الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله، وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد.بسم الله الرحمن الرحيم
فقد ثبت في أحاديث كثيرة صحيحة إضافة الظل إلى الله تعالى، فمنها:
- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الأذان، ظله يوم لا ظل إلا ظله ...» الحديث، متفق على صحته أخرجه البخاري في كتاب الأذان، باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة، برقم (620)، ومسلم في كتاب الزكاة، باب فضل إخفاء الصدقة، برقم (1712).
- وقوله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي»، رواه مسلم في البر والصلة والآداب باب في فضل الحب في الله برقم (2566).
- وقوله صلى الله عليه وسلم: «من أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله في ظله»، رواه مسلم في الزهد والرقائق باب حديث جابر الطويل وقصة أبي اليسر برقم (3014)، والإمام أحمد في مسند المكيين حديث أبى اليسر الأنصاري كعب بن عمرو رضي الله عنه برقم (15095).
فهل إضافة الظل إلى الله تعالى في مثل هذه الأحاديث الصحيحة، من باب إضافة الصفة إلى موصوفها، أم من باب إضافة الشيء إلى خالقه على وجه التكريم والتشريف؟، وما معنى ذلك؟.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (اعلم أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم «في ظله»، هذا من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، يعني: ظلٌ يخلقه الله، لا يبنيه الآدميون بالسقوف والعروش وما أشبه ذلك، في الدنيا يبني الناس فيها ما يظلهم، لكن في الآخرة ما فيه إلا ظل الله عز وجل الذي خلقه فهو ظل مخلوق وليس ظل الخالق عز وجل).
وقال: (فلو قدِّر أن هذا هو ظل الله نفسه لزم من هذا أن يكون هناك شيء فوق، يكون الله تعالى ظلالاً دونه، ودون الخلائق، وهذا لا شك أنه منكر، فالحديث لا يدل على هذا أصلاً).المصدر: شرح باب البكاء من خشية الله عز وجل من كتاب الرقاق من صحيح البخاري للشيخ رحمه الله.
أرجوا من الأخوة إثراء هذا الموضوع بمشاركاتهم، ونقولاتهم عن علماء أهل السنة والجماعة.