السلام عليكم :
هذه مرثية في بلاد من بلاد الجزائر الحبيبة : غرداية , حينما أصابها الكرب العظيم و دهاها الصعب الوخيم , فتحركت شاعريتي - كباقي أهل الجزائر - فنظمتها في كليمات أعبر عن بعض ما يختلج صدري من الحزن و الكآبة لأجل هذه البلدة الطيبة ....
نظمتها على بحر الخفيف و قافية الراء المضمومة , و كنيت في مطلعها بالداي و هو الملك و أنه غار أي : زال ملكه , أعني به غرداية لما غشيها من أمر الله ما غشيها ....و ضمنتها بعض الصور و المشاهد البيانية , مقتفيا بذلك سبيل العرب الأولين في النظم و أساليبه , فمن أجل هذا قد توجد بعض التعابير غير المألوفة , و بعض الألفاظ وعرة التشكيل و الضبط , فن أراد الاستفسار و التوضيح فلينشر ذلك عبر المنتدى الكريم , لعلي أدركه ببعض ما أعرفه .
كتبتها في مدينة باب الزوار بالعاصمة , عند تذكري لفاجعة : باب الوادي ....
** رثـــــاء غرداية **
غار دايٌ و ما ظننت يغور *** و له انهدت العلا و الحدور
و تهاوت من السماء نجوم *** عاليات و كان يوم عسير

إن يوم العيد أصبح ردما *** أجديدا يا عيد أنت تمير ؟

قد عهدناك و الجديد جميل *** و حفظناك و النهار سرور

و ألفنا لياليا زاهيات *** و غفلنا ..فكل عهد يبور

إن من وثق الدهارير يوما *** و تناسى فإنه مغرور

داول الله بين كل البرايا *** فلكل مهالك و حبور

فترى الباهي المرنم يوما *** بين أهليه بيته معمور

ثم تلفي جناحه قد تعرى *** من قواه و ريشه مكسور

و نعى الصبح للجزائر أمرا *** هز أركانها فشاب الصغير

قد أصيبت أخية ذات عز *** ذكر باب الواد فيها جدير

كم فقيد مع السيول توارى *** فبكاه المجير و المستجير

ترك الأهل خلفه و الصبايا *** باكيات و دمعهن غزير

كم شريد معطل و وحيد *** (( قل ناسي فما تبقى كثير ))

و رضيع و أمه في جلاد *** كبد نالها و روع كبير

و فتاة حسناء فالشمس غابت ** في ضحى العيد إنه لحسير

و شيوخ من ركع و سجود *** و شباب و فجرهم مستطير

ذهب الجمع كلهم : ليس يدرى *** من طليق في داره أو أسير؟

ذ قضاء الجبار و هو حكيم *** جل ربي سبحانه , هو خير

لا جزوعا بل الذنوب بلايا *** ثم أذيالها البلاء الخطير

قد يئن المريض من وجع الداء و قلب له رضي صبور

خلقة الناس هكذا من تراب *** لي تقوى و ربنا ستير

عجب ما و مثله فرق مـــا *** حائر ما و حار نجد و غور

و بنوها بنو الجزائر قوم ** رحماء ما بينهم تأشير

قد أجابوا نداء كل ضعيف *** مثل غوث الظباء ليث هصور

كلما بص للفضل نور *** يمموه فمجدهم مأثور

يرتقي المجد في السماء بهيا *** و أرى الحق أنه معذور

لم ير المجد من علاه و من ذا *** غلب المجد ؟ فهو بي لكفور

لا تعجل و في العصيب تنزل *** عمرك الله أيهم لا يسير ؟

هؤلاء الرجال هم سبب الفخـــر و إني و إن مدحت قتور

أكلام يزيد للفضل شيئا ؟ *** حلم الله ... بل أنا المغرور

طاب للدين و الجزائر قوم *** و تفانوا و كلهم مسرور

فجزاهم - عن الشريعة و الأرض - إلهي و بالجواب جدير

هذه الدار محنة و يليها *** امتياز و للكريم الأجور


****************************** *****