بارك الله فيك ..
المطعون الذي تصورتي حكايته ، غير المطعون الذي تصورته أنا !
أو قد يكون العكـس .
فقولك : [ (( تعثـر )) الجزور ... ثم طعنـه الطاعن ..... قام المطعون مسرورً ] .
فبما أن المطعـون " تعثر " ،، ثم فرح !!!
لابد أن يكون للفرح سببًا ! شرعيًا .
وهو أنه يعترف بخطـأه ويعلن البراءة منـه ! ،، وإلا لم يكن الفرح محمودًا !!
وفي المثال لم يُذكر ذلك .
فكون الطاعن يرى إصرار المطعون على الخطأ وعدم اعترافه به أو البراءة منه !
سيعطيه السبيل للزيادة في طعن الطاعن للمطعون ،، بل سيظن الطاعن أن هذا المطعون من المتكبرين المميعين !
ويفرح بطعنه فيه وتجريحه ، وسيشعر أنه بذلك يدافع عن الشريعة ضد المبطلين !
وسيعطيه غطاء شرعي بفكـره ! .
وفي الحقيقة لو كان الأمر كذلك !
فالطاعن ليس بأسوأ من المطعـون !
والإثنين لهما من الذم بقدر كبر المطعون وعدم اعترافه بالحق ، وبقدر غلو الطاعن في التحريح !
وصنف المطعون هذا منتشر جدًا ، وللأسف يزين له الشيطان عمله من بقاءه على الإنحراف والخطأ
لمجرد أن الذي بين له خطأه وذمه على ذلك أمام الناس هو فلان المعروف عنه بتحطيم الآخرين !
ولو تم تبيين هذا الخطأ للمطعون من أي أحد آخر لقبله !
وهذا خلل : فطالب الحق يأخذ الحق من أي أحد كائن من كان ،
وقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم الحق من شيطان وقال صدقك وهو كذوب .
وللأسف الشديد هذا الصنف من المطعون على المثال المذكور ، عندما يبين له الطاعن خطأه يبتسم له ويظن أنه بذلك غلبه وزاد من غيظ الطاعن ، وهذا تلبيس من الشيطان !
وكم من هذا الصنف ضل الناس ، وللأسف الشديد لا يعتبرون !
تجد أحد اهل الفضل ممن هو بلغ الأفاق في الشهرة ! يقع في خطأ كبير وقد يعد هذا الخطأ عند بعض الناس من الضلال المبين !
ولما يقوم إليه احد الطاعنين ويذمه على ذلك ،، لا نجد من هذا الداعية إلا أنه يبتسم ويخبر محبيه وتلاميذه أن لا يهتموا بمثل ذلك ، وأن القافلة تسير ...
لماذا لا تعترف بخطأك أصلاً ، وترحم الناس من ضلالك !!
وأنت كلمتك مسموعة عند الآلاف !!
وبكلمة واحدة منك تغير منهج هؤلاء الآلاف من الضلال للحق !!
وكم من واحد من هؤلاء عندما تناظره في ذلك ، يستدل بفعل هذا الداعية ويقول أنت لا تساوى شعرة في تقى وعلم الشيخ .
نعم نحن كذلك لا نساوي شعرة ، بل لا نساوي التراب الذي يمشى عليه الشيخ .
لكن أليس الحق أحق أن يتبع ؟
فللأسف الشديد هذا المثال ، لما كان يفتقد لفعل المطعون من رجوعه عن الخطأ والبراءة منه !
فهو ناقص ولا يكون للفرح سببًا شرعيًا والله أعلم .
أما إن كان تصرف المطعون : هو الإعتراف بالخطأ والرجوع عنه والبراءة منه نصحًا للمسلمين .
فيكون تصرف الطاعن من شعور بالحسرة ، نابع والله أعلم من الإحساس بالذنب وغلوه في التجريح .
لأن الطاعن في الأول والأخر له قلب .
أما الصنف الذي ذكرتيه والذي تسبب في موت هذه الأخت من الحسرة والحزن والألم رحمها الله تعالى .
وإن كنت لا اعلم ملابساته ،، لكن على كل حال هؤلاء كأنهم ليسوا من البشر !
والمشاهدات والتجارب تختلف من شخص لآخر .
وفقك الله تعالى لكل خير .