تَطْهِيرُ الطَّحَاوِيّة مِنْ تَمْوِيهَاتِ السَّقَّافِ الْبِدْعِيَّةِ للشيخ مختار طيباوي
نبذة عن الكتاب توطئة: يعلم أهل الشأن من ذوي الاختصاص في العقائد الفروق و الفواصل الواضحة بين عقيدة الجهميّة المعتزلة ،و بين عقيدة أهل السّنّة و الجماعة،فحتّى أولئك الّذين قلّ علمهم بالرّوايات و الآثار، ممّن تشبّع بكلام المعتزلة، و انتسب إلى غيرهم، لم يدّعوا أنّ قولهم بتأويل الصّفات، أو تفويض معانيها ،هو قول السّلف! ولا حاولوا أن يؤسسوا لهذه البدعة بتلفيق الرّوايات و الآثار، بل كان جلّ عمدتهم ما يسمّونه خطأ بـ" الدّليل العقليّ"، وهو ذاك القانون المستورد من بنات أفكار مشركي اليونان وكفرتهم. أمّا أن يأتي أحدهم ـ في هذا الزّمان ـ ليزعم أنّ تأويل الصّفات و تفويض معانيها هو مذهب أئمة السّنّة، فهذه إحدى غرائب و عجائب هذا الزّمان! وقد تتبّعت ما جاء في كتاب المدعو علوي السّقّاف المسمّى(شرح العقيدة الطّحاويّة) فوجدته أخذ عقيدة المعتزلة برمّتها، لم يترك منها شيئا. وهذا معروف عن الشّيعة أنّهم في عصر البويهيين تعلم بعضهم عقائد الاعتزال، فانتقلوا من التّجسيم الصريح إلى التّعطيل القبيح. فالقدماء منهم ـ كما ذكره الأشعريّ في ( المقالات)، و الشهرستانيّ في(الملل و النحل)، و ابن حزم في (الفصل في الملل و الأهواء و النحل)، و الإسفراينيّ في( التّبصرة)، و عبد القاهر البغدادي في( الفرق بين الفرق) وغيرهم ـ مجسمة يقولون بأنّ الله على صورة الإنسان و أنه نور وضياء وجسم. كان هشام بن الحكم الكوفيّ، و تلميذه أبو علي الصّكاك يقولون: (( إنّ الله سبعة أشبار بشبر نفسه، أمّا المتأخّرون منهم فيثبتون عقيدة المعتزلة)). ـ فهم في القدر و الصّفات على مذهب المعتزلة: النّفي و التّعطيل، فأهمّ كتبهم العقديّة لا تتجاوز هذا العصر، وبالضّبط في فترة نصير الدّين الطّوسيّ ، أمّا قبل ذلك فلا يُعرف لهم خوض في علم الكلام، ولكن الأغرب من ذلك أنّ السّقّاف ينسب عقيدة المعتزلة في الصّفات ـ جميع الصّفات ـ و القدر وغيرها إلى أئمّة السّنّة، وهذا لم يسبقه إليه أحد.
http://www.taibaoui.com/index.php?type=3