أن أدرك كم هو مستحيل أن يكوّن أسرة ويكون هو عائلها, فوجد ملاذه بين تلك الجماعة الضائعة، وقرر أن يضيع معهم.. هكذا قرر أن يخرج معهم في حفلات صاخبة؛ يشرب المسكر, ويختار لنفسه لباسًا معينًا يشعره بأهميته وأنه قادر على فعل بعض الأشياء!!

    تتعجب إحدى الفتيات، وتنكر بشدة علاقة الإيمو بعَبَدة الشيطان، وتطلب من زميلها في (الإيمو) ألا يلتفت إلى المهاجمين، وأن يسير على الدرب, وتنصحه بأن الناس لا هم لهم إلا الحديث, ولن يقدِّر مشاعرنا أحد, وأن الناس يعانون أمراضًا نفسية شديدة, لذلك يهاجمونهم!

    يقول آخر -وهو مراهق متأخر-: إنه لم يلقَ في البيت الرعايةَ، ولم يستشعر الحب مرة واحدة، ولم يجدها إلا بين جماعته التي وضعت له أسسًا معينة يسير عليها, ولا يهم إن كانت هذه الأسس مجرد ألبِسة أو منهج حياة أو عقيدة, المهم أنها تشعره بالاهتمام!!

    بينما تنفي إحدى طالبات الجامعة بشدة وجودَ المشكلات في بيتها؛ إلا ما يوجد في البيوت جميعها, وترى أن ما تفعلُه من انعزال في أماكن خاصة وسماع موسيقى و... ليس إلا من باب الحرية الشخصية, وتتعجب ممن يستنكر عليهم ذلك!

    أتوجه بسؤالي لكل أب وأم: إن لقي أبناؤكم الرعايةَ اللازمة فهل كانوا سيقعون ضحية هذه التفاهات؟
    إن اتبعتم سبلَ التربية السليمة ونهجتم المنهجَ الإسلامي فهل كانوا سيعانون تلك المعاناة؟


    إن زرعتم فيهم حب الله والتوجه إليه في كل شدة ورخاء.. إن جعلتم لهم قدوة صالحة، وربطتم قلوبَهم وعقولهم بسيرة النبي –صلى الله عليه وسلم- ومن تبعه من الصحابة وسلف الأمة وعلمائها الأفذاذ.. إن علمتم أنهم أمانة في أعناقكم, وليسوا فقط وسيلة من وسائل رفاهيتكم، ومجالا لتبديد ما تحصّلون من أموال.. إن علمتم أنهم قد يكونون الوسيلة الوحيدة لكسب حسناتكم بعد موتكم.. إن ملأتم فراغَ قلوبهم وعقولهم بكل نافع للأمة.. فهل كان سيصبح هذا مصيرهم؟


    يقول بعض الآباء -ولعله يعزي نفسه أو يسليها-: إن ظاهرة الإيمو مجرد مدة زمنية يمر بها المراهق أو الشاب ثم تمضي لحال سبيلها, وعلينا أن نعدها كمرحلة المراهقة ونتحمل الابن حتى تمر بسلام!!

    وأتعجب كل العجب من هذا المنطق الغريب، ثم يزول عجبي عندما أدرك لماذا صار ولده لهذا المآل؛ فهذا الشبل من ذاك الأسد إذن, وكل إناء بما فيه ينضح!!

    في نهاية حديثي.. أطلب من كل أب وأم, ومن كل مربٍّ يدرك أهمية مكانه ويضع نصب عينيه: ((كلكم راعٍ وكلكم مسؤول، فالإمام راعٍ وهو مسؤول، والرجل راع على أهله وهو مسؤول، والمرأة راعية على بيت زوجها وهي مسؤولة، والعبد راعٍ على مال سيده وهو مسؤول، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول))؛ متفق عليه.

    الأمر ليس مجردَ ظاهرة, فأعدادُ هذه الجماعات في ازدياد مطرد, والهدف غير واضح لدى الكثير منهم, لكن الإصرار على تلك الموسيقى الصاخبة لا يدل إلا على الرغبة في تعطيل الحواس؛ ليسهل على النفس تقبل أي معتقدات وقواعد تطرق آذانًا لم تتأسس بأسس إيمانية متينة, فيسهل الاستقطاب ويسهل الانحراف ويضيع جيل بأكمله!

    فليحذر كل أب، ولتتنبه كل أم، ولنتذكر جميعًا: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور : 63].

    والله المستعان!



    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: للمناقشة: شباب (الإيمو - الميتال - الراب)

    البوية والإيمو ظواهر تهدد شباب وفتيات المسلمين (1)
    أسامة الهتيمي

    في حلقة جديدة من حلقات التحدِّي الحضاري الَّذي يواجه أمَّتنا، ظهر في أفُق حياتنا الاجتماعيَّة عدد من الظَّواهر الشَّاذَّة، التي تهدِّدنا بغضب من الله - تعالى - إذا لم نتحرَّك سريعًا لتطويقِها، والقضاء عليها وهي لم تزَل بعدُ في مرحلة المهد، قبل أن تتحوَّل لتصبح ما يشبه خلايا مرَض السَّرطان، الذي يتغوَّل سريعًا ويفتِك بالمريض الَّذي لم ينتبِه لمراحله الأولى؛ لذلِك فالتَّباطؤ والتَّكاسُل في مواجهة هذه الأخطار بدعوى أنَّها لم تصِل بعدُ لمرحلة الظَّاهرة - يعدُّ جريمةً حقيقيَّة، كما أنَّها منافية للفلسفة القُرْآنيَّة التي لم تترُك شاردة في بنْيان المجتمع المسلم دون تَحليل وبيان لحتميَّة وكيفيَّة العلاج.

    وتعدُّ كلٌّ من ظاهرَتي "البويات" و "الإيمو" نَماذج حيَّة لتلك الظَّواهر الشاذَّة والخطيرة، التي بدأت تتسرَّب إلى مُجتمعنا الإسلامي ببُطء من خلال وسائل الاتِّصالات الحديثة (الإنترنت والفضائيات)؛ فالغرْب الَّذي كان له السَّبق في اختراع هذه الآليَّات الحضاريَّة، كان له أيضًا دور مهمٌّ في تَحميلها بمفاهيمِه وقيمه السلوكيَّة الشاذَّة، الَّتي تستهدِف بالأساس إفساد الأجْيال المسلمة الشابَّة، وهو ما يفرِض على الأمَّة تحدِّيًا ثقافيًّا وحضاريًّا كبيرًا، يستلزِم انتباهًا ويقظة دائمَين من أجل المواجهة.

    مفهوم "البوية":
    والبويا: هي مصطلح يردِّده الشَّباب العربي قاصدين به تأنيث كلمة (boy) الإنجليزيَّة التي تعني "الولد"، حيث يطلقونه على تلك الفتيات المستَرْجِلات، اللاَّئي يتشبَّهن بمظهر وسلوك الرِّجال، أو ما يسمَّى بـ "الجنس الرابع"، الَّذي هو انعكاس لتمرُّد أنثوي على الفطرة السليمة التي خلق الله عليها الفتاة، فتحاول "البوية" بكلِّ ما تستطيع أن تبْدو بخلاف ذلك؛ حتَّى تقنع من حولَها بأنَّها ليست أُنثى، فترتدي البنطلونات وتقصُّ شعر رأسِها، وتخشن من صوتِها، في حين يقوم بعضُهنَّ بحلاقة لحيتِهنَّ بشفرة الموس حتَّى تبرز شواربهنَّ أو لحيتهنَّ (على شكل سكسوكة)؛ بل وتطلق أُخْرَيات على أنفُسِهنَّ أسماء ذكوريَّة، وغير ذلك ممَّا يُحْسَب على سلوكيَّات الرِّجال والشَّباب.

    وعلى الرَّغم من أنَّ ظاهرة "البوية" متواجِدة منذ سنوات في بعض البُلدان العربيَّة - وخاصَّةً دولَ الخليج - إلاَّ أنَّ قيام بعض الصُّحُف الخليجيَّة بفتح الملف بتفاصيلِه المثيرة والمخيفة كان سببًا إلى أن ينتبِه المعْنيُّون من أجل دراسة الظَّاهرة ومعرفة أسبابها، والبحث عن علاجِها؛ خشيةَ انتشارها بالشكل الذي تتحوَّل معه إلى مرض يصعب استِئْصاله والحد من مخاطره.

    وتُشير الدِّراسات الخاصَّة بالبويات (جمع البوية) إلى أنَّ انتِشار الظَّاهرة يتركَّز في البيئات الَّتي تلتقي فيها الكثير من الفتيات أو النساء، مثل المدارس أو الجامعات أو الهيْئات والمؤسَّسات، حيث تأخذ العلاقة بين "البوية" وصديقتِها في بدايتِها شكْلَ الإعجاب المتبادَل، الَّذي سُرْعان ما يتطوَّر إلى علاقة مثليَّة لها خطورتُها على الصَّعيد النفسي والجسدي والعقلي.

    كما تكشف هذه الدِّراسات أنَّ الفتاة "البوية" تسعى للتعرُّف على مثيلاتِها من "البويات من أجْل تكوين مَجموعات يُمارسْنَ معًا رياضات معيَّنة؛ مثل كرة القدم أو الكرة الطَّائرة، ويسلكْن سلوك الشَّباب من معاكسة الفتيات ومغازلتِهنَّ، وقد يصِل الأمر إلى التَّحرُّش بِهنَّ في الأماكن الخاصَّة؛ كسكن الطَّالبات، أو مدارس الفتيات، أو الحدائق المخصَّصة للنساء، ويدخُلْن في علاقات عاطفيَّة مع الفتيات قد تصِل إلى مرحلة الشذوذ، وهو ما يمكن أن يشكِّل خطورة حقيقيَّة على الفتيات في أماكن التجمُّعات.

    الأسباب والدوافع:
    و"البوية" كغيرها من الظَّواهر الغريبة الَّتي تكون نتيجةً لانْحِراف حاصل في المجتمع؛ حيثُ تختلُّ المنظومة القيميَّة فيسود النَّمط الاستِهلاكي، واللهث وراء إشْباع الشَّهوات واللَّذَّات، حتَّى لو كان ذلك بالشُّذوذ والبعد عمَّا فطر الله عليْه الإنسان، وهو ما يمكن أن يفسِّر السبب العام وراء انتِقال مثل هذه الظَّاهرة الخطيرة إلى عالمِنا العربي والإسلامي، الَّذي يشعر قِطاعٌ كبيرٌ من جماهيرِه بالهزيمة النفسيَّة أمام حضارة الغرْب المادِّيَّة، فلا يميز في النقْل منها بين الغثِّ والثَّمين بعد أن أصابته حالة الانبهار.

    وتتفاوت تفسيراتُ الأطبَّاء والمحلِّلين النفسيِّين والاختصاصيين الاجتِماعيين، حول ظاهرة تحوُّل الفتاة إلى "بوية"، والتي يكون بعضُها مرتبطًا بعوامل أسريَّة، وأخرى بعوامل نفسيَّة، بالإضافة إلى العوامل العضويَّة.

    ففيما يخصُّ الأسرة، فإنَّ من أهمِّ ما يدفع الفتاة إلى التحوُّل إلى "البوية" حالةَ انشِغال الأُسْرة عن متابعة الفتاة ومراقبتِها، والَّذي ربَّما يؤدِّي إلى إحْساس الكثير من الفتَيات بالحرمان من العاطِفة والحنان، وهو ما يكون له ردُّ فعل سلبي على سلوك الفتاة الضعيفة، التي تسعى إلى تقمُّص دَوْرِ الرَّجُل بِما له من صفات قويَّة وقدرة على الصَّبر والتحمُّل.

    ومن ذلك أيضًا: انعِدام التَّربية السليمة، والتفكُّك الأسري الَّذي يكون له آثارُه الخطيرة والمدمِّرة على الأبناء ذكورًا وإناثًا، حيث يفقد الأبناء القدْوة الصَّالحة وصوْت النُّصْح والإرشاد.

    ويُضاف إلى ذلك بعْض الأخطاء التي يرتكِبُها الوالِدان فيما يخصُّ تعامُلهما مع ابنتِهما، خاصَّة إذا كان كلُّ إخوتها من الذُّكور؛ إذ هي لا تستشعر أي تمييز في هذه المعاملة، وهو ما يكون له دوْره في تنشئة هذه الفتاة وتشبُّعها بالصِّفات الذكوريَّة.

    كذلك فإنَّ الصَّداقات وصُحبة السّوء يمكن أن تكون من العوامل المؤثِّرة لتحوُّل الفتاة إلى "البويةإذ إنَّ البعد عن الدين والقيم الإسلاميَّة، والتعرض للإثارة الجنسيَّة الدَّائمة - كل ذلك كفيل بأن يدفع بعْضَ أطْراف هذه الصَّداقات إلى الوقوع في فخِّ الشُّذوذ، والدَّفع بالآخرين إلى الوُقوع في نفْس الفخِّ، في غيبةٍ من الرقابة الأسريَّة التي لا يساورها أيَّة شكوك حول علاقات فتيات بعضِهنَّ ببعض.

    ويأتي التقليد الأعْمى والمحاكاة لكلِّ ما تراه الفتيات عبْر وسائل الاتِّصالات الحديثة؛ كالإنترنت والفضائيَّات، وخاصَّةً القنواتِ الأوروبيَّةَ - عاملاً مهمًّا وخطيرًا لانتِقال هذه الظَّاهرة؛ إذ إنَّ الغربَ - بِما يُعاني من انْهِيار أخْلاقي - يتعامل مع مِثْل هذه الظَّواهر من منطلق الحرِّيَّة الشخصيَّة، التي لا يمكن للسلُطات أو لأيَّة مؤسَّسات أن تُحاربها وتقف في وجْهِها؛ بل على العكس من ذلك، فإنَّها تعمل على أن تكفل حقَّ مُمارستها وحماية ممارسيها.

    ويعبِّر التحوُّل لدى بعض الفتيات عن حالة انتِقام الفتاة من جنسِها؛ نتيجةَ حادث أليم تعرَّضت له لكونِها فتاة، كأن تتعرَّض لاغتِصاب مثلاً، أو أن يعتديَ عليْها أحد أفراد أُسرتِها أو أقاربِها، وفي هذه الحالةِ يكون التحوُّل انتِقامًا من النَّفس، وليس شرْطًا أن يكون انتقامًا من الآخرين، وهو ما يعكس حالة من الخلَل النفسي تَعيشُها هؤلاء الفتيات.

    والبعض من هؤلاء الفتيات يكون تحوُّلهنَّ نتيجةَ أسباب عضويَّة؛ كوجود أعضاء مختلطة، أو اختِلال في نسب الهرمونات الذُّكوريَّة والأنثويَّة، حيث تزيد الهرمونات الذكوريَّة على الأنثويَّة، على الرَّغم من امتلاك الفتيات لكلِّ المظاهر الأنثويَّة العضويَّة.

    الحل والعلاج:
    إنَّ معرفة أسباب تحوُّل الفتاة إلى "بوية" يُعَد في حد ذاته نصفَ العلاج؛ إذ تَختلف طرق العلاج من حالة إلى أخرى بحسب دوافِعها.

    فإذا كان التحوُّل نتيجةَ مُحاكاة أو تقليد، فإنَّ عمليَّة الحوار والتَّوعية عبر النَّدوات والبَرامج التلفزيونيَّة، فضلاً عن الوعْظ والإرشاد الدِّيني بالمساجد - كفيلٌ بأن يعود بالكثير من هؤلاء الفتيات إلى السُّلوك الفطري والطبيعي، بعد أن يتمَّ الكشف لهنَّ عن مدى خطورة مثل هذه السُّلوكيات، ومدى مخالفتِها الشَّرعيَّة التي تستوجِب العقاب الدنيويَّ والأخروي الشَّديد.

    أمَّا إذا كان التحوُّل نتيجة لأسباب نفسيَّة، فإنَّه يتحتَّم في هذه الحالة اللُّجوء إلى العلاج والتأهيل النفسي، عن طريق متخصِّصين يقومون بالكشْف عن الدَّوافع العميقة في أنفُس المتحوِّلات؛ حتَّى يتمَّ معالجتهنَّ وإعادتهنَّ إلى الحياة الطبيعيَّة، وهو بالطَّبع أمرٌ ليْسَ هيِّنًا؛ إذْ يُمْكِن أن يستغرِقَ وقْتًا طويلاً وجهدًا كبيرًا، لا يُمْكِن أن تتحمَّل تبِعاتِه الدَّولة ومؤسَّساتُها العلاجية، وهو ما تقوم به بعض دول الخليج في الوقت الحالي في التَّعاطي مع حالات "البويات" اللائي تمَّ الكشْف عنهنَّ.

    لكن يبقى أنَّ العلاج الوقائي هو الأهمَّ، في حماية المجتمعات العربيَّة والإسلاميَّة من انتشار مثل هذه الظواهر، وهو العلاج الذي يختلف من مرحلة سنيَّة إلى أُخرى، بحسب ما يؤكِّد الدكتور عمرو أبو خليل - الطبيب النَّفسي - إذ يبدأ العلاج منذ الطُّفولة التي يمكن أن تظهر خلالَها ملامح الاستِرْجال، فعلى الوالدين أن يؤكِّدا ومنذ الطُّفولة على المظْهر الأنثوي للطفلة، بطول شعْرِها ولبسها "الحلق" في أذُنِها، ولبسها للملابس الأنثويَّة من فساتين، والتَّأكيد على لعْبتها بأن تكون بالعرائس، والتَّأكيد على تشبيهِها بأمِّها وأنَّها مثلها من نفس الجنْس، فإنَّ هذا يجعل هويَّة البنت هويَّة أنثويَّة، وبذلك تتطابق مع جنسها البيولوجي.

    أمَّا إذا ما جاء سنُّ المراهقة، فلا بدَّ أن يتمَّ إعْدادها إعدادًا سليمًا لاستِقْبال هذه الفترة، واعتبار أنَّ التَّغيُّرات التي تحدُث في جسمِها هي محلُّ فخر لها؛ لأنَّها تؤكد على هويتها الجنسية، ويتم أيضًا التأكيد على ملابسها بأن تكون أنثويَّة؛ وبذلك إذا ما بلغت أصبح ميْلها الجنسي ناحية الجنس الآخر، وبذلك تتأكَّد هويَّتها الجنسيَّة كأنثى، وتصبح طبيعيَّة، ولا تشعر بالخجل من التغيرات التي تحدث لها؛ لأنَّها تعرِف وتعلَّمت أنَّها أمورٌ طبيعيَّة؛ بل هي جزء من هويَّتها، وبالتَّأكيد فإنَّ العدل والمساواة في التَّعامل بين الذَّكر والأنثى لا يجعل البنت تتوق لأن تكونَ ذكرًا من أجل أن تحصُل على حقوقِها، فهي تحصل على حقوقها بنفْس القدْر الَّذي يحصل عليه أخوها الذكر.

    وبالتالي فإنَّها ربَّما تشعر أنَّها كذلك مميَّزة لكونِها أنثى؛ فالمجتمع يحميها ويعتبرها أمرًا يحتاج إلى التَّكريم والتَّشريف، ويتحوَّل الحجاب إلى شعار للتميُّز، وسترٍ لعورة الفتيات المسلمات.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: للمناقشة: شباب (الإيمو - الميتال - الراب)

    البوية والإيمو ظواهر تهدد شباب وفتيات المسلمين (2)
    أسامة الهتيمي

    لا تقلُّ ظاهرة "الإيمو" خطورةً عن ظاهرة "البويات" التي كنَّا قد تناولناها في الحلقة الأولى من هذا المقال إن لم تكن أكثر منها خطورةً، فإذا كان تمثُّل فعل "البويات" يعكِس شذوذًا في السلوك الجنسي لدى الفتيات اللائي - ولأسبابٍ كثيرة - تمرَّدن على أنوثتهن، فإن الاتجاه نحو فعل "الإيمو" أيضًا، وعلى الرغم من كونه يبدأ كحالةٍ تعكس شذوذًا نفسيًّا فحسب، إلا أنه ربما يتطوَّر ليصبح شذوذًا جنسيًّا أشد انحرافًا.

    يُضاف إلى ذلك أنه إذا كان "البوية" لا بُدَّ وأن تكون أنثى، فإن "الإيمو" يمكن أن يكون من الذكر أو الأنثى؛ وهو ما يعني اتِّساع نطاق مَن يمكِن أن يقعوا في مخاطر هذه الظاهرة اللَّعينة، التي تتضافَر مع غيرها من الأخلاقيَّات الفاسدة الوافدة إلى مجتمعاتنا العربية والإسلامية لإفساد شباب الأمَّة ومستقبلها.

    تعريف "الإيمو":
    ومصطلح "emo" كما يبدو ليس عربيًّا بالأساس، بل هو الاستخدام العربي لأحد مشتقَّات كلمة "emotional" الإنجليزية؛ ومعناها: العاطفة أو الإحساس، وهو المصطلح الذي كان عنوانًا لتيَّار موسيقي للـ"هارد روك والبلاك ميتال" في ثمانينيات القرن الماضي بالولايات المتَّحدة الأمريكية، وهو التيَّار الذي كان يتميَّز عن غيره بالصخب والحزن، والدعوة إلى الانتحار.

    ويشترك "الإيمو" أيضًا مع هذا التيَّار الموسيقي في استخدام بعض كلمات الأغاني الحزينة والرافضة للحياة على ملابسهم التي تتَّسِم بالغرابة؛ حيث يرتدي "الإيمو" سراويل قاتمة السواد، والتي إمَّا أن تكون فضفاضة جدًّا أو ضيِّقة جدًّا، وقد رُسِمت عليها الكثير من الرسومات الأكثر غرابة؛ كالجماجم، وصور دراكولا - مصَّاص الدماء - في حين يرتدي أغلبهم أغطيَةً لمعاصمهم نُقِشت عليها الصور نفسها تقريبًا.

    كما يتميَّز مظهر "الإيمو" بتعليق الكثير منهم لسلاسل معدنية غالبًا ما تكون على هيئة جماجم أيضًا، كما أن شعر الذكور منهم يكون منسدلاً إلى الأمام للدرجة التي يمكن أن تُخفِي معظم أجزاء وجوههم.

    ولا يقتصر سلوك الإيمو على المظهر والشكليات، وإنما يمتدُّ ذلك ليصبح نمط حياة يعتزل خلاله الإيمو ويبتعد عن الناس الذين يرى أن مخالطتهم كانت سببًا في شعوره بالحزن والإيذاء؛ وبالتالي وكنتيجةٍ طبيعية باعتبار أن الإيمو بشرًا بالأساس يسعى الإيمو إلى أن يبحث عمَّن يُشارِكه نفس المشاعر والأحاسيس؛ ليكون عالمه الخاص ودائرة علاقاته محصورة فقط في هؤلاء "الإيموز"، الذين يعتقد أنهم شركاء له في آلامه وعذاباته، بل في سلوكه وملابسه.

    والعلاقة بين الإيموز والدين علاقة هشَّة، بل كثيرًا ما تنعدم هذه العلاقة؛ إذ إنَّ فكرة اليأس والاستسلام للألم هي فكرة تتناقَض مع القِيَم والأخلاقيات الدينية التي يمثِّل غيابها ضوءًا أخضر يتحلَّل فيه الإيموز من أيِّ روادع تمنع من الوقوع في فخِّ الانحلال الأخلاقي والشذوذ الجنسي، وإدمان المسكِرات وتعاطي المخدِّرات، وعقوق الوالدين وانعزال المجتمع، وغيرها من الأمور التي تجسِّد حالة رفض الحياة؛ لتكون النتيجة النهائية هي الانتحار الذي تسجِّل الإحصائيات إقبال الكثير من الإيموز على تنفيذه بالفعل.

    أسباب الظاهرة:
    تكشف الدراسات الاجتماعية والنفسية حول ظاهرة الإيمو أن أفعال الإيمو لا تعدو عن كونها رد فعل للمراهقين الذين لا تتجاوَز أعمارهم العشرين عامًا؛ ولهذا فإنه يندر أن يوجد إيمو فوق العشرين عامًا؛ لأن الفرد سرعان ما يعود بعد أن يتجاوَز هذه المرحلة العمرية إلى حالته الطبيعية، بعد أن أدرك أن ما يحدث له هو جزء من طبيعة الحياة التي تتقلَّب ولا تثبت على حال.

    وتشير هذه الدراسات أيضًا إلى أن أغلب مَن يسلك منهج الإيمو من المنتمين إلى الطبقات الاجتماعية المختلفة، والذين غالبًا ما يتعرَّضون في صغرهم لمشكلات اجتماعية، من بينها الظروف الاقتصادية الصعبة، أو العلاقات العاطفية الفاشلة مع الفتيات، أو التعرُّض للإيذاء من قِبَل الأهل أو الأصدقاء، سواء كان هذا الإيذاء بدنيًّا أو جنسيًّا، أو حتى بالمعاملة السيئة التي غالبًا ما تتركَّز في التمييز.

    وبالتالي، فإنه يمكن اعتبار أن سلوك الإيمو هو شكل من أشكال التمرُّد على الواقع الذي يعيشه الإيمو، الذي ربما يحاول أن ينسى ألمه النفسي بالألم الجسدي الذي يراه أشد، وهو السلوك الذي يحمل بين طيَّاته تناقضًا شديدًا؛ إذ كيف يهرب المرء من ألم إلى ألم أشد؟ إلا إذا كان يُعاني بالفعل من إشكاليَّات نفسية واجتماعية تحتاج إلى العلاج.

    ولو أن هؤلاء فكَّروا قليلاً لأدركوا أن سلوكهم لا يعبِّر إلا عن شيء من التمرُّد، الذي ربما تغلب طباعه على المراهقين في هذه السن؛ حيث يسعى كلٌّ منهم إلى إثبات وجوده، والإحساس بأنه متميِّز عمَّن حوله، وأن له شخصيته المستقلَّة وتصرُّفاته الخاصة التي لا يُرِيد أن يطَّلع عليها أحدٌ، حتى لو اكتنفها شيء من الغموض.

    وبالتأكيد فإن ذلك يُعَدُّ إلى حدٍّ كبير تصرُّفًا طبيعيًّا في البيئات التي يشعر فيها شبابها بحالةٍ من الفراغ والخَوَاء الديني والوطني، ويتعرَّضون لمحاولات تشويه ثقافي نتيجة إعلام فاسد، أو استخدام سيِّئ للميديا التي أباحت كلَّ شيء، وكسرت كلَّ القيود بين الثقافات المختلفة، دون مراعاة لخصوصيات أو ثقافات الشعوب المختلفة.

    لكن انتقال هذه الظاهرة إلى المجتمعات العربية والإسلامية وبهذه الحِدَّة إشارةٌ أيضًا إلى غياب دور الأسرة والمدرسة والمؤسسات الدعوية، التي ربما أصابها جميعها خللٌ في عملها، جاء على حساب ربط الجيل الجديد بعقيدته وهويته.

    الحل والعلاج:
    على الرغم من أن ظاهرة الإيمو - وكما وضح خلال ما سردناه عن أسبابها - أنها ظاهرة نفسية اجتماعية، إلا أنه ليس لدينا شك في أن الأمر له أبعاده السياسية، التي في اعتقادي يُعَدُّ التعاطي معها المحور الجذري للحدِّ من هذه الظاهرة.

    والبعد السياسي الذي أقصده له جانبان: أحدهما يتعلَّق بموقف بعض الحكومات العربية والإسلامية من الشباب المتديِّن، وأبناء الصحوة الإسلامية، والذي يتَّسم بالتوتُّر؛ حيث تقوم هذه الحكومات - بكلِّ أسَف - بمحارَبَة التديُّن في إطار حربها على ما يُسمَّى بالإرهاب، بعد أن صوَّر الكثير من العلمانيين وأعداء التديُّن لهذه الحكومات أن الحرب ضدَّ الإرهاب لن تُحقِّق نتائجها إلا باتِّباع سياسة تجفيف المنابع، التي تعني برأيهم: الحد من ظاهرة التزام الشباب بقِيَم وتعاليم الإسلام.

    ولا يمكن أن ينسى المرء ما تناقلَتْه وسائل الإعلام يومَ أن تَمَّ الكشف في إحدى الدول العربية عن مجموعة شباب ممَّن أُطلِق عليهم "عبَدَة الشيطان"؛ إذ إنَّه وخلال قيام مجموعة من رجال الشرطة باعتقال أحد هؤلاء الشباب من منزله في ساعةٍ مبكِّرة، توسَّلت الأم للضابط أن يترك ابنها، وحاوَلَتْ أن تقنعه بأن ابنها لا يصلي ولا يعرف عن دينه شيئًا - معتقِدَة أنهم جاؤوا مظنَّة أن ابنها متديِّن ويصلي - بل يرقص طوال الليل، فردَّ الضابط عليها قائلاً: من أجل ما تقولين جئنا لاعتقال ابنك.

    والشاهد من هذا: أن الآباء والأمَّهات بشكلٍ أو بآخر، وفي إطار خوفهم على أبنائهم - يدفعون هؤلاء الأبناء، أو على الأقل يغضُّون الطرف عن ابتعادهم عن المسجد والقيام بالفرائض الإسلامية، وهو بداية الانهيار؛ إذ لو كان هؤلاء الشباب منذ نشأتهم الأولى على علاقة قويَّة مع المسجد والدُّعاة لتغيَّر حالهم، ولما شعروا مطلقًا باليأس والحزن والإحباط الذي لا يُصِيب إلا النفوس الضعيفة البعيدة عن الله - عزَّ وجلَّ.

    أمَّا الجانب الآخَر، فيتعلَّق بغياب القضيَّة العامَّة التي تتبنَّاها الدولة وتستحثُّ أبناءها على بذل جهودهم من أجل تحقيقها؛ حيث ركَّزت حكومات بعض البلدان - ورغبةً منها في إلهاء شعوبها بعيدًا عن أمور الحكم والسياسة - على استنزاف قدراتهم وطاقاتهم؛ من أجل الحفاظ على لقمة العيش، واللهث خلف امتلاك الكماليات، وهو ما كان له أثره الكبير في فقدان قطاعات كبيرة من هذه الشعوب لمفاهيم حب الوطن والشعور بالانتماء، فضلاً عن التطلُّع إلى نماذج حياتيَّة أخرى، يتَّجه أغلبها باتِّجاه الغرب، الذي يُعَدُّ النموذج الأفضل لنمط الحياة المادية.

    كما كان لهذه السياسات انعكاسها السيِّئ على علاقة أفراد الأسرة بعضهم ببعض، بعد أن انشغَل الأب - وربما الأم أيضًا - في دوَّامة من الأعمال لملاحقة متطلَّبات واحتياجات الحياة.

    وهنا يبرز دور الدعاة والوُعَّاظ الذين يجب أن يستغلوا تلك المساحة المسموح لهم بالتحرُّك فيها بشيء من الحرية النسبيَّة، وهي الجوانب الاجتماعية؛ إذ عليهم ألاَّ يملوا من استحثاث الآباء والأمهات على القيام بدورهم في تربية أبنائهم على القِيَم والتعاليم الإسلامية، وأن يلفتوا انتباههم إلى أن جلوس الأب والأم مع أبنائهم ربما يكون بالنسبة للأبناء أفضل بكثيرٍ من إطعامهم وجبة شهيَّة؛ فالصغار يكونون في حاجة لآبائهم وأمهاتهم أكثر من حاجتهم لكماليات لا تُشبِع عواطفهم.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: للمناقشة: شباب (الإيمو - الميتال - الراب - البويه)

    المشكلة عقدية، فكرية، سلوكية.
    وقبل أن ندخل في النقاش، لابد لنا أن نعرف بعض النقاط المهمة.
    - الأشياء التي تربط بين شباب الميتال والإيمو والراب؛ هي الموسيقى. ولكن على اختلاف ألوانها.
    - ولا يوجد ترابط بين هؤلاء الشباب بعضهم البعض، بل يحدث تنافر في أكثر الأحيان، وينتقد بعضهم بعضا.
    وقد يصل إلى استخدام عبارات حادة في أغانيهم ولا تخلو من ألفاظ خارجة ويطلقون عليه لفظ diss.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: للمناقشة: شباب (الإيمو - الميتال - الراب - البويه)

    العلاقة بين الروك والميتال والإيمو

    هناك نوع من أنواع الموسيقى والذي يسمى بموسيقى "الروك"، وهذا النوع من الموسيقى انتشر، ودخل إلى البلدان العربية والإسلامية، وخاصة تلك الدول التي شهدت إنفتاحا كبيرا كما في مصر.
    وكان أحد التسميات الشهيرة لهؤلاء القوم الذين يسمعون هذه الموسيقى مسمى "الخنافس"، فلان "خنفس" إذن هو يسمع موسيقى الروك وعنده هوس بالغرب.
    وهذه المدرسة خرج منها كثير من ألوان الموسيقى حتى وصل إلى ما هو عليه الآن، وهو الذي يسمعه كلاً من شباب الميتال والإيمو.
    ولكن هذا التطور الذي صاحب هذا النوع من الموسيقى لم يُبق أثرًا لما كان عليه أصحاب هذه المدرسة الموسيقية.
    وكانت نشأة موسيقى الميتال، وتفرع عنها الإيمو.
    وتفرع منها إتجاهات أخرى غير مذكورة في الإعلام ولم يتم تناولها، مثل شباب الجوث goth، رغم وجودهم الذي ينافس شباب الإيمو.
    ولكن لأن من تصدر للتحليل لم يدرك الفارق بينهما، فوضعهما في تصنيف واحد.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: للمناقشة: شباب (الإيمو - الميتال - الراب - البويه)

    القبض على عبدة الشيطان

    هذا كان العنوان المستخدم حين تم القبض على شباب الميتال في مصر عام 1997 وما تبعها.
    وهذا العنوان يشمل خلط وخبط وجهل على نطاق كبير جدًا.
    نظرًا لهؤلاء الشباب لا يعبدون الشيطان في الأصل.
    ولكن هذه التسمية جاءت من استخدام بعض الشباب كلمة satanic للإشارة إلى هؤلاء الشباب الذين يسمعون موسيقى الميتال.
    وهذا الميتال من الداخل ينقسم إلى تقسيمات كثيرة، ويندرج تحتها أسماء معهودة لدى كثير من الأسماع مثل: hard rock, heavy, grunge, gothic, black, death, progresssive, thrash كأشهر أنواعها إنتشاراً.
    والأسئلة... هل تفكير هؤلاء جميعا واحد؟ أم بينهما اختلاف؟ وإلى أي مدى يحدث توافق واختلاف بينهم؟ وما مدى تأثر سامعي هذه الموسيقى بالأفكار المطروحة في هذه الأغاني؟
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: للمناقشة: شباب (الإيمو - الميتال - الراب - البويه)

    على الرغم من جميع ما تم ذكره، إلا أنّ شباب الميتال على اختلاف واسع في الفكر والمنهجية.
    فالبعض يسمعها لمجرد تحسين اللغة والسماع والنطق للغة الإنجليزية....!!!!
    والبعض يسمع الموسيقى فقط من أجل أنه يحب هذا اللون من الموسيقى للسماع، ولا يكترث بما يقولونه من كلمات.
    والبعض الآخر، يسمعها محاولا أن يجد فيها تفريغا للطاقة التي بداخله، وقد يحدث عنده نوع من أنواع النفور والاشمئزاز إذا وجد فيها شىء من كفر أو نحو ذلك.
    والبعض الآخر يسمعها للفكر المنحرف الذي يسعى إليه.
    والبعض الآخر يسعى وراء ألوان معينة من هذه الموسيقى والفرق الخاصة بها، وخاصة التي فيها كفر وإزدراء.
    والبعض يسمعها لمجرد التقليد.

    جميع هؤلاء لهم وجود داخل المجتمع، فلا يليق أن نضع الجميع في تصنيف واحد.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    ~ المــرِّيـْـخ ~
    المشاركات
    1,261

    افتراضي رد: للمناقشة: شباب (الإيمو - الميتال - الراب - البويه)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسـامة مشاهدة المشاركة
    وعلى الرَّغم من أنَّ ظاهرة "البوية" متواجِدة منذ سنوات في بعض البُلدان العربيَّة - وخاصَّةً دولَ الخليج - إلاَّ أنَّ قيام بعض الصُّحُف الخليجيَّة بفتح الملف بتفاصيلِه المثيرة والمخيفة كان سببًا إلى أن ينتبِه المعْنيُّون من أجل دراسة الظَّاهرة ومعرفة أسبابها، والبحث عن علاجِها؛ خشيةَ انتشارها بالشكل الذي تتحوَّل معه إلى مرض يصعب استِئْصاله والحد من مخاطره.
    هذه مشكلتنا .. عندما تركز الصحف على امور لم تصل لحد الظاهرة ، وتصفها بالظاهرة المنتشرة في المجتمع ، نتوهم ذلك ونبني عليه دراسات .. إلخ
    ثم قبل أن أكتب ردي هذا سألت قريباتي وأخواتي هل فعلا ( البويه ) منتشرة عندهن في الجامعات والمدارس ؟ وكانت الإجابة بأنها لا تُعد ظاهرة ، فعددهن قليل لا يتعدى اصابع اليد الواحدة أو قل الأصابع العشرة .
    ثم منذ متى وصحفنا تقول الحقيقة ؟
    الأمر الآخر ..
    أن استرجال الفتيات كان في الماضي سببه ( عقدة الشعور بالنقص وبالتالي اللجوء إلى لفت الأنظار عبر الشذوذ في المظهر ) فعلى ايامي في مرحلة المتوسطة لم تكن المسترجلات إلا من ذوات البشرة السوداء .
    الآن بدأنا نرى المسترجلات من بنات الكباريه ، لا لشيء إلا للتقليد فقط وتحضرني مقولة ابن خلدون بالمعنى : إن المغلوب مولع بتقليد الغالب .. وأحيان يكون مجرد ستايل ينتهي بانتهاء موضته .
    ( الحرمان العاطفي ) ليس هو السبب لأن الكثير محروم ومع ذلك لم تتأثر عقيدته ولا أخلاقه ، بل التمرد والشذوذ صدر ممن لم تجرب الحرمان العاطفي في جميع مراحل حياتها .. نستطيع أن نقول إن السبب هو الفراغ الروحي والبعد عن كتاب الله تلاوة وتدبرا وتطبيقا .
    ثم إهمال الأهل وغياب الرقابة ، وعدم إنكار المنكر على قدر الاستطاعة .. بل وبعض الأهل يعترف بتقصيره بحجة أن الأمر والنهي يؤدي إلى الإضطراب النفسي لدى الفتاة ، وبحجة أخرى : أن الفتاة مصيرها تكبر وتعقل وتعرف الصح من الخطأ ..
    كذلك فإن الجامعات الان والمدراس - بعضها وليس كلها - تولى قيادتها نساء يؤمنّ بمبدأ الحرية الشخصية ولو على حساب الدين والأخلاق .
    في السابق على أيامي - قبل ما يزيد عن 15 عاما - أي طالبة تشذ عن الأخريات بمظهرها ( شعر قصير - مريول يحاكي ثياب الرجال في لونها وموديلها ) فإنها تستدعى من قبل المشرفة الاجتماعية فتنصحها أولا ، وتعطيها فرصة أسبوعين لإطالة شعرها وتغيير مريولها ، وإن لم يجدي معها النصح تُفصل لأيام وتُستدعى والدتها أو من تقوم مقامها .. ومع هذا الاجراء القاسي في نظر البعض ، لكنه لم ينشئ جيلا معقدا نفسيا ..! .
    الآن نفسي نفسي .. وظهر جيل من المدرسات لا يهمها سوى رضى الطالبة عنها وكسب مزيد من المعجبات وبالتالي فلن تفكر في نصح الطالبات وإرشادهن للخير . ( لا أعمم على كل المدرسات ) .
    برأيي أن المدرسة والجامعة تربي ، أكثر من الأهل .. والطالبة تتأثر بزميلاتها أكثر من تأثرها بأختها أو قريبتها ، ولذا بعض العلماء- في عصرنا هذا - رفض التحاق بناته بالجامعات واكتفى بتعليمهن حتى المرحلة الابتدائية أو المتوسطة .
    واعرف أحدهم وهو رجل عامي ، رفض التحاق بناته الثلاث بالجامعة حتى ظهر ما يسمى بالتعليم عن بعد على الرغم من ارتفاع تكلفته المادية ، كل هذا خوفا على بناته من التأثر برفيقات السوء .
    المعلمة أو المديرة بيدها وقف هذه الظواهر الشاذة عبر تفعيل القوانين والأنظمة التي صارت حبيسة الأدراج في السنوات الأخيرة .
    يعني الأمر الآن في طريقه للخروج عن سيطرة الأهل - وخصوصا الأهل المقصرين في تربية أولادهم مراقبتهم وتوجيههم واحتوائهم - مالم يتم تفعيل دور المدرسة والجامعة وإعطائها الصلاحيات لمنع انتشار هذه الظواهر .
    يا ربِّ : إنَّ لكلِّ جُرْحٍ ساحلاً ..
    وأنا جراحاتي بغير سواحِلِ !..
    كُل المَنافي لا تبدد وحشتي ..
    ما دامَ منفايَ الكبيرُ.. بداخلي !

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    759

    افتراضي رد: للمناقشة: شباب (الإيمو - الميتال - الراب - البويه)

    بما اني اعيش في الغرب
    فالطريقة الناجعة لعلاج هذه المسكلة هي نفس الطريقة التي افعلها انا ضد العلمانيين!
    كيف؟
    في الحس المنغلق للعلمانيين الشباب ان العلمانية ناصعة بيضاء كالفطرة!
    وان كلهم واحد ولهم هدف واحد ومنهج واحد ونية خالصة واحدة!
    وكان عملي هو هز هذه الثقة!
    هنا في مسالتنا يمكن ان اقول
    انه يمكن للاعلام الحاص والعام والمواقع على النت والي معهم اموال لتمويل هذه المشاريع --- ان يقوم بدور لم يقم به الى الان
    وهو
    دراسة هذه الظواهر ولكن من داخلها واقصد بذلك ان لايعرض برنامج بارد عن هذه القضايا وانتهى الامر!
    وانما
    يرسل مرسلون مؤهلون الى الغرب ويصورون كل شاذ وقبيح ومنفر ويستعينون بالبرامج التي عرضت هذه الامور
    هل هذا هو ماقصدته
    لا
    وانما
    ان تظهر عيوب المجتنعات الغربية بصورة كبيرة يعني مثلا تصور رجل يتبول امام كنيسة وامراة مسنة تموت ولااحد يخرج في جنازتها وو او الالاف يموتون ولااحد يعلم بموتهم الا بعد شهور
    وشباب يشربون المخدرات بل يشربون البول ووووالملفات في ذلك كثيرة
    النهاية
    الفضيحة التامة
    المؤدية الي النفور التام
    لان الشباب يظنون ان الغرب نموذج حر
    العالم الحر!
    فاذا هززت ثقته بالغرب بالصور والحقائق الغليظة
    فيسفكر كثيرا
    اما اذا تركت الامر كما هو الان فسيزاد العدد!
    وحتى الي عنده فراغ روحي فانه اذا راى ان النموذج سيء جدا فسيعرف ان مليء الفراغ ليس من هذه الجهة!
    هذا والله اعلم
    اما كيف تعرض المصائب الغربية ضمن شروط اسلامية فهذا يسألأ عنه غيري
    لكن الفكرة ناجعة وناجحة
    وكمثال
    فالاولاد المغاربة والبنات المغربيات او او في الغرب اقل افتتانا بالغرب من الفتيات في بلادهن او بلادنا!
    لماذا
    لانهم يرون الوسخ وسخ! فتشمئز نفوسهن بدون حتى اي دعاية مضادة

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: للمناقشة: شباب (الإيمو - الميتال - الراب - البويه)

    شكر الله لكم أيها الفضلاء ( الأمل الراحل ) و ( ابن الشاطيء الحقيقي ) على هذه المشاركات النافعة الهامة. جزاكم الله خيرًا.
    وهذه النقاط في عين الاعتبار. وسوف أتعرض لها عن قريب -إن شاء الله تعالى-.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: للمناقشة: شباب (الإيمو - الميتال - الراب - البويه)

    تابع شباب الميتال

    اختيار البدء بشباب الميتال، نظرًا لأن الميتال هو المدرسة الأم التي خرج منها غيرها، فليعلم.
    سبق أن ذكرنا التفصيل الخاص بهؤلاء الشباب (في البلدان الإسلامية)، إذ حالهم يختلف عن حال شباب الميتال في البلدان الغربية.
    فيتضح مما سبق أن الحكم العام الذي استخدمه كلا الإعلام والأمن العام، كان حكم فيه من التعميم والخلل ما فيه.
    ولكنه ترك تبعات، سيتم التعرض لها في مشاركة لاحقة -إن شاء الله-، وبيان أن هذه التبعات قامت بتوليد أجيال أخرى، ولكن...! مصاحبا لبعض التحوير.
    مثال توضيحي:
    أن يستخدم أحد الأطباء دواء خاطيء لعلاج أحد الأمراض، فقام بإيذاء الفيروس دون القضاء عليه، فقام الفيروس بتحوير شكله.
    كما هو الحال مع حزب أمل الرافضي اللبناني، وتحوره ليكون حزب الله اللبناني.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    76

    افتراضي رد: للمناقشة: شباب (الإيمو - الميتال - الراب - البويه)


    جزاك الله خيرا أخي الفاضل أُسامة على هذا الموضوع الهام!
    وأقول أخي الفاضل:
    بداية أنبه على أني ولأول مرة في حياتي أسمع بهذه الأصناف من الشباب والمذكورة في العنوان (الإيمو - الميتال - الراب - البويه)!.
    فبكل صراحة هي أسماء وأصناف شبابية غريبة عجيبة لم أطلع عليها من قبل!!، سوى إسم (( الراب)) وقد
    علمت بأنها نوع من أنواع الموسيقى منذ فترة ولم يكن ذلك من زمن بعيد أيضاً!، فإذا بي اليوم أسمع عن صنف شبابي يدعى بالراب!
    فهذه من العجائب!!
    ولهذا أحببت الاطلاع على الموضوع بأكمله وبتمعن قبل أن أنفذ في إبداء رأيي حول أسباب ظهور تلكم المعضلات والطريق في حلها!!
    الا أنه استوقفني في هذا المقال ولم أكُّ قد أتممت قراءته بعدُ أمرين اثنين أحببت أن أعلق
    عليهما تعليقا مبدئيا قبل الاستمرار في قراءة الموضوع!؛ وإن كان الثاني هو ما أصابني بالذهول والصدمة الحقيقية لا الأول، وهو ما أفرغ صبري من الانتظار عن الرد حتى النهاية!.
    فالأمر الأول : ذِكر وجود هذه الأشكال والظاهرة في فلسطين!!
    فأنا فلسطيني، وأنا ممن يُكثر من مجالسة الشباب ومن غير الملتزمين بغية الأخذ بأيديهم ! ولم أسمع أو أرى شيئا من ذلكم من قبل في بلدي!!
    فقد يكون هنالك شيء من حالات الشذوذ الجنسي في بلدي الا انها ضئيلة جدا ولا تكاد تُذكر وهي محاربة بشكل قد لا نراه في أي بلد آخر، وذلكم -و أعني به صد هذه الظاهرة - يصدها
    الملتزمون وغيرهم على حد سواء!
    وما قد يُرى في فلسطين من الشباب الغير مُلتزم ليس على تلكم الصورة المصورة هاهنا في الموضوع، فقد نجد منهم شيئا من القصات الغريبة!!، أو ارتداء بعض الملابس الغربية العجيبة! وسماع للموسيقى الا انه لا يتعدى ذلكم أبدا، لا الى جماعات إيمو ولا راب!، فتشترك مع بعضها البعض في سلوكيات لهي أعجب من المسميات كما ذُكر في المقال!!
    وأما الأمر الآخر والأخطر الذي أوقفني للرد السريع، ما جاء في الاقتباس أدناه/:


    ولا يمكن أن ينسى المرء ما تناقلَتْه وسائل الإعلام يومَ أن تَمَّ الكشف في إحدى الدول العربية عن مجموعة شباب ممَّن أُطلِق عليهم "عبَدَة الشيطان"؛ إذ إنَّه وخلال قيام مجموعة من رجال الشرطة باعتقال أحد هؤلاء الشباب من منزله في ساعةٍ مبكِّرة، توسَّلت الأم للضابط أن يترك ابنها، وحاوَلَتْ أن تقنعه بأن ابنها لا يصلي ولا يعرف عن دينه شيئًا - معتقِدَة أنهم جاؤوا مظنَّة أن ابنها متديِّن ويصلي - بل يرقص طوال الليل، فردَّ الضابط عليها قائلاً: من أجل ما تقولين جئنا لاعتقال ابنك.
    صدمتني هذه الأم العاقة لولدها حقا!
    فهل هي تحبه حقاً؟؟
    وهل تخاف عليه حقا؟؟
    فإن كانت تخشى عليه من سجن الدنيا!، فهل فكرت يوما في أن ابنها هذا إن لم تنشئه التنشئة الصالحة وتربيه على الاخلاق الحميدة والالتزام بالدين والصلاة من أن يكون مصيره ((سجن الآخرة)) في جهنم والعياذ بالله تعالى!
    ألم تُفكر في ذلك؟
    ألم تُفكر في أنه قد يكون سببا لشقاوتها في الآخرة؟
    ألم ألم ؟ أسئلة كثيرة تختلج صدري!
    تعلم هذه الأم بأنه لا يعلم من دينه شيئا!، أفلم تسعى لتعليمه؟
    أم إنها أسوأ حالا منه!؟
    وأخيرا فلعله ينبغي علينا أن نتوجه وبقدر الاستطاعة نحو اصلاح المربين قبل توجيه اهتماماتنا صوب الشباب!!
    فإن تأثير الأم والأب على ابنائهما أكبر من تأثير ألف داعية على أنفس الأبناء والشباب، وإن أحدنا ليرى أثره على ابنه منذ نعومة أظفاره، فإن المصلي ليرى كيف يقلده ابنه في الصلاة!
    وقد يقلدونك في القراءة ولم يحسنوا بعد فك الخط.....!
    ولا حول ولا قوة الا بالله ، والله المستعان.
    وبارك الله فيك أخي أسامة على مواضيعك وردودك في هذه المنتدى المبارك، وامض قدما نفع الله بك أمة الاسلام ولعلك أن تكون أسدا من أسودها يوما فيكون لك من إسمك النصيب الأكبر.

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الدولة
    عمان-الأردن
    المشاركات
    497

    افتراضي رد: للمناقشة: شباب (الإيمو - الميتال - الراب - البويه)

    جزاك الله خيرا

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: للمناقشة: شباب (الإيمو - الميتال - الراب - البويه)

    أخي الفاضل الأوزاعي
    سوف نتعرض لما في فلسطين -إن شاء الله- تفصيلا وإجمالا، والجزء الذي يختص بفلسطين الحبيبة، فهو عن الراب بالدرجة الأولى " لانتشاره مؤخرا" والميتال "منذ بداية التسعينات وحتى فترة قريبة".
    وأما الشذوذ الجنسي، فوجوده قليل في فلسطين. ومنتشر في أماكن أخرى.
    وحقيقة الأمر، وجدتُ نفسي مضطرًا للكلام عن هذه المسألة، ولكني سوف أجعلها آخر ما أتعرض له في هذا الموضوع -إن شاء الله-.
    وجزاك الله خيرًا على حسن ظنك بأخيك، نفع لله بك.


    أخي الفاضل/ أبو الحسن
    وجزاك ربي خيرًا.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: للمناقشة: شباب (الإيمو - الميتال - الراب - البويه)

    تواجد الميتال.. قديم

    تواجد الميتال في البلدان العربية، تواجد قديم. ليس بالتواجد الحديث كما صُّورَ من الجانب الاعلامي.
    ذلك أن هناك فئة غير قليلة في أوساط الشباب يتجه لسماع الموسيقى الغربية في العموم، ونظرًا لهذا، فقد كان هناك تواجد، وإن كان منحصرًا في عدد قليل، ليس كما هو الآن.
    ولكن هذا التواجد كان مصاحبًا لفكر قديم للميتال، كان موجودًا في الستينات والسبعينات، وحتى أوائل الثمانينات.
    وهذا التواجد لم يكن فيه كبير ضرر، إذ سماع هذا الميتال القديم مثل سماع باقي الأغاني، مع إختلاف الذوق الموسيقى، لا أكثر من ذلك من ذلك ولا أقل.
    ومع قرب منتصف الثمانينات، بدء الإتجاه القديم في التغير، وإن كانت هناك فيما قبل ذلك محاولات لا ترقى بهذا التغير، إلا أنه في وسط الثمانينات قد حدث، وبشكل كبير وموسع.
    فأصبح الكفر والإلحاد ونحوهما من السمات الجديدة في موسيقى الميتال.
    هذا على المستوى العالمي.
    وأما على المستوى العربي، فنظرًا لعدم وجود وسائل إتصال سريعة آنذاك كالإنترنت، فكان هذا الانتقال يحدث بشكل بطيء.. هذا من ناحية.
    ومن ناحية أخرى، فكثير من الذين كانوا يسمعون هذه النوع من الموسيقى رفضوا هذا التغيير.
    فالواحد منهم وإن كان فاسقا، ولكنه لا يرضى بالكفر، فوُجد حينئذ ضرورة الانفصال بين القديم والحديث.
    ولكن الأجيال الجديدة تقبلت المدرسة الحديثة، وظهر الانحراف الفكري بشكل ظاهر فيها أكثر من سلفهم.
    فترى القديم، مع ما اعتاده في المدرسة القديمة.
    وماذا عن الحديث؟
    مع كلاً من القديم والحديث... وكانت بداية إنتشار الفكر المنحرف والإلحادي.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    644

    افتراضي رد: للمناقشة: شباب (الإيمو - الميتال - الراب - البويه)

    جزااك الله الجنة ونفع بك..

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: للمناقشة: شباب (الإيمو - الميتال - الراب - البويه)

    الكفر والالحاد محلي المنشأ (1)

    البعض يظن واهمًا، أن الفكر الكفري والالحادي قد تم استيراده من الغرب، وتسرب عن طريق الميتال ونحوه.
    والواقع مرّ.
    فلا الميتال قام بهذا ولا ذاك.
    بل الفكر الكفري والالحادي محلي المنشأ.
    وغاية ما هنالك، أنه تم استخدام الميتال كبيئة يظهر فيها الكفر والالحاد.
    وأما الفكر نفسه، فهو موجود بداخل النفوس، أي فيما قبل الميتال وبعده.

    وبنظرة سريعة على الواقع في البلدان العربية، نجد أن الحال يدور ما بين:
    دينيا وسياسيًا:
    - حكم إسلامي.
    - وحكم علماني.
    وسلوكيًا:
    - مجتمع محافظ (ويغلب عليه العرف والعادات).
    - مجتمع منفتح.

    وبمزيد تفصيل (مع الاختصار):
    دينيا وسياسيًا:
    أولاً: حال وجود حكم إسلامي:
    كما كان الحال على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلجأ الكفار والملاحدة إلى النفاق، كي لا يقتلوا، ولا يتركوا أرضهم، ولا يفقدوا ذويهم، ولا يخسروا أموالهم وتجارتهم.
    فأظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر. وعادة ما يظل هذا النفاق مكنونًا، حتى يجد بيئة خصبة للظهور.
    وهذا حدث بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأظهر المنافقون الردة عن دين الله -عز وجل-، وحاربهم الصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون -رضي الله عنهم-.
    واختاروا هذا التوقيت، لأنهم ظنوا أن الضعف قد حل على المسلمين لوفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
    وبنحو قريب من هذا، حال المملكة العربية السعودية في الوقت الحالي، وقد أظهر المنافقون رؤوسهم تحت عباءة الليبرالية -كما هو مشاهد-.

    ثانيًا: حال وجود حكم علماني:
    وهذا هو الغالب مع كل أسف.
    وتحت هذه النظم يتم تمييع الدين، بل ومحاربة الإسلام بظن فاسد منهم، ألا وهو: (أنهم يحاربون التشدد).
    وبالتالي يصبح الوضع العام هو الجهل بالإسلام أصولاً وفروعًا، ومن حاول أن يتعلم دينه أو فكر في إطلاق لحيته على سبيل المثال أو فتاة أرادت أن تتعفف بالنقاب؛ فهم أصبحوا شر الناس في نظر الحكومة بل وعامة الناس.

    سلوكيا:
    أولاً: مجتمع محافظ (ويغلب عليه العرف والعادات):
    هذا المجتمع، رغم أن اسمه "مجتمع محافظ" إلا أنه يحافظ على الشكل الخارجي فقط، وأما الداخلي فهو فاسد في كثير من الأحيان.
    وله مميزاته وعيوبه:
    فمن مميزاته:
    أن الأجيال التي تنشأ في هذه المجتمعات؛ تعرف ما هو الحلال والحرام، والأصول والواجبات، والعيب وما لا يصح... إلخ.
    ومن عيوبه:
    أن حالات الفساد لا تظهر في أول أمرها، فهي لا تظهر إلا بعد أن تتفاقم ويصبح حلها عويصًا.
    وذلك للخوف من الناس، لا الخوف من الله -سبحانه وتعالى-.
    ويصبح لسان حالهم: الناس إذا عرفوا، فسوف يقومون بكذا وكذا، ويؤول الحال إلى كذا وكذا.
    ومثل هذه المجتمعات يكثر فيها القيل والقال، ويغلب على الناس سوء الظن.
    وبالتالي ينتشر الفسوق كالنار في الهشيم، ولكن دون دراية من المجتمع المحيط. ويراه الناس بعد تفاقم الأمر، أي بعد الانتقال من الفسوق إلى الفجور.
    فتصبح بذلك البنية التحتية لهذه المجتمعات هشة للغاية، وبالتالي الإصلاح أصعب.

    ثانيا: مجتمعات منفتحة:
    وهذه المجتمعات بيئة خصبة لكل رديء، فلا عيب ولا حرام ولا.. ولا.. ولا..؛ إلا من رحم ربي.
    وهذا من أسوء العيوب.
    وأما ميزتها الكبرى، ظهور كل شىء عن فوره، وبالتالي يمكن معالجته (إذا استخدمت الطرق الصحيحة).
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: للمناقشة: شباب (الإيمو - الميتال - الراب - البويه)

    الكفر والالحاد.. محلي المنشأ (2)

    الصورة الواقعية التي سبق التحدث عنها، تُوضح أن الكفر والالحاد محلي المنشأ، فهذه المجتمعات الفاسدة هي مهد الكفر والالحاد. وأما الميتال ونحوه، فقد جاء ليظهره علنًا.
    ويحضرني قول أحد القضاة الفرنسيين: (إن المجتمع يصنع المجرمين الذين يستحقهم هذا المجتمع).
    فلكل مجتمع من المجتمعات السابقة أمراضه الخاصة به، وهناك آفات مشتركة بين هذه المجتمعات.
    وعلى رأس هذه الآفات المشتركة، الفساد الأخلاقي، هذا الفساد الذي أصاب هذه المجتمعات على حد سواء، سواء أكان متسترًا أم كان علانية.
    المشكلة في الحقيقة تكمن في أن الفساد الأخلاقي دائمًا ما يصاحبه البعد عن الدين، هذا إن كان له علاقة بالدين أصلا فيما قبل إنحرافه.

    ثم فور ظهور شىء كشباب الميتال، والليبراليين، وغيرهم من الملاحدة... يبدء الناس في التنبه..!
    تنبه بطيء، وغفلة...!

    ومن أسخف الأشياء التي أراها، حين أرى من يحاور هؤلاء الملاحدة ويناظرهم على وجود الله...!
    أغفل أحدهم عن قول الله تعالى: فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ
    أم ذهل عن قوله تعالى: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْ هَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا

    يا أخوة، ويا أخوات... أعيروني الأسماع -بارك الله فيكم-.
    هؤلاء القوم إتخذوا الله عدوًا لهم، وأما انكارهم إياه -سبحانه وتعالى- فما هو إلا انتقام منه..!
    بمزيد توضيح مع المثال الذي تعج به أكثر حالات الالحاد:
    الواحد منهم، يظن أنه كان على دين الحق قبل إلحاده، وأنه كان مؤمنًا بالله حق الإيمان، وكان يدعو الله -تعالى ذكره- فلا يستجيب له، فيظل يدعوه... ولا استجابة، ويلح في الدعاء... ولا استجابة.
    فيبدء في إتخاذ رد فعل مضاد، ولا يخرج عن واحد من اثنين:
    احدهما: أن يخيل الشيطان له بأنه كان يؤمن بنظرية لا يمكن إثباتها، وما كان يفعل شيئا إلا أنه كان يدعو عدما، وما هي إلا أشياء ظنها الناس بلا دليل. [وهذه الحالة أهون من التالية].
    وثانيهما: أنه يؤمن بوجود صانع ورب لهذا الكون، ولكن هذا الرب لا يأبه به ولا بدعائه، فيتخذه عدوا، ويريد النيل منه والانتقام منه.
    وهؤلاء عندهم خيال مريض، ويكون لسان حال أحدهم: (الله قادر على كل شىء، وقال: "ادعوني أستجب لكم"، فأدعوه فلا يستجيب لي؟!)
    وإن أردت أن تطلع على دعائه هذا الذي كان يدعوه، فلا تدري أتضحك أم تبكي على هذا المسكين.
    هذا المسكين إنما كان يدعو الله أن يجعله سوبر مان في قوته، أو أن يهبط عليه مال قارون من السماء...!!! ونحو ذلك من السخافات التي يرهص لها فكر الأحداث.
    ويأتي فيما بعد هذه النقطة، ما يصيب الكبير لا الحدث، ألا وهو الظن بأن الله -سبحانه وتعالى عما يقولون- ظالم. فهو الذي يصيب بالأمراض، وهو يخلق الناس ويميتهم، وهو الذي جعل حظ الذكر مثل حظ الأنثيين.. إلى غير ذلك من أفكارهم.
    فيتخذ الله -سبحانه تعالى شأنه- عدوًا له.

    والخلاصة:
    أن أكثر الناس إلا من رحم ربي، عنده خلل كبير في الركن السادس من أركان الإيمان، ألا وهو القضاء والقدر.
    وأكثر المسائل التي يكثر فيها الخلل، مسألة دخول الشر في القدر الإلهي.
    وإن كانت هذه المسألة لها الحظ الأكبر في هذا الخلل؛ إلا أن جميع مسائل القضاء والقدر فيها خلل كبير، بل إن شئت فقل إن جميع أبواب العقيدة فيها خلل.
    ليس عند هؤلاء القوم فقط، بل عند الغالبية العظمى من المسلمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    وانتشار الطوائف المنحرفة بين المسلمين لها عامل كبير في انتشار الفساد، وخاصة الإرجاء، والتصوف، والتشيع، والباطنية. فهذه البيئات بيئات خصبة للإنحراف عن فهم الدين، والتوحيد، والإيمان.

    وانتشار السوء بين الناس، جعل الناس لا تميز الفرق بين صاحب السوء وصاحب الخير، فتركوا أبناءهم مع أصدقاء لا يعرفون عنهم شيئا.
    والفتنة تنتقل من واحد إلى غيره، فتن متعدية، وإنحراف، ولا علم عند أب ولا أم لتوجيه الحدث.
    وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً فمن اتقاها؟!
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: للمناقشة: شباب (الإيمو - الميتال - الراب - البويه)

    أثر العولمة

    خرج الكفر الصريح في الميتال من دول كانت هي أشد وأعتى الدول النصرانية، وكانت فيها النزعات الصليبية على أشدها في وقت من الأوقات. وأصبحت أوروبا لا يجاريها أحد في الكفر والالحاد، بعد خلعهم عباءة الكنيسة.
    وخرجت هذا الفكر من قلب أوروبا ليجد لها مثيلا في أمريكا، وقامت أمريكا بالدور الأكبر في نشر هذا الفكر وتوزيعه، عن طريق الوسائط المتعددة.
    وكان الأمر في غاية الغرابة حين وُجدت مجتمعات متقبلة لهذا الفكر، مثل مصر ولبنان -وإن كان الأمر فيهما على نطاق ليس بالكبير-، وكذلك مجتمعات أخرى لم يُتخيل أن يغزوها هذا الفكر بهذه الضراوة مثل المجتمع الياباني.

    وإن قلنا أن هذه المجتمعات التي نشأ بها الميتال، مجتمعات فاسدة دينيا وأخلاقيا لفساد معتقد هذه البلدان، لكان الأمر لا يعدوهما، ولكن لفساد البنية التحتية في البلدان العربية الإسلامية، بدء هذا الفكر في الانتشار.

    وأثر العولمة globalism واستخدام الوسائط المتعددة multimedia أثر في غاية الخطورة.
    فثورة الإتصالات السريعة وعلى رأسها الإنترنت، يسر تبادل الوسائط المرئية والمسموعة، وكذلك الترجمة.. جعل الأمور تسير بسرعة كبيرة، هذا بالنسبة لنقل الأفكار.
    وأصبح موقع كالفيس بوك مرتعا يلهى فيه العابثون، ويُجمع شملهم، فتارة يقومون بنشر الأفكار، وتارة أخرى يقومون ببث الشبهات حول الأديان، وأخرى بإزدراء الأديان وخاصة السماوية منها، وعلى رأس هذه الأديان: الإسلام.

    والغزو الفكري عن طريق العولمة والوسائط المتعددة، لا يمكن مواجهته بالغلق والمنع.
    ولكن بإصلاح البنية التحتية لهذه المجتمعات الإسلامية.
    فكيف نقول: إن هؤلاء الشباب مجرمون.. والخلل في تأصيلهم خلل سببه المجتمع الذي تربوا فيه؟
    فالواحد منهم ضحية مجتمعه الفاسد.
    فانظر لهذا المثال الذي علق عليه الأخ الفاضل الأوزاعي.
    والذي لا يلوم فيه على الابن بالدرجة الأولى، بل على الأم؛ والحق معه.
    ولكن... أنقول أن واجبنا الآن تربية الأباء والأمهات؟ أم تربية الأبناء؟
    إذا كان الخلل لم يترك أحد منهم، فأصبح الواجب علاج ما لدى الجميع من آفات.
    وهذا لا يكون إلا باستخدام نفس الثورة التكنولوجية لمواجهة الفساد وبنفس سرعته.
    والتركيز على القضايا العقدية، وتعليم الناس دينهم بشكل صحيح.
    فإنك إن أنشأت مجتمعًا على بينة من أمره، وأصلحت مواطن الخلل العقدي.. لأصلحت البنية التحتية.

    وأما سياسة الغلق والمنع، فهي وإن كانت تصلح لبعض الأمور، إلا أنها ليست بالسياسة الصحيحة على طول الطريق.
    كمثل من أغلق بيته على من فيه من الصالحين والفاسدين، دفعا للشر الذي قد يأتيهم من الخارج.
    بهذا الغلق والمنع، لم يقم بإصلاح شىء.
    ولكن الإصلاح بأن يأتي على الفساد الموجود في الداخل.. فيقضي عليه.
    وهذا لا يأتي اعتباطًا، وإنما بمعرفة المشاكل الداخلية وأوجه الفساد.
    (كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني) الحديث
    ثم وضع طرق العلاج لكل مفسدة موجودة، عقدية كانت أم سلوكية، ثم وضع الآليات الصحيحة في التطبيق، ومتابعة النتائج.
    وهناك دروس مستفادة -مهمة جدًا- من السيرة النبوية لعلاج المشكلات، فلا تجد مشكلة إلا ووجدت العلاج النبوي لها.

    وخاطرة أخيرة حول هذه النقطة:
    ساءني جدًا موقف بعض طلاب العلم من بعض العلماء والدعاة والمصلحين لظهورهم على الفضائيات والشاشات التليفزيونية.
    فهذا الظهور قد أوجد في نفس كثير من المسلمين أثرًا حسنًا، وخاصة على كثير من الأخوات على وجه العموم، وعلى طلاب العلم الذين يعيشون في أماكن ليس فيها علماء لأهل السنة على وجه الخصوص.
    نسأل الله تعالى أن يسدد رجال العلم ويوفقهم لما فيه الخير والصلاح. وأن ينفع بهم الأمة. آمين.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •