من خلال بحثي في بطون ( الحواسيب ) وجدت أن :
القائل ذو الرمة
وتمام القصيدة :
مَرَرْنَا عَلَى دَارٍ لِمَيَّة َ مَرَّة ً = وجاراتها قد كادَ يعفو مقامُها
فَلَمْ يَدْرِ إِلاَّ اللهُ مَا هَيَّجَتْ لَنَا = أهلَّة ُ أنآءِ الدِّيارِ وشامُها
وقدْ زوَّدتْ ميٌّ على النأيِ قلبهُ = عَلاَقَاتِ حَاجَاتٍ طَوِيلٍ سَقَامُهَا
فأصبحتُ كالهيماءِ لا الماءُ مبريٌ = صداها ولا يقضي عليه هيامُها
كَأَنِّي غَدَاة َ الزُّرْقِ يَا مَيُّ مُدْنَفٌ = يَكِيدُ بِنَفْسٍ قَدْ أَجَمَّ حِمَامُهَا
حِذَارَ اجْتِذَامِ الْبَيْنِ أَقْرَانَ طِيَّة ٍ = مصيبٍ لوقراتِ الفؤادِ انجذامُها
خَلِيليَّ لَمَّا خِفْتُ أَنْ تَسْتَفِزَّنِي = أَحَاديثُ نَفْسي بِالنَّوَى واحْتِمَامُهَا
تَدَاوَيْتُ مِنْ مَيٍّ بِتَكْلِيمَة ٍ لَهَا = فما زادَ إلاّ ضعفَ دائي كلامُها
أَنَاة ٍ كَأَنَّ الِمِسْكَ أَوْ نَوْرَ حَنْوَة ٍ = بميثاءَ مرجوعٌ عليه التثامُها
كأنَّ على فيها تلألؤَ مزنة ٍ = وَمِيضاً إِذَا زَانَ الْحَدِيثَ ابْتِسَامُهَا
أَلاَ خَيَّلَتْ مَيٌّ وَقَدْ نَامَ صُحْبَتي = فَمَا نَفَّرَ التَّهْوِيمَ إِلاَّ سَلاَمُهَا
طروقاً وجلبُ الرَّحلِ مشدودة ٌ به = سَفِينَة ُ بَرٍّ تَحْتَ خَدي زمَامُهَا
أنيختْ فألقتْ بلدة ً فوقَ بلدة ٍ = قَلِيلٍ بِهَا الأصْوَاتُ إِلاَّ بُغَامُهَا
يَمَانِيَة ٌ في وَثْبِهَا عَجْرَفِيَّة ٌ = إِذَا انْضَمُّ إِطْلاَهَا وَأَوْدَى سَنَامُهَا
وَدَوِّيَّة ٍ تَيْهَآءَ يَدْعُو بَجَوْزِهَا = دُعَآءَ الثَّكَالَى آخِرَ اللَّيْلِ هَامُهَا
أطلتُ اعتقالَ الرَّحلِ في مدلهمِّها = إذا شركُ الموماة أودى نظامُها
ولستُ بمحيارٍ إذا ما تشابهتْ = أماليسُ مخضرٌّ عليها ظلامُها
أُقِيمُ السُّرَى فَوْقَ الْمَطَايَا لِفْتَية ٍ = إذا اضطربوا حتَّى تجلَّى قتامُها
عَلَى مُسْتَظلاَّت الْعُيُونٍ سَوَاهِمٍ = شويكية ٍ يكسو بُراها لُغامُها
يُطَرِّحْنَ حِيرَاناً بِكُلِّ مَفَازَة ٍ = سقاباً وحولاً لم يكمَّلْ تمامُها
ترى طيرها منْ بينِ عافٍ وحاجلٍ = إلى حيَّة ِ الأنفاسِ موتى عظامُها
وأشعثَ قد ساميتهُ جوزَ قفرة ٍ = سَوَآءٌ عَلَيْنَا ضَحْوُهَا وَظَلاَمُهَا
تَهَاوَى بِهِ حَرْفٌ قِذَاف كَأَنَّهَا = نعامة ُ بيدٍ ضلَّ عنها نعامُها
ووجدت أن معنى البيت :
أنيخت الناقة فألقت كلكلها ( بلدتها ) فوق بلدة ( أرض ) لا تكاد تسمع فيها أصواتا غير رغاء هذه الناقة ( بُغامها )
اما الإعراب , فسأعرب , ولا تأخذ به إلا بعد التأكد من أساتذة اللغة :
أولا : على جر كلمة ( قليل ) :
قليل : نعت سببي لكلمة ( بلدةٍ ) مجرورة مثلها
الأصوات : فاعل لكلمة ( قليل ) مرفوع { لأن كلمة ( قليل ) اسم مشتق فلها معمول هو هنا كلمة ( الأصوات ) }
ثانيا : على رفعها :
قليل : خبر مقدم مرفوع
الأصوات : مبتدأ مؤخر
وجملة المبتدأ والخبر في محل جر نعت لكلمة ( بلدةٍ )
اما ( بغام ) فهي مرفوعة , وعند البحث وجدت فيها وجهين :
1- أن ( قليل ) بمعنى النفي , فيصير الاستثناء تاما منفيا يجوز معه في ( بغام ) النصب على الاستثناء , والرفع بكونه بدل بعض من ( الأصوات ) أي( لا أصوات كثيرة فيها إلا بغام الناقة )
2- أن ( إلا ) بمعنى ( غير ) و ( غير ) هنا تعرب صفة , فجعلوا ( إلا بغامها ) صفة لأصوات , والتقدير : ( قليل بها الأصوات غيرُ بغامِها ) والمعنى : قليل بها الأصوات التي هي غير البغام . فـ ( إلا ) هنا التي هي بمعنى ( غير ) ليست للاستثناء بل للوصف .
وبما أن ( إلا ) حرف فعلامة الرفع على الوصفية ظهرت على ما بعدها وهو ( بغام ) فهي إذن صفة لأصوات مرفوعة . وهذا التأويل لا أدري كيف أتى , فلو كانت ( إلا ) هنا بمعنى ( غير ) لصارت اسما , ولصار ما بعدها مجرورا .
ارجو أن أقرأ إفادة الأساتذة هنا