تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 24

الموضوع: مِنْ لوازم الحكم على الآخرين : (سَلَامَةُ القَلْبِ وَالتَّجَرُّد مِنَ الهَوى)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    750

    افتراضي مِنْ لوازم الحكم على الآخرين : (سَلَامَةُ القَلْبِ وَالتَّجَرُّد مِنَ الهَوى)

    إن محاولة تقويم أي رجل من الرجال أو مؤلَّف من المؤلَّفات بمقررات سابقة وخلفيات مبيتة تجعل الإنسان يميل عن الحق ميلاً واضحًا، فهو لا ينظر إلى المرء بمجموع أعماله, بل يتغاضى عن المحاسن, ولا يقع بين عينيه إلا الهفوات، بل قد يعطيها أكثر مما تستحق من النقد والتجريح.

    لذا كان التجرد في التقويم من الأسباب المهمة التي تجعل الحكم صوابًا أو قريبًا من الصواب. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا}.

    وكما يجب التجرد من هوى العداوة والبغضاء في النقد فإنه يجب التجرد من هوى الحب في المدح, وكما لا يجوز التحامل فإنه لا تجوز المحاباة. قال شعبة: "لو حابيت أحدًا لحابيت هشام بن حسان، كان ختني ولم يكن يحفظ".

    وسئل علي بن المديني عن أبيه فقال: "سلوا غيري". فأعادوا فأطرق، ثم رفع رأسه فقال: "هو الدين".

    وكان أبو داود السجتساني يكذّب ابنه.
    وقال عبيد الله بن عمرو: قال لي زيد بن أبي أُنيسة: "لا تكتب عن أخي؛ فإنه كذاب".

    وتدبروا أيها الإخوة وصية الله لنبيه داود عليه السلام: {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}.

    فلا ينبغي أن تكون المحبة لشخص أو البغضاء له دافعًا إلى إهمال العدل: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}.
    والقلب إن لم يسلم من التأثر بهذه العواطف القلبية فلابد من الخطأ في التقويم.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ومن المعلوم أن مجرد نفور النافرين، أو محبة الموافقين، لا يدل على صحة قول ولا فساده, إلا إذا كان ذلك بهدى من الله, بل الاستدلال بذلك استدلال باتباع الهوى بغير هدى من الله؛ فإن اتّباع الإنسان لما يهواه هو أخذ القول والفعل الذي يحبه، وردّ القول والفعل الذي يبغضه بلا هدى من الله".

    وقال أيضًا رحمه الله: "وصاحب الهوى يعميه الهوى ويصمه، فلا يستحضر ما لله ورسوله في ذلك, ولا يطلبه, ولا يرضى لرضا الله ورسوله، ولا يغضب لغضب الله ورسوله, بل يرضى إذا حصل ما يرضاه بهواه, ويغضب إذا حصل ما يغضب له بهواه، ويكون مع ذلك معه شبهة دين: أن الذي يرضى له ويغضب له أنه السنة، وأنه الحق، وهو الدين".


    اقصد وجه الله والنصح للمسلمين
    وبهذا يتبين أن التجرد في القول والعمل وسلامة المقصد أصل مهم في تقويم الرجال وأعمالهم، حتى لو كان رأي الإنسان صحيحًا, لكنه لم يقصد به وجه الله تعالى ثم النصح للمسلمين؛ فإن عمله مردود غير مقبول, وهو مأزور غير مأجور إذا لم يتجاوز عنه ربه؛ قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ}.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وهكذا الرد على أهل البدع من الرافضة وغيرهم, إن لم يقصد منه بيان الحق وهدى الخلق ورحمتهم والإحسان إليهم لم يكن عمله صالحًا، وإذا غلظ في ذم بدعة ومعصية كان قصده بيان ما فيها من الفساد ليحذرها العباد كما في نصوص الوعيد وغيرها.
    وقد يهجر الرجل عقوبةً وتعزيزًا والمقصود بذلك ردعه وردع أمثاله للرحمة والإحسان لا للتشفي والانتقام, كما هجر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه الثلاثة الذين خلّفوا في غزوة تبوك".

    فعلى الإنسان المسلم أن يفتش في قلبه ويطهّره من جميع آثار الهوى قبل أن يبدأ في تقويم شخص من الأشخاص أو كتاب من الكتب؛ لكي يكون متين الرأي منصفًا, بعيدًا عن الجور والظلم المذموم شرعًا، وذلك أن صاحب هذا القلب الطاهر السليم مطمئن البال, هادئ النفس, يحب الخير للناس, ويبذل النصح لهم, وهذه هي صفات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين مدحهم الله عز وجل بقوله: {وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}.

    ومثل هذا يُلقى له القبول بين الناس حتى وهو يرد على الأخطاء والانحرافات؛ فإنه يصاحبه في ذلك شعور بالشفقة وحب الهداية للغير لا مجرد الرد والخصومة والجدال كما هو الحال في كثير ممن يتصدى للمخالفين له أو لشيخه؛ حيث إن الأمر يصل به إلى الاعتداء في كلامه لمن يخالفه في الفروع التي يسعها الخلاف, فضلاً عن الأصول, لا لشيء إلا لأنه خالفه أو خالف شيخه وكفى.


    لا تشغل قلبك بما ينالك من الأذى
    فبسلامة القلب ـ إخوة الإسلام ـ يتم العدل في جميع الأمور, وصاحب القلب السليم لا يؤذي المسلمين ولو آذوه، ولا ينتقم لنفسه.

    وقد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين أحد عشر مشهدًا فيما يصيب المسلم من أذى الخلق وجنايتهم عليه, نكتفي بمشهد واحد؛ حيث يقول رحمه الله: "المشهد السادس: مشهد السلامة وبرد القلب، وهذا مشهد شريف جدًا لمن عرفه وذاق حلاوته، وهو أن لا يشغل قلبه وسِره بما ناله من الأذى وطلب الوصول إلى درك ثأره وشفاء نفسه، بل يفرّغ قلبه من ذلك، ويرى أن سلامته وبرده وخلوّه منه أنفع له وألذ وأطيب، وأعون على مصالحه؛ فإن القلب إذا اشتغل بشيء فاته ما هو أهم عنده وخير له منه، فيكون بذلك مغبونًا، والرشيد لا يرضى بذلك ويرى أنه من تصرفات السفيه، فأين سلامة القلب من امتلائه بالغلّ والوساوس وإعمال الفكر في إدراك الانتقام.

    ولابن تيمية رحمه الله رسالة كتبها إلى تلامذته بدمشق تبرز فيها هذه الصفة ـ سلامة القلب ـ بجلاء, نذكر مقاطع منها:

    يقول رحمه الله في رسالته لتلامذته: "وتعلمون من القواعد العظيمة التي هي من جماع الدين تأليف القلوب, واجتماع الكلمة, وصلاح ذات البين؛ فإن الله تعالى يقول: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}, ويقول: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}, وأمثال ذلك من النصوص التي تأمر بالجماعة والائتلاف وتنهى عن الفرقة والاختلاف, وأهل هذا الأصل هم أهل الجماعة، كما أن الخارجين عنه هم أهل الفرقة".

    إلى أن قال في الرسالة نفسها: "وأول ما أبدأ به من هذا الأصل ما يتعلق بي, فتعلمون ـ رضي الله عنكم ـ أني لا أحب أن يؤذى أحد من عموم المسلمين ـ فضلاً عن أصحابنا ـ بشيء أصلاً, لا باطنًا ولا ظاهرًا، ولا عندي عتب على أحد منهم ولا لوم أصلاً, بل لهم عندي من الكرامة والإجلال والمحبة والتعظيم أضعاف أضعاف ما كان كلٌّ يحسبه, ولا يخلو الرجل إما أن يكون مجتهدًا مصيبًا أو مخطئًا أو مذنبًا، فالأول مشكور، والثاني مع أجره على الاجتهاد فمعفو عنه مغفور له، والثالث فالله يغفر لنا وله ولسائر المؤمنين، فنطوي بساط الكلام المخالف لهذا الأصل كقول القائل: فلان قصّر، فلان ما عمل، فلان أوذي الشيخ بسببه، فلان كان سبب هذه القضية، فإني لا أسامح من آذاهم من هذا الباب ولا حول ولا قوة إلا بالله، بل مثل هذا يعود على قائله بالملام إلا أن يكون له من حسنة، وممن يغفر الله له إن شاء الله, وقد عفا الله عما سلف".

    إلى أن قال رحمه الله في الرسالة نفسها: "فلا أحب أن يُنتصر من أحد بسبب كَذِبِه عليّ، أو ظُلمِه وعدوانه؛ فإني أحب الخير لكل المسلمين، وأريد لكل مؤمن من الخير ما أحبه لنفسي, والذين كذبوا وظلموا في حلّ من جهتي".

    انتهى كلامه رحمه الله، وهو كلام عظيم يستشعر قارئه فيه الصدق وقمة التجرد من الهوى، وقلّ من يكون كذلك..

    وقد قال الإمام ابن ناصر الدين الدمشقي: "هيهات هيهات! إن في مجال الكلام في الرجال عقبات، مرتقيها على خطر، ومرتقيها هوىً لا منجى له من الإثم ولا وزر، فلو حاسب نفسَه الرامي أخاه ما السبب الذي أهاج ذلك؟ لتحقق أنه الهوى الذي صاحبه هالك.


    كلام الأقران بعضهم في بعض يطوى ولا يروى

    ونظرًا لأهمية هذه القاعدة ـ سلامة القلب والتجرد من الهوى ـ في تقويم الأشخاص والكتب كان من منهج أئمة الحديث في تقويم الرجال أن كلام الأقران بعضهم في بعض يطوى ولا يروى، والأقران هم النظراء في المكانة والعلم أو المتنافسون في مجال ما، فهؤلاء الأقران كثيرًا ما يقع بينهم شيء من الاختلاف لأي سبب من الأسباب؛ فيؤدي ذلك إلى وقوع بعضهم ببعض دون عدل أو تأنٍّ، حتى إن الواحد منهم قد يصف صاحبه بأوصاف يعلم يقينًا أنه بريء منها، ولكنّ حبّ الذات والانتصار للنفس يزكي فيه روح الغيرة والاعتداء.
    ومن أجل هذا كان النقاد الجهابذة من المحدثين يهملون هذا الجرح لأنه في الغالب لا يسلم من التجرد من الهوى ولا يصدر عن سلامة في القلب.

    قال الإمام الذهبي
    : "كلام الأقران بعضهم في بعض لا يعبأ به, لاسيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو لمذهب أو لحسد... وما ينجو منه إلا من عصمه الله، وما علمت أن عصرًا من الأعصار سلم أهله من ذلك سوى الأنبياء والصديقين, ولو شئت لسردت من ذلك كراريس".

    فإذا كان هذا كلام الذهبي في زمانه السالف وما قبله فكيف بحالنا اليوم؟!

    وقال السبكي: "الصواب عندنا أن من ثبتت إمامته وعدالته وكثر مادحوه ومزكّوه، وندر جارحوه، وكانت هناك قرينة دالة على سبب جرحه مِن تعصب مذهبي أو غيره، فإنا لا نلتفت إلى الجرح فيه ونعمل فيه بالعدالة، ولو فتحنا هذا الباب وأخذنا تقديم الجرح على إطلاقه لما سلم لنا أحد من الأئمة؛ إذ ما من إمام إلا وقد طعن فيه طاعنون وهلك فيه هالكون.

    فتأمل أخي المسلم كيف كان منهج سلفنا في تقويم الأشخاص, وكيف أصبحنا اليوم نقع في الأشخاص وننقدهم النقد اللاذع, ليس لأننا رأينا أخطاءهم بالعمل, ولكن اعتمادًا على كلام أقرانهم وقدح منافسيهم فيهم, مع أن ذلك لا يصلح الاعتماد عليه في النقد والتقويم, بل يطوى ولا يروى كما قال الأئمة.

    ومن المهم أن ندرك أن صورة ذلك الاختلاف بين الأقران لا تقف عند المحدثين فحسب، بل تتعداه في عصرنا إلى العلماء والدعاة وشتى العاملين في حقل الدعوة الإسلامية.
    ولذا كان المنهج القسط أن ينظر إلى الخلفيات التي تكمن وراء الجرح والنقد، ومن ثم يوزن الجرح أو النقد بما يقتضيه الحال مع التحري والإنصاف, حتى لا يُتَّهم أحد بما ليس فيه، فليس كل جرح مؤثرًا، وليس كل اتهام مقبولاً.

    قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: "كل رجل ثبتت عدالته لم يقبل فيه تجريح أحد حتى يتبين ذلك عليه بأمر لا يحتمل غير جرحه".

    فتأمل كيف ابتعد الناس اليوم عن معنى هذا الكلام المستقيم؛ حيث أصبحوا يفقدون الثقة بعضهم ببعض اعتمادًا على شائعة أو اتباعًا لكلام حاسد.

    ومن التجرد من الهوى الفرح بإصابة الغير للحق والحزن على مجانبتهم له، ولعل هذا الأمر من أصعب الأمور؛ لأنه يمثل قمة العدل والتقوى والورع، ومما يؤسف ويحزن أننا نرى الكثيرين من دعاة المسلمين اليوم ـ فضلاً عن عامتهم ـ إذا رأوا غيرهم قد أخطأ فإنهم يفرحون بذلك, حتى يحسبونه غلبة, بل إنك ترى الكثيرين منهم يتتبع الكتابات والمقالات التي قالها غيرهم, وهمهم الوحيد هو تتبع العثرات والفرح باصطيادها, في الوقت الذي لو وجدوا خلاف ذلك ـ من إصابة غيرهم للحق ـ فإنهم يحزنون لهذه الإصابة، وهذا ـ والعياذ بالله ـ هو الظلم والحقد والحسد والذي لا يلتقي مع الإخلاص والعدل وحب الخير للناس، وما أحسن الحكاية التي ذكرها ابن رجب رحمه الله حول هذا الأمر؛ حيث قال: "وقد استحسن الإمام أحمد ما حكي عن حاتم الأصم أنه قيل له: (أنت رجل أعجمي لا تفصح، وما ناظرك أحد إلا قطعته, فبأي شيء تغلب خصمك؟ فقال: بثلاث؛ أفرح إذا أصاب خصمي، وأحزن إذا أخطأ، وأحفظ لساني عنه أن أقول له ما يسوؤه. ـ أو معنى هذا ـ فقال أحمد: ما أعقله من رجل).

    و الله تعالى أعلم ، و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين.

    بقلــم / د.هشام عقدة ..
    [والإجماع منعقد على وجوب التوبة ؛ لأن الذنوب مهلكات مبعدات عن الله ، وهي واجبة على الدوام ، فالعبد لا يخلو من معصية ، لو خلا عن معصية بالجوارح ، لم يخلُ عن الهم بالذنب بقلبه]
    (ابن قدامة المقدسي)

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الدولة
    مدينة السادات / مصر
    المشاركات
    15

    افتراضي رد: مِنْ لوازم الحكم على الآخرين : (سَلَامَةُ القَلْبِ وَالتَّجَرُّد مِنَ الهَوى)

    السلام عليكم ورحمة الله
    فهذه كلمات عطرة ورائعة حقاً .. خرجت من قلب تقى نقى ، لا يحمل فى حناياه إلا كل الحب والصدق والمودة والرحمة لكل عباد الله العاملين فى حقل الدعوة إلى الله . هذه حقاً كلمات أستاذى وحبيبى فى الله الشيخ الدكتور / هشام بن عبدالقادر عقدة نفع الله به ومكن الله له حتى ينشر دعوته المباركة فى كل مكان من أرض الإسلام .
    لم يعرفوا لون السماء لفرط ما انحنت الرقابُ
    ولفرط ما ديست رؤوسهم كما ديس التراب

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    750

    افتراضي رد: مِنْ لوازم الحكم على الآخرين : (سَلَامَةُ القَلْبِ وَالتَّجَرُّد مِنَ الهَوى)

    عليكم السلام ورحمة الله ..
    جُزيت خيرًا أخي المكرم ، وبُورك فيك ..
    [والإجماع منعقد على وجوب التوبة ؛ لأن الذنوب مهلكات مبعدات عن الله ، وهي واجبة على الدوام ، فالعبد لا يخلو من معصية ، لو خلا عن معصية بالجوارح ، لم يخلُ عن الهم بالذنب بقلبه]
    (ابن قدامة المقدسي)

  4. #4

    افتراضي رد: مِنْ لوازم الحكم على الآخرين : (سَلَامَةُ القَلْبِ وَالتَّجَرُّد مِنَ الهَوى)

    جزاك الله خيرا, وهذا شريط للشيخ اللحيدان مفيد في بابه فجزاه الله خيرا:
    منهج أهل السنة والجماعة في الحكم على الآخرين
    http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...esson_id=61422
    كتبت وقد أيقنت يوم كتابتـي *** بأن يدي تفنى ويبقى كتابها
    فإن كتبت خيراً ستجزى بمثلها *** وإن كتبت شراً عليَ حسابها

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    750

    افتراضي رد: مِنْ لوازم الحكم على الآخرين : (سَلَامَةُ القَلْبِ وَالتَّجَرُّد مِنَ الهَوى)

    جزاك الله خيرًا أخي المكرم على ما أوردت ..
    عَظُم أجرك ، وغُفِر ذنبك ، ورُفِع قدرك ..
    [والإجماع منعقد على وجوب التوبة ؛ لأن الذنوب مهلكات مبعدات عن الله ، وهي واجبة على الدوام ، فالعبد لا يخلو من معصية ، لو خلا عن معصية بالجوارح ، لم يخلُ عن الهم بالذنب بقلبه]
    (ابن قدامة المقدسي)

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    750

    افتراضي رد: مِنْ لوازم الحكم على الآخرين : (سَلَامَةُ القَلْبِ وَالتَّجَرُّد مِنَ الهَوى)

    للرفع ؛ علّه يُنتفع به ..
    والله إنّ الأمر لخطير !
    دخول الهوى في الحكم على البشر : أمرٌ قلَّ مَنْ سَلم منه ، والله المستعان ..
    [والإجماع منعقد على وجوب التوبة ؛ لأن الذنوب مهلكات مبعدات عن الله ، وهي واجبة على الدوام ، فالعبد لا يخلو من معصية ، لو خلا عن معصية بالجوارح ، لم يخلُ عن الهم بالذنب بقلبه]
    (ابن قدامة المقدسي)

  7. #7

    افتراضي رد: مِنْ لوازم الحكم على الآخرين : (سَلَامَةُ القَلْبِ وَالتَّجَرُّد مِنَ الهَوى)

    سبحان الله موضوع هام جدا اليوم ياريت غلاة الجرح والتجريح يعقلون هذه المعاني نسأل الله السلامة والعافية.
    جزاكم الله خيرا

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: مِنْ لوازم الحكم على الآخرين : (سَلَامَةُ القَلْبِ وَالتَّجَرُّد مِنَ الهَوى)

    ما أجمل ما ختم به موضوعه القيم!
    وما أحسن الحكاية التي ذكرها ابن رجب رحمه الله حول هذا الأمر؛ حيث قال: "وقد استحسن الإمام أحمد ما حكي عن حاتم الأصم أنه قيل له: (أنت رجل أعجمي لا تفصح، وما ناظرك أحد إلا قطعته, فبأي شيء تغلب خصمك؟ فقال: بثلاث؛ أفرح إذا أصاب خصمي، وأحزن إذا أخطأ، وأحفظ لساني عنه أن أقول له ما يسوؤه. ـ أو معنى هذا ـ فقال أحمد: ما أعقله من رجل).
    جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم، ونفع بكم.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    76

    افتراضي رد: مِنْ لوازم الحكم على الآخرين : (سَلَامَةُ القَلْبِ وَالتَّجَرُّد مِنَ الهَوى)

    جزاكم الله خيرا


  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: مِنْ لوازم الحكم على الآخرين : (سَلَامَةُ القَلْبِ وَالتَّجَرُّد مِنَ الهَوى)

    أحسن الله تعالى إليكم ، بغض النظر عن الموضوع .
    يوجد إشكال في قاعدة : كلام الأقران يطوى ولا يروى
    عند التأمل في هذه القاعدة على إطلاقها ، وتطبيقها على واقعنا الحاضر .
    نجد أن الواقع يخالفها ، وقد تستخدم لأغراض غير سليمة .
    فمكانة شيوخ أهل البدع والضلالة الآن في عصرنا الحالي عند عامة المسلمين أكبر من مكانة شيوخ أهل السنة .
    فماذا لو نقلت لهم قول ابن الجبرين في حسن نصر أو الفوزان في الحبيب الجفري ؟
    إذا طبقت هذه القاعدة ستجد من يقول لك كلامهما يطوى ولا يروى !!
    فكلام الأقران يعرض على الكتاب والسنة فما وافق الكتاب والسنة أخذ به ، وما خالفهما فيضرب به عرض الحائط .
    فالإشكال في هذه القاعدة أنها قد تستخدم لرفض أي تحذير من أهل البدع ممن يستحقون فعلاً التحذير منهم .
    ويكون الرد هو : تطوى ولا تروى ! لأنهم أقران .
    فالضابط في الحكم على الناس هو أن نتبين صحة هذا الخبر ، ونعرضه على الكتاب والسنة .
    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: مِنْ لوازم الحكم على الآخرين : (سَلَامَةُ القَلْبِ وَالتَّجَرُّد مِنَ الهَوى)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صدى الذكريات مشاهدة المشاركة
    يوجد إشكال في قاعدة : كلام الأقران يطوى ولا يروى .
    بارك الله فيك.
    أخي الحبيب.. كلام الأقران، يكون بين أصحاب المنهج الواحد.
    فإن كان من أصحاب الأهواء والبدع، فلا يعد من الأقران.
    والقاعدة العامة كما تفضلت -حفظك الله-: أن الأقوال تعرض على الكتاب والسنة، ما قبلاه منه قبلناه، وأما غير ذلك فيطرح.
    ولكن ما إذا رأيت تحاملا من أحد الأشخاص على قرين له؟ فمثل هذا الكلام يطوى ولا يروى.
    لما في روايته من مفاسد، ولا فائدة منه.
    ويجب على الجميع أن يربأ بنفسه عن الوقوع فيه.. ولكن زلت فيه أقدام بعض أهل الخير.
    نسأل الله أن يعصمنا من الزلل، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَ ا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  12. #12
    سارة بنت محمد غير متواجد حالياً مشرفة سابقة بمجالس طالبات العلم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    3,129

    افتراضي رد: مِنْ لوازم الحكم على الآخرين : (سَلَامَةُ القَلْبِ وَالتَّجَرُّد مِنَ الهَوى)

    الأخ صدى الذكريات بارك الله فيك هذا الكلام منقول من النص أعلاه وفيه تقييد الإطلاق وبسط للرد على تنبيهك القيم بارك الله فيك:

    قال الإمام الذهبي: "كلام الأقران بعضهم في بعض لا يعبأ به, لاسيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو لمذهب أو لحسد... وما ينجو منه إلا من عصمه الله، وما علمت أن عصرًا من الأعصار سلم أهله من ذلك سوى الأنبياء والصديقين, ولو شئت لسردت من ذلك كراريس".

    فإذا كان هذا كلام الذهبي في زمانه السالف وما قبله فكيف بحالنا اليوم؟!

    وقال السبكي: "الصواب عندنا أن من ثبتت إمامته وعدالته وكثر مادحوه ومزكّوه، وندر جارحوه، وكانت هناك قرينة دالة على سبب جرحه مِن تعصب مذهبي أو غيره، فإنا لا نلتفت إلى الجرح فيه ونعمل فيه بالعدالة، ولو فتحنا هذا الباب وأخذنا تقديم الجرح على إطلاقه لما سلم لنا أحد من الأئمة؛ إذ ما من إمام إلا وقد طعن فيه طاعنون وهلك فيه هالكون.

    فتأمل أخي المسلم كيف كان منهج سلفنا في تقويم الأشخاص, وكيف أصبحنا اليوم نقع في الأشخاص وننقدهم النقد اللاذع, ليس لأننا رأينا أخطاءهم بالعمل, ولكن اعتمادًا على كلام أقرانهم وقدح منافسيهم فيهم, مع أن ذلك لا يصلح الاعتماد عليه في النقد والتقويم, بل يطوى ولا يروى كما قال الأئمة.

    ومن المهم أن ندرك أن صورة ذلك الاختلاف بين الأقران لا تقف عند المحدثين فحسب، بل تتعداه في عصرنا إلى العلماء والدعاة وشتى العاملين في حقل الدعوة الإسلامية.
    ولذا كان المنهج القسط أن ينظر إلى الخلفيات التي تكمن وراء الجرح والنقد، ومن ثم يوزن الجرح أو النقد بما يقتضيه الحال مع التحري والإنصاف, حتى لا يُتَّهم أحد بما ليس فيه، فليس كل جرح مؤثرًا، وليس كل اتهام مقبولاً.

    قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: "كل رجل ثبتت عدالته لم يقبل فيه تجريح أحد حتى يتبين ذلك عليه بأمر لا يحتمل غير جرحه".

    فتأمل كيف ابتعد الناس اليوم عن معنى هذا الكلام المستقيم؛ حيث أصبحوا يفقدون الثقة بعضهم ببعض
    اعتمادًا على شائعة أو اتباعًا لكلام حاسد
    عن جعفر بن برقان: قال لي ميمون بن مهران: يا جعفر قل لي في وجهي ما أكره، فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره.

    السير 5/75

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: مِنْ لوازم الحكم على الآخرين : (سَلَامَةُ القَلْبِ وَالتَّجَرُّد مِنَ الهَوى)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسـامة مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك.
    أخي الحبيب.. كلام الأقران، يكون بين أصحاب المنهج الواحد.
    فإن كان من أصحاب الأهواء والبدع، فلا يعد من الأقران.
    والقاعدة العامة كما تفضلت -حفظك الله-: أن الأقوال تعرض على الكتاب والسنة، ما قبلاه منه قبلناه، وأما غير ذلك فيطرح.
    ولكن ما إذا رأيت تحاملا من أحد الأشخاص على قرين له؟ فمثل هذا الكلام يطوى ولا يروى.
    لما في روايته من مفاسد، ولا فائدة منه.
    ويجب على الجميع أن يربأ بنفسه عن الوقوع فيه.. ولكن زلت فيه أقدام بعض أهل الخير.
    نسأل الله أن يعصمنا من الزلل، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَ ا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا
    أخي الكريم ، لي الشرف والله أن مثلك يقوم بتوجيهي .
    وكلامك حق لا إشكال فيه .
    لكن أنا أتكلم من منطلق القاعدة نفسها ، فأنت حفظك الله تفسرها فيما يبدوا لك من الحق .
    لكن غيرك يأخذها على إطلاقها .
    ونحن لن نعرف التحامل الواقع من الأقران إلا إذا عرضناه على الكتاب والسنة .
    فمن يدعي شىء فعليه البينة ، فإن كان كلامه حق موافق لضوابط الكتاب والسنة أخذناه .
    وإن كان كلامه فيه تحامل ،، مخالف لضوابط الكتاب والسنة عندئذ لا يطوى .
    بل يجب الرد على المتحامل وإيقافه عند حده لأنه ظالم ، وكما تعلم حفظك الله تعالى نصوص الشريعة جاءت بالحث على نصرة المظلوم والأخذ على يد الظالم .
    وأضرب لك مثل حفظك الله تعالى : من خلاف شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ ابن عبد الهادي ضد السبكي رحم الله الجميع .
    فالحافظ ابن عبد الهادي كما تعلم حفظك الله ألف كتاب الصارم المنكي في الرد على السبكي وهو طافح بالطعن في السبكي ، وبيان كذبه وهواه في اتهامه وظلمه لشيخ الإسلام ابن تيمية .
    ومع أن السبكي رحمه الله تعالى بعض الناس تتخذه إمامًا حتى أن صاحب المقال استشهد بكلامه لإمامته !
    فلو قلنا أن رد الحافظ ابن عبد الهادي وبيان ما في كتاب السبكي من الذي يطوى ولا يروى لأنهما من الأقران .
    ما كان حصل هذا الخير الكثير بانتشار هذا الرد وفرح أهل السنة به لما فيه من حق وصد الباطل ، حتى وإن كان طافح بالطعن في السبكي رحمه الله تعالى .
    وهما عند كثير من الناس من الأقران .
    وقد سمعت فتوى من الشيخ صالح الفوزان من قبل يقول فيه أن هذه القاعدة باطلة .
    ولو تاملت حفظك الله تعالى للقاعدة ستجدها : كلام الأقران يطوى ولا يروى ، بدون أي تفصيل وأي استثناء ! ، ولذلك حكم عليها الشيخ الفوزان بأنها باطلة .
    وأنتظر منك توجيه كلامي حفظك الله تعالى وبارك فيك
    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: مِنْ لوازم الحكم على الآخرين : (سَلَامَةُ القَلْبِ وَالتَّجَرُّد مِنَ الهَوى)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة بنت محمد مشاهدة المشاركة
    الأخ صدى الذكريات بارك الله فيك هذا الكلام منقول من النص أعلاه وفيه تقييد الإطلاق وبسط للرد على تنبيهك القيم بارك الله فيك:


    الأخت الفاضلة بارك الله تعالى فيك ..
    جزاك الله تعالى كل خير على توجيهك لي .
    إذا تبين أنه يوجد خلاف مذهبي بين الأقران يكون الأولى عرض هذه الأقوال من الأقران على الكتاب والسنة والضوابط الشرعية وعدم طيها ،، فمن تبين تحامله وظلمه لغيره ، نبين ذلك وندافع عن المظلوم ، ونرد على الظالم ، ونكون بذلك أيَضًا رفعنا إن شاء الله تعالى عن الظالم حمل أوزار الذين يؤيدونه في ظلمه لغيره ممن ظلمهم لأنهم سيكفون إن شاء الله تعالى عن الظلم ببياننا .
    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

  15. #15
    سارة بنت محمد غير متواجد حالياً مشرفة سابقة بمجالس طالبات العلم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    3,129

    افتراضي رد: مِنْ لوازم الحكم على الآخرين : (سَلَامَةُ القَلْبِ وَالتَّجَرُّد مِنَ الهَوى)

    نبين ذلك وندافع عن المظلوم ، ونرد على الظالم
    بارك الله فيك قرأت مشاركتك ردا على الأخ الفاضل أعلاه

    ولكن أحيانا كثيرة يكون هناك اعتبار للمصالح والمفاسد ، وعلى الطلاب أن يطووه ولا يرووه ، وإن رأى أهل العلم أن الرد فيه مصلحة راجحة فهو واجبهم هم ، وهذا مشاهد بارك الله فيك ،

    لكن أن يرويه الطلاب فهذا هو منشأ التعصب المذموم .

    وأحيانا تكون روايته للرد عليه عند قوم ما ، سببا لانتشاره بدون الرد ، لاسيما إن كان الرد ضعيفا مثلا ، ومن ثمّ فيكون الرد سبب انتشاره.

    بل هذا قد يكون مطّردا في كثير من مقالات أهل البدع والعلمانية مثلا ، فهل الصواب أن تأتي امرأة أو رجل مجهول فيتحدث في علماء الإسلام فنسارع في الرد بسبب الغيرة على الدين فنكون سببا في نشر مقالته وشهرة اسمه ؟

    كذلك كم مرة وقعت في نقل كلام عالم في قرين له ، لكي ترد عليه وتقول هذا ظلم مثلا، فوجدت في المستمعين لك من أقرانك قد حملت قلوبهم شيئا للشيخين ؟

    إذا كانت عند أحدهم شبهة مثلا نعم نرد فيما بيننا وبينه ، لكن ليس كل كلام صالح للرد عليه وليس كل إنسان صالح للرد عليه أيضا ، وليس كل رد قابل للإعلان .

    الخلاصة أن ما أقصده هو أن الامر خاضع للمفاسد والمصالح التي يقدرها العلماء، أما الطلاب فيطوى ولا يروى على الغالب والله أعلم
    عن جعفر بن برقان: قال لي ميمون بن مهران: يا جعفر قل لي في وجهي ما أكره، فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره.

    السير 5/75

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    750

    افتراضي رد: مِنْ لوازم الحكم على الآخرين : (سَلَامَةُ القَلْبِ وَالتَّجَرُّد مِنَ الهَوى)

    أحسن الله إليكم جميعًا ، لكُلِّ من خطَّ حرفًا صائبًا ، وعلَّق بشيءٍ نافعٍ ..

    أخي الكريم الشريف / صدى الذكريات ـ وفقك الله تعالى ورضي عنك ـ ..
    بدايةً أشكر لك تفضّلك بالقراءة والنصيحة ..
    لكن ثمّة أمرٌ بارك الله فيك ، قلتَ ـ حفظكم الله ـ :
    أحسن الله تعالى إليكم ، بغض النظر عن الموضوع .
    الموضوع يُكمّل بعضُه بعضًا وفقك المولى ؛ فلمَ قلتكم القول أعلاه ..؟
    هل ترى ثمّةَ أمرٌ آخرُ غير صائبٍ في الموضوع ؟
    الحقّ أنّ الموضوع من أفضلِ ما قرأتُ ، ويعلم الله أنّ المقصد الأوّل مِنْ نقل الموضوع : تسليط الأنظار إلى خطورة دخول الهوى والجهل في الجرح والحكم على الناس ؛ فلو نصح عشرةٌ بحقٍّ وتجردٍ ، نصح ألفٌ بغير ذلك ودَخَل الهوى والتعصب شاء أم أبى إلى القلب ، ثم المقصد الثاني : اجتماع كلمة المسلمين ونبذ الفرقة الناتجة من خلافٍ مفاسده غلبت مصالحه ، خصوصًا على العامّة ، وهذا أمرٌ مشاهدٌ لا يخفى على ذي العقل البصير ..

    فبالله على كُلّ مَنْ يقرأ المقال : هلاّ قرأتم الموضوع مِن مُستهلّه حتى الخاتمة بتأنٍ و(تجرّدٍ) من هوى القلب حقًا ..
    وأما بالنسبة لما ذكرت من تعليقك على جملة كلام الأقران ؛ فالحقّ والله أعلم ما قاله الإخوة من تقييد هذه المقولة وليس الأمر للإطلاق ..

    وفقكم الله جميعًا لكل خيرٍ وجودٍ وبرّ وإحسانٍ ..
    [والإجماع منعقد على وجوب التوبة ؛ لأن الذنوب مهلكات مبعدات عن الله ، وهي واجبة على الدوام ، فالعبد لا يخلو من معصية ، لو خلا عن معصية بالجوارح ، لم يخلُ عن الهم بالذنب بقلبه]
    (ابن قدامة المقدسي)

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: مِنْ لوازم الحكم على الآخرين : (سَلَامَةُ القَلْبِ وَالتَّجَرُّد مِنَ الهَوى)

    بارك الله فيك أخي الحبيب، وأشكرك على سعة صدرك.
    القاعدة العامة التي يسير عليها الجميع، سواء مع الأقران أم غير الأقران، هي ما سبق ذكرها، ألا وهي: عرض الأقوال على القرآن والسنة، ما قبلاه قبلناه، وغير ذلك فيطرح.
    وهذا الإجراء فهذا يزيل الإشكال -إن شاء الله-.
    ولكن، ما يقصده العلماء بكلام الأقران، هو الجرح فيما لا يقدح، أو الوقيعة بسبب القيل والقال.
    عندك أمثلة قديمة وحديثة.. كثيرة جدًا. "كما قال الذهبي".
    وجميع هؤلاء من أصحاب منهج واحد ودعوة واحدة.
    أما الاختلاف في العقيدة...؟! بالطبع لا.
    فلا يظن عاقل أن: آل الشيخ وعلي جمعة، من الأقران، أحدهما سلفي وآخر مخرف.
    ولا يظن أحد مثلا أن الألباني والبوطي من الأقران... لما بينهما من تباين كالمثال السابق.
    ولكن... ماذا عن شاكر والفقي؟ ماذا عن حشيش وحسان؟ ... إلخ هذه الأمثلة.
    فهؤلاء من الأقران... وكلامهم يطوى ولا يروى.
    وأما الذب عن العقيدة... فهذا شىء آخر.
    وكتب الردود لم تخلو منها هذه الأمة.

    لذا إن قلنا قاعدة: كلام الأقران يطوى ولا يروى.. وأردنا أن نضع ضوابط:
    1- أن يكونا من أصحاب الدعوة الواحدة، والمنهج الواحد.
    2- أن يكونا على قدر متكافيء من العلم.
    3- إذا الجرح فيما لا يقدح، أو غير مفسر.
    والله أعلم.
    وجزاك الله خيرًا لحسن ظنك بأخيك.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: مِنْ لوازم الحكم على الآخرين : (سَلَامَةُ القَلْبِ وَالتَّجَرُّد مِنَ الهَوى)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة بنت محمد مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك قرأت مشاركتك ردا على الأخ الفاضل أعلاه

    ولكن أحيانا كثيرة يكون هناك اعتبار للمصالح والمفاسد ، وعلى الطلاب أن يطووه ولا يرووه ، وإن رأى أهل العلم أن الرد فيه مصلحة راجحة فهو واجبهم هم ، وهذا مشاهد بارك الله فيك ،

    لكن أن يرويه الطلاب فهذا هو منشأ التعصب المذموم .

    وأحيانا تكون روايته للرد عليه عند قوم ما ، سببا لانتشاره بدون الرد ، لاسيما إن كان الرد ضعيفا مثلا ، ومن ثمّ فيكون الرد سبب انتشاره.

    بل هذا قد يكون مطّردا في كثير من مقالات أهل البدع والعلمانية مثلا ، فهل الصواب أن تأتي امرأة أو رجل مجهول فيتحدث في علماء الإسلام فنسارع في الرد بسبب الغيرة على الدين فنكون سببا في نشر مقالته وشهرة اسمه ؟

    كذلك كم مرة وقعت في نقل كلام عالم في قرين له ، لكي ترد عليه وتقول هذا ظلم مثلا، فوجدت في المستمعين لك من أقرانك قد حملت قلوبهم شيئا للشيخين ؟

    إذا كانت عند أحدهم شبهة مثلا نعم نرد فيما بيننا وبينه ، لكن ليس كل كلام صالح للرد عليه وليس كل إنسان صالح للرد عليه أيضا ، وليس كل رد قابل للإعلان .

    الخلاصة أن ما أقصده هو أن الامر خاضع للمفاسد والمصالح التي يقدرها العلماء، أما الطلاب فيطوى ولا يروى على الغالب والله أعلم
    أحسن الله تعالى إليك
    وجزاك الله تعالى كل خير على هذه الملاحظات القيمة .
    وكم من أصاغر الناس ارتفع ذكرهم على حساب طعنهم في أئمة الإسلام بسبب حماس بعض طلاب العلم في الرد عليهم .!
    لكنهم ارتفعوا ونجحوا عند كل ظالم صاحب هوى .
    وانتكسوا وفشلوا عند كل صادق صاحب حق .
    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: مِنْ لوازم الحكم على الآخرين : (سَلَامَةُ القَلْبِ وَالتَّجَرُّد مِنَ الهَوى)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربوع الاسـلام مشاهدة المشاركة
    أحسن الله إليكم جميعًا ، لكُلِّ من خطَّ حرفًا صائبًا ، وعلَّق بشيءٍ نافعٍ ..

    أخي الكريم الشريف / صدى الذكريات ـ وفقك الله تعالى ورضي عنك ـ ..
    بدايةً أشكر لك تفضّلك بالقراءة والنصيحة ..
    لكن ثمّة أمرٌ بارك الله فيك ، قلتَ ـ حفظكم الله ـ :
    الموضوع يُكمّل بعضُه بعضًا وفقك المولى ؛ فلمَ قلتكم القول أعلاه ..؟
    هل ترى ثمّةَ أمرٌ آخرُ غير صائبٍ في الموضوع ؟
    الحقّ أنّ الموضوع من أفضلِ ما قرأتُ ، ويعلم الله أنّ المقصد الأوّل مِنْ نقل الموضوع : تسليط الأنظار إلى خطورة دخول الهوى والجهل في الجرح والحكم على الناس ؛ فلو نصح عشرةٌ بحقٍّ وتجردٍ ، نصح ألفٌ بغير ذلك ودَخَل الهوى والتعصب شاء أم أبى إلى القلب ، ثم المقصد الثاني : اجتماع كلمة المسلمين ونبذ الفرقة الناتجة من خلافٍ مفاسده غلبت مصالحه ، خصوصًا على العامّة ، وهذا أمرٌ مشاهدٌ لا يخفى على ذي العقل البصير ..
    فبالله على كُلّ مَنْ يقرأ المقال : هلاّ قرأتم الموضوع مِن مُستهلّه حتى الخاتمة بتأنٍ و(تجرّدٍ) من هوى القلب حقًا ..
    وأما بالنسبة لما ذكرت من تعليقك على جملة كلام الأقران ؛ فالحقّ والله أعلم ما قاله الإخوة من تقييد هذه المقولة وليس الأمر للإطلاق ..
    وفقكم الله جميعًا لكل خيرٍ وجودٍ وبرّ وإحسانٍ ..
    أحسن الله تعالى إليك وبارك فيك ..
    أنا ما قصدت أي انتقاد للموضوع
    والحكم على الناس بالهوى والظلم والتعصب والغلو ، كل الناس تنكر ذلك حتى لو سألتم الفرق الضالة فستقول نفس الكلام .
    أنا قصدت بغض النظر عن الموضوع ، يعني بغض النظر عن تفسير الموضوع لقاعدة كلام الأقران يطوى ولا يروى .
    وفى الجملة الموضوع طيب جدًا ، وجزاكم الله تعالى كل خير على ما تفضلتم به من نشر العلم والخير .
    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: مِنْ لوازم الحكم على الآخرين : (سَلَامَةُ القَلْبِ وَالتَّجَرُّد مِنَ الهَوى)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسـامة مشاهدة المشاركة

    لذا إن قلنا قاعدة: كلام الأقران يطوى ولا يروى.. وأردنا أن نضع ضوابط:
    1- أن يكونا من أصحاب الدعوة الواحدة، والمنهج الواحد.
    2- أن يكونا على قدر متكافيء من العلم.
    3- إذا الجرح فيما لا يقدح، أو غير مفسر.
    والله أعلم.
    وجزاك الله خيرًا لحسن ظنك بأخيك.
    أخي أسامة ، بارك الله تعالى فيك وفي علمك وعمرك .
    جزاك الله تعالى كل خير ، واستفدت جدًا من توجيهك .
    وبهذا الكلام والحمد لله زال الإشكال فجزاك الله كل خير
    والحمد لله رب العالمين .
    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •