الحمد لله
يقول جل و علا انا أرسلناك شاهدا و مبشرا و نذيرا لتومنوا بالله و رسوله و تعزروه و توقروه و تسبحوه بكرة و أصيلا .
ومحل الشاهد المراد المذاكرة فيه هو قوله تعالى و تعزروه و توقروه و تسبحوه .
فهاهنا ثلاثة ضمائر...والاصل في الضمائر اذا تتابعت ان تعود الى مرجع واحد حتى لا يختل نظم الكلام....على انه ..قد وردت في القرآن العظيم بعض الضمائر متتابعة لكن مرجعها ليس واحدا
كقوله تعالى أفمن كان على بينة من ربه و يتلوه شاهد منه و من قبله كتاب موسى إماما و رحمة ....وقال بعض اهل التفسير ان الاصل في الضمائر اذا تتابعت ان تعود الى مرجع واحد الا اذا لم يختل نظم الكلام.
و الذي أعتقده - و الله أعلم - بخصوص الآية الأولى أن هاء التعزير تعود الى النبي صلى الله عليه و سلم...أما الهاء التوقير فهي تعود الى الله جل و علا و الشاهد مالكم لا ترجون لله وقارا ولامانع في الوقت ذاته لأنتعود الى النبي صلى الله عليه و سلم إذ قد علم وجوب توقير النبي صلى الله عليه و سلم....أما هاء التسبيح فهي لله تعالى خاصة.
وقد يقال كيف يكون عود الضمير الثاني لله و رسوله معا وهو ضمير مفرد...فالجواب و الله أعلم
ان لذلك توجيها بلاغيا ...كقوله تعالى في سورة طه فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى
و المعنى فتشقى انت و تشقى زوجتك...رغم أن الظاهر من الخطاب انما هو آدم عليه السلام...
ومثله في قوله تعالى ماكنت تدري مالكتاب و لا الايمان ولكن جعلناه و المعنى جعلنا الكتاب وجعلنا الايمان....
هذا ما عندي و احب من الاخوة الافاضل ان يفيدونا بما عندهم من العلم
وجزاكم الله خيرا