تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: سؤال عن رسم كلمة فى المصحف

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    36

    افتراضي سؤال عن رسم كلمة فى المصحف

    الكلمه هى { ولات حين مناص } سورة ص
    قرأت فى أحد التفاسير لا أذكر اسمه بالضبط
    أن بعض المصحفيين يرسمها هكذا
    { ولا تحين مناص }
    و لكنى أظن أن تغير الرسم هكذا يغير معنى الكلمة !!!
    ما مدى صحة هذا القول ؟
    و هل يمكن أن يتغير المعنى بتغير الرسم ؟
    و لكم جزيل الشكر

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: سؤال عن رسم كلمة فى المصحف

    هذا الرسم أخي (ولا تحين) نقله الحربي عن أبي عمرو؛ وهو مما تفرد به لم يتابع على هذا الوجه رحمه الله، واختاره أبو عبيد.
    وهذا أخي خلاف ما أجمع عليه الأئمة القراء قاطبةً، فلذلك رُدَّ هذا الوجه على من قاله، فإنه لا وجه له.
    وقد قال محمد بن عيسى الأصبهاني _ فيما نقله عنه ابن أبي داود _: (هذا ما أجمع عليه كتاب المصاحف: المدنية، والكوفية، والبصرية، وما يكتب بالشام، وما يكتب بمدينة السلام؛ ولم يختلف في كتابة شيء من مصاحفهم، أخبرني بهذا الباب نصير بن يوسف النحوي؛ قرأت عليه: كتبوا.. وقال: ومن سورة ص {ولات حين مناص}؛ مقطوع).
    قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان كفار مكة إذا قاتلوا فاضطروا في الحرب قال بعضهم لبعض: مناص، أي: اهربوا وخذوا حذركم، فلما أنزل الله بهم العذاب ببدر قالوا: مناص، فأنزل الله تعالى: {ولات حين مناص} أي: ليس حين هذا القول.

    قال الإمام القرطبي في تفسيره:
    وكان الكسائي و الفراء و الخليل و سيبويه و الأخفش يذهبون إلى أن {ولات حين} التاء منقطعة من حين، ويقولون معناها: وليست. وكذلك هو في المصاحف الجددوالعتق بقطع التاء من حين. وإلى هذا كان يذهب أبو عبيدة معمر بن المثنى.
    وقال ابو عبيد القاسم بن سلام: الوقف عندي على هذا الحرف (ولا) والابتداء (تحين مناص)؛ فتكون التاء مع حين.
    قال المهدوي: وذكر أبو عبيد أن التاء في المصحف متصلة بحين؛ وهوغلط عند النحويين، وهو خلاف قول المفسرين.
    ومن حجة أبي عبيد أن قال: إنا لم نجدالعرب تزيد هذه التاء إلا في حين وأوان والآن، وأنشد لأبي وجزة السعدي:
    العاطفون تحين ما من عاطف
    والمطعمون زمان أئن المطعم

    وأنشد لأبي زبيد الطائي:
    طلبوا صلحنا ولا تأوان
    فأجبنا أن ليس حين بقاء
    فأدخل التاء في أوان. قال أبو عبيد: ومن إدخالهم التاء في الآن ، حديث ابن عمر وسأله رجل عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، فذكر مناقبه ثم قال: اذهب بها تلان معك.
    وكذلك قول الشاعر:
    نولي قبل نأي داري جمانا
    وصلينا كما زعمت تلانا
    قال أبو عبيد: ثم مع هذا كله إني تعمدت النظر في الذي يقال له الإمام _مصحف عثمان _ فوجدت التاء متصلة مع حين قد كتبت تحين.

    قال أبو جعفر النحاس: أما البيت الأول الذي أنشده لأبي وجزة؛فرواه العلماء باللغة على أربعة أوجه، كلها على خلاف ما أنشده، وفي أحدها تقديران:
    -رواه أبو العباس محمد بن يزيد:
    العاطفون ولات ما من عاطف
    -والروايةالثانية:
    العاطفون ولات حين تعاطف
    -والرواية الثالثة رواها ابن كيسان:
    العاطفونة حين ما من عاطف
    جعلها هاء في الوقف وتاء في الإدراج، وزعم أنها لبيان الحركة شبهت بهاء التأنيث.
    -الرواية الرابعة:
    العاطفونه حين ما من عاطف
    وفي هذه الرواية تقديران: أحدهما: وهو مذهب إسماعيل بن إسحاق؛ أن الهاء في موضع نصب، كما تقول: الضاربون زيداً، فإذا كنيت قلت: الضاربوه.
    وأجاز سيبويه في الشعر الضاربونه، فجاء إسماعيل بالتأنيث على مذهب سيبويه في إجازته مثله.
    والتقدير الآخر: العاطفونه؛ على أن الهاء لبيان الحركة، كما تقول: مر بنا المسلمونه في الوقف. ثم أجريت في الوصل مجراها في الوقف، كما قرأ أهل المدينة: {ما أغنى عني ماليه * هلك عني سلطانيه}.
    وأما البيت الثاني فلا حجة له فيه، لأنه يوقف عليه (ولات أوان) غير أن فيه شيئاً مشكلاً، لأنه يروى (ولات أوان) بالخفض، وإنما يقع ما بعد لات مرفوعاً أو منصوباً.
    وإن كان قد روي عن عيسى بن عمر أنه قرأ (ولات حين مناص) بكسر التاء من لات والنون من حين؛ فإن الثابت عنه أنه قرأ: {ولات حين مناص} فبنى (لات) على الكسر ونصب (حين).
    فأما (ولات أوان) ففيه تقديران: قال الأخفش: فيه مضمر أي: ولاتحين أوان. قال النحاس: وهذا القول بين الخطأ.
    والتقدير الآخر: عن أبي إسحاق قال: تقديره: ولات أواننا، فحذف المضاف إليه فوجب ألا يعرب، وكسره لإلتقاء الساكنين. وأنشده محمد بن يزيد (ولات أوان) بالرفع.
    وأما البيت الثالث: فبيت مولد؛ لا يعرف قائله ولا تصح به حجة. على أن محمد بن يزيد رواه (كما زعمت الآن). وقال غيره: المعنى كما (زعمت أنت الآن) فأسقط الهمزة من أنت والنون.
    وأما احتجاجه بحديث ابن عمر لما ذكر للرجل مناقب عثمان فقال له: إذهب بها تلان إلى أصحابك؛ فلا حجة فيه، لأن المحدث إنما يروي هذا على المعنى. والدليل على هذا: أن مجاهداً يروي عن ابن عمر هذا الحديث وقال فيه: إذهب فاجهد جهدك. ورواه آخر: إذهب بها الآن معك.
    وأما احتجاجه بأنه وجدها في الإمام (تحين) فلا حجة فيه،لأن معنى الإمام أنه إمام المصاحف؛ فإن كان مخالفاً لها فليس بإمام لها، وفي المصاحف كلها (ولات)، فلو لم يكن في هذا إلا هذا الاحتجاج لكان مقنعاً).

    وقد سبق نقل الإجماع على هذا فيما تقدم، وقد قال ابن كثير بعد ان نقل الوجه الشاذ: (والمشهور الأول).

    وعليه: فإن رسم المصحف للكلمات القرآنية أمرٌ توقيفي، قد نقله القراء الأثبات متصلاً إلى صحابة رسول الله الذين حضروا التنزيل، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه، فالأمر ليس من قبيل الهوى اللغوي الذي أحاول معه وضع الأنسب في نظري؛ أكثر مما هو سماعٌ وتواتر خطٍ مكتوب نقل كابر عن كابر.
    وليس هو من قبيل اختلاف الأحرف والقراءات، فتغير الرسم يكون له تأثير في أكثر المواضع على تغيير بها معنى الكلمة، ولا يكون له تأثير في بعضها، ولكن يبقى الأمر أي الوجوه هو المشهور المجمع عليه.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    36

    افتراضي رد: سؤال عن رسم كلمة فى المصحف

    شكرا
    أحسن الله إليك

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •