بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله المبعوث رحمة للعالمين ؛ وبعد : قال رضا محمد سالم شحاده ص (5-6) من مقدمة تحقيقه لكتاب ( الأموال ) لأبي جعفر أحمد بن نصر الداودي المالكي تحت العنوان ( أين الأمانة العلمية ) : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " من غشنا فليس منا " .
كلمة إلى الأستاذ الدكتور / محمد أحمد سراج – رئيس قسم الشريعة – كلية الحقوق – جامعة الإسكندرية .
والأستاذ الدكتور / علي جمعة محمد – أستاذ أصول الفقه – جامعة الأزهر .
فوجئت بأن " كتاب الأموال " لأبي جعر الداودي ، والذي حصلت بتحقيقه ودراسته على درجة الماجستير ودبلوم الدراسات العليافي العلوم الإسلامية من دار الحديث الحسينية – جامعة القرويين – الرابط – المغرب – 1988 ؛ بان تقدم الدكاترة بأخذ الكتاب المحقق وطبعوه في دار السلام – للطباعة والنشر والترجمة – بالقاهرة – ووضعا اسمهما على الكتاب ( دراسة وتحقيق ) وادعيا بأنه ( مخطوط كامل ينشر للمرة الأولى ) ؟!
وهذا غش ، وكذب ، وادعاء باطل ، وسرقة علمية ، ما كان لكما أن تفعلا ذلك ، وأنتما أستاذا الشريعة ، وما هو حكم الشرع في سرقة مجهود الآخر ؟ فالكتاب الذي نقلتموه كان مليئا بالأخطاء المطبعية التي وقعتم فيها ، ليظهر الله – عز وجل – فعلكما المشين .
فأنتما لم تحققا الكتاب ، ولم تطلعا على المخطوطتين ، بل عى صور منها في دار الكتب المصرية .
ولولا التحقيق والمقابلة بين النسختين اللتين قمتُ بضبطهما والتوثيق التام للأقوال ، وغحالة كل قول لقائله من عدة مصادر ، وتحقيق نوع الخط الأندلسي من قبل الأستاذ العلامة / محمد المنوني – رحمه الله – خبير المخطوطات المغربية ، والذي جلست معه ساعات عديدة لتحقيق الكلمة الواحدة ، لما كان هذا الكتاب بهذه الصوةر المشرفة ، والتي خرجت بفضل الله وعونه للنور بعد مضي ألف عام على تأليفه ، والذي أتشرف وأعتز بتحقيقه وإخراجه وإضافته للمكتبة الإسلامية العريقة بتراثها الحضاري ، والذي أعتبره قربة إلى الله – تعالى – ولوجهه الكريم ؛ فهل عندكم خبرة في نوع الخط الأندلسي والمغربي ؟
وهل اطلعتم على كتب الإمام الداودي بخزانة القرويين بفاس ؟
لقد قرأت كتاب الأموال – طبعة دار السلام بالقاهرة ، وأحصيت ما يقارب (76) خطأ في النص وفي الأحاديث النبوية ؛ ففيهما من التحريف والتصحيف ، والزيادة والنقصان ، ما يدل على أنها نسخة غير صحيحة ، وغير معتمدة ، ولا يجوز الاعتماد عليها ، والاقتباس منها .
وأنا على استعداد للمثول أمام (1) لجنة علمية محايدة لتحكم بيني وبينكم ، ويتضح ذلك في شرحكم على الكتاب ، الذي ثبت أنكم نقلتموه ولم تدركوا الأخطاء التي وقعتم فيها : سواء في اسم المؤلف ، أو في نص الكتاب ، بما فيه من تصحيف وتحريف ، وزيادة ونقصان من طرفكم لما ترونه ( مقتضى لسياق الكلام ) ؟؟ وأن ما قمتم به من الدراسة حول النص الذي أخذتموه أنكم أبدلتم حرف ( ع ) بحرف ( ص ) لكي لا ينتبه القارئ إلى الفرق بين كتابي وكتابكم المزعوم .
وادعيتم بأنكم تعبتم كثيرا في تحقيق النص على عدة نسخ ، وأن التراجم التي قمتم بترجمتها بلغت 700 ترجمة ترجمة ، في حين أن تراجم الأعلام بلغت 263 علما ، وقد ترجمتها ، وكذلك نسبة الأقوال إلى قائليها ، فمن أين أحضرتم 700 شخصية ؟! وللقارئ أن يعد التراجم ليعلم مدى كذبكم ، وهناك أشياء كثيرة معدودة عليكم ، دلت على الغش والافتراء .
قال الله – تعالى - : (لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا)
] آل عمران : 188 [ .
وأن كتاب الأمول للداودي بنشر وطبع " دار الكتب العلمية " صاحبة الإذن بطبعه من محقق الكتاب ، هو النسخة الصحيحة ، والمعتمدة ، والمحققة تحقيقا علميا ، وسيجد القارئ الفرق بين الدارسة والتحليل والمقارنة ، مع مناقسة لجنة من ثلاثة دكاترة أفاضل أشادوا بالتحقيق والدراسة ؛ فجزاهم الله خيرا .
ويا ليتنا نحيل كل قول إلى قالئه ، وكل مقالة لكاتبها ، وكل مصنف لكتابه ، وكل محقق لتحقيقه ونشره ؛ لكي يكون التنافس العلمي الصحيح ، النزاهة العلمية ، وليس الاقتباس والنقل والادعاء بما لم يفعل .
والتراق ملك للإنسانية ؛ فيجب أن يخرج إلى النور على يد أمنية ، ترى أن عملها لله وحده ؛ فيجب أن يدرس دراسة أكادمية صحيحة ، تهدف من وراء ذلك لتحقيق المنهج الاستقرائي والتحليلي ؛ لكي ننهض بالمستوى الفكري والثقافي لدى أمتنا ، أمة " اقرأ " .
وإنني أطالب :
أولا : بوقف طبع كتاب الأموال للداودي من " دار السلام " بالقاهرة ، وسأعمل على المتابعة القانونية .
ثانيا : أن نشرتها غير صحيحة ، والنص مصحف ومحرف ، ولا يجوز الاعتماد عليها .
ثالثا : أطالب بلجنة علمية للتحقيق في الموضوع .
رابعا : أطالب بنك الكويت الصناعي بعدم نشر الكتاب باسم الأستاذين المذكروين .
خامسا : أطالب بالحقوق الفكرية ، وأنا على استعداد لذكر الأخطاء والتصحيفات والتحريفات والزيادات ، والتي بلغت (76) خطأ في الطبعة الأولى والثانية .
وإني لأنتهز فرصة نشر هذا المخطوط القيم ، لأشكر جميع من تفضل بمساعدتي في إخراجه ، وأخص بالذكر الأستاذ / محمد العلوي الهاشمي بجماعة محمد بن عبد الله – فاس ، والأستاذ محمد الدباغ أمين عام خزانة القرويين بفاس ، والأستاذ / محمد الصقلي – دار الحديث الحسينية ، والأستاذ محمد المنوني ، وكل من المدني بالعون المادي والمعنوي ، فجزاهم الله جميعا خير الجزاء .
قال الله – تعالى – ( إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا ) ( الكهف 30 ) .
وقال صلى الله عليه وسلم : " إنك إن تخلف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة " رواه البخاري .
وقال تعالى ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) ( البقرة 281 ) .
الفقير إلى عفو ربه الكريم رضا محمد سالم شحاده
(1) قلت (أشرف) في الأصل ( أما ) ؛ وهو خطأ مطبعي !
والله الموفق
.