يذكر بعض الناس أنهم عندما كانوا صغارا
يعيشون تحت سلطة و استبداد الكبار
كانوا يجبرون على مراجعة الدروس وأداء الواجبات
في مشهد تراجيدي
تدق فيه نواقيس الكآبة والسآمة ويشعل فيه فانوس الملل

و أمام العصا المنصوبة
التي تكرس ثقافة اللاحوار
و تشيد جدران الفصل العمري
يلجأ الصغار إلى الحيل الشرعية
فتجد أحدهم يفتح كراسته

ويحرك شفتيه
ليُعلِم من حوله أنه منهمك في القراءة.

تدور الأيام تظهر النتائج و يفجع الآباء

لا أثر للطحين....


أين الطحين؟؟
يسأل الأب و نصف العصا المكسورة في يده
يجيب الصغير في أعماق أعماقه
لم تضع حبا فلم يكن طحين.

في مشهد آخر
يسأل مفجوع مصدوما
هل كان ابنك يجعجع؟
نعم ولكن بصوت خافت
يحرك رأسه آه الآن فهمت..

لقد وقفا على مكمن الداء ومربض البلاء
لذلك اتفقا على أن تكون الجعجعة مستقبلا بصوت عال ..!!!


أعتقد أن لهذه القصة دلالات
يمكن إسقاطها على واقعنا
من غير أن نتسبب في كسر
نصف العصا الباقي على ظهورنا.

ماذا بعد كنيسة الخراب؟
بل ماذا بعد نسف قبة الصخرة؟

معترض
دقيقة لو سمحت يا صديقي
شتان بين الأمرين
و لا وجه للمقاربة
فقبة الصخرة خط أحمر دونه الرقاب و الأموال و الأولاد.

بعد أن صببت ذنوب الماء على صديقي لأهدأ من ثورته
أجبته
لا فرق بين الأمرين يا صديقي
سوى في حدة الجعجعة و علو الصوت بها.

وهاهي صفحات التاريخ أمامك
قلبها دون أن تتمتم - فقد صار عندي عقد من التمتمة-
لعلك تظفر بشيء يهذب أفكارك و يَسُوس عواطفك

* يا صديقي قد يستمر الكره
لكن لا يستمر الغضب فلا تجعل ردة الفعل مقرونة بالغضب.

* يا صديقي علمنا اليهود أن لكل فعل رد فعل
يفوقه في القوة و يخالفه في الاتجاه
فصارت عندنا منعكسات شرطية
فما يقابل الحجارة قتيل وعشرات الجرحى.
وما يقابل الرصاص عشرات القتلى و الجرحى
و ما يقابل الصواريخ التي يسميها البعض عبثية اجتياح
بما فيه من قتل وتهجير و تخويف و تجويع....
فاختر يا صديقي الوسيلة لأخبرك بالنتيجة.

* يا صديقي متى كانت فلسطين الضفة و القطاع
إذا علمت لما صارت
فستعرف كيف ستصبح القدس عاصمة للدولة العبرية.

* يا صديقي إذا سالت الدماء و طال جريانها
زهد الناس في النظر إلى الأسباب
فتساوى عندهم صاحب الحق و مدعيه.


* يا صديقي يقول المثل المشوه
تشوه الولاء و البراء عندنا
إذا كان صاحب البيت للخمر شاربا فما على الجيران إلا السطو.