السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الاخوة الافاضل ارجو المساعدة العاجلة في تخريج و دراسة طرق حديث " ذكاة الجنين ذكاة امه " مع الحكم على كل طريق بشكل مستقل و لكم جزيل الشكر و العرفان اختكم في الله ابو ديس
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الاخوة الافاضل ارجو المساعدة العاجلة في تخريج و دراسة طرق حديث " ذكاة الجنين ذكاة امه " مع الحكم على كل طريق بشكل مستقل و لكم جزيل الشكر و العرفان اختكم في الله ابو ديس
حديث " ذكاة الجنين ذكاة أمه " روي عن جابر وابن عمر وأبى هريرة وأبى سعيد.
ـ حديث جابر.
يرويه أبو الزبير عنه به.
أخرجه أبو داود (2828) والدارمى (2/84) وأبو نعيم فى " الحلية " (7/92 و9/236) والدارقطنى (540) والحاكم (4/114) والبيقهى (9/334 ـ 335) من طرق عنه.
وقال الحاكم:" صحيح على شرط مسلم ".
ووافقه الذهبى.
قلت: وهو كما قالا , لولا أن أبا الزبير مدلس وقد عنعنه فى جميع الطرق عنه , وبها أعله ابن حزم فى " المحلى " (7/419).
2 ـ حديث أبى سعيد.
يرويه أبو الوداك عن أبى سعيد قال:" سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجنين ؟ فقال: كلوه إن شئتم ".
وفى لفظ: " يا رسول الله ننحر الناقة , ونذبح البقرة والشاة , فنجد فى بطنها الجنين , أنلقيه أم نأكله ؟ قال: كلوه إن شئتم.
فإن ذكاته ذكاة أمه ".
أخرجه أبو داود (2827) واللفظ الثانى له فى رواية , والترمذى (1/279) وابن ماجه (3199) والدارقطنى والبيهقى وأحمد (3/31 و53) من طريق مجالد ابن سعيد عنه.
وقال الترمذى:" حديث حسن صحيح , وقد روى من غير هذا الوجه عن أبى سعيد ".
قلت: ومجالد ليس بالقوى , لكنه قد تابعه يونس بن أبى إسحاق عن أبى الوداك به.
أخرجه ابن الجارود (900) وابن حبان (1077) والدارقطنى (541) والبيهقى وأحمد (3/39).
وقال الزيلعى فى " نصب الراية " (4/189): " قال المنذرى: إسناده حسن , ويونس وإن تكلم فيه فقد احتج به مسلم فى " صحيحه " ".
وللحديث طريق أخرى عن أبى سعيد أخرجه أحمد (3/45) , والطبرانى فى " المعجم الصغير " (ص 48/94) والخطيب فى " التاريخ " (8/412) من طريقين ضعيفين عن عطية العوفى عنه.
قلت: وعطية ضعيف.
3 ـ حديث ابن عمر , يرويه عنه نافع , وله عنه ثلاث طرق:
الأولى: يرويها وهب بن بقية حدثنا محمد بن الحسن الواسطى (وفى رواية المزنى) عن محمد بن إسحاق عنه.
أخرجه الطبرانى فى " الأوسط " (1/131/1) والحاكم (4/114) وقال الطبرانى: " لم يروه عن ابن إسحاق إلا محمد بن الحسن , تفرد به وهب بن بقية ".
وقال الزيلعى (4/190): " ورجاله رجال الصحيح , وليس فيه غير ابن إسحاق , وهو مدلس , ولم يصرح بالسماع , فلا يحتج به , ومحمد بن الحسن الواسطى ذكره ابن حبان فى " الضعفاء " وروى له هذا الحديث ".
قلت: إنما علته العنعنة , وأما الواسطى فثقة اتفاقا , وابن حبان تناقض فيه , فأورده فى " الضعفاء " كما ذكر الزيلعى وساق له هذا الحديث وقال : " إنما هذا قول ابن عمر موقوف " كما فى " التهذيب ".
وأورده أيضا فى " الثقات ".
قال الذهبى فى " الميزان ": " وهذا أصوب ".
ولهذا جزم الحافظ فى " التقريب " بأنه ثقة , وهو من رجال البخارى.
الثانية: يرويها عبيد الله بن عمر عن نافع به.
أخرجه الطبرانى فى " الصغير " من طريق عبد الله بن نصر الأنطاكى , حدثنا أبو أسامة عن عبيد الله , وقال: " لم يروه مرفوعا عن عبيد الله إلا أبو أسامة , تفرد به عبد الله بن نصر ".
قلت: وهو ـ كما قال الذهبى ـ منكر الحديث.
ولكن لم يتفرد به شيخه عن عبيد الله , فقد رواه عصام بن يوسف أخبرنا مبارك ابن مجاهد عن عبيد الله به.
أخرجه الدارقطنى (539) والبيهقى (9/335) وقال: " وروى من أوجه عن ابن عمر مرفوعا , ورفعه عنه ضعيف , والصحيح موقوف ".
قلت: والمبارك بن مجاهد ضعفه غير واحد , فهو علة هذه الطريق.
الثالثة: عن أيوب بن موسى عن نافع به.
أخرجه الطبرانى فى " المعجم الصغير " (ص 221) عن طريق أحمد بن الفرات الرازى حدثنا هشام بن بلال حدثنا محمد بن مسلم الطائفى عن أيوب بن موسى عن نافع وقال: " لم يروه عن أيوب بن موسى إلا محمد بن مسلم , ولا عن محمد إلا هشام , تفرد به أبو مسعود ".
قلت: وهو ثقة وكذا سائر الرواة سوى شيخه هشام بن بلال ولم أجد له ترجمة.
وبالجملة فهذه الطرق عن ابن عمر كلها معلولة , ولذلك جزم البيهقى فيما تقدم بأن رفعه ضعيف , وأن الصحيح موقوف.
وقد أخرجه مالك فى " الموطأ " (2/490/8) عن نافع عن عبد الله بن عمر أنه كان يقول: " إذا نحرت الناقة فذكاة ما فى بطنها فى ذكاتها , إذا كان قد تم خلقه , ونبت شعره , فإذا خرج من بطن أمه ذبح حتى يخرج الدم من جوفه ".
وقال ابن عدى: " اختلف فى رفعه ووقفه على نافع , ورواه أيوب وجماعة عن نافع عن ابن عمر موقوفا وهو الصحيح ".
وبقية الأحاديث عن غير من ذكرنا من الصحابة أسانيدها كلها معلولة وفيما ذكرنا كفاية , وتجد تخريجها فى " نصب الراية " (4/189 ـ 192) و" التلخيص " (4/156 ـ 158) وذكر فى أول تخريجه إياه: " قال عبد الحق: لا يحتج بأسانيده كلها.
وخالف الغزالى فى " الإحياء " , فقال: " هو حديث صحيح " وتبع فى ذلك إمامه , فإنه قال فى " الأساليب ": هو حديث صحيح , لا يتطرق احتمال إلى متنه , ولا ضعف إلى سنده , وفى هذا نظر , والحق أن فيها ما ينتهض به الحجة , وهى مجموع طرق حديث أبى سعيد , وطرق حديث جابر ".
قلت: وصححه ابن دقيق العيد بإيراده إياه فى " الإلمام بأحاديث الأحكام " (ص 299).
__________
من كتاب إرواء الغليل لشيخ الإسلام الألباني (8/ 172 - 175).
السلام عليكم اخى ابن عدي جزاك الله الف خير لقد افدتني بتخريج الحديث عظيم الفائدة