تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: (الاحكام الفقهية لماء زمزم )بقلم الدكتور صالح محمد النعيمي

  1. #1

    Post (الاحكام الفقهية لماء زمزم )بقلم الدكتور صالح محمد النعيمي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .. وبعد
    فهذه احكام فقهية تخص ماء زمزم

    الاحكام الفقهية لماء زمزم
    مستحبـــات ماء زمزم
    لقد جعلت مستحبات ماء زمزم على شكل مسائل فقهية
    في هذا المبحث وهي :ـ
    المسالة الاولى :ـ استحباب شرب ماء زمزم ، وذلك عموما في كل الاحوال ولكل احد ؛ لان النبي صلى الله عليه وسلم سن بشرب ماء زمزم بقوله وفعله ، حيث بين الرسول صلى الله عليه وسلم لامته فضائل ماء زمزم وخيراته وحث على الاكثار والتضلع منه ، وجعل ذلك من علامة الايمان الكامل ، ولابراءة من النفاق .
    ومن صريح ما روي في استحباب شرب ماء زمزم عموما في كل الاحوال ، ولكل احد ، ما جاء عن السائب المخزومي رضي الله عنه انه قال : ( اشربوا من سقاية العباس ، فانه من السنة .
    و سقاية العباس هي ماء زمزم ، وقوله : ( من السنة ) أي من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فله حكم المرفوع .
    وقال ابن عباس رضي الله عنهما : (صلوا في مصلى الاخيار ، واشربوا من شرب الابرار ، قيل لابن عباس : وما مصلى الاخيار ؟ قال : تحت الميزاب، قيل : وما شراب الابرار ؟ قال : ما زمزم ، وقد نص الشافعية علـى سنية ذلك ، والمالكية على استحبابه لمن كان بمكة ، وهذا يشمل من كان مُحرِماً او غيرَ مُحرِم .
    وقد نص فقهاء المذاهب الاربعة على استحباب الاكثار من شرب ماء زمزم والتضلع منه ، مستدلين بحديث سيدنا ابن عباس رضي الله عنه، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : (( ان اية ما بيننا وبين المنافقين انهم لا يتضلعون من زمزم)) .
    وعن ابن عباس رضي عنهما ، انه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق )) .
    المسألة الثانية :ـ استحباب شرب ماء زمزم للحاج والمعتمر عند الفراغ من الطواف بالبيت ، وقبل البدء السعي ، نص على ذلك الحنفية ، والمالكية ، والشافعية ولم اجد نصاً في ذلك عند الحنابلة . واستدلوا بما يلي :ـ
    1. عن جابر : ان النبي صلى الله عليه وسلم رمل ثلاثة اشواط من الحجر ، وصلى ركعتين ، ثم عاد الى الحجر ، ثم ذهب الى زمزم فشرب منها ، وصبَّ على راسه ، ثم رجع فاستلم الركن ، ثم رجع الى الصفا ، قال : ابدؤوا بما بدأ الله به …) .
    2. وعن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن ابيه قال : لما حجّ معاوية رضي الله عنه حججنا معه ، فلما طاف بالبيت ، وصلى عند المقام ركعتين ، ثم مرَّ بزمزم وهو خارج الى الصفا ، فقال: انزع لي منها دلواً ياغلام ، فنزع له منها دلواً ، فاتي به فشرب منه ، وصب على وجهه وراسه ، وهو يقول : زمزم شفاء ، وهي لما شرب له)) .

    المسألة الثالثة :ـ استحباب الشرب من ماء زمزم للحاج والمعتمر عند الفراغ من اداء المناسك :ـ
    وقد نص على استحباب ذلك الحنفية والشافعية والحنابلة، وهذا ولم اجد نص على ذلك للمالكية .
    واستدلوا بما ياتي :ـ
    ففي حديث جابر ، في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (( ..... ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأفاض الى البيت ، فصلى بمكة الظهر ، فأتى بني عبدالمطلب يسقون على زمزم ، فقال : انزعوا بني عبدالمطلب ، فلولا ان يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم ، فناولوه دلواً فشرب منه …. )).
    ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم : (( فلولا ان يغلبكم الناس …)) أي لولا ان يغلبكم الناس على هذا العمل اذا رأوني قد عملته ، لرغبتم في الاقتداء بي ، فيغلبوكم في المكاثرة ، لفعلت .
    المسألة الرابعة :ـ استحباب الشرب من ماء زمزم عند توديع بيت الله الحرام:ـ
    وقد نص على استحباب ذلك فقهاء المذاهب الاربعة .
    واستدلوا بما ياتي :ـ
    ((عن المجاهد التابعي رضي الله عنه، قال : كانوا ـ أي قبله من الصحابة رضي الله عنهم ـ يستحبــــون اذا ودَّعوا البيت ان ياتوا زمزم فيشربوا منها )).

    لقد كان السلف الاول من الصحابة رضي الله عنهم يَسْتحبّون الشرب من ماء زمزم اذا ارادوا فِراقَ ووداع بيت الله الحرام ، متزودين منه ، متبركين به حتى اخر لحظة .
    المسألة الخامسة :ـ استحباب سقي ماء زمزم ، والثواب في ذلك :ـ
    وردت احاديث عديدة في الحث على سقي ماء زمزم لما فيه من اجر عظيم منها :ـ
    ما رواه الامام البخاري ، عــن ابن عباس رضي الله عنهما ـ قال : (( ... ثم اتى النبي صلى الله عليه وسلم زمزم ، وهم يسقون ، ويعملون فيها ، فقال : اعملوا، فانكم على عمل صالح ، ثم قال : لولا ان تُغلَبوا ، لنزلتُ حتى أضعَ الحَبْلَ على هذه ـ واشار الى عاتقه ..... )).
    قال الحافظ ابن حجر : (( وفي الحديث ترغيب في سقي الماء ، خصوصاً ماء زمزم )).

    المسألة السادسة :ـ استحباب شرب ماء زمزم قائماً :-
    اختلف الفقهاء في شرب ماء ماء زمزم هل يكون عن
    قيام او عن قعود ؟ :ـ
    وذلك لورود احاديث صحيحة في شربه صلى الله عليه وسلم ماء زمزم قائماً وورود حاديــث صحيحة اخرى في النهي عــن شرب الماء ـ مطلقاً ـ قائماً ، سواء كان من زمزم او من غير زمزم .
    وعلى هذا ذهب فريق من الحنفية ، وهو معتمد عند ابن عابدين في حاشيته الى استحباب شرب ماء زمزم قائماً .
    ودليلهم ما صح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( سقيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم من زمزم فشرب وهو قائم) .
    فشرب زمزم قائماً هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم :ـ ونصّ المالكية ،

    والحنابلة ، على جواز شرب الماء قائما، مستدلين بشربه صلى الله عليه وسلم من ماء زمزم قائماً ـ فهذا يشمل الشرب من زمزم وغيره ، علماً ان بعض المالكية ، ينص على كراهة الشرب من زمزم قائماً.
    وذهب فريق آخر من الحنفية ، وكذلك الشافعية ، الى نسية شرب ماء زمزم قاعداً ، ويكره تنزيهاً شربه قائماً .
    ودليلهم ما رواه الامام مسلم في صحيحه : (( عن انس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، انه نهى ان يشرب الرجل قائماً )) .
    فهذا نهي عام عن الشرب قائماً ، سواء كان الشرب من ماء زمزم او من غيره ، وانما قالوا بالكراهة دون التحريم لمن شربه قائماً ، لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه شرب الماء قائما ـ كما تقدم ـ .
    والذي يبدو رجحانه في هذه المسالة ما ذهب اليه اصحاب المذهب الاول لان نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شرب الماء قائماً ، وهذا في عموم الماء ولورود حديث آخر ثبت فيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب ماء زمزم قائماً ، فيكون هذا الحديث الخاص مخصصاً لعموم النهي عن الشرب قائماً ، والله تعالى اعلم بالصواب .
    المسالة السابعة :استحباب تقديم المسافر على غيره في شرب ماء زمزم :ـ
    عن ابي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ابن السبيل اوَّل شارب ـ يعني من زمزم ـ )).
    وابن السبيل : هو المسافر ، والسبيل : هو الطريق ، وسمي به للزومه له ، ففي هذا الحديث يحث النبي صلى الله عليه وسلم ، على تقديم ابن السبيل المسافر المقيم من جيران الحرم في الشرب من ماء زمزم ، وهذا ( عند الازدحام لمقاساة المشاق ، وضَعْفِ ابن السبيل بالاغتراب )، لان جيران البيت هم على تزود دائم من هذا الماء المبارك ، ولان صلاة التطوع لاهل مكة والمجاروين فيها ، افضل من طواف التطوع في موسم المناسك ، لئلا يُزاحِموا اهل الموسم .
    المسألة الثامنة :ـ استحباب صَبِّ ماء زمزم على الراس والبدن :ـ
    وعلى استحباب صب الماء على الراس والبدن اتفق فقهاء المذاهب الاربعة على ذلك ، مستدلين بما سبق فيما يخص الحاج والمعتمر ـ واما غيرهما فبتعدي العلة ، حيث ان الحكمة من ذلك التبرك بماء زمزم .
    (( فعن جابر ، ان النبي صلى الله عليه وسلم ، رمل ثلاثة اشواط من الحجر الى الحجر ، وصلى ركعتين ، ثم عاد الى الحجر ، ثم ذهب الى زمزم فشرب منها، وصب على راسه …. ))
    (( وعن يحيى ابن عباد بن عبد الله بن الزبير عن ابيه قال : لما حج مع معاوية رضي الله عنه حججنا معه ، فلما طاف بالبيت ، وصلى عند المقام ركعتين ، ثم مرَّ بزمزم ، وهو خارج الى الصفا فقال : انزع لي منها دلواً يا غلام، قال : فنزع له دلواً ، فأُوتي به فشرب منه فصب على وجهه ورأسه...... وهو يقول: زمزم شفاء ، هي لما شرب له ))

    المسألة التاسعة :ـ استحباب تحنيك المولود بماء زمزم :ـ
    (( عن حبيب ـ بن ابي ثابت ـ قال : قلت لعطاء : آخذ من ماء زمزم ؟ يساله عن حمله من مكة الى غيرها ـ قال : نعم ، قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يحمله في القوارير ، وحنك به الحسن والحسين رضي الله عنهما بتمر العجوة ))
    وقد نص الفقهاء وشراح كتب الحديث ، على استحباب تحنيك الصغار ، هذا واني لم اقف على نص عندهم في استحباب ان يكون التحنيك بماء زمزم ، والاستدلال باثر عطاء المتقدم في اول المسألة ظاهر ، وان كان مرسلاً ، لكن يؤيده ايضاً عموم النصوص الواردة في الحث على استعمال ماء زمزم في الشرب منه ، والاستشفاء به ، والوضوء به وغيرها ، فهذا العموم يشمل استحباب تحنيك الاطفال بهذا الماء المبارك ، اذ الحِكمَة من التحنيك بماء زمزم هي : ان يكون من اول ما يتغذى به الطفل ، وينبت عليه جسده ، وان ينبت هذا الطفل نباتا حسناً باذن ربه سبحانه تعالى.

    آداب شـــــرب مـــــاء زمـــــزم
    ان لشرب ماء زمزم آداب عديدة ، نص عليها الائمة الابعة ، واصحاب المناسك ، وهي سبعة ، اذكرها مع بيان ادلتها فيما ياتي :ـ
    اولاً : استقبال القبلة .
    ثانياً: ان يشرب على ثلاثة انفاس ، فيفصل الشارب فمه عن الاناء ثلاث مرات ويشرب في ثلاث مرات ، فقد (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يتنفس في الشراب ويقول: انه اروى وابدأ وأمرأ))
    في رواية اخرى يرويها الامام ابو داود هي بزيادة : (( أهنأ)).
    ويكره النفخ في الاناء عند الشرب ؛ لان النبي صلى الله عليه وسلم ، نهى عن ذلك الفعل.
    ثالثاً :ـ التسمية عند الشرب لكل مرة .
    رابعاً :ـ حمد الله تعالى (( الحمد له )) عند الانتهاء من الشرب في كل نفس .
    خامساً:ـ الشرب باليد اليمنى ، لامره صلى الله عليه وسلم بذلك ، ولنهيه صلى الله عليه وسلم ، عن الشرب بالشمال ، فان الشيطان يأكل ويشرب بشماله لقوله صلى الله عليه وسلم : (( اذا اكل احدكم فليأكل بيمينه واذا شرب فاليشرب بيمينه فان الشيطان ياكل بشماله ويشرب بشماله)) ، وهذا الادب آكد من غيره .
    سادساً:ـ الاكثار من شرب ماء زمزم والتضلع منه قدر المستطاع .
    ودليل ما سبق من الاداب ، ما روي عن فعله صلى الله عليه وسلم ، وما علَّم به ابن عباس رضي الله عنهما ، الرجل الذي اراد ان يشرب من زمزم .
    اما فعله صلى الله عليه وسلم : (( فعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في صُفَّة زمزم ، فأمر بدلو ، فنزعت له من البئر ، فوضعها على شفة البئر ، ثم وضع يده من تحت عَرَاقي الدلو ، ثم قال : بسم الله ، ثم كرع فيها ، فأطال ، ثم أطال، فرفع رأسه فقال : الحمد لله ، ثم عاد ، فقال : بسم الله، ثم كرع فيها ، فطال ، وهو دون الاول ، ثم رفع راسه فقال : الحمد لله ، ثم كرع فيها ، فقال : بسم الله ، فاطال ، وهو دون الثاني ، ثم رفعه راسه ، فقال: الحمد لله ، ثم قال صلى الله عليه وسلم : علامة ما بيننا وبين المنافقين : لم يشربوا منها قط حتى يتضلعوا )).
    واما تعليم ابن عباس رضي الله عنهما للرجل ، (( فعن عبد الرحمن ابن ابي مُلَيكة قال : جاء رجل الى ابن عباس ، فقال له : من اين جئت؟ فقال : شربتُ من زمزم ، فقال له ابن عباس : أشربتَ منها كما ينبغي ؟ قال : وكيف ذلك يا ابن عباس ؟ قال : اذا شربت منها فاستقبل القبلة ، واذكر اسم الله ، وتنفس ثلاثاً ، وتضلع منها، فاذا فرغت، فاحمد الله عز وجل، فان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: آية ما بيننا وبين المنافقين انهم لا يتضلعون من زمزم))
    سابعاً:ـ الدعاء عند شربه ، حيث ان الدعاء عند شربه مظان اوقات الاجابة فليحرص الشارب لماء زمزم المبارك ، ان يسأل الله تعالى عند شربه من خيري الدنيا والاخرة .
    ومن اجمع الادعية عند شرب ماء زمزم ، ما دعا به ابن عباس رضي الله عنهما ، وما علمه لغيره ، وهو كما روى الفاكهي ، (( عن ابن ابي مليكة عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : انه رأى رجلاً يشرب من ماء زمزم ، فقال : هل تدري كيف تشرب ماء زمزم ؟ فانزع دلواً منها ، ثم استقبل القبلة ، وقل : بسم الله ، وتنفس ثلاثاً حتى تضلع ، وقل : اللهم اني اسالك علماً نافعاً ورزقاً واسعاً وشفاء من كل داء ))وهذ الدعاء كان يدعو به هو رضي الله عنه.

    حكــــــــم الاغتسال ،
    وازالة الحدث الاكبر، وتطهير النجاسة بماء زمزم
    ذهب الائمة الاربعة ، الى جواز الاغتسال بماء زمزم لازالة الحدث، الا رواية عن الامام احمد بكراهته ، والمذهب المفتى به عند الحنابلة الجواز ، وقال الشيخ ملا علي القاري من الحنفية في مناسكه : (( لا ينبغي ان يغتسل به جنب ))
    وكأنه يريد عدم استحسان ذلك لما في ماء زمزم من شرف ورفعة ، والله تعالى اعلم .
    ويستدل على جواز ذلك باطلاق وعموم النصوص الواردة في جواز التطهير بالمياه المطلقة الطهور ، بلا فرق بين زمزم وغيرها ، ولعدم ثبوت نهي عن الاغتسال بماء زمزم .
    واما ما روي عن العباس رضي الله عنه ، عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وصاحب السقاية من قوله في زمزم : (( لا أُحلّها لمغتسلٍ ، وهي لشارب ومتوضيء حلّ وبلّ)).
    ومعنى (بِلّ) : المباح ، وقيل الشفاء.
    فقوله هذا ، ومنعه من الاغتسال به سببه ما راى من كشف العورات عند زمزم بسبب الاغتسال به ، وارتكاب المُحرّمات من جرّاء ذلك ، فيُقصر منعه، لكونه مسؤولاً عن السقاية ، على مثل هذا .
    وقد روي عن سفيان بن عيينه راوي هذا الخبر عن العباس صلى الله عليه وسلم ، انه قال : (( يعني لمغتسل فيها ، وذلك ان العباس ، وجد رجلاً من بني مخزوم ، وقد نزع ثيابه ، وقام ليغتسل من حوضها عرياناً))
    فنهاه ، عن الاغتسال بزمزم لينزّه المسجد الحرام عن وقوع المحرم فيه ، من كشف العورات ونحوها ، كما يحصل من جهلة عامة الناس حين يغتسلون بزمزم ، ويحتمل ان يكون نهي العباس ، عن الاغتسال بزمزم ، (( لينزّه المسجد عن ان يُغْتسل فيه من الجنابة ))
    اما تطهير النجاسة بماء زمزم ، فقد ذهب بعض الحنفية ، الى انه لايُستعمل ماء زمزم في مواضع الامتهان و لايستعمل الا على شيء طاهر ، فلا ينبغي ان يغسل به ثوب نجس ولا في مكان نجس ، فيُصَان عن صَبِّه على النجاسات.
    ويكره تحريما الاستنجاء به ، وكذا ازالة النجاسة الحقيقية من ثوب او بدن ، ومنهم من قال بحرمة ذلك ، وبها قال بعض المالكية ، وبعض الشافعية
    وذهب المالكية ، والشافعية ، والحنابلة الى كراهة ما تقدم من المسائل، والكراهة عندهم تنزيهية ، وشددوا خاصة في منع الاستنجاء به .
    ودليل الفقهاء القائلين بالكراهة التحريمية او التنزيهية ، ما ورد من احاديث وآثار كثيرة تدل على عظيم فضل ماء زمزم ، وكبير شرفه وجليل مكانته ، حتى في الكتب السماوية السابقة ، وايضاً نظروا الى ما ورد استعمال ماء زمزم فيه ، فوجدوا انه ماء غَسَلَ به الملائكة الكرام قلبَ النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، يستعمل ماء زمزم للتبرك به بشربه والوضوء به ، والاستشفاء به، وصبه على المرضى وحنّك النبي صلى الله عليه وسلم ، به الحسن والحسين رضي الله عنهما ، ونحو هذا من الاستعمالات التي فيها كل تكريم واحترام وتشريف لماء زمزم .
    وعلى هذا جرى اصحابه الكرام رضي الله عنهم ، والتابعون لهم باحسان، وجرى العمل على هذا عبر العصور ، وهكذا نظروا فوجدوا انه ماء ليس كبقية المياه، فله كرامته وخصائصه الفريدة ، فذهب الفقهاء الى المنع من استعماله في ازالة النجاسة ونحوها من الصور المتقدم ، على خلاف درجة المنع بين كراهة تحريم وكراهة تنزيهية ، وذلك لئلا يمتهن هذا الماء المبارك ، ويزول احترامه من قلوب المؤمنين ، فما إن هذا شأنه وفضله ، يميزه عن سائر المياه ، ويدفع ويُصان عن استعماله فيما لا يليق به ، صيانة له
    واحتراما وتشريفاً .
    ومع القول بالمنع ، فقد نص الفقهاء على حصول الطهارة به ، وايضاً هذا الحكم بالمنع ، وانما هو في حال وجود غير ماء زمزم للتطهر به ، والإ فان لم يوجد غير زمزم ، ودعت الحاجة لاستعماله في التطهر وازالة النجاسة به والإ فان لم يوجد غير زمزم ، ودعت الحاجة لاستعماله في التطهير وازالة النجاسة به ، فهذه ضرورة ، ولا يخفى حكم الضرورات .
    واما ما روي (( عن عطاء انه ساله رجل ، شكى اليه من البواسير ، فقال له عطاء : اشرب من ماء زمزم واستنج به )).
    فيحتمل على هذا امره له بان يصب ماء زمزم على موضع الاستنجاء وهو مكان البواسير ، وذلك للإستشفاء بزمزم ، لانه يستنجي ويزيل النجاسة بزمزم.

    حكم الوضوء ، والتيمم مع وجود ماء زمزم
    وقد نصّ على استحباب الوضوء من ماء زمزم المالكية ، وابن الزاغوني من الحنابلة ، ونص الحنفية والشافعية والحنابلة على جواز الوضوء حيث قالوا بعدم كراهة الوضوء بماء زمزم.
    واستدلوا بما يأتي :ـ
    عن علي رضي الله عنه ، في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( … ثم افاض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدعا بسَجْلٍ من ماء زمزم ، فشرب منه وتوضا ، ثم قال : أنزعوا يا بني عبد المطلب ، فلولا ان تُغْلَبوا عليها لنزعت )) .
    ودلالة الحديث ظاهرة ، فهو صلى الله عليه وسلم القدوة والاسوة الحسنة .
    ((وروى الحُمَيدي برجال ثقات عن وائل بن حُجْر ، قال : أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بدلوا من ماء زمزم ، فشرب ، ثم توضأ ، ثم مجَّ في الدلو مسكا و طيب من المسك ، واستنثر خارجاً من الدلو )) .
    وايضا اذا كان من السنة صب ماء زمزم على الراس والبدن للتبرك به ، فمن باب اولى التبرك به في الوضوء .
    ومن المسائل الفقهية التي يُستحسن التنبيه اليها ، ما يقع لبعض المسافرين، وهم يحملون من ماء زمزم ، ويتزودون به في عودتهم الى بلادهم، فيحصل ان احياناً ينفذ ما معهم من المياه العادية من غير زمزم في طريق سفرهم ، ويحتاجون الى الوضوء ونحوه من الطهارات ، فلا يجدون غير زمزم .
    وعلى هذا فالواحد من هؤلاء ان كان معه من ماء زمزم ما يكفي للشرب في سفره ، ولا يخاف على نفسه العطش لا في الحال ولا في الارتحال ، ويَفْضُل عن ذلك ما يكفي لوضوئه وطهارته ، فلا يجوز له التيمم في هذه الحالة ، ولا يصح ؛ لانه واجدٌ للماء.
    وقد سئل الإمام ولي الدين ابو زرعة العراقي ، عن من حمل معه شيئاً يسيراً من ماء زمزم ، هل يلزم عن فقدان الماء العادي ان يتوضأ به ام لا ، فيتمم ؟ فاجاب رحمه الله :ـ
    انه لافرق في الماء المطلق الطهور بين ماء زمزم وغيره ، فمن حضرته الصلاة ، ومعه ماء كافٍ لطهورِه ، وهو غير محتاج اليه للعطش ، ولا في الحال ولا في المآل ، وجب عليه استعماله ، سواء أكان زمزم او غيرها .
    وان كان لا يكفي في الطهارة ، ففي وجوب استعماله خلاف ، والاصح الوجوب ايضاً ، وحيث تيمم ، مع وجود الماء ، ووجود استعماله ، ولايصح تيممُه .
    ثم قال الامام رحمه الله :ـ وان قال ـ حامل زمزم ـ انما حَمَلْتُه للتداوي ؟
    قلنا :ـ ان كانت حاجة التداوي قائمة في الحال ، فهي مقدمة على الطهارة، وان لم تكن قائمة في الحال ، وانما مرتقبة في المستقبل ـ فلا تؤخر الطهارة الواجبة في الحال ؛ لامر قد يقع في المستقبل ، أو لا يقع .
    فان ، قال : فَلِمَ اعتبرتم حاجة العطش ، وان كانت مسْتَقبلةٌ مُتَوقَعة ؟
    قلنا : احتياج الشخص الى الماء للشرب محقّق ، ولا يمكن انفكاكه ، واحتياجه للدواء قد يقع ، وبتقدير وقوعه ، فقد يسد مسدّ ذلك الدواء وغيره ، بخلاف الماء للعطش ، ولا يقوم غيره مقامه .

    حكم التبرك به ، وحمله من مكة الافاق ، وبيعه
    رأينا كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام والتابعون لهم باحسان ، يحرصون الحرص كلّه على التبرك بماء زمزم ، واستعماله في شربهم ووضوئهم وصبِّه على رؤوسهم وابدانهم ونحو ذلك وفي كل ما يرجون فيه الخير ، وفيما يلي أورد جملة من اخبار السلف ، في ذلك :ـ
    اولاً : حرص التابعي وهب بن منبه ،على التبرك بماء زمزم :ـ
    هذا الامام وهب بن منبه التابعي الثقة العلامة الحافظ ، قاضي صنعاء ، الذي كان عنده من علم اهل الكتاب الشيء الكثير ، كان اذا دخل مكة لا يشرب ولا يتوضأ الا من ماء زمزم ، فقد روي (( انه مرض ، فدخل عليه عليه عُوَّاد وهو مريض ، فاستسقى بعضهم ـ طلب بعضهم ماء ـ فسُقي ماءُ زمزم ، فقال بعضهم : لو استعذبت يا فلان ـ أي اتيت لنا بماء عذب غير ماء زمزم ، فقال : وهب بن ومنبه : مالي شراب ولا غُسلٌ ولا وضوء غيرها ، من حين ادخل مكة الى ان اخرج منها ، واني لاجده ـ ماء زمزم ـ مكتوباً في كتاب الله عز وجل ، أي كُتُبِ اهل الكتاب :ـ برَّة شراب الابرار ، واني لاجده في كتاب الله :ـ المضنونة ، ضنَّ بها لكم ، والذي نفسي بيده لا يرد بها عبد مسلم ، فيشرب منها الا اورثه الله شفاء ، واخرج منه داء )).
    ثانياً : بقاء الشيخ عبد الله الحضرمي 53 سنة ولا يتوضأ الا بماء زمزم :ـ
    ومما ذُكِر عنه الحرص الشديد على التوضئ بماء زمزم ، وهو الامام الفقيه عبد الله بن احمد الحضرمي المكي الشافعي رحمه الله ، فقد بقي في مكة ثلاثاً وخمسين سنة ، لم يتوضأ الا من ماء زمزم .
    ثالثاً : غسل الموتى بماء زمزم بعد تطهيرهم رجاء البركة :ـ
    كان اهل مكة من الصحابة ومَنْ بعدهم يحرصون على التبرك بماء زمزم حتى بعد موتهم ، فيُغسّلِون به موتاهم بعد تطهيرهم ، راجين لهم ببركته كل خير ، وهم مُقبلون على عالم الاخرة .
    فهذه اسماء بنت ابي بكر الصديق رضي الله عنهم ،غسَّلت ولدها عبدالله بن الزبير ، قبل دفنه بماء زمزم .
    وهذا فعل السيدة اسماء بنت ابي بكر الصديق رضي الله عنه ، وهي من هي ، من كبار الصحابيات رضي الله عنهن ، ومن اوائل من اسلموا ، (( وهي ممن كان يلازم بيت النبي صلى الله عليه وسلم )).
    وقال الفاكهي ، عقب ذكره خبر اسماء : (( واهل مكة على هذا الى يومنا، يُغسّلون موتاهم بماء زمزم ، اذا فرغوا من غسل الميت وتنظيفه ، جعلوا آخر غسله بماء زمزم ، تبركاً به )) .
    وعلى هذا المبدأ والايمان ببركة ماء زمزم حتى لما بعد الموت ، وما يفعله كثير من الناس منذ عهد قديم وحتى يومنا هذا ، حيث يَغمِسون ثوباً من القماش بماء زمزم ، ثم ليتركونه ليَجُفَّ، ويحتفظون به ليكون كفناً لهم ، راجين بركته ، وحسن عائدته .
    حيث قال الثعالبي : (( وكم من غاسل ثيابه بمائه ـ أي زمزم ـ لِما يرجوه من بركته ، وحسن عائدته )).

    رابعاً: تبرك العلماء بنسخ كتب السنة النبوية بمداد ممزوج بماء زمزم :ـ
    ومن شدة حرص العلماء على التبرك بماء زمزم في كل شيء يرجى فيه الخير ، ما روي عن الامام ابي عبد الله محمد بن خلف بن مسعود ، المعروف بابن السّقاط ، من اهل قرطبة ، وكان قد رحل الى المشرق وحجّ ، فكتب وهو في مكة صحيح الامام البخاري وغيره ، وصنع الحِبْرَ من ماء زمزم، وكان حسن الخط .
    هذا ولما كان لماء زمزم فضل عظيم ، وشرف كبير ، وامتاز عن غيره بخصائص كثيرة وخيرات وبركات عظيمة ، وكان من أفضل التحف والقرى ، حمله رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة المنورة ، ليشربه ويسقيه المرضى ، ويصبهم عليهم للشفاء ، (( فعن عائشة -رضي الله عنها- ، انها كانت تحمل من ماء زمزم ، وتخبر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحمله ))
    وفي رواية : (( حمله رسول الله صلى الله عليه وسلم : في الاداوي والقرب ، وكان يصبه على المرضى ويسقيهم )) .
    وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يستعجل في طلبه من مكة ، لئلا ينقطع عنه هذا الماء المبارك ، فقد ((كتب الى سهيل بن عمرو :ـ ان جاءك كتابي هذا ليلاً فلا تُصْبِّحَن ، وان جاءك نهاراً فلا تمسين حتى تبعث إليّ بماء زمزم ، فملأ له مزادتين ، وبعث بهما على بعير )).
    وقد نص على استحباب نقله من مكة ، وحمله والتزود منه ، فقهاء المذاهب الاربعة ، وما عدا الحنابلة ، فقد نصوا على عدم كراهة نقله ، ولم يصرحوا بالاستحباب.
    واستمر عمل السلف الصالح ، من الصحابة والتابعين ومن بعدهم الى يومنا هذا على هذه السنة ، في حمل ماء زمزم من مكة الى كل فجٍّ عميق أتوا منه ، يتزودون منه ابتغاء البركة والخير .
    (( فعن حبيب بن ابي ثابت قال : سألت عطاء بن ابي رباح التابعي ، أحملُ ماء زمزم ؟ فقال : قد حملهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمله الحسن والحسين رضي الله عنهما )).
    (( وسئل عطاء بن ابي رباح في ماء زمزم يُخرَج به من الحرم ؟ فقال : انتقل كعب الاحبار باثنتي عشرة راوية الى الشام يستقون بها ))
    ومن اخبار حرص السلف رضي الله عنهم ، على التزود من ماء زمزم دائماً ، وحمله الى بيوتهم واينما كانوا :ـ
    اولاً :ـ (( عن ابن عباس رضي الله عنهما ، انه كان اذا نزل به ضيف اتحفه من ماء زمزم )) ، (( وما اطعم ناساً قط الا سقاهم من ماء زمزم)).
    وهذا يدل على ان بيته ، كان لا يخلوا من ماء زمزم .
    ثانياً : وهذا الامام وهب بن منبه التابعي الجليل الثقة الحافظ ، كان اذا دخل مكة لا ينقطع ماء زمزم عن بيته ، وما كان له شراب ولا غسل ولاوضوء الا منه ، زيادة حرص منه على التبرك به.
    ثالثاً: وكان الامام العلامة القاضي تقي الدين ابن فهد المكي ، (( لا ينفك عن المطالعة والكتابة والقيام بما يهمه من امر عياله ، واهتمامه بكثرة الطواف والصوم ، وحرصه على الشرب من ماء زمزم ، بحيث يحمله معه الى خرج من مكة غالباً )).
    وهكذا كان السلف الصالح ، يحرصون كل هذا الحرص الشديد على وجود ماء زمزم دائماً عندهم في بيتوهم في مكة ، حتى بلغ بهم انهم يصطحبون ماء زمزم حين يخرجون من مكة ، لئلا ينقطعوا عن خيراته وبركاته .
    واذا كان من السنة حمل زمزم ، ونقله من مكة الى الافاق لمن كان هو من غير اهل مكة ، فحمله ونقله الى البيوت ، في حق سكان الحرم وجيرانه اولى وآكد .
    وفضيلة ماء زمزم حاصلة باذن الله سواء كان في موضعه بمكة المكرمة، او في موضع آخر منقولاً اليه ، (( فان من فضله لعينه ، لا لأجل البقعة التي هو فيها ))، والا لما حمله رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام ومن تبعهم باحسان الى يومنا هذا .
    وايضاً لا بد من الاشارة الى ان ماء زمزم لو حُفِظَ سنين طويلة لا يتغير ولا يفسد ، وهذا امر واقعي مُجَرَّب ، فيبقى ماء زمزم كما هو في كل مكان ، ولو حفظ مدة طويلة من الازمان .
    (( اما من ملك شيئاً من ماء زمزم بالاخذ والحيازة ، كان له بيعه وهديته ونحو ذلك ، والتصرف فيه ، كتصرفه في أي نوع من المياه او الكلأ ونحوها من المباحات اذا ملكها الانسان .
    اما بيع ماء زمزم في موضعه ، أي والماء في البئر ، بان يقول للمشتري مثلاً : ابيعك دلواً من هذا الماء الذي في البئر ، فلا يجوز له ذلك ، لانه لم يصبح بعد في حوزته )).
    ناسف لعدم وضعنا الهوامش
    والحمد لله رب العالمين
    اخوكم الدكتور صالح النعيمي
    الـدكتور صـالح النـعيمي
    للتواصل : smm_snn@yahoo.com او smm_snn@hotmail.com

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    22

    افتراضي رد: (الاحكام الفقهية لماء زمزم )بقلم الدكتور صالح محمد النعيمي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    جزاك الله خيراً يا فضيلة الدكتور .. وبارك فيك ونفع بعلمك ..

    بحث نافع .. وكلام رائع .. ولكن : أشكلت علي بعض الأحاديث ؛ فلو وضعت بعد كل حديث : تخريجه ودرجته فهو أنفع ، لا حرمك الله الأجر ..

  3. #3

    افتراضي رد: (الاحكام الفقهية لماء زمزم )بقلم الدكتور صالح محمد النعيمي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    اخي الكريم رعاك الله، انا في طبيعة بحوثي اضع الهوامش تحت كل معلومه ولكن الهوامش لا تنزل في مثل هكذا مشاركات ،الا ان تقطع كل هامش وتضعه بعد انتهاء المعلومة وهذا كثيرا ما يتعب الباحث ........ ودعوا الله لنا بالتوفيق
    الـدكتور صـالح النـعيمي
    للتواصل : smm_snn@yahoo.com او smm_snn@hotmail.com

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •