تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 20 من 20

الموضوع: سلسلةُ دروس العروض والقوافي

  1. #1

    Lightbulb سلسلةُ دروس العروض والقوافي

    ( علم العروض ) للشيخ اللغويّ : عصام البشير المراكشي –حفظه الله- .


    (مبادِئُ علمِ العَرُوض)

    هذا العلم من العلومِ التي هجرها طلاّب العلمِ, لظنّهم أنها من العلومِ الصعبةِ, وهو سهلٌ على من سهّل الله عليهِ, وهذا العلم لا يحتاج إليه إلا بداية –كممارسةٍ- ثم بعد ذلك تكون سليقةً لا صعبَ فيها ولا تكلّف. وهذا العلم مقترنٌ بـ "علم القوافي" إذ كل منهما مكمّل للآخرِ.
    ومن هنا, فقبل الكلام عن "علم العروض" وأضربه نبدأ بتعريفه على حد "المبادئ العشرة" قال الناظم:


    إنّ مبادي كلّ فنّ عشرة *** الحد والموضوع ثم الثمرة
    ونسبةٌ وفضلٌه والواضعُ *** والاسم والاستمداد حكم الشارع .
    مسائل والبعض بالبعض اكتفى *** ومن درى الجميع حاز الشرفا .


    الحد: "العلمُ بالقواعد التي يتميز بها صحيح أوزانِ الشعر العربي من فاسدها " فنتعرف فيه على قواعد, ومن ذلك معرفة اصطلاحاتِ هذا الفنّ .
    العروض: لفظة مؤنّثة, قال بعضهم : هي من أسماءِ مكَّة, لأن الخليل وضع هذا العلمَ بها. وقيل: بمعنى الناحية لأنها ناحية من العلوم العربية وآدبها. وقال الجوهري: سمي به لأنه به يظهر المتزن من المنكسر عند المعارضة. وهو أرجح الأقوال. وقيل: لأنه علم صعب كالعروض والعروض الناقة شديدة المراص التي تذلل .
    فخرج بقولنا "الشعر" النثر, ولو كان مسجوعاً .
    وخرج بقولنا "العربي" الشعرغير العربي, فليس من موضوعه .
    وقولنا "صحيح الأوزان" خرج بذلك الشعر العربي من غير هذه الحيثية وهي (الوزن) فلو تكلمنا عنه من (جهةِ نقدِه) أو من جهة (بلاغته كالاستعارة) فلا يتعرّض له علم العروض.
    موضوعه: الشعر العربي من حيث صحّة وزنه وسقمه.
    مالفرقُ بين الشعرِ والنظم والنثر ؟
    الشعر: قال ابن خلدون في مقدمته: الشعر هو الكلام البليغ المبني على الاستعارة والوصف, المفصّل بأجزاء متسقة في الوزن والروي, مستقل كل جزءٍ منها في غرضِه ومقصده عما قبله وبعده, الجاري على أساليب العربية المخصوصةِ به. وهذا وأحسنُ وأجمعُ ما قيلَ في تعريفِ الشعر.
    مثاله –قول الشاعر في رثاءِ ولده- :

    جاورتُ أعدائي وجاور ربه *** شتان بين جواره وجواري

    فهذا موزون على قافية, تجد فيهِ ألما وعاطفة قالها القلب من خالصِ فؤادِه, يتبيّن لك حقيقةَ الشعر.
    النظم: ما تحقق فيه شرط الوزن والقافيةِ فقط, لكن ليس فيه عاطفة جيّاش ولا خيال جامع ولا استعارة ولا وصف.
    مثاله –ما هو نظم العلوم الإسلامية-:

    قالون بين السورتين بسملة *** وورش الوجهان عنه نقلا

    فهذا تجده منظوم موزون بقافية, ليس فيه عاطفةٌ ولا أيّ شيء من ذلك, بل هو علم محض, وقد تكونُ متمكّنا للنظم غير مستطيعاً للشعرِ, وهو كثيرٌ عند الفقهاء, وعلى هذا الباب يقولون: يروي الشعرَ على طريقةِ الفقهاءِ .
    ذكر ابن خلدون في "مقدمته" قصّةً لطيفةً بين بن رضوان والعباس في شعر ابن النحوي:
    أخبرني صاحبنا الفاضل أبو القاسم بن رضوان كاتب العلامة بالدولة المرينية قال: ذاكرت يوماً صاحبنا أبا العباس بن شعيب كاتب السلطان أبي الحسن، وكان المقدم في البصرة باللسان لعهده, فأنشدته مطلع قصيدة ابن النحوي ولم أنسبها له وهو هذا:
    لم أدر حين وقفت بالأطلال ... ما الفرق بين جديدها والبالي
    فقال لي على البديهة: هذا شعر فقيه، فقلت له ومن أين لك ذلك؟ قال من قوله: ما الفرق؟ إذ هي من عبارات الفقهاء، وليست من أساليب كلام العرب، فقلت له: لله أبوك، إنه ابن النحوي.
    فالمتمرس بصناعةِ الشعر, الذي يطّلع على دواوين الشعر, فإنه يمتلك دربة بتلك الألفاظ, فيمّيّز ما هو شعر من قبيل النظم وما هو من قبيل الشعر الحقيقي.
    النثر: ما ليس بموزنٍ ولا على قافيةٍ أصلا, وإن اتّزنَ بالسجعِ. كقولِ الحريري: وهو يطبع الأسجاع بجواهر لفظه, ويقرعُ الأسماع بزواجر وعظه.
    - وقد اتفق أهل الفن على أن حفظ النظم أيسر من حفظ النثر - إلا ما يسر الله حفظه في الصدور، وهو كلام اللطيف الخبير - ، ومن المعلوم أن من لا معرفة له بقواعد الوزن، فالنظم عنده والنثر سيان.
    ثمرته: التعرّف على أوزانِ الشعر, فيتميّز الصحيح من المبتور, وكذلك في استحضارِ أبياتِ الشعر, -وقد عرف من جرّب- فالوزنُ يعينُ على معرفةِ ما نسيتَه من البيتِ, وحمايةِ دواوين الشعر من التحريف والتصفيح, فإنّه فيه شواهد النحوِ والصرفِ, وبذلك يتمّ فهمُ كتابِ الله وسنَّة رسوله, لأن الدين جاء بلغةِ العرب الأصيلة .
    والتمييز الشعر من غير الشعر, كأنْ تعلمَ أنَّ القرآن ليسَ بشعرٍ. ونظمُ متونِ العلمِ –وهذا فنّ محدَث استخدمه المتأخرون- فنظموا في الفقهِ كنظم الزبد والحديثِ كألفيةِ السيوطي واللغةِ كألفية ابن مالك والقراءات كالشاطبية.
    والتمييز في مفرداتِ الكلمات, وتحقيق الأسماء, مثاله: ما ذكره الزركلي في أعلامه في ترجمة "المَقّري" قال في مطلع منظومةِ المقري "إضاءة الدجنة في العقيدة الأشعرية" :

    يقول أحمد الفقير المَقري *** ..................

    قال الزركلي: وهذا حجة في ضبط المقري لأنَّ الوزنَ لا يتم إلا بـ "المَقّري" لا المُقري .
    نسبته: إلى علم اللغة العربية, وبعضهم يذكر أنَّه اثنا عشرَ علماً, والمشهور منها (النحو, الصرف, البديع والمعاني, والإنشاء, وقرض الشعر, والمحاضرات, والعروض والقوافي....إلى آخر ما يذكرونه .
    فضله: فيما يتعلّق بِه, وهو "اللغة العربية" فلو أردتَ أن تنظرَ إلى بعض فضله, فانظر إلى المنظومات العلمية, فإنما أوتي هذا بمعرفةِ هذا العلمِ. إلى غير ذلك من الفضائل التي سبق ذكرها.
    واضعه: هو الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي البصري (100هـ-175هـ) أحد عباقرةِ الدنيا, وكانَ ذا آيةٍ في الذكاء, وصاحبُ علمٍ في الكتابِ والسنة, واشتُهرَ بزهدِه, واجتمع فيه أشياءٌ لم تجتمع في غيره:
    1- وضعُه علماً كاملاً لم يستدركْ عليه فيهِ أحدٌ إلاّ ما جاءَ متأخراً من الأخفشِ, فوضع (15 بحراً) على حسبِ ما استقرأه من كلامِ الشعراءِ, فوجد لأشعارهم تفعيلات متعددة لا تخرجُ عما ذكرها.
    2- أول من ألف معجما عربيا وهو "معجم العين" وإن لم يكن قد اتمّه ولم يهذّبه, إلاّ أنه مرجعاً أساسياً .
    3- أول من وضع "النقطَ والشكل" على ما قيل .
    4- عليه اعتماد سيبويهِ في كتابه, فإنّ سيبويه قد جمع زبدةَ كلامه من كلام شيخه العلامة الفراهيدي ولا يخفى على أحد عظمَ وأهميّةَ كتاب "سيبويه" .
    - ومن لطيفِ ما ذُكر عن الخليل بن أحمد الفراهيدي ما رواه ابن خلكان في "وفيات الأعيان" :
    أنَّ الخليل كان له ولد مختلف، فدخل على أبيه يوماً فوجده يقطع بيت شعر بأوزان العروض، فخرج إلى الناس وقال: إن أبي قد جن، فدخلوا عليه وأخبروه بما قال ابنه، فقال مخاطباً له:

    لو كنت تعلم ما أقول عذرتني *** أو كنت تعلم ما تقول عذلتكا
    لـكن جهلت مقالتي فعذلتني *** وعلمت أنك جاهل فـعذرتكـا

    جاءَ الأخفش وهو أحد ما يلقب "بالأخفش" وهذا الأوسط, فزاد بحراً وهو "المتدارك" .
    ( الكتب التي تتعلّق بهذا الفنّ)
    وكثير من العلماءِ يذكر فوائد ودرر تتعلق بهذا العلمِ في غير مظنّتها, فتجده في كتبِ الأدبِ والصرفِ والنحوِ والمعاجم كـ"لسان العرب" لابن المنظور, وكتاب "مفتاح العلوم" المشهور بـ"التلخيصِ" للسكاكي –وهو كتابٌ فذٌ يغفلُ عنه طلبةُ العلم وقد نظمَه السيوطي في كتابه "عقد الجمان"- . وبعضهم أفردَ القولَ والتأليف في العروض: ككتاب "القسطاس " للزمخشري –وهو مختصر إلا أنه مفيد- وكتاب "الوافي في العروض والقوافي" للخطيب التبريزي. ثم تبع العلماء بعد ذلك بنظمِه, أشهرها كنظم "الكافي" لأبي العباس الخوّاص, وعليه شروح منها "الإرشاد الشافي على متن الكافي" للدمنهوري. ومتن "الخرجية" للخزرجى, وهي من البحر الطويل, وأشهر شروحها "العيون الغامزة" للدمانيني. ومتن "الكافية الشافية في العروض والقافية" المهورة بالصبان لمحمد بن علي وهو من القرن الثالث عشر, وهي لامية على البحرِ الطويل. ثم تتابع المعاصرون في تأليف هذا العلم, وأكثره تكرار وأفضل ما ألّف "ميزان الذهب في صناعة الشعر العرب" للسيد هاشمي –رحمه الله- فهو قيّم مفيد, وهو من أوائل كتبِ العلمِ الشرعيّ التي درستها منذ الصبا. وكتاب "أهدى السبيل إلى علمي الخليل" للأستاذ محمود مصطفى, وهو قيّم جيّد. ومن أراد ضبطه فكتب المعاصرين له مفيدٌ جداً. فيقتصرُ إلى كتابي "ميزان الذهب" و"أهدى السبيل" إلاَّ من أرادَ التبحّر في هذا العلم .
    اسمه: يسمى "علم العروض" أو "علم أوزان الشعر" .
    استمداده: من أشعارِ العربِ والبحثُ فيها, وكان العربُ ينظمونَ على السليقةِ, فلا يعرف امرئ القيسِ مثلا ميزان قوله:

    قفا نبكي من ذكرى حبيبةٍ ومنزلِ *** بسقطِ اللوى بين الدَّخولِ فحوملِ

    ولذلك : ولمّا نظم أبو العتاهية شعراً. قالَ له البعض: لقد خرجت عن عروضالخليل .فقال: لقد سبقت عروض الخليل بشعري .
    ولا شكّ أن الخليل قد استفاد من الإيقاعِ الموسيقيّ, وقيل: إن الذي أوحى له هذا الفن أمر عجيب، وهو دق مطارق أصحاب الطسوت، فإنه مر يوماعلى الحدادين فسمع دق المطارق فأوحى ذلك له بعلم العروض . وهذا يلاحظ في البحور السهلةِ كـ "المتدارك" (فعلن فعلن فعلن فعلن) والرجز (مفاعلين مفاعيلن مفاعيل) لكن ما يقع فيه بعض الناس من ظنهم استطاعتهم التخلي عن هذا العلم, بمجرّد الإيقاعِ الموسيقي, غير صحيح, وغير شرعي, من جهتين:
    1- لِما في سماعِ الموسيقى من ذريعةٍ إلى سماع الموسيقى والدخول إلى المحاذير الشرعية.
    2- أنه لا يناسب المبتدي البتةَ بدايةً, فيصبحُ أنّ هذا العلمَ دندنةٌ صوتية, لكن من كان ذا شاعريّة قويّة, فإن هذا الفعلَ له لا يؤثّر عليه .
    حكمه: فرض كفاية, لأنّ به تعرف منظوماتِ العلمِ, وهو ناشئ من الكتاب والسنّة في أنه من علم العربية .
    مسائله: من التقطيع العروضي والتفاعيل ومن اصطلاحاتهم في البيت الشرعي وأجزاء التفعيلة ومن العلل التي تدخل على البيت الشعري. وبحور الشعور وأضربه والبحور المحدثة. والضروريات الشعرية وغيرها.


    انتهى الدرس الأول ......

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    16

    افتراضي رد: سلسلةُ دروس العروض والقوافي للأستاذ "عصام البشير" (مفرغاً) -متجدّد-

    جميل ، واصل في عملك الطيب

  3. #3

    افتراضي رد: سلسلةُ دروس العروض والقوافي للأستاذ "عصام البشير" (مفرغاً) -متجدّد-

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , جزاك الله عنا خيرا أكمل بتوفيق الله

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    750

    افتراضي رد: سلسلةُ دروس العروض والقوافي للأستاذ "عصام البشير" (مفرغاً) -متجدّد-

    الأخ الموقّر / معاذ ..
    جزاكم الله خيرًا وأحسن إليك ..
    واصل ، وصلك الله بحفظه وهُداه ..
    [والإجماع منعقد على وجوب التوبة ؛ لأن الذنوب مهلكات مبعدات عن الله ، وهي واجبة على الدوام ، فالعبد لا يخلو من معصية ، لو خلا عن معصية بالجوارح ، لم يخلُ عن الهم بالذنب بقلبه]
    (ابن قدامة المقدسي)

  5. #5

    افتراضي رد: سلسلةُ دروس العروض والقوافي للأستاذ "عصام البشير" (مفرغاً) -متجدّد-

    الأكارم : / أبو منار / زهرة اللوز / ربوع الإسلام .

    بارك الله فيكم, ووصلكم الله بطاعته .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    64

    افتراضي رد: سلسلةُ دروس العروض والقوافي للأستاذ "عصام البشير" (مفرغاً) -متجدّد-

    واصل يا أبا إحسان ..
    جزاك الله خيرا .

  7. #7

    افتراضي رد: سلسلةُ دروس العروض والقوافي للأستاذ "عصام البشير" (مفرغاً) -متجدّد-

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الحسنات الدمشقي مشاهدة المشاركة
    واصل يا أبا إحسان ..
    جزاك الله خيرا .
    ذا أخي الأكبر يا أبا الحسنات .

    وجزاكَ الله بمثلـِهِ .

  8. #8

    افتراضي رد: سلسلةُ دروس العروض والقوافي للأستاذ "عصام البشير" (مفرغاً) -متجدّد-

    ( المُقَدَّمَاتِ الأَسَاسِيَّةُ فِي عِلْمِ العَرُوضِ )


    (الركنُ الأولُ) التقطيع العروضيُّ, أو الميزانِ العروضي, وهو أهم العلوم بل هو الأساس الذي يبنى عليهِ هذا العلم, فمن لم يضبطه ولم يفهمه عَسُرَ عليه فهم هذا العلم, فينبغي فهمه حق الفهم, وإحضارَ الذهنِ كلّه.
    ويحكى أنه قام رجل ردحا من الزمن ملازما أستاذه دون ان يبلغ مراده، شعر الخليل بعجزالرجل عن إدراك مكامن ذلك العلم, فأراد الخليل بأدب العالم أن يصرف تلميذهصرفا حميداً عن دراسة ما تورط فى دراسته دون رغبة صادقة في الوقوف على إسراره،فأعجزه عدم الرغبة عن تحصيل ما رافق أستاذه من اجله، فأتى له الخليل ببيت من الشعرعلى انه مثال على احدى قواعد العروض. فقال له الخليل : قطع هذا البيتتقطيعا عروضيا:
    اذا لمْ تستَطِعْ شيئاً فدعه *** وجاوزه إلى ما تستطيع
    فكانَ البيتًُ يتضمن نصيحة إلىالتلميذ غير المتحمس أن ينصرف عن دراسة علم العروض إلى شي آخر أكثر نفعاً له أو يكونَالرجل أكثر قدرة على الاستيعاب.

    (قَوَاعدٌ وفُرُوعٌ)

    أ- طريقةُ التقطيع .
    * هذا الميزان يعتد على التفريقِ بين الحركة والسكون, فالحركات (الضمّة, الكسْرة, الفتحةُ) ففي الميزان العروضيّ لا يفرّق بين هذه الحركاتِ, لكنَّه يفرّقُ بين الحركةِ والسكونِ.
    * يدخل في الساكن (حروف العلة) الألفا والواو والياء فكلها تعبر حروفا ساكنة, ولا فرق بينهنَّ أيضاً. وبيان ذلك في لفظ (ذُو, فِي,لَا) أوله متحرك وهو الذال والام والفاء, والثاني السكون وهي الواو والياء والألف.
    * الحرف المشدد: ينبغي أن يفكّ إدغامه, كلفظ "مد" فالدال يفكّ إدغامه فأصله: مَ دْ دَ . ولفظ "هيَّا" فالياء تفك فأصله: ه يْ يَ ا . فالأول متحركٌ والثاني ساكنُ .
    * الحرف المنوّن: نون ساكنة تلحق آخر الاسم لفظاً وتفارقه خطاً. وهما حرفانِ –وإن كانت من جهة الإملاءِ لا تكتبْ فمن جهةِ التقطيعِ تكتبْ- كلفظ "جمـلٌ" فأصل الكلمة: جَ مَ لُ نْ . فالأول متحرّك والثاني ساكن .
    - خطأ ناتج عن تداخل العلومِ وهو أنَّ:الميزان العروضي مختلف عن الميزان الصرفي . مثلاً / كتابٌ / من جهةِ الصرفِ هي مختلفة عن / سميع / فالأول على وزنِ فعالٌ . والثاني على وزنِ فعيل . ومن جهة العروض لا فرقَ بين (كتاب, سميع, مكرٌ, رأيتم) / كِ تَ ا بُ نْ / سَ مِ يْ عُ نْ / مِ كَ رُ رُ ن / رَ أَ يْ تُ مْ / وهكذا ...
    فكلّها: متحرك ثم متحرك ثم سكون ثم متحرك ثم سكون. وتعامل كل واحدة على نفس مثيلتها .
    و كـ (رَأَى, يَلِيْ, نَعَمْ) فميزانها: حركتتان متتاليين بعدهما ساكن .
    * ما يكتبُ ولا يلفظ –لا ينطق به- فى يعتدّ به, وهو مبنيٌ كله على أن :

    "الميزان العروضي للمقروء ولا علاقةَ له بالمكتوب وأنواعه"

    ويدخل له قواعد وأمثلة كثيرة: كـ (هذا, ذلك, لكن, أولئك) فـ "هـذا" تنطقها : هاء ثم ألف ثم ذالٌ ثم ألف.
    وهي مكتوبة: هاءٌ ثم ذال ثم ألفٌ.
    ولكن تقطّعها: متحرك (هَ) ثم ساكن (ا) ثم متحرك (ذَ) ثم ساكن (ا) .
    فلو سألتَ كيفيّة تقطيع "أولئك" فتكتب: (أً) متحرك (لَ) متحرك (ا) سكون (ءِ) متحرك (كَ) متحرك . فألغيتُ الواوَ وأدخلتُ الألف.
    (صفوا, كتبوا, رموا) فتلغى الألف في ميزان العروض.
    والألف والام التعريف (أل) كأن تقول " كتبتُ بالقلمِ " فتلغي الألف لأنكَ لا تنطقها . ولو نطقتَ بها كـ " العُرب أفضل من العجم " فتجعل الألف متحركةً .
    وليُعلمْ بهذا أنَّ معرفةَ هذا بمعرفة (الام الشمسية) فلا يعتبر بالألف و (الام القمرية) يعتبر بها وينطق بها .
    تنبيهٌ: ما كان متحرّكا فتكتب بدلها ( ـ ) وما كانَ ساكنا تكتب بدلها ( ه ) .
    مثال التقطيع الكامل لكلّ ما ذكرناه :
    قـفـا نـبك من ذكـرى حـبـيـبٍ ومـنـزلِ *** ........................
    - -ه – ه- -ه -ه– ه -- ه -ه -- ه - -ه
    وعليهِ: عند قراءةِ القصيدةِ يكونُ إشباعٌ للامِ حتى يتولّد من إشباعِ الكسرة ياءٌ, فأحتسبه ياءً, كما ذكرناهُ في المثالِ.
    ب- الأوزان والتفاعيل التي يبنى عليها هذا العلم .
    * هذه الأوزانُ مبنية على ثلاثةِ أشياء:
    أولاً: السبب: مقطع صوتي مكوّن من حرفين, وهو نوعان :
    أ*- سبب خفيف: وهو ما تكوَّن من حرفين أولهما متحرّك والثاني ساكن, كـ " هَلْ " و" مَنْ " و " هَبْ " .
    ب*- سبب ثقيل: المقطع المتكون من حرفين متحركين معاً, كـ " لَكَ " و " لِمَ " .
    ثانياً: الوتد: وهو نوعان :
    أ*- المجموع: حرفان متحركان بعدهما حرف ساكن, كـ " نَعَم " و " عَلَى " .
    ب*- المفروق: حرفان متحركان بينهما ساكن, كـ " ليْتَ " و " مَاتَ " و " حَيْثُ " و " قَامَ " .
    ثالثاً: الفاصلة: مقطع صوتي متكون من أربعة –أو خمسة- أحرف, وهو قسمان:
    أ*- الصغرى: اجتماع ثلاثة أحرف متحركة متتالية بعده ساكن, كـ "جَبَلٌ " .
    ب*-الكبرى: اجتماع أربعة أحرف متحركة وبعدها حرف ساكن, كـ " عَمَلُكُمْ " و " سَمَكةٌ " .
    وقد جمع علماء العروض الأسبابَ والأوتاد والفواصل في جملةٍ واحدةٍ:

    " لَمْ أَرَ عَلَى ظَهْرِ جَبَلٍ سَمَكةٌ " .

    " لم –سببٌ خفيفٌ- أر –سببٌ ثقيلٌ- على –وتدٌ مجموعٌ- ظهر –وتدٌ مفروقٌ- جبل –فاصلةٌ صغرى- سمكةً –فاصلة كبرى " .
    ويجب علمُ أن العروضيّون أخذوا هذه الأسماء من (الخيمة وما يحيط بها) :
    فالبيت: بيت الشِّعر -بالكسر- مأخوذ من بيت الشَّعرِ –بالفتح-. السبب: الحبل. الأوتاد : الخشبة التي يثبت به . الفواصل: الحاجز الذي يكون داخل الخيمة .

    * علماء العروض بعد استقرائهمِ الشعر العربي قالوا: إن هذه الأسباب والأوتاد والفواصل إذا جمعناها وألفنا بينها تولد منها "تفاعيل" , وهذه التفاعيل هيَ التي يوزنُ بها الشعر كله كيفما كانَ, وهيَ عندهم أي –التفاعيل- مكوَّنة من عشرةِ أحرفٍ مجموعة في قولهم:

    " لَمَعَتْ سُيوفُنَا "

    فهنَّ: الام والميم والعين والتاء والسين والياء والواو والفاء والنون والألف .

    * فالتفاعيل العروضيَّة لا تخرج عن هذه الأحرف العشرة, وتركيبها على هيئةِ أسباب وأوتاد وفواصل فيخرج المفاعيل العروضية وهنًّ عشرة : فعولن مفاعيلن مفاعلتن فاعلاتن فاعلن فاعلاتن مستفعلنْ متفاعلن مفعولات مستفعلن.
    إنّ هذه التفاعيل اثنتان خماسيتان -من خمسة أحرف- (فعولن فاعلن) والثمانية الباقية سباعيّة -من سبعةِ أحرف-.
    وقد كررنا كلمتان مرتينِ - ظاهراً - :
    الأولى: فاعلاتن, والسبب في ذلك أنَّ (فاعلاتن) لها كتابتان:
    1- فاعلاتن. مكونة من سبب خفيف (فا) ثم وتد مجموع (علا) ثمَّ سبب خفيف (تن).
    2- فا ع لاتن. مكونة من وتدٍ مفروق (فاعِ) ثم سبب خفيف (لا) ثم سبب خفيف (تن) .
    الثانية: مستفعلن, والسبب في ذلك أنّ (مستفعلن) :
    1- مستفعلن. مكوَّنة من سبب خفيف (مَسْ) ثم سبب خفيف (تَفْ) ثم وتد مجموع (عِلُنْ).
    2- مستفعِ لن. مكونة من سبب خفيف (مُسْ) ثم وتد مفروق (تَفْعِ) ثم سبب خفيف (لُنْ) .
    فتكوين هذه التفعيلتين مختلفتين, والفرق يبنى عليه ما سيأتي ومنه /
    الطيّ –كما سيأتي-: هو حذف رابع التفعيلةِ متى كان ساكنا وثانيَ سببٍ. فالان قولنا "مستفعلن" سببان خفيفان بعدهما وتد مجموع, فطابق هنا ما يقال بـ "الطيّ" بأمرين :
    1- وجودها في السبب الثاني إذ الثاني في الوتد المفروق. 2- أن الحرف الرابع ساكن وهو الفاءُ. فظهر بذلك الفرقَ بين (مستفعلن) و (مستفعِ لن) .
    * التفعيلات بحسب اشتمالها على المقاطع العشر . موزًّعة على النحو التالي :

    1_ فعولن ( - -ه -ه ) مكوّنة من وتد مجموع ثم سبب خفيف .
    2_ فاعلن ( -ه - -ه ) مكوّنة من سبب خفيف ثم وتد مجموع .
    3_ مفاعيلن ( - -ه –ه -ه ) مكوّنة من وتد مجموع ثم سببين خفيفين .
    4_ مفاعلتن ( - -ه ---ه ) مكوّنة من وتد مجموع ثم فاصلة صغرى .
    5_ متفاعلن ( -- -ه - -ه ) مكونة من فاصلة صغرى ثم وتد مجموع .
    6_ مفعولاتُ ( -ه –ه –ه- ) مكونة من سببين خفيفين ثم وتد مفروق .
    7_ مستفعلن ( -ه –ه--ه ) مكوّنة من سببين خفيفين ثم وتد مجموع .
    8_ مستفع لن ( -ه –ه - -ه ) مكوّنة من سبب خفيف ثم وتد مفروق ثم سبب خفيف .
    9_ فاعلاتن ( -ه - -ه -ه ) مكوّنة من سبب خفيف ثم وتد مجموع ثم سبب خفيف .
    10_ فاع لاتن ( -ه- -ه -ه ) مكوّنة من وتد مفروق ثم سببين خفيفين .

    وهذه التفاعيل لا تبقى بصورتها الأصلية, بل يدخلها تغير في هيئتها (بنقصِ أو زيادة) أو بحروفها (بحذف الساكن أو المتحرك) وهي التي يسميها العرضيون " الزحافات والعلل " وهي منها ما هو جائز ومنها ما هو لازم .

    انتهى الدرس الثاني ...

  9. #9

    افتراضي رد: سلسلةُ دروس العروض والقوافي للأستاذ "عصام البشير" (مفرغاً) -متجدّد-

    ( المُقَدَّمَاتِ الأَسَاسِيَّةُ فِي عِلْمِ العَرُوضِ )


    (الركنُ الأولُ) التقطيع العروضيُّ, أو الميزانِ العروضي, وهو أهم العلوم بل هو الأساس الذي يبنى عليهِ هذا العلم, فمن لم يضبطه ولم يفهمه عَسُرَ عليه فهم هذا العلم, فينبغي فهمه حق الفهم, وإحضارَ الذهنِ كلّه.
    ويحكى أنه قام رجل ردحا من الزمن ملازما أستاذه دون ان يبلغ مراده، شعر الخليل بعجزالرجل عن إدراك مكامن ذلك العلم, فأراد الخليل بأدب العالم أن يصرف تلميذهصرفا حميداً عن دراسة ما تورط فى دراسته دون رغبة صادقة في الوقوف على إسراره،فأعجزه عدم الرغبة عن تحصيل ما رافق أستاذه من اجله، فأتى له الخليل ببيت من الشعرعلى انه مثال على احدى قواعد العروض. فقال له الخليل : قطع هذا البيتتقطيعا عروضيا:
    اذا لمْ تستَطِعْ شيئاً فدعه *** وجاوزه إلى ما تستطيع
    فكانَ البيتًُ يتضمن نصيحة إلىالتلميذ غير المتحمس أن ينصرف عن دراسة علم العروض إلى شي آخر أكثر نفعاً له أو يكونَالرجل أكثر قدرة على الاستيعاب.

    (قَوَاعدٌ وفُرُوعٌ)

    أ- طريقةُ التقطيع .
    *هذا الميزان يعتد على التفريقِ بين الحركة والسكون, فالحركات (الضمّة, الكسْرة, الفتحةُ) ففي الميزان العروضيّ لا يفرّق بين هذه الحركاتِ, لكنَّه يفرّقُ بين الحركةِ والسكونِ.
    * يدخل في الساكن (حروف العلة) الألفا والواو والياء فكلها تعبر حروفا ساكنة, ولا فرق بينهنَّ أيضاً. وبيان ذلك في لفظ (ذُو, فِي,لَا) أوله متحرك وهو الذال والام والفاء, والثاني السكون وهي الواو والياء والألف.
    * الحرف المشدد: ينبغي أن يفكّ إدغامه, كلفظ "مد" فالدال يفكّ إدغامه فأصله: مَ دْ دَ . ولفظ "هيَّا" فالياء تفك فأصله: ه يْ يَ ا . فالأول متحركٌ والثاني ساكنُ .
    * الحرف المنوّن: نون ساكنة تلحق آخر الاسم لفظاً وتفارقه خطاً. وهما حرفانِ –وإن كانت من جهة الإملاءِ لا تكتبْ فمن جهةِ التقطيعِ تكتبْ- كلفظ "جمـلٌ" فأصل الكلمة: جَ مَ لُ نْ . فالأول متحرّك والثاني ساكن .
    - خطأ ناتج عن تداخل العلومِ وهو أنَّ:الميزان العروضي مختلف عن الميزان الصرفي . مثلاً / كتابٌ / من جهةِ الصرفِ هي مختلفة عن / سميع / فالأول على وزنِ فعالٌ . والثاني على وزنِ فعيل . ومن جهة العروض لا فرقَ بين (كتاب, سميع, مكرٌ, رأيتم) / كِ تَ ا بُ نْ / سَ مِ يْ عُ نْ / مِ كَ رُ رُ ن / رَ أَ يْ تُ مْ / وهكذا ...
    فكلّها: متحرك ثم متحرك ثم سكون ثم متحرك ثم سكون. وتعامل كل واحدة على نفس مثيلتها .
    و كـ (رَأَى, يَلِيْ, نَعَمْ) فميزانها: حركتتان متتاليين بعدهما ساكن .
    * ما يكتبُ ولا يلفظ –لا ينطق به- فى يعتدّ به, وهو مبنيٌ كله على أن :

    "الميزان العروضي للمقروء ولا علاقةَ له بالمكتوب وأنواعه"

    ويدخل له قواعد وأمثلة كثيرة: كـ (هذا, ذلك, لكن, أولئك) فـ "هـذا" تنطقها : هاء ثم ألف ثم ذالٌ ثم ألف.
    وهي مكتوبة: هاءٌ ثم ذال ثم ألفٌ.
    ولكن تقطّعها: متحرك (هَ) ثم ساكن (ا) ثم متحرك (ذَ) ثم ساكن (ا) .
    فلو سألتَ كيفيّة تقطيع "أولئك" فتكتب: (أً) متحرك (لَ) متحرك (ا) سكون (ءِ) متحرك (كَ) متحرك . فألغيتُ الواوَ وأدخلتُ الألف.
    (صفوا, كتبوا, رموا) فتلغى الألف في ميزان العروض.
    والألف والام التعريف (أل) كأن تقول " كتبتُ بالقلمِ " فتلغي الألف لأنكَ لا تنطقها . ولو نطقتَ بها كـ " العُرب أفضل من العجم " فتجعل الألف متحركةً .
    وليُعلمْ بهذا أنَّ معرفةَ هذا بمعرفة (الام الشمسية) فلا يعتبر بالألف و (الام القمرية) يعتبر بها وينطق بها .
    تنبيهٌ: ما كان متحرّكا فتكتب بدلها ( ـ ) وما كانَ ساكنا تكتب بدلها ( ه ) .
    مثال التقطيع الكامل لكلّ ما ذكرناه :
    قـفـا نـبك من ذكـرى حـبـيـبٍ ومـنـزلِ *** ........................
    - -ه – ه- -ه -ه– ه -- ه -ه -- ه - -ه
    وعليهِ: عند قراءةِ القصيدةِ يكونُ إشباعٌ للامِ حتى يتولّد من إشباعِ الكسرة ياءٌ, فأحتسبه ياءً, كما ذكرناهُ في المثالِ.
    ب- الأوزان والتفاعيل التي يبنى عليها هذا العلم .
    * هذه الأوزانُ مبنية على ثلاثةِ أشياء:
    أولاً: السبب: مقطع صوتي مكوّن من حرفين, وهو نوعان :
    أ*- سبب خفيف: وهو ما تكوَّن من حرفين أولهما متحرّك والثاني ساكن, كـ " هَلْ " و" مَنْ " و " هَبْ " .
    ب*- سبب ثقيل: المقطع المتكون من حرفين متحركين معاً, كـ " لَكَ " و " لِمَ " .
    ثانياً: الوتد: وهو نوعان :
    أ*- المجموع: حرفان متحركان بعدهما حرف ساكن, كـ " نَعَم " و " عَلَى " .
    ب*- المفروق: حرفان متحركان بينهما ساكن, كـ " ليْتَ " و " مَاتَ " و " حَيْثُ " و " قَامَ " .
    ثالثاً: الفاصلة: مقطع صوتي متكون من أربعة –أو خمسة- أحرف, وهو قسمان:
    أ*- الصغرى: اجتماع ثلاثة أحرف متحركة متتالية بعده ساكن, كـ "جَبَلٌ " .
    ب*-الكبرى: اجتماع أربعة أحرف متحركة وبعدها حرف ساكن, كـ " عَمَلُكُمْ " و " سَمَكةٌ " .
    وقد جمع علماء العروض الأسبابَ والأوتاد والفواصل في جملةٍ واحدةٍ:

    " لَمْ أَرَ عَلَى ظَهْرِ جَبَلٍ سَمَكةٌ " .

    " لم –سببٌ خفيفٌ- أر –سببٌ ثقيلٌ- على –وتدٌ مجموعٌ- ظهر –وتدٌ مفروقٌ- جبل –فاصلةٌ صغرى- سمكةً –فاصلة كبرى " .
    ويجب علمُ أن العروضيّون أخذوا هذه الأسماء من (الخيمة وما يحيط بها) :
    فالبيت: بيت الشِّعر -بالكسر- مأخوذ من بيت الشَّعرِ –بالفتح-. السبب: الحبل. الأوتاد : الخشبة التي يثبت به . الفواصل: الحاجز الذي يكون داخل الخيمة .

    * علماء العروض بعد استقرائهمِ الشعر العربي قالوا: إن هذه الأسباب والأوتاد والفواصل إذا جمعناها وألفنا بينها تولد منها "تفاعيل" , وهذه التفاعيل هيَ التي يوزنُ بها الشعر كله كيفما كانَ, وهيَ عندهم أي –التفاعيل- مكوَّنة من عشرةِ أحرفٍ مجموعة في قولهم:

    " لَمَعَتْ سُيوفُنَا "

    فهنَّ: الام والميم والعين والتاء والسين والياء والواو والفاء والنون والألف .

    * فالتفاعيل العروضيَّة لا تخرج عن هذه الأحرف العشرة, وتركيبها على هيئةِ أسباب وأوتاد وفواصل فيخرج المفاعيل العروضية وهنًّ عشرة : فعولن مفاعيلن مفاعلتن فاعلاتن فاعلن فاعلاتن مستفعلنْ متفاعلن مفعولات مستفعلن.
    إنّ هذه التفاعيل اثنتان خماسيتان -من خمسة أحرف- (فعولن فاعلن) والثمانية الباقية سباعيّة -من سبعةِ أحرف-.
    وقد كررنا كلمتان مرتينِ - ظاهراً - :
    الأولى: فاعلاتن, والسبب في ذلك أنَّ (فاعلاتن) لها كتابتان:
    1- فاعلاتن. مكونة من سبب خفيف (فا) ثم وتد مجموع (علا) ثمَّ سبب خفيف (تن).
    2- فا ع لاتن. مكونة من وتدٍ مفروق (فاعِ) ثم سبب خفيف (لا) ثم سبب خفيف (تن) .
    الثانية: مستفعلن, والسبب في ذلك أنّ (مستفعلن) :
    1- مستفعلن. مكوَّنة من سبب خفيف (مَسْ) ثم سبب خفيف (تَفْ) ثم وتد مجموع (عِلُنْ).
    2- مستفعِ لن. مكونة من سبب خفيف (مُسْ) ثم وتد مفروق (تَفْعِ) ثم سبب خفيف (لُنْ) .
    فتكوين هذه التفعيلتين مختلفتين, والفرق يبنى عليه ما سيأتي ومنه /
    الطيّ –كما سيأتي-: هو حذف رابع التفعيلةِ متى كان ساكنا وثانيَ سببٍ. فالان قولنا "مستفعلن" سببان خفيفان بعدهما وتد مجموع, فطابق هنا ما يقال بـ "الطيّ" بأمرين :
    1- وجودها في السبب الثاني إذ الثاني في الوتد المفروق. 2- أن الحرف الرابع ساكن وهو الفاءُ. فظهر بذلك الفرقَ بين (مستفعلن) و (مستفعِ لن) .
    * التفعيلات بحسب اشتمالها على المقاطع العشر . موزًّعة على النحو التالي :

    1_ فعولن ( - -ه -ه ) مكوّنة من وتد مجموع ثم سبب خفيف .
    2_ فاعلن ( -ه - -ه ) مكوّنة من سبب خفيف ثم وتد مجموع .
    3_ مفاعيلن ( - -ه –ه -ه ) مكوّنة من وتد مجموع ثم سببين خفيفين .
    4_ مفاعلتن ( - -ه ---ه ) مكوّنة من وتد مجموع ثم فاصلة صغرى .
    5_ متفاعلن ( -- -ه - -ه ) مكونة من فاصلة صغرى ثم وتد مجموع .
    6_ مفعولاتُ ( -ه –ه –ه- ) مكونة من سببين خفيفين ثم وتد مفروق .
    7_ مستفعلن ( -ه –ه--ه ) مكوّنة من سببين خفيفين ثم وتد مجموع .
    8_ مستفع لن ( -ه –ه - -ه ) مكوّنة من سبب خفيف ثم وتد مفروق ثم سبب خفيف .
    9_ فاعلاتن ( -ه - -ه -ه ) مكوّنة من سبب خفيف ثم وتد مجموع ثم سبب خفيف .
    10_ فاع لاتن ( -ه- -ه -ه ) مكوّنة من وتد مفروق ثم سببين خفيفين .

    وهذه التفاعيل لا تبقى بصورتها الأصلية, بل يدخلها تغير في هيئتها (بنقصِ أو زيادة) أو بحروفها (بحذف الساكن أو المتحرك) وهي التي يسميها العرضيون " الزحافات والعلل " وهي منها ما هو جائز ومنها ما هو لازم .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    113

    افتراضي رد: سلسلةُ دروس العروض والقوافي للأستاذ "عصام البشير" (مفرغاً) -متجدّد-

    بارك الله فيك يا اخ معاذ
    ومن علامات العلم النافع
    ان صاحبه لا يدعي العلم ولا يفخر به على احد و لا ينسب غيره الى الجهل الا من خالف السنة واهلها ..

  11. #11

    افتراضي رد: سلسلةُ دروس العروض والقوافي للأستاذ "عصام البشير" (مفرغاً) -متجدّد-

    وفيكَ بارك أخي الفاضل .

  12. #12

    افتراضي رد: سلسلةُ دروس العروض والقوافي للأستاذ "عصام البشير" (مفرغاً) -متجدّد-

    إخواني الأكارم القرَّاء:
    في الدرس الذي -سيأتي- فيهِ مصطلحات كثيرة فتركَّز لها واعقلْها , والمطلوب -أو الفائدة- من هذا الدرس تيسيره لتسهيل التطبيق العملي في البحور (16 عشر) لأنه عندها تصبح عندكَ ملكة في حفظ هذه الاصطلاحات من خلال التمرينات - .
    والله الموفق .

  13. #13

    Arrow رد: سلسلةُ دروس العروض والقوافي للأستاذ "عصام البشير" (مفرغاً) -متجدّد-

    ( التًّغْيِيرَاتُ العَرُوضِيَّةِ )


    * التغييرات العروضية منها ما هو من قبيل الجائزِ ومنه ما هو من قبيل الازم, ولولا هذه التغييرات لما أمكن إتيان قصائد طويلة على أبحرٍ وأنسجٍِ جميلة , وهيَ لا تخرجُ –أي التغييرات- عن أحدِ أمرينِ اثنينِ :
    الأمر الأولى: ما يسمى بـ "الزحاف" .
    وهو في اللغة: من مادةِ زحف أي مشى, وأصله: للصبي في صغره, ويقال لمن يمشى رويداً زحفاً قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً } .
    واصطلاحاً : تغييرٌ يلحقُ ثواني الأسباب . (وقد سبقَ بيان أنّ السبب نوعان : أ- خفيف.. ب- ثقيل..) فالتغيير الذي يحدث في الحرف الثاني من السبب يسمّى "زحافاً" ولا يكونُ إلا بأمور:

    (1) الحرفُ الثاني من السبب الثقيل –حرفان متحركان- يكونُ متحركاً : يجوز أسكانه ويجوز حذفه. أما السبب الخفيف –حرفان, الأول ساكن والثاني متحرك- يجوز حذف الثاني إذ هو ساكنٌ.
    وهذا الزحاف الأصلُ فيهِ والغالب أنه لا يُلتزم في القصيدةِ كلها, بل يجوز إدخاله على تفعيلةٍ معيَّنةٍ في بيتٍ معيَّنٍ ثم ما يليه لا تدخله هذا الزحاف, فأنت تستخدم الزحاف وقت ما تشاء, فإن التزمَ – ويكون في حالاتٍ خاصةٍ يأتي ذكرها- فإنه يسمى زحافاُ يجري مجرى " العلة " . وهو نوعان :
    (أ) مفرد: الذي يدخل في سببٍ واحدٍ من التفعلية, فلو وجدت تفعلية فيها سبب أو أكثر, فإنّ هذا الزحاف المفرد يدخل سبباً واحداً من التفعليةِ . وهي ثمانيةٌ :

    أولاً: الإضمارُ. وهو: تسكين ثانيها المتحرك . ويدخل على تفعيلة (متَـفاعل) فهذه التاء تسكّن فتصير (متْـفاعلن) فهذا داخلٌ في الزحافِ, لأنَّه سبق ذكرُ أنَّ الزحافَ منه السبب الخفيف –أوله ساكن وثانيه متحرك-. وعرفنا أن (متْفاعلن) ليست من التفعيلاتِ العشرةِ التي عليها مدارُ التقطيعِ العروضيّ, فإما أن نحتفظ بها على أنها منقلبة عن أحد التفعيلات. أو أن نجدَها على وزنِ أحدِ التفعيلات العشرةِ, وهي في الحقيقةِ على وزنِ (مسْتفْعلُن) سببان خفيفان بعدهما وتد مجموع .
    ثانياً: الخبنُ. وهو: حذف الثاني الساكن . ويدخل على مجموعةٍ من التفاعيلِ (مستفعلن) يحذف الثاني (متفعلن) و(فاعلن) يحذف الثاني (فعلن) و(فاعلاتن) يحذف الثاني (فَعِلاتن) و (مفعولاتن) يحذف الثاني (معولاتن) .
    ثالثاً: الوقصُ. وهو: حذف الثاني المتحرك. ويدخل على تفعيلةِ (متفاعلن) يحذف الثاني (مفاعلن) .
    رابعاً: الطيُّ. وهو: حذف رابعِ التفعليةِ متى كان ساكناً وثانيَ سبب. يدخل على تفعلية (مستفعلن) يحذف الرابع (مستعلن) وقد تقلب إلى (مفتعلن) لأنها نفس الوزن وعلى (مفعولاتُ) يحذف الرابع الساكن (مفعلاتُ) .
    خامساً: العطبُ. وهو: تسكين الخامسِ المتحرك. ويدخل على تفعيلةِ (مفاعلَتن) يسكّن الخامس (مفاعَلْتـُن) .
    سادسا: العقل. وهو: حذف الخامس المتحرك. ويدخل على (مفاعلتن) يحذف الخامس المتحرك (مفاعتُن) ويصح (مفاعلن) لأنها توازيها في الوزنِ .
    سابعاً: القبضُ. وهو: حذف الخامسِ الساكنِ. ويدخلُ على (فعولنْ) يحذف الخامس الساكن (فعولُ) وعلى (مفاعيلن) يحذف الخامس الساكن (مفاعلُن) .
    ثامناً: الكف. حذف السابعِ الساكن. ويدخل على (فاعلاتُن) أو (فاعِ لاتن) يحذف السابع الساكن (فاعلاتُ) وعلى (مفاعلينْ) يحذف السابع الساكن (مفاعيلُ) وعلى (مستفعِ لنْ) يحذف السابع (مستفعِ لُ) .
    (إشكالٌ) كأني بكَ تقولُ (!) لِمَ لمـْ تُدخل في "الكف" على (مستفعِلن) ؟ كما أدخلتها في (مستفعِ لن) ؟
    الجوابُ: الكفّ لا يمكن إدخاله على (مستفعلن)لأنها -مكوَّنة من سبب خفيف (مَسْ) ثم سبب خفيف (تَفْ) ثم وتد مجموع (عِلُنْ)- فحذف السابعُ هنا حذف ثالثِ الوتدِ المجموع, وهذا لا يكونُ زحافاً, لأنًّ الزحاف –كما سبق- حذفٌ الثاني من السبب, خلاف (مستفعِ لن) فآخره سبب كما ترى .
    (ب) مركب: الذي يلحق بسببين اثنينِ من التفعليةِ . وهيَ أربعةٌ :
    أولاً: الخبْلُ. وهو: مركّبٌ من خبنٍ –حذف الثاني- وطيٍ –حذف الرابع- مثاله: (مسْتفْعلن) فيصبح (مُتعلِن) وكذلك (مفعولاتُ) فيصبح (معلاتُ) .
    ثانياً: الخزْلُ. وهو: مركّبٌ من الإضمار –تسكين الثاني والطي –حذف الرابع- مثاله: (متَفَاعِلُن) فبالإضمار يسكن التاء (متْفاعلن) ومع الطي يحذف الألف فيصبحُ (متْفعِلُن)
    ثالثاً: الشكلُ. وهو: مركّبٌ من الخبنِ –حذف الثاني الساكن- والكف –حذف السابع الساكن- مثاله: (فاعلاتن) فالخبن يحذف الألف (فَعِلاتن) ومع الخبن يحذف النون فيصبح (فَعِلاتُ) . وعلى (مستفع لن) بحذف السين والنون فيصبح (متفع لن) .
    رابعاً: النقصُ. وهو: مركب من العطب –تسكين الخامس المتحرك- والكف –حذف السابع الساكن- مثاله: (مفَاعلتن) فبالعصبِ نسكّن الآم (مفاعلْتن) وبالكف نحذف النون (مفاعَلْةُ) أو قلبها إلى (مفاعيلُ) .

    (مسألة) هذه الزحافات لها تعلّق فيما يصطلحه العروضيون وهي ثلاثة –ولا يلزم فهمهما فهماً شاملاً- :

    المراقبة: في التفعيلة الواحدة يوجد سببان خفيفان أحدهما يجب أن يلحقه الزحاف والثاني يجب أن يسلمَ من الزحاف. مثاله (مفاعيلن) في البحر المضارع, فيقولون: خصوصا في هذا البحرِ هنالك مراقية بين الياءِ والنونِ, ومعناه/ وجوب حذف أحدهما فيصبح (مفاعِلن) ويجب أن يسلم الآخر فيصبح (مفاعيلُ) .
    المعاقبة: يكون في -1- تفعليةِ واحدة –يكون بين سببين خفيفان متجاوارن أحدهما يجوز أن يلحقه الزحاف والأخر يجب أن يسلم من الزحاف- ويكون في البحر الطويل مثاله/ (مفاعيلن) أو (مفاعلن).
    -2- وقد يكون في تفعيلتين متجاورتين, ومعناه / إذا زاحفت أول التفعلية لتسلم التفعلية التي قبلها, أو تزاحف آخر التفعلية لتسلم التفعلية التي بعدها, أو تزاحف أول وآخر التفعليةِ لتسلم التي قبلها والتي بعدها, -ولا نشرح هذا لأنه سيضطر إلى الدخول في البحور فنؤجّلها عندئذٍ- .
    المكانفة: أن يتجاور في تفعلية واحدةٍ سببان خفيفان يجوز فيهما معا أن يدخلهما الزحاف أو أن يسلما معا من الزحاف أو أن يسلم أحدهما ويزاحف أحدهما. مثاله/ (مستفعلن) من بحر الرجز. فيجوز أن يدخل فيهما الزحاف فيصبح (متَعلن) أو أن يدخل الأول ويسلم الثاني منه فيصبح (متفعلن) أو يسلمَ من الأول ويزاحف الثاني فيصبح (مستعلن) .
    الأمر الثاني: ما يسمى بـ "العلل" .

    العلة في اللغة: تأتي بمعنى المرض وبمعنى السبب. ولهذا كثر استعمالها في جميع الفنون لواسع ما تأتي بها على المعاني. -فدخل في علم الحديث (المعلول) , وعلم أصول الفقه (مسالك العلة), وعلم العقيدة (العلة والحكمة), وعلم الصرف وغيرها- .

    اصطلاحاً: تغيير يدخل على الأسباب والأوتادِ معاً . (فاختلفَ عن الزحافِ أن العلةَ يدخلُهُ الأوتادِ أما الزحاف فيختص بالأسباب) .
    *العلّة لا تكون إلا في آخر الشطر الأول من البيت (ويسمى العروض) أو آخر الشطر الثاني (ويسمى الضرب).
    * الغالبُ في العلةِ إذا حلَّت أن تردَ في القصيدةِ كلها إلاَّ أنه يجوز أن تجري العلةُ مجرى الزحاف. وهو نوعان:

    (أ)علةٌ بالزيادةِ: وهنَّ ثلاثٌ :

    الترسيل: أن تزيد سبباً خفيفاً على التفعليةِ التي آخرها وتدٌ مجموعٌ . مثالُه (متفاعلن) فآخره (عِلُن) وتدٌ مجموع, فزدْ سبباً خفيفاً في آخرها فتقول (تُنْ). فيمكنْ أن ترسلها لـ (متفاعلاتن) على نفسِ الوزنِ. ومثالـه (فاعلن) فآخرها وتدٌ مجموع (عِلُن) فزد سبباً خفيفاً في آخرها فتصبح بعد ترسيلها (فاعلنْ تُنْ) فيصح أن تقول (فاعلاتن) على الوزن نفسه .
    التذييل: أن تزيد حرفاً ساكناً على ما آخره وتدٌ مجموعٌ . مثاله (فاعلن) فنزيد حرفاً ساكنا (فاعلنْ نْ) فتذيّلها إلى صيغةٍ مناسبةٌ (فاعلانَّ) . ومثاله (متفاعلن) فيصبح بعد التذييل (متفاعلانَّ) . ومثاله (مستفعلن) فيصبح بعد تذييلها (مستفعلانّ) .
    التسبيغ: أم تزد حرفا ساكنا على ما آخره سببٌ خفيفُ . مثاله (فاعلاتنْ) فتصير (فاعلاتن نْ) فيصبح بعد التسبيغ (فاعلاتانّ) .

    (ب) علةٌ بالنقصانِ: وهنَّ تسعٌ –وهيَ قليلةٌ الاستعمالِ- :

    (1) الحذفُ: أن تحذف السببَ الخفيفَ من آخر التفعيلةِ, مثاله (فعولن) تصبح (فعلو) (مفاعيلن) تصبح (مفاعي) (فاعلاتن) تصبح (فاعلا) .
    (2) القطعُ: أن تحذف ساكن الوتد المجموع الذي في آخر التفعليةِ مع تسكينِ ما قبلها. مثاله (فاعلن) تصبح بعد الحذف وتسكين ما قبله (فاعلْ) ومثاله (متفاعلن) تصبح (متفاعلْ) ومثاله (مستفعلنْ) تصبح (مستفعِلْ) .
    (3) البترُ: (الحذفُ والقطعُ): أن تحذف السبب الخفيف من آخر التفعليةِ مع حذف ساكنِ الوتدِ المجموع مع تسكينِ ما قبله. مثاله (فعولن) فلو أدخلت الحذف أصبح (فعو) ولو أدخلتُ القطع يصبح (فعْ) ومثاله (فاعلاتن) بعد الحذف يصبح (فاعلا) وبعد القطعِ يصبح (فاعلْ) .
    (4) القصرُ: إسقاط ساكنِ السببِ الخفيفِ الذي في آخرِ التفعلية مع إسكانِ المتحرك. مثاله (فعولن) بعد حذف ساكنه (فعولُ) ثم تسكّن المتحرّك من هذا السببِ يصبح (فعولْ). ومثاله (فاعلاتن) تصبح (فاعلاتْ) بالتسكين.
    (5) القطفُ: حذفُ السبب الخفيف من آخرِ التفعيلةِ مع تسكينِ الخامسِ المتحرك (مفاعلتن) نحذف السبب تصبح (مفاعلَ) ثم تسكين الخامس فتصبح (مفاعلْ).
    (6) الحذذُ: حذف الوتدِ المجموع من آخر التفعليةِ. مثاله (متفاعلن) نحذف الوتد قتصبح (متفا).
    (7) الصَّلْمُ: حذف الوتدِ المفروق من آخر التفعيلةِ. مثاله: (مفعولاتُ) فتصبح بعد الحذف (مفعو).
    (8) الكشف: حذف السابع المتحرك. مثاله (مفعولاتُ) وبعد الكشف (مفعولا) .
    (9) الوقفُ: إسكان السابع المتحرك . مثاله (مفعولاتُ) تصبحُ بعد التكسين (مفعولاتْ) .

    أخي القارئُ : لعلَّ هذه المعلوماتِ أصبحتْ تختلطُ في ذهنكَ ( فَـلَا تَيْـأَسْ ) لسببين اثنينِ:

    السببُ الأول: هذه الاصطلاحات ليست جميعها مستعملةٌ, بل قد تجدُ منها ما ستعمل بأقلّ من النادر. والذي يستعملُ بكثرة (كالخبن) حل وإشكالُه بالوجهِ الثاني.
    السببُ الثاني: سيمرُّ عليكَ من التمارين في (البحور الشعرية) ما به تحفظُ هذه المصطلحات, وعلى هذا:
    فالمصطلحاتُ التي هيّ نادرةُ الاستعمالِ يمكنكَ أن لا تحفظَها, أما المصطلحات المشهورةُ المستعملةُ فإنه عليكَ أنْ تحفظها كما يقولون (مكرهاً) وهذا من كثرةِ تداولها وممارستها .

    فَائِدَةٌ مُلْحَقَةٌ: هناكَ بعضُ العللِ تجري مجرَى الزِّحافِ, -أي يجوز عدم التزامه- وأشهرُها اثنتان:

    التَّشعيثُ: حذف أول الوتد المجموع . (ولا يكون إلاَّ في البحر الخفيف والبحر المجتثّ) . مثاله (فاعلاتن) فالوتد المجموع هو (علا) فيجوزُ لكَ حذف أوله وهو (ع) فيصبح (فالاتن) أو تقلبها على نفسِ الوزنِ (مفعولن) أي يجوزُ عدم التزامه .
    الحذف: حذفُ السببِ الخفيفِ مِن آخِرِ التفعلية (ولا يكون إلا في البحر المتقارب) . مثاله: (فعولن) يجوز حذف (لن) فيصبح (فعو) ولكن من غيرما التزام, فيجوز أن تقول في صدر البيت (فعولن) وعجز البيتِ (فعو) .


    (مبنى الشعر العربي)


    * مبنى الشعر العربي يسمى (بيتاً) من جهةِ العددِ: إن كان بيتاً واحداً فيسمَّى (بيتاً مفرداً أو يتيماً) وإن كان اثنين قيسمى (نتفةَ) وإن ثلاث أبيات إلى ستٍ فيسمى (قطعةً) وإن كان سبعةَ أبياتٍ فما فوق فيسمَّى (قصيدةً) وبعضهمْ يتجوَّزُ في تحديدِ عدد أبياتِ القصيدة .
    * البيت الشعري مكوًّن من مجموعةٍ من التفاعيل (كالبحر الطويل) وهو:


    فعولن مفاعيلن فعول مفاعيلن *** فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن


    فالجانبُ الأول يسمَّى "شطر البيت" أو يسمى "صدرُ البيت" .
    والجانب الثاني يسمّى "عجزُ البيت" .

    * التفعليةُ الأخيرةُ من -صدر البيتِ- وهي هنا (مفاعيلن) يسمَّى (عروضاً) .
    * التفعيلةُ الأخيرة من –عجز البيت- وهي هنا (مفاعيلن) يسمَّى (ضرباً) .
    * ما ليسَ عروضاً ولا ضرباً يسمَّى (حشواً) .

    مثال على(الوزن البسيط).



    مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن *** مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلــن



    بانَـتْ سُــعـادُ فقَلْـبِي اليومَ مـَتْبُـولُ*** مُتَيَّـمٌ إثْرَهــا لَم يُفْـدَمَكْبـولُ


    -ه -ه - -ه - --ه -ه –ه- -ه –ه –ه --ه—ه –ه- -ه -ه –ه- -ه –ه -ه


    مستفــعـلن فـعِلُن مستفعِـلُن فعْـلُن مُتَفعلن فاعِلـن مسْـتفعلن فعْـلُنْ


    (الــحـــشـــو) (العروض) (الــحـشــــو) ( الضرب)



    * البحر الشعري له مفتاح (كالبحر الطويل) مفتاحه:


    فعولن مفاعيلن فعول مفاعيلن ** فعولن مفاعيلن فعول مفاعيلن


    فلو جاءَ البيتُ الشعري علة جميع –ومثلِ- هذه التفعيلاتِ, يسمَّى : تاماً . وما ليسَ تاماً أن تنقصَ شيئاً منها, والنقصُ يكونُ على ثلاثِ صورٍ:

    الصورة الأولى (المجزوء): أن تحذف من البيت عروضه وضربه معاً. فحينئذٍ يسمى بيتاً : مجزوءاً . مثاله (من الوافر) ووزنه:

    مفاعلتن مفاعلتن فعولُ *** مفاعلتن مفاعلتن فعولُ

    فيصبح عند تجزئتِه :

    مفاعلتن مفاعلتن *** مفاعلتن مفاعلتن


    الصورة الثانية (المشطور): حذف الشطر كاملاً من البيتِ, فلم يبقَ إلا شطراً واحداً, فهذا يسمَّى " مشطورا " مثاله من (الرجز) ومفتاحه :


    مستفعلن مستفعلن مستفعلن *** مستفعلن مستفعلن مستفعلن


    فإذا شطرتَ البيت أصبح :

    مستفعلن مستفعلن مستفعلن


    الصورةُ الثالثة (المنهوك): البيتُ الذي ذهب ثلثاهُ وبقيَ ثلثٌ واحدُ, فهذا يسمَّى " منهوكاً " . مثاله على (الرجز):


    مستفعلن مستفعلن مستفعلن *** مستفعلن مستفعلن مستفعلن


    فإذا أردتَ نهكَهُ فيصبحُ:

    مستفعلن ** مستفعلن .


    والعذرُ على التَّطويل , فبهذا الدرسِ قطعنا شوطاً طويل , (لاً) .

    انتهى الدرسُ الثالثُ بحمدِ اللهِ ....

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    سياتل..ولاية واشنطن ..
    المشاركات
    977

    افتراضي رد: سلسلةُ دروس العروض والقوافي للأستاذ "عصام البشير" (مفرغاً) -متجدّد-

    بارك الله فيك أخي الحبيب
    أنا الشمس في جو العلوم منيرة**ولكن عيبي أن مطلعي الغرب
    إمام الأندلس المصمودي الظاهري

  15. #15

    افتراضي رد: سلسلةُ دروس العروض والقوافي للأستاذ "عصام البشير" (مفرغاً) -متجدّد-

    واصل يا شيخ معاذ

    وصلك الله
    قال شيخ الإسلام:
    " ليس كل من فقهه الله في الدين قد أراد به خيراً، بل لابد مع الفقه في الدين من العمل به"

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    3

    افتراضي رد: سلسلةُ دروس العروض والقوافي للأستاذ "عصام البشير" (مفرغاً) -متجدّد-

    جزاك الله و أطال عمرك و أعانك على ما أنت فيه ووفقك لما أنت راغب فيه
    أود أن تبين لي الفرق بين الشعر المرسل و المنثور فهو أمر استعسر على معرفتي لما فيه من خلاف في الرأي و الموقف. و شكرا

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    21

    افتراضي رد: سلسلةُ دروس العروض والقوافي للأستاذ "عصام البشير" (مفرغاً) -متجدّد-

    للتذكير

  18. #18

    افتراضي رد: سلسلةُ دروس العروض والقوافي للأستاذ "عصام البشير" (مفرغاً) -متجدّد-

    جزاك الله خيرا أخي الفاضل العتيبي

    وننتطر التتمة بارك الله فيكم

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    106

    افتراضي رد: سلسلةُ دروس العروض والقوافي للأستاذ "عصام البشير" (مفرغاً) -متجدّد-

    واصل

  20. #20

    افتراضي رد: سلسلةُ دروس العروض والقوافي للأستاذ "عصام البشير" (مفرغاً) -متجدّد-

    أخي في الله وأستاذنا الشيخ عصام البشير ،
    السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه ، وبعدُ :
    أفلا يُوجدُ ـ يا أخي ـ وَصَفٌ غيرُ التَّمَامِ تنْعَتُ بهِ أبياتَ مثلِ بحرِ الطويل التي لا تأتي مجزوءَةً ولا مشطورَةً ولا منهوكةً ؛ ذلكَ لأنَّ التامَّ منَ الأبياتِ هُو كما تعلمُونَ : ما اسْتوفى جميعَ أجزاءِ دائرتِه دُونَ أنْ يكُونَ العروضُ أو الضربُ مُتلبسَيْنِ بنقصٍ لَازمٍ ، بلِ العرُوضُ وَالضَّربُ كالحشوِ فيمَا يَجُوزُ عليه مِنَ الزحافِ أوْ يمْتنِعُ فيهِ ؛ ولِهَذا قيلَ : إن التامَّ هو ما استَوَتْ جميعُ أجزائِهِ في الْحُكمِ ، وَلذلك قالَ النَّاظِمُ :
    فذُو التَّمَامِ أَحْرَزَ الأجْزَاءَ *** طُرًّا بِلَا نقْصٍ بهِ قدْ جَاءَ
    وَقَصْدُنا بنقْصِه أَيْ : تسلمُ *** عرُوضُه والضَّرْبُ مِمَّا يلْزَمُ
    وقيلَ بل ما حشوُه جاز بِهِ *** ما جَازَ في عرُوضِه وَضَرْبِهِ
    أوْ قلْ إذا أجْزاءُ هذا النظمِ *** قدِ اسْتَوَتْ جميعُها فِي الْحُكْمِ
    وعليه لا يُمْكِنُ أنْ يُوصفَ بَيْتٌ مِنَ الطَّويلِ بالتَّمامِ معَ أنَّهُ قدِ استوفى جميعَ الأجزَاءِ ، ولكنْ لمَاذا ؟
    ذلك لأن عروضَه تلزمُ القبضَ ، وهذا النقصُ ـ بالقبضِ ـ يُخْرجُهُ عنْ دائرةِ التمامِ وإنْ صحَّ الضَّربُ ،
    وهُنا سُؤَالٌ : إِذَا صَحَّ الضَّربُ وَصُرِّع البيتُ فكانَتِ العرُوضُ صَحِيحَةً أيُمْكنُ أنْ يُخْلَعَ على هذا البَيْتِ صِفَةَ التَّمَامِ ؟
    والْجَوَابُ : لا ؛ لِأنَّ صِحَّةَ العرُوضِ غَيْرُ ثابتةٍ ؛ إذْ تَرْجِعُ إلَى القبضِ في البيتِ التَّالِي فلا يُعتبرُ تامًّا ، كما لا نَعْتبرُ المُتقاربَ تامًّا إذا صَحَّتِ العرُوضُ والضَّربُ فيه لِجَوازِ دُخُولِ الْحَذفِ في العروضِ ،
    ولكِنْ مَاذا تُسمَّى أبياتُ الطَّويلِ ؟
    تُسَمَّى وَافِيَةً
    وَسمِّيَنَّ وافيًا مَا اسْتوْفَى *** أَجْزَاءَهَ لَكِنْ بِنقْصٍ يُلفَى
    فَهْوَ الَّذِي عرُوضُه لمْ تَسْلَمِ *** أَوْ ضَرْبُها مِنْ أيِّ نَقْصٍ لَازمِ
    وَمَنْ يقُلْ : ( مَا جَاز فِي ضَرْبَيْهِ *** مَا لَا يُرى حَشْوًا ) فلَا عَلَيْهِ
    هذا ، والتَّامُّ يقَعُ في ثلاثةِ بحُورٍ : فِي الكَاملِ ، وَبيتُهُ :
    وإذَا صَحَوْت فمَا أقصِّرُ عنْ ندى *** وَكمَا علمْت شَمائِلي وتكرُّمِي
    وفِي الرَّجزِ ، وَبيتُهُ :
    دارٌ لِسلْمَى إذْ سُلَيْمَى جَارَةٌ *** قفرًا ترَى آيَاتها مِثل الزبرْ
    وفِي المُتدَاركِ ، وبيتُهُ :
    جاءَنا عامرُ سَالمًا صالحًا *** بعدَ ما كانَ ما كانَ من عامرِ
    ولِهذا قيلَ :
    واعلمْ بأنَّ ذا التَّمامِ قدْ يقعْ *** في كَاملٍ وَرَجَزٍ وَمُخْترَعْ
    ومعْذِرَةً ـ يا أَخِي ـ إنْ كُنْتُ قدْ أفضْتُ معَ عِلْمِي أنَّكُم تعْلَمُونَ هذا ، لَكِنْ لمْ يَرُقْ لِي قَوْلُكمْ :
    البحرُ الشعري له مفتاحٌ (كالبحرِ الطويلِ ) مفتاحُهُ :
    فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن *** فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
    فلوْ جاءَ البيتُ الشعري على جَمِيع ومثلِ هذه التفعيلاتِ يسمَّى : تامًّا . وما ليسَ تامًّا أَنْ تنقصَ شَيْءٌ منها.

    وأرجو من أخي مُعاذ أَنْ يُرَاجِعَ جيِّدًا مَا يفرِّغُهُ إملائيًّا ونحويًّا .
    هَذَا ، واللهُ أعْلَمُ ، والسَّلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •