مخطوط سلس الغانيات في ذوات الطرفين من الكلمات للعلامة نعمان الالوسي رحمه الله
سلس الغانيات في ذوات الطرفين من الكلمات للعلامة نعمان الالوسي رحمه الله
سلس الغانيات في ذوات الطرفين من الكلمات: وهي في الكلمات التي تقرأمن أولها وآخرها مثل سدس وقلق وخوخ وليل وباب وساس وغيرها وقد طبع ببغداد عام (1306هـ)ثم طبع بالمطبعة الادبية بيروت عام (1319هـ). وليس عندي نسخة منه وانما هو مخطوط كثير التشطيب والاضافة والتعديل والهوامش ،وقصة الكتاب ان نعمان الالوسي اطلع على رسالة للعلامة يحى التبريزي رحمه الله في الفاظ تقراء من اولها واخرها فاحب بان يضع رسالة على طرازها فتتبع كتب عشرات اللغويين والادباء واضاف اليها ذكر حروف الهجاء وما جاء فيها من معاني واقوال اهل اللغة وابيات شعرية ،ولكن الرسالة خرجت عن عنوانها في الغالب فاصحبت في شرح حروف الهجاء ومعاني الاصوات وهي كثيرة الفوائد غزيرة الفرائد جميلة في المعنى رصينة متينة في المبنى .
يقول رحمه الله في اول الكتاب من المخطوط ( الحمد لله المبدئ والمعيد في البدء والختام الذي لايحيط بكنه ذاته واخر المداد المديد، ويعجز لسان القلم عن عد الائه ،ولو ان ما في الارض من شجر اقلام، والصلاة والسلام على من غدا اشفع غياث المصطفى القائل ( احب العرب لثلاث )المشرف لاشرف اللغات ،والمتكلم بافصح اللغات وعلى اله الكارعين من زلال قاموسه المعين، واصحابه المتقطين من صحاح جوهره الفائق الثمين وبعد :
فيقول محتاج لطف وهو تعالى اللطيف الهادئ نعمان بن المرحوم المبر والسيد محمود افندي الالوسي البغدادي: رايت رسالة للفاضل الذي خلص ادبه من الزيف فغدا ذهبا ابريزي اللغوي الذي امات الجهل ،واحيى ما اندرس من المنزل ،الشيخ العلامة يحى التبريزي في الفاظ تقراء من اولها واخرها اطرادا وعكسا ،فكاني عند رؤيتها اوتيت قرطي مارية وطبت ،الا انه لم يستوعب مما هو من هذا الباب، بل فاته اغلب اللغات فلم يمط عنها الحجاب ،فذكر قلا من جل ،واني بقطرات من هطل، فاحببت ان اصنع ولست بصنع اللسان رسالة على طراز رسالته متتبعا كتب اللغويين ومستمدا من مجلته مستقصيا لهذه الفرائد الكتب والدفاتر ،محتفلا بمن قال (كم ترك الاوائل للاواخر) وربما ذكرت بعض الاسماء التي بعد الترخيم او لفظا او خطا او نصبا تفي بما نحن بصدده ،وتستقيم تبعا لطريقة الشيخ المذكور ،واحيانا اثبت من الحروف والافعال زائدا على ما ذكره من الاسماء ذلك الجهبذ المفضال لازال بنعيم دائم وجود، واحببت ايضا ان اكتب عند ذكر حروف الهجاء ما جائت له لغير ذلك من الاسماء لتكون رسالتي هذه كزبدة ضمنت اليها شهدة اوربة نهد ،تحلت بلبب وعقد وسميتها (سلس الغانيات في ذوات الطرفين من الكلمات) والمرجو من نظر ان يستر العوراء ويصفح عن الزلة فهو اولى واحرى في الاولى والاخرى وها انا اذكر ما تيسر ايراده طالبا من المرء ان يسعدني فضله وتيسيره وامداده فاقول حرف الالف .......) انتهى .
وهذه مقدمة المؤلف اشبه ما يكون بخطة البحث والتعريف بمضمون الكتاب وخطوطه العريضة يقول رحمه الله في حرف الهاء وما جاء به ما نصه من المخطوط (الهاء اثر اللحظة في وجوه الصبيان من المداد ،وقيل من الكحل وزجر للابل من الهياه قاله بعض المؤلفين ،والهاء من حروف المعجم وهي من حروف الزيادة وقد تكون جواب النداء يمد ويقصر قال الشاعر :
لا بل مجيبك حين تدعو باسمه --------- فيقول هاء وطالما لبى
هاه بسكون الهاء الثانية للوعيد والتهديد ولحكاية ضحك الضاحك يقال ضحك فلان فقال هاهاه ،وللتوجيع كما في حديث عذاب القبر فيقول المنافق هاه هاه قال ابن الاثير والاليق بهذا الحديث ان تكون الهاء الاولى مبدلة من همزة أه ،هبة مصدر وهبه الشئ قال بعضهم اذا ملك لم يكن ذا هبه فدعه قد ولته ذاهبه ،وهذا ونحوه مما ياتي انما هو وقفا لا وصلا يكون مما نحن بصدده ،هه بفتح الاولى واسكان الثانية للتذكير فيقال للشخص اذا نسي شيئا هه أي تذكره وتستعمل ايض في محل الوعيد والتهديد ،هجهجه حكاية زجر السبع والابل على ما في فقه اللغة للثعالبي ،هرهره على وزن زلزلة نداء الغنم يشرب الماء وصوت الضان وزئير الاسد والضحك في الباطل وحكاية صوت الهنه في الحرب ،واعلم ان ما يوقف عليه بالهاء يكون مما نحن بصدده لذلك كما جعل الحريري في مقامته المراغية الخيفاء التاء القصيرة من الحروف المهملة فليحفظ ،هره الهرة السنؤر المعروف قال الشاعر :
نديمي هرتي وسرور قلبي -------- دفاتر لي ومعشوقي السراج
هر هريرة برزن جهينة تصغر هرة ،وابو هريرة كنية عبد الرحمن بن صخر رضي اله تعالى عنه كناه به النبي صلى الله عليه وسلم حين راى في كمه هرة فقال ياابا هريرة فاشتهر به ،وقد اختلف في اسمه على نيف وثلاثين قولا وهريرة ايضا من اعلام النساء قال الاعشى:
ودع هريرة ان الركب مرتحل ------ وهل تطيق وداعا ايها الرجل
هزة بالكسر النشاط والارتباح والاربجية يقال به هزة أي اريحية قال الشاعر:
وتاخذه عند المكارم هزة كما اهتزت البارح الغصن الرطب
وقال : واني لتعروني لذكراك هزة ------ كما انتفض العصفور يكلله القطر ،
والهزة ايضا صوت غليان القدر وتردد صوت الرعد واهتزاز المركب ايضا وجلبهم ونوع من سير الابل ،الهزهزة تحريك البلايا والحروب، هسهسه تقول سمعت هسهسه الدرع والحلى أي صوت حركتها وتقول سمعت بالليل هسهسه أي صوت حركة الخفي، هفهفه بوزن زلزلة وهي علم على ما قال التبريزي صوت الريح وجمعها هفاهف قال الافوه الاودي "
من دونها الطير ومن فوقها ----- مفاهف الريح كف القليس ................) .
وشرحه رحمه الله في ذلك مرتب على حروف الهجاء في جميع الكتاب على هذا المناول وذاك الطراز والمخطوط يحتاج الى تحقيق علمي ومزيد عناية وجهد ليضاف الى رصيد مكتبتنا العربية وينتفع منه الباحثون والادباء لغزارة ما فيه من معلومات على غرار ما دونه ابن مالك في الفيته وشرحها ابن عقيل من بيان معاني الاصوات وحروف الهجاء ويسمى اسماء الافعال والاصوات كقب لوقوع السيف وعدس لزجر البغل وغاق للغراب وغيرها .
وهذه شجرة الالوسيين عليهم سحائب الرحمة والرضوان منقولة من موقع مكتبتنا العربية ومن كتاب الذخائر الشرقية لكوركيس عواد تبين موقع نعمان في الخريطة الالوسي وصلته بالنسب الكريم .
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الباحث النحوي
