الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله، وأصحابه أجمعين، وبعد:خَالِف، تُذْكَر!
فلا يخفى على الجميع، أنه كثر في الآونة الأخيرة اللغط في مسألتي الاختلاط، ومن بعدها وجوب الجماعة، مما أدى إلى تشويش على العامة وفتنة لهم في دينهم، وكان هذا من قوم مغرمون بداءٍ سيء اسمه: (خَالِف، تُذْكَر)، فتجد أحدهم لا يبالي بمخالفة أهل بلده، حتى وإن أدت إلى ما أدت إليه من فتنة وصد عن دين الله.
فهؤلاء المغرمون نرجو من الله تعالى أن يهديهم بسلطان الوحي حتى يتعظوا ويتذكروا ويرجعوا إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أو أن يهديهم بسلطان الولاية والأخذ على أيديهم حتى يرجعوا، وحتى يكون الناس في أمن من شرهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إنما يفسد الناس نصف متكلم، ونصف فقيه، ونصف نحوي، ونصف طبيب، هذا يفسد الأديان، وهذا يفسد البلدان، وهذا يفسد اللسان، وهذا يفسد الأبدان، لا سيما إذا خاض هذا في مسألة لم يسبقه إليها عالم، ولا معه فيها نقل عن أحد، ولا هي من مسائل النزاع بين العلماء).
وفي صحيح مسلم من قول ابن سيرين رحمه الله: (إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم).
ونسأل الله تعالى أن يهدينا صراطه المستقيم، وأن يجعلنا ممن رأى الحق حقاً فاتبعه، ورأى الباطل باطلاً فاجتنبه، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً.