بسم الله الرحمن الرحيم
نصيحة ، أرجوا من الله أن تلقى آّذاناً صاغيةً :
عن مالك بن الحويرث ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) .
قال الإمام الزهري : " السنة سفينة نوح من ركبها نجى " .
وها أنا أستعين بالله ، مبتدأ في بيان السنة في حكم إطالة أركان الصلاة _ من قيام ، وركوع ، وسجود _ ، سائلاً المولى أن يسدد خطانا ، وأن يوفقنا للحق والصواب ....
عن أنس رضي الله عنه ، أنه قال : ( إني لا آلو أن أصلي بكم كما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بنا ، قال ثابت : كان أنس بن مالك يصنع شيئاً لم أركم تصنعونه ، كان إذا رفع رأسه من الركوع قام حتى يقول القائل : قد نسي ، وبين السجدتين حتى يقول القائل قد نسي ) . أخرجه البخاري ومسلم .
وجاء في حديث المسيء صلاته ، قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ثم اركع حتى تطمئن راكعاً ، ثم ارفع حتى تطمئن قائماً ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ... ) .
أخرجه البخاري ومسلم .
وإذا كان يطيل في قيامه ، وجلوسه بين السجدتين ، فكذلك كان يفعل في ركوعه ، وفي سجوده ، ويدل لذلك :
ما رواه البراء بن عازب ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان سجوده ، وركوعه ، وقعوده ، وما بين السجدتين قريب من السواء ) .أخرجه البخاري ومسلم .
ومما يدل على طول ركوعه ، وسجوده صلى الله عليه وسلم ، ما ورد عنه من أذكار كان يقولها في هذين الموضعين ، وهي كثيرة ، أذكر منها :
• ماجاء في حديث علي رضي الله عنه ، عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم : وإذا ركع يقول في ركوعه : ( اللهم لك ركعت ، وبك آمنت ، ولك أسلمت ، خشع لك سمعي ، وبصري ، ومخي ، وعظمي ، وعصبي ) ، وإذا سجد يقول في سجوده : ( اللهم لك سجدت ، وبك آمنت ، ولك أسلمت ، سجد وجهي للذي خلقه ، وصوره ، وشق سمعه وبصره ، تبارك الله أحسن الخالقين ) . أخرجه مسلم .
• عن عائشة رضي الله عنه قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده ، قوله : ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي ) . أخرجه البخاري ومسلم .
• عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه ، وسجوده : ( سبُّوح ، قدُّوس ، رب الملائكة والروح ) . أخرجه مسلم .
• عن عوف بن مالك رضي الله عنه ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه ، وسجوده : ( سبحان ذي الجبروت ، والملكوت ، والكبرياء ، والعظمة ) . أخرجه أبو داود والنسائي ، وصححه الألباني في صحيح أبي داود رقم ( 817 ) .
وغير ذلك ، مما هو مبسوط في محله .
ومما يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يطيل سجوده ، أنه كان يكثر الدعاء في سجوده .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله علبه وسلم قال : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء ) . أخرجه مسلم .
_ إشكال وجوابه :
قد يقول قائل _ ويا كثرة القائلين _ : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر المسلمين أن يسيروا في صلاتهم سير الأضعف منهم ، فلماذا تطيلون الصلاة ؟ وفي الناس من هو ضعيف ، وكبير ، وذا حاجة ؟
فالجواب أن يقال :
_ أن هذا التقدير للإمام ، وليس لآحاد المصلين .
_ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصل خلفه الضعيف ، والكبير ، وذا الحاجة ، فننظر إلى فعل رسول الله في هذه الحالة فهو المشرع ، وننظر إلى فعل صحابته رضوان الله عليهم ، أكانوا يسرقون صلاة الناس كما يفعل بعض الأئمة اليوم ، وكما يتمناه بعض المأمومين ، أم هو ماذا ؟
عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالتخفيف ويأمنا بالصافات . أخرجه ابن خزيمة ( ح 1606 ) ، وإسناده حسن .
وعن إبراهيم التيمي ، أنه قال : كان أبي قد ترك الصلاة معنا ، قلت : ما لك لا تصلي معنا ؟ قال : إنكم تخففون الصلاة . قلت فأين قول النبي : ( إن فيكم الضعيف ، والكبير ، وذا الحاجة ) . قال قد سمعت عبد الله بن مسعود يقول ذلك ، ثم صلى بنا ثلاثة أضعاف ما تصلون . صححه الألباني في تعليقه على ابن خزيمة ( ح 1607 ) .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ...