تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: عصمة الأنبياء عليهم السلام

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي عصمة الأنبياء عليهم السلام

    العصمة : المنعة ، و العاصم : المانع الحامي ، والمراد بالعصمة هنا حفظ الله لأنبيائه من الذنوب والمعاصي.
    فان الآيات الدالة على نبوة الأنبياء دلت على أنهم معصومون فيما يخبرون به عن الله عز وجل فلا يكون خبرهم إلا حقا وهذا معنى النبوة .
    قال شيخ الإسلام : إن القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر : هو قول أكثر علماء الإسلام ، وجميع الطوائف ... وهو أيضاً قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء ، بل لم يُنقل عن السلف والأئمة والصحابةوالتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول .

    ومما يدل على عصمتهم في تحمل الرسالة ، فلا ينسون شيئا مما أوحاه الله إليهم قال تعالى : ( لا تحرك به لسانك لتعجل به ، إن علينا جمعه وقرأنه ، فإذا قرأناه فاتبع قرأنه ).سورة الأعلى :6
    ومما يدل على عصمتهم في التبليغ قال تعالى : (وما ينطق عن الهوى . إن هو إلا وحي يوحى ).سورة النجم : 3-4
    أما الخطأ الذي بغير قصد فهو في سبيلين :
    في أمور الدنيا : فهذا يقع ووقع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فيه مثل سائر البشر كأمور الزراعة ، زالنجارة وغيرها .
    عن رافع بن خديج قال : " قدم نبي الله صلى الله عليه وسلم المدينةوهم يُأبِّرون النخل قال : ما تصنعون ؟ قالوا : كنا نصنفه قال : لعلكم لو لم تفعلواكان أحسن فتركوه فنقصت فذكروا ذلك له فقال : إنما أنا بشر مثلكم ، إذا أمرتكم بشيءمن دينكم فخذوه ، وإذا أمرتكم بشيء من رأي فإنما أنا بشر . رواه مسلم .
    نلاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخطأ في هذا الأمر من أمور الدنيا لأنه كسائر البشر ولكنه لا يخطئ في أمر الدين ( وما ينطق عن الهوى . إن هو إلا وحي يوحى ).سورة النجم : 3-4

    وأما الخطأ بأمور الدين من غير قصد:
    فالراجح في ذلك من أقوالالعلماء : أنه يقع من النبي مثل هذا ولكن على سبيل فعل خلاف الأولى .
    فقدتعْرِض له المسألة وليس عنده في ذلك نص شرعي يستند إليه فيجتهد برأيه كما يجتهدالعالِم من آحاد المسلمين فإن أصاب نال من الأجر كِفْلين وإن أخطأ نال أجراً واحداًوهذا قوله صلى الله عليه وسلم " إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، وإذااجتهد فأخطأ فله أجر واحد " . رواه البخاري ومسلم من حديث أبيهريرة .
    وقد حدث هذا منه في قصة أسرى بدر. ،فنلاحظ أن هذه الحادثة لم يكن عندرسول الله فيها نص صريح فاجتهد واستشار أصحابه ، فأخطأ في الترجيح .
    ومثل هذا في السنّة قليل فيجب أن نعتقد العصمة للرسل والأنبياء وأن نعلم أنهم لايعصون الله تعالى .

    العصمة في التحمل وفي التبليع :
    اتفقت الأمة على أن الرسل معصومون في تحمل الرسالة ، فلا ينسون شيئا مما أوحاه الله إليهم قال تعالى : ( لا تحرك به لسانك لتعجل به ، إن علينا جمعه وقرأنه ، فإذا قرأناه فاتبع قرأنه ).سورة الأعلى :6
    وهم معصومون في التبليغ فالرسل لايكتمون شيئا مما أوحاه الله إليهم قال تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) سورة المائدة :67
    ومما يدل على عصمته في التبليغ قال تعالى : (وما ينطق عن الهوى . إن هو إلا وحي يوحى ).سورة النجم : 3-4

    أمور لاتنافي العصمة :
    الأعراض الجبلية البشرية لا تنافي العصمة :
    - الخوف ، قال تعالى : ( فلما رأى أيديهم لاتصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة ، قالوا لاتخف ..) سورة هود 70
    - الغضب ، قال تعالى : ( ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا ) سورة الأعراف 150
    - كونه لا يعلم الغيب ، قال تعالى : ( ولو كنت أعلم الغيب لا ستكثرت من الخير وما مسني السوء ) سورة الأعراف : 188
    - النسيان في غير أمور التشربغ والبلاغ ، عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    ( لما خلق الله آدم ، مسح ظهره ، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة ، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصا من نور ، ثم عرضهم على آدم ، فقال : أي رب ! من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء ذريتك فرأى رجلا منهم ، فأعجبه وبيص ما بين عينيه ، فقال : أي رب ! من هذا ؟ فقال : هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك - يقال له : داود - فقال : رب ! كم جعلت عمره ؟ قال : ستين سنة ، قال : أي رب ! زده من عمري أربعين سنة ، فلما قضي عمر آدم ، جاءه ملك الموت ، فقال : أولم يبق من عمري أربعون سنة ؟ قال : أولم تعطها ابنك داود ؟ ! قال : فجحد آدم ، فجحدت ذريته ، ونسي آدم ، فنسيت ذريته ، وخطئ آدم ، فخطئت ذريته ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    36

    افتراضي رد: عصمة الأنبياء عليهم السلام

    { و يونس إذ أبق إلى الفلك المشحون }
    !!!

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    1

    افتراضي رد: عصمة الأنبياء عليهم السلام

    مشكوووووووووووو ورة على الموضوع الاكثر من رائع تسلمين

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    136

    افتراضي رد: عصمة الأنبياء عليهم السلام

    جزاك الله خيرا

    أريد كتاب تناول عصمة الأنبياء عليهم السلام
    بارك الله فيكم

  5. #5

    افتراضي رد: عصمة الأنبياء عليهم السلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم الفضل مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا

    أريد كتاب تناول عصمة الأنبياء عليهم السلام
    بارك الله فيكم
    زادكم الله من فضله:
    http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1856
    تَصْفُو الحَياةُ لجَاهِلٍ أوْ غافِلٍ ... عَمّا مَضَى فيها وَمَا يُتَوَقّعُ

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    18

    افتراضي رد: عصمة الأنبياء عليهم السلام

    جزاك الله خيرا
    كان عنوان بحثي في الليسانس
    أدرجت في مبحثه الأخير رد بعض الشبهات حول عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم
    لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: عصمة الأنبياء عليهم السلام

    بارك الله فيكم ..

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: عصمة الأنبياء عليهم السلام

    وقد رجح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن الأنبياء ليسوا معصومين من ارتكاب الصغائر
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: عصمة الأنبياء عليهم السلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    وقد رجح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن الأنبياء ليسوا معصومين من ارتكاب الصغائر
    بارك الله فيك أبا أسماء .
    قد مر ذلك من كلام أختنا أم علي في أول كلامها ـ نفع الله بها ـ وهو الصحيح الذي عليه أكثر العلماء .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: عصمة الأنبياء عليهم السلام

    بارك الله في أختنا أم علي على هذا الموضوع .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: عصمة الأنبياء عليهم السلام

    قال ابن عبد البر ت 463 في التمهيد 3 / 266 : ومعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكفر عنه إلا الصغائر من الذنوب لأنه لم يأت قط كبيرة لا هو ولا أحد من أنبياء الله لأنهم معصومون من الكبائر صلوات الله عليهم .أهـ
    وقال ابن بطال ت 449 في شرح صحيح البخاري : وذكر الأنبياء ( صلى الله عليه وسلم ) فى حديث الشفاعة لخطاياهم ، فإن الناس اختلفوا هل يجوز وقوع الذنوب منهم ؟ فأجمعت الأمة على أنهم معصومون فى الرسالة ، وأنه لا تقع منهم الكبائر ، واختلفوا فى جواز الصغائر عليهم فأطبقت المعتزلة والخوارج على أنه لا يجوز وقوعها منهم ، وزعموا أن الرسل لا يجوز أن تقع منهم ما ينفر الناس عنهم وأنهم معصومون من ذلك . وهذا باطل لقيام الدليل مع التنزيل وحديث الرسول : ( أنه ليس كل ذنب كفرًا ) . وقولهم : إن البارى تجب عليه عصمة الأنبياء ، عليهم السلام ، من الذنوب فلا ينفر الناس عنهم بمواقعهم لها هو فاسد بخلاف القرآن له ، وذلك أن الله تعالى قد أنزل كتابه وفيه متشابه مع سابق علمه أنه سيكون ذلك سببًا لكفر قوم ، فقال تعالى : ( فَأَمَّا الَّذِينَ فى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ) [ آل عمران : 7 ] ، وقال تعالى : ( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ) [ النحل : 101 ] فكان التبديل الذى هو النسخ سببًا لكفرهم كما كان إنزاله متشابهًا سببًا لكفرهم ، وقال أهل السنة : جائز وقوع الصغائر من الأنبياء ، واحتجوا بقوله تعالى مخاطبًا لرسوله : ( لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ) [ الفتح : 2 ] فأضاف إليه الذنب ، وقد ذكر الله فى كتابه ذنوب الأنبياء فقال تعالى : ( وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ) [ طه : 121 ] ، وقال نوح لربه : ( إِنَّ ابُنِى مِنْ أَهْلِى ) [ هود : 45 ] ، فسأله أن ينجيه ، وقد كان تقدم إليه تعالى فقال : ( وَلاَ تُخَاطِبْنِى فِى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ ) [ هود : 37 ] ، وقال إبراهيم : ( وَالَّذِى أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِى خَطِيئَتِى يَوْمَ الدِّينِ ) [ الشعراء : 82 ] ، وفى كتاب الله تعالى من ذكر خطايا الأنبياء ما لا خفاء به
    وقال النووي ت 676 في شرح مسلم :
    واختلفوا فى وقوع غيرها من الصغائر منهم فذهب معظم الفقهاء والمحدثين والمتكلمين من السلف والخلف إلى جواز وقوعها منهم وحجتهم ظواهر القرآن والاخبار وذهب جماعة من أهل التحقيق والنظر من الفقهاء والمتكلمين من أئمتنا إلى عصمتهم من الصغائر كعصمتهم من الكبائر وأن منصب النبوة يجل عن مواقعها وعن مخالفة الله تعالى عمدا وتكلموا على الآيات والأحاديث الواردة فى ذلك وتأولوها وأن ما ذكر عنهم من ذلك انما هو فيما كان منهم على تأويل أو سهو أو من اذن من الله تعالى فى أشياء أشفقوا من المؤاخذة بها وأشياء منهم قبل النبوة وهذا المذهب هو الحق لما قدمناه

  12. افتراضي رد: عصمة الأنبياء عليهم السلام

    جزاك الله خيراً

    أرجو أن تقرأوا الموضوع والمشاركات في هذا الرابط وتؤكدوا لي على مدى توافقه مع ما ذكره الإخوة أعلاه


    http://www.soufia-h.net/showthread.php?p=73292

    وما الرد على من يقول أن الأنبياء لا يرتكبوا الصغائر، وأن ما ورد عن استغفار الأنبياء بعد فعل فعلوه فهو من باب " حسنات الأبراء سيئات المقربين "

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •