قال المزي في تهذيب الكمال :
( خ م د ت س ق ) : حبيب بن أبى ثابت ، و اسمه قيس بن دينار ، و يقال : قيس بن هند ، و يقال : هند ، الأسدى أبو يحيى الكوفى ، مولى بنى أسد بن عبد العزى . اهـ .
و قال المزى :
قال البخارى ، عن على ابن المدينى : له نحو مئتى حديث .
و قال أحمد بن عبد الله بن يونس ، عن أبى بكر بن عياش : كان بالكوفة ثلاثة ليس
لهم رابع : حبيب بن أبى ثابت ، و الحكم ، و حماد ، و كان هؤلاء الثلاثة أصحاب
الفتيا ، و لم يكن بالكوفة أحد إلا يذل لحبيب .
و قال أحمد بن عبد الله العجلى : كوفى ، تابعى ، ثقة ، و كان مفتى الكوفة قبل
حماد بن أبى سلمة .
و قال ابن المبارك ، عن سفيان : حدثنا حبيب بن أبى ثابت ، و كان دعامة ، أو
كلمة تشبهها .
و قال أبو بكر بن عياش ، عن أبى يحيى القتات : قدمت الطائف مع حبيب بن أبى
ثابت ، و كأنما قدم عليهم نبى .
و قال أبو بكر بن أبى خيثمة ، عن يحيى بن معين و النسائى : ثقة .
و قال أحمد بن سعد بن أبى مريم ، عن يحيى بن معين : ثقة ، حجة ، قيل ليحيى :
حبيب ثبت ؟ قال : نعم ، إنما روى حديثين ، قال : أظن يحيى يريد : منكرين ;
حديث : " تصلى المستحاضة و إن قطر الدم على الحصير " ، و حديث : " القبلة للصائم " .
و قال ابن أبى حاتم : سئل أبو زرعة عنه : سمع من أم سلمة ؟ فقال : لا . و قال :
سمعت أبى يقول : حبيب بن أبى ثابت : صدوق ، ثقة ; و روى عن عروة حديث
" المستحاضة " ، و حديث " القبلة للصائم " ، و لم يسمع ذلك من عروة .
و قال الترمذى ، عن البخارى : لم يسمع من عروة بن الزبير شيئا .
و قال أبو داود : روى عن الثورى ، أنه قال : ما حدثنا حبيب إلا عن عروة المزنى
قال أبو بكر بن عياش ، و محمد بن عبد الله بن نمير ، و البخارى : مات سنة تسع
عشرة و مئة .
و قال محمد بن سعد ، عن الهيثم بن عدى ، عن يحيى بن سلمة بن كهيل : مات فى ولاية يوسف بن عمر سنة اثنتين و عشرين و مئة .
روى له الجماعة . اهـ .
قلتُ : وكان لا يحتج بما لم يصرح به حبيب بن أبي ثابت ... قال الإمام الذهبي في الموقظة في بيان الحديث المدلس والمدلس فقال رحمه الله تعالى في الموقظة :
رَوَاهُ الرَّجُلُ عَنْ آخَرَ وَلَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ أَوْ لَمْ يُدْرِكْهُ .
فَإِنْ صَرَّحَ بِالِاتِّصَالِ وَقَالَ حَدَّثَنَا، فَهَذَا كَذَّابٌ، وَإِنْ قَالَ عَنْ، احْتَمَلَ ذَلِكَ،وَنَظَرَ فِي طَبَقَتِهِ هَلْ يُدْرِكُ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ؟ فَإِنْ كَانَ لَقِيَهُ فَقَدْ قَرَّرْنَاهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَقِيَهُ فَأَمْكَنَ أَنْ يَكُونَ مُعَاصِرَهُ، فَهُوَ مَحَلُّ تَرَدُّدٍ، وَإِنْ لَمْ يُمْكِنْ فَمُنْقَطِعٌ، كَقَتَادَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ .
وَحُكْمُ "قَالَ" حُكْمُ "عَنْ"، وَلَهُمْ فِي ذَلِكَ أَغْرَاضٌ .
فَإِنْ كَانَ لَوْ صَرَّحَ بِمَنْ حَدَّثَهُ عَنْ الْمُسَمَّى لَعُرِفَ ضَعْفُهُ، فَهَذَا غَرَضٌ مَذْمُومٌ وَجِنَايَةٌ عَلَى السُّنَّةِ، وَمَنْ يُعَانِي ذَلِكَ جُرِحَ بِهِ فَإِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ .
وَإِنْ فَعَلَهُ طَلَبًا لِلْعُلُوِّ فَقَطْ،أَوْ إِيهَامًا بِتَكْثِيرِ الشُّيُوخِ بِأَنْ يُسَمِّيَ الشَّيْخَ مَرَّةً، وَيُكَنِّيَهُ أُخْرَى، وَيَنْسُبَهُ إِلَى صَنْعَةٍ أَوْ بَلَدٍ لَا يَكَادُ يُعْرَفُ بِهِ وَأَمْثَالِ ذَلِكَ، كَمَا تَقُولُ حَدَّثَنَا الْبُخَارِيُّ، وَتَقْصِدُ بِهِ مَنْ يُبَخِّرُ النَّاسَ، أَوْ حَدَّثَنَا عَلِيٌّ بِمَا وَرَاءَ النَّهْرِ، وَتَعْنِي بِهِ نَهْرًا أَوْ حَدَّثَنَا بِزَبِيدَ أَوْ حَدَّثَنَا بِزَبِيدَ وَتُرِيدُ مَوْضِعًا بِقُوصَ أَوْ: حَدَّثَنَا بِحَرَّانَ وَتُرِيدُ قَرْيَةَ الْمَرْجِ فَهَذَا مُحْتَمَلٌ، وَالْوَرَعُ تَرْكُهُ.
وَمِنْ أَمْثِلَةِ التَّدْلِيسِ الْحَسَنُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَجُمْهُورُهُمْ عَلَى أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ لَمْ يَلْقَهُ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، فَقِيلَ عَنَى بِحَدَّثَنَا أَهْلَ بَلَدِهِ .
وَقَدْ يُؤَدِّي تَدْلِيسُ الْأَسْمَاءِ إِلَى جَهَالَةِ الرَّاوِي الثِّقَةِ، فَيُرَدُّ خَبَرُهُ الصَّحِيحُ، فَهَذِهِ مَفْسَدَةٌ،وَلَ كِنَّهَا فِي غَيْرِ"جَامِعِ الْبُخَارِيِّ" وَنَحْوِهِ , الَّذِي تَقَرَّرَ أَنَّ مَوْضُوعَهُ لِلصِّحَاحِ، فَإِنَّ الرَّجُلَ قَدْ قَالَ فِي "جَامِعِهِ" حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، وَأَرَادَ بِهِ ابْنَ صَالِحٍ الْمِصْرِيَّ وَقَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، وَأَرَادَ بِهِ ابْنَ كَاسِبٍ وَفِيهِمَا لِينٌ، وَبِكُلِّ حَالٍ التَّدْلِيسُ مُنَافٍ لِلْإِخْلَاصِ لِمَا فِيهِ مِنْ التَّزَيُّنِ . والله أعلم