بداية نتفق على قاعدة عامة وهي:
كل ما كان عينه في الماضي مخالفا لعينه في المضارع فهو أصل، وإن وافق فهو شاذ؛ مثلا: فعَل يفعُل أو يفعِل أصل، أما فعُل يفعُل، أو فعِل يفعِل فهو شاذ.
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
أولاً: ضابط لإتيان الماضي من المضارع، والمضارع من الماضي.
الفعل الماضي له أوزان ثلاثة: فَعُل، فعَل، فعِل.
والفعل المضارع له أوزان ثلاثة: يفْعُل، يفْعَل، يفْعِل
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
أما فَعُل - مثل - فالمضارع منه على وزْن: يفْعُل فقط. وهو شاذ
لم يسمع منه إلا وزن واحد فقط، ولا يكون إلا لازمًا، مثل: حَسُن يحسُن.
وهو يختص بالطبائع والأمور الخلقية والجبلية.
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
أما فَعَل - مثل - فالمضارع منه على وزْن: يفْعَل يفْعُل يفْعِل.
أمَّا فَعَل يفْعُل: نَصَر ينْصُر، ويأتي لازمًا ومتعدِّيًا.
أمَّا فَعَل يفْعِل: ضَرَب يَضْرِب، ويأتي لازمًا ومتعدِّيًا.
أما فَعَل يَفْعَل: فَتَح يفْتَحُ، وهو شاذ، وله شرط واحد: أن يكون عين فعله أو لامه واحدا من حروف الحلق، وهي الستة المعروفة:
[/center]هَمْزٌ فَهَاءٌ ثُمَّ عَيْنٌ حَاءُ = مُهْمَلَتَانِ ثُمَّ غَيْنٌ خَاءُ[center]
* * * * * * * * * * * * * * * *
أما فَعِل- مثل - فالمضارع منه على وزْن: يفْعَل يفْعِل.
يفعَل: وهو بفتح العين في المضارع، مثل: عَلِم يَعْلَمُ، وبناؤه للزوم غالبًا، وقد يكون متعديًا وهو قليل.
أما فَعِل يفعِل - فهو شاذ يحفظ ولا يقاس عليه - وبناؤه للزوم غالبًا، وقد يكون متعديًا،
وهو على قسمين:
1 – ما سمع فيه الشذوذ مع الأصل: فعِل يفعِل -شاذ -، وفعِل يفعَل.
وهذا سمع على الوجهَيْن الكسر والفتح، وهي أفعال ذكرها ابن مالك في اللامية فقال:
وَجْهَانِ فِيهِ مِنِ (احْسِبْ) مَعْ (وَغِرْتَ) وَ(حِرْ = ت) (انْعِمْ) (بَئِسْتَ) (يَئِسْتَ) (اوْلِهْ) (يَبِسْ) (وَهِلاَ)
2 - ما جاء على الشذوذ فقط، ولم يسمع فيه الفتح، وهي أفعال ذكرها ابن مالك في اللامية فقال:
وَأَفْرِدِ الْكَسْرَ فِيمَا مِنْ (وَرِثْ) وَ(وَلِيْ) = (وَرِمْ) (وَرِعْتَ) (وَمِقْتَ) مَعْ (وَفِقْتَ حُلاَ)
(وَثِقْتَ) مَعْ (وَرِيَ) الْمُخُّ احْوِهَا وَأَدِمْ = كَسْرًا لِعَيْنِ مُضَارعٍ يَلِي فَعلا
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــ
ثانيا: ضابط لإتيان الأمر من المضارع.
الفعل الماضي إمَّا أن يكونَ: (ثلاثيًّا)، أو (رباعيًّا)، أو (خماسيًّا أو سداسيًّا).
فإن كان ثلاثيًّا:
فهمزة الأمر منه على حركة عين مستقبله إن كانت مضمومة، نحو: يَدْخُل اُدْخُل، يَخْرُج اُخْرُج، يقْتُلُ اُقْتُلْ.
وإن كانت مكسورة أو مفتوحة كُسرت الهمزة، نحو: يَضْرِبُ اِضْرِبْ، يَعْلَمُ اِعْلَمْ، يَرْكَبُ اِرْكَبْ، يرمي اِرْمِ.
وإن كان رباعيًّا - أي: على أربعة أحرف -: مثل: أَكْرَم، أَرْسَلَ، أَدْبَرَ...، فالأمرُ منه بفَتْح الهمزة: أَكْرِمْ، أَرْسِلْ، أَدْبِرْ.
وإن كان خماسيًّا أو سداسيًّا: نحو: اِقْتَطَعَ واِسْتَخْرَجَ، فهمزةُ الأمر منه مكْسُورة: اِقْتَطِعْ، اِسْتَخْرِجْ.
** فائدة في الأفْعال ذوات الياء أو الألف أو إذا أدرتَ معرفة أصلها للتثنية:
والقاعدة: في قول الشاطبي - رحمه الله - في "حرز الأماني" قال:
وَتَثْنِيَةُ الأسْماءِ تَكْشِفَها وَإِنْ = رَدَدْتَ إِلَيْكَ الْفِعْلَ صَادَفْتَ مَنْهلا
وقال الحريري - رحمه الله تعالى – :
إِذَا الفِعْلُ يَوْمًا غُمَّ عَنْكَ هِجَاؤُهُ = فَأَلْحِقْ بِهِ تَاءَ الخِطَابِ وَلا تَقِفْ
فَإِنْ تَرَهُ بِالْيَاءِ يَوْمًا كَتَبْتَهُ = بِيَاءٍ وَإِلاَّ فَهْوُ يُكْتَبُ بِالأَلِفْ
مثل: رمى، هدى، دعا، عفا، تقول: رميتُ، هديتُ، دعوتُ، عفوتُ.
والله أعلم