قال ابن الدهان في الغرة (شرح لمع ابن جني):
وقال الأخفش في المسائل الكبير: من يقول: هذا حمامة للمذكر، وهذه حمامة للأنثى، فينبغي له إذا أراد المذكر أن يقول: ثلاثة حمامات([1]). وقال ابن الأنباري([2]) في كتابه المذكر والمؤنث([3]): إذا قلت: عندي ثلاث بنات عرس وأربع بنات أوى، كان الاختيار أن تدخل الهاء في العدد، فتقول: عندي ثلاثة بنات عرس وأربعة بنات أوى؛ لأن الواحد ابن أوى وابن عرس.
وقال الفرَّاء([4]): كان بعض من مضى من أهل النحو يقول: ثلاث بنات عرس وثلاث بنات أوى، وما أشبه ذلك مما يجمع بالتاء من الذكران، وحكاه عن الرؤاسي([5]) وأهل المدينة ولم يصنعوا شيئا؛ لأن العرب تقول: لي حمامات ثلاثة، والطلحات الثلاثة. وَهَكَذَا ذَكَرَ النَّحَّاُسُ([6]) فِي كِتَابِ أَدَبِ الْكُتَّابِ. وَذَكَرَ الْفَارِسِيُّ فِي كِتَابِ الْخَطِّ.
وقال سيبويه([7]): وتقول: "ثلاثة نسابات" وهو قبيح؛ لأن النسابة صفة كأنه لفظ بمذكر ثم وصفه، ولم يجعل الصفة تقوى قوة الاسم، وإنما تجيء كأنك لفظت بالمذكر ثم وصفته كأنك قلت: ثلاثة رجال نَسَّابات، فعلى هذا القياس يجب أن يقول: خمسة متحركات؛ لأنه صفة أحرف. وكذلك ذكر الْجُرْمِيُّ ثلاثة نسَّابات، وثلاثة علاَّمات بلا استقباح، وإنما استقبح سيبويه([8]) حذف الموصوف. وذكر القتيبي([9]) أنك تقول: كتبت ثلاث سجلات، والواحد سجل مذكر، ومررت بثلاث حمامات، والواحد حمام/ مذكر.
وقال الفارسيُّ: أخطأ ابن قتيبة في قوله: ثلاث سجلات، وثلاث حمامات، والواحد سجل وحمام. وقال: إنما يجعل على اللفظ إذا لم يكن له واحد معلوم، وكثيرا رأيت في كتبه خمس متحركات. فأما قوله تعالى} مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا{([10]) فإنما حذفت التاء من عشر لشيئين أحدهما: أن مثل الحسنة حسنة والحسنة مؤنثة، والثاني: أن الأمثال مضافة إلى المؤنث([11]) كما قال:
لَمَّا أَتَّى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ سُورُ الْمَدِيْنَةِ وَالْجِبَالُ الْخُشَّـعُ([12]) وعليه قرأة([13]) من قرأ }تلْتَقِطْهُ بَعْضُ السّيّارَة {ِ ([14]).
وقال المبرد([15]): التاء دخلت من الثلاثة إلى العشرة مع المذكر؛ لأجل المبالغة ومعنى المبالغة أن المذكر لما كان أفضل من المؤنث بولغ له في لفظه بزيادة حرف، كما قيل: عَلاَّمَة وَنَسَّابة([16])، وقيل: هي للمبالغة من غير هذا الوجه، ولكن لما كان الواحد أول الأعداد ثم ضم إلى آخر صارا اثنين، ثم ضم إلى آخر صارت ثلاثة، فهو في المرتبة الثالثة وهذا مبالغة، كما تقول: راو وراوية، وأعطوا المذكر التاء؛ لأنه الأول، وحذفوها مع المؤنث؛ للفصل.
وقال قوم: إنما كان كذلك؛ لأن الجمع قد يصغر بالتاء. قالوا أبيلة وغنيمة([17])، فأخذ المذكر ذلك وفرق بينه وبين المؤنث. والذي عندي أن قولهم: حذفوا التاء مع المؤنث فيه خلل؛ لأنه لو كان مؤنثا بالتاء وزالت التاء عنه صار مذكرا، وليس الأمر كذلك؛ لأن سيبويه([18]) قال: لو سميت بثلاث من قولك: ثلاث نسوة لم تصرف، ولو سميت بثلاث من قولك: ثلاثة رجال صرفت([19]) وذلك لأن ثلاثة تأنيثها لفظي، وثلاث تأنيثها معنوي وضعي. فأما قول الشاعر:
فَعَوَّضَنِي عَنْــهَا غِنَائِي وَلَمْ تَكُنْ
تُسَاوِيُ عَنْزَى غَـيْرَ خَمْسِ دَرَاهِم([20])
فهو شاذ عند من رواه كذا. وعندي أنه لا ضرورة فيه، وإنما أراد خمسة دراهم، ثم أدغمت التاء في الدال بعد حذف حركة التاء؛ لقرب ما بينهما كما تقول: هذه عماعة داود، ويكون اللفظ به غير خمسة دراهم. وأما ما أنشده ثعلب:
وَقَائِـعُ فِي مُضَـــــرٍ تِسْعَـةٌ
وَفِـي وَابِـلٍ كَانَـتِ الْعَـاشِـرَه([21])
فإنه أراد بالوقائع الأيام، أو يكون أراد بالوقائع القتال، فحمل على المعنى. فأما قول الشماخ ([22]):
ثَمَانٍ مِنَ الْكُــورِيِّ حُـمْرٌ كَأَنَّهَا
مِنَ الْحُمْرِ مَا أَذْكَى عَلَى النَّارِ خَابِزُ([23])
فإنه يريد ثماني أواق. فأما قول الراجز:
وَمَا عَلَيَّ أَنْ تَكـــُونَ جَارِيَـــهْ
تَغْسِـلُ رَأَسِـي وَتَكُــونُ الْغَالِيَـهْ
حَتَّى إِذَا مَا بَلَــغَتْ ثَمَــانِيَـــه ْ
زَوّجْتُهـا([24]) يَزِيْـدَ أَوْ مُعَاوِيَــهْ([25])
فإنه يريد أعواما. فأما قوله:
رَأَيــــْتُ شَيْخَـــاً إِمَّعَــهْ([26])
سَـــأَلْــتُهُ عَمــَّا مَعَــــهْ
فَقَـالَ: ذَوْدٌ أَرْبَعَـهْ
والذود مؤنث فإنه حمل على الجمال، وأما قول بعض الأعراب:
فَإِنْ تَكْسُنِي يَارَبِّ صَلَّيْتُ خَمْسِــةً
وَإِلا تَرَكْتُ([27]) الْخَمْسَ غَيْرَ ذَمِيْــمِ([28])
فإنه ذهب { في}([29]) الأولى إلى الدعاء فذكَّر. فأما قوله:
وَكَانَ مِجَنِّي دُوْنَ مَنْ كُنْتُ أَتَّقِــي
ثَلاثُ شُخُوصٍ كَاعِبَـانِ وَمُعْصِـرُ([30])
فإنه حمل على معنى الشخوص([31])؛ لأنه مؤنث، ألا تراه فسَّره بالكاعبين والمعصر.
والأوْلى ثلاثة أشخص؛ لأجل اللفظ عند جماعة. وتقول: ثلاث أنفس، وثلاثة أنفاس إذا قصدت المذكرين. قال:
ثَـلاثَةُ أَنْفُـسٍ وَثَـــلاثُ ذَوْدٍ([32])
.............................. ...
قال سيبويه([33]): وتقول له ثلاث من الشاء، وله ثلاث شياه ذكور، وله خمس من الغنم
ذكور([34])، والشياه والغنم أنثى لكنه يقع على المذكر، وكذلك له خمس/من الإبل ذكور؛ لأن الإبل مؤنث، وإن وُصِفَتْ بالتذكير.
قال: وتقول: له ثلاثة ذكور من الغنم، وخمسة ذكور من الإبل؛ لابتدائك بالمذكر. ويقولون: ثلاث أعين للربية، ويجوز ثلاثة أعين، وثلاثة دواب([35])، وَيُجَوِّزُونَ ثلاثَ دوابٍ.
ويقول: سَارَ خَمْساً منْ بينِ يومٍ وَلَيلةٍ([36])؛ لأنَّ التَّارِيخَ تُغلَّبُ فيه الليالي على الأيام.
قال الله تعالى}أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً{([37])وقال } ثَلاَثِينَ لَيْلَةً{([38])، وقال الشاعر:
لَقَامَتْ ثَلاَثَاً بَيْـنَ يَوْمٍ وَلَيْــلَةٍ([39])
.............................. ..
وقد جوَّز بعضهم: سرت ثلاثة من بين يوم وليلة([40]). فإن ورد بعد العدد وصف فالأوْلى أن تجعله وصفا للعدد. فتقول([41]): ثلاثة قرشيون، وقد جُوِّزَتِ الإِضَافَةُ([42]).
قال الفرَّاء([43]): "وتقول: عندي ستةُ رجالٍ ونسوةٌٍ بالجر والرفع في نسوة"، فإن جررت كان عندك من الرجال ثلاثة، ومن النسوة ثلاث، وإن رفعت كان الرجال ستة ولا يعلم عدة النساء، فإن قلت: عندي خمسة رجال ونسوة لم يجز جر نسوة. فإن رفعت صحت المسألة ولا يجيزها الفرَّاءُ بالجر إلا في الستة حسب وهذا نظر صحيح ؛ لزوال اللبس.
وبعضهم يأبى ذلك في الستة، ويقول: إذا قلت: ستة علم أنهم رجال، فكيف أجعل بعضهم نساء ؟ وأجاز الكسائي ذلك إلى العشرة، فإن قدمت مؤنثا أنثت العدد، وإن قدمت مذكرا ذكرت العدد، فتقول: عندي ست نساء ورجال([44])، وعندي ستة رجال ونسوة، وإن جمعت بينهما وجعلت العدد وصفا لهما غلبت التذكير فقلت: عندي نساء ورجا
ل ستة، وكذلك عندي رجال ونساء ستة.
وقال الأخفش: كل ما كان من الجمع معدودا فانظر واحده فإن كان مذكرا فذكِّر العددَ على قياسه، وإن كان مؤنثا فأنث العدد ولا تبل بالجمع مذكرا كان أو مؤنثا، فإن لم يكن له واحد من لفظه أنثت العدد وإن كان/ الجميع مؤنثا، وذكرته إن كان مذكرا. وذلك قولك: ثلاث من النعم، وثلاث من الإبل، وثلاث من الخيل.
قال: وقول العرب([45]): ثلاث من الشاء والشاء ذكر توهما أن الشاء من لفظ الشاة. وقالوا في المذكر: عشرة، وفي المؤنث عشر ففرقوا بينهما بفرقين، كما أرادوا أن يفرقوا بينهما بفرقين في ما زاد على العشرة ([46]).
ـــــــــــــــ ــــ
1- في شرح الاشموني4/126 ”يقال: ثلاثة حمَّامات خلافا للبغداديين، فإنهم يقولون: ثلاث حمَّامات فيعتبرون لفظ الجمع، وقال الكسائي: تقول: مررت بثلاث حمَّامات، ورأيت ثلاث سجلات بغير هاء، وإن كان الواحد مذكرا، وقاس عليه ما كان مثله، ولم يقل به الفراء". وينظر أيضاً: شرح الكافية للرضي3/291.
2- ينظر ترجمته في: إنباه الرواة2/169 -171، وبغية الوعاة2/86: 88، وشذرات الذهب4/258-259.
3- ينظر: المذكر والمؤنث لابن الأنباري2/234.
4- ينظر: قول الفرَّاء في: العدد في اللغة53، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري2/234.
5- الرؤاسي هو: أبو جعفر محمد بن الحسن بن أبي سارة الرؤاسي النيلي النحوي، سمي الرؤاسي؛ لعظم رأسه، كان إماما في النحو، بارعا في العربية، وهو أول من وضع من الكوفيين كتاباً في النحو، روى عنه الكسائي، والفراء، وخلاد الصيرفي، والكندي. توفي سنة193هـ. من مؤلفاته: الفيصل، ومعاني القرآن، وكتاب التصغير، وغيرهم.
ينظر ترجمته في: الفهرست1/64، وغاية النهاية في طبقات القراء1/329، ومعجم الأدباء5/377، وبغية الوعاة 1/82: 84.
وينظر حكايته في: المذكر والمؤنث لابن الأنباري2/234.
6- النحاس: أبو حعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس، من أهل مصر رحل إلى بغداد فأخذ عن المبرد، والأخفش الأكبر، ونفطويه، والزجاج، ثم عاد إلى مصر فأقام بها إلى أن مات بها سنة337ﻫ. من مصنفاته: معاني القرآن، وإعراب القرآن، وأخبار الشعراء، وأدب الكتَّاب وغيرهم. ينظر ترجمته في: معجم الأدباء1/617: 620.
7- ينظر: الكتاب3/362-363.
8- ينظر: الكتاب3/562-563.
9- القتيبي: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، أديب فقيه، محدِّثٌ مؤرخ عربي، أخذ عن إسحاق بن راهويه، وأبي حاتم السجستاني، وأبي الفضل الرياشي. وأخذ عنه ابن درستويه، وحرملة بن يحي، وعبد الرحمن ابن أخي الأصمعي وغيرهم. توفي سنة276ﻫ. من مصنَّفاته: عيون الأخبار، والشعر والشعراء، وأدب الكاتب وغيرهم. ينظر ترجمته في: مراتب النحويين136، والفهرست116، ونزهة الألباء159، ووفيات الأعيان2/145، وبغية الوعاة2/64، والأعلام4/137-138،
10- سورة الأنعام6/160.
11- ينظر: الكتاب3/567، والأصول3/477، والعدد في اللغة67، وشرح اللمع للأصفهاني2/711، واللباب1/104-105 وإعراب القرآن للنحاس1/552.
12- البيت من الكامل لجرير يصف مقتل الزبير بن العوام – t- حين انصرف يوم الجمل، وقتل في الطريق غيلة، فيقول: لما وافي خبره المدينة مدينة رسول الله– r- تواضعت هي وجبالها، وخشعت حزنا له، وإنما يريد: أهلها، وكان يجب أن يقول: والجبال الشامخة، ولكنه وصفها بما آلت إليه، وهذا التفسير مع عطف الجبال على السور، فإن جعلتها مبتدأ لم يكن في الكلام اتساع، ويكون التقدير: والجبال خشع لموته.
وهو في: ديوانه345، والكتاب1/52، والمذكر والمؤنث للفراء101، والأصول3/477، واللسان(حرث)2/137 و(سور) 4/385، و(أفق)10/6، وشرح أبيات سيبويه1/57، والخزانة4/218، والضرائر للألوسي86، والمعجم المفصل1/527. وبلا نسبة في: الجمل في النحو94، ومعاني الفرَّاء2/37، والمقتضب4/197، والكامل1/312، وتفسبر الطبري1/623، وجمهرة اللغة308، والحجة للفارسيِّ5/216، والخصائص2/418، والحماسة البصرية1/202، وشرح الدروس296، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري2/183، واللباب2/104، والتبيان في إعراب القران1/423، والصاحبي في فقه اللغة 267، ورصف المباني169، وشرح الكافية للرضي2/215.
والشاهد فيه قوله: تواضعت سور المدينة حيث أنث الفعل لإسناده إلى مذكر مضاف إلى مؤنث فاكتسب المضاف التأنيث من المضاف إليه.
13- في معجم القراءات4/188: قرأ ابن كثير في الوصل يلتقطهو يوصل هاء الضمير بواو، وقرأ الحسن ومجاهد وقتادة وأبو رجاء وابن أبي عبلة (وذكرها ابن خالويه لابن كثير) وهي رواية سليم عن حمزة تلتقطه بتاء التأنيث.
وينظر أيضا: معاني الفراء2/187، ومعاني الزجاج3/94، وإعراب القرآت الشواذ1/685، والتبيان في إعراب القرآن 2/724، وتفسير القرطبي9/133، والبحر المحيط5/284، والدر المصون6/447، وإعراب القرآن للنحاس2/60، وإتحاف فضلاء البشر1/465.
14- سورة يوسف12/10.
15- ينظر: المقتضب2/157.
16-في شرح اللمع للضرير212: "والمذكر من الثلاثة إلى العشرة بالهاء، والمؤنث بغيرها، وإنما كان هكذا؛ لأن الأصل كان قبل أن تركَِّب العدد على معدود أن تقول: ثلاثة أربعة، ثم جاءوا بالمذكر أوَّلا، فأعطوه هذا الحكم، ثم جاء المؤنث بعده، وقد سبق المذكر بالإلحاق، فجعلوه بغير هاء؛ ليفرقوا بينهما، فوقع الفرق معكوساً. وقد قيل: إنما ألحقت الهاء بالمذكر؛ لفضله على المؤنث، كما قالوا: رجل علاَّمة ونسَّابة، ولا يقولون في المؤنث: امرأة نسَّابة".
17- في المقتضب2/292: "فإن كان اسماً لجمع غير الآدميين لم يكن إلا مؤنثا، وقد مضت العلة في ذلك، وذلك قولهم: غنم وإبل تقول: غنيمة وأبيلة، وكذلك نسوة تقول: نسيّة؛ لأن نسوة من امرأة بمنزلة نفر من رجل فعلى هذا فأجر هذا الباب".
وينظر أيضا: الأصول2/412، والفوائد646، وشرح اللمع للأصفهاني2/711، والمتبع في شرح اللمع2/589، وشرح التصريح2/269.
18- ينظر: الكتاب3/563.
19- ينظر: شرح اللمع لابن برهان2/513-514.
20- البيت من الطويل لأعرابي وله قصة وهي: أن عبيد الله بن عباس خرج مرة من المدينة يريد معاوية في الشام فأصابته سماء، فنظر إلى نويرة عن يمينه، فقال لغلامه: مِلْ بنا إليها فلما آتياها وجدا رجلاً، فنزلا عليه ضيفين فأكرم الأعرابي وفادتهما، حيث ذبح لهما عنزى كان يملكها، فكافأه عبيد الله بن عباس بمالٍ وفير قيل: خمسمائة دينار، ثم ارتحل عبيد الله إلى معاوية، وفي أثناء عودته عاد إلى الأعرابي مرة ثانية ينظر ما حاله، فقال له الأعرابي قد قلت أبياتا أتسمعها مني؟ فقال: هات، فلما سمعها ضحك عبيد الله وقال: أعطيتنا أكثر مما أخذت منا، وهذه الأبيات هي:
توسمتـهُ لمَّـا رأيـتُ مهابـةً عليهِ وقلتُ: المرءُ مِن آلِ هاشمِ
وَإِلاَّ فَمِنْ آلِ الْمُـرَارِ فإنَّهــمْ مُلُـوكٌ عِظَامٌ مِنْ مُلُـوكٍ أَعَاظمِ
فَقُمْتُ إِلَى عَنْـزٍ بَقِيّـَة أَعْنـُزِ أَذْبَحَها فِعْلَ امْـرِيءٍ غَيـرَ نَادِمِ
فَعَوَّضَني عَنْهَا غِنَاي وَلَـم تكُنْ تُسَاوِي عَنزَى غَيرُ خَمْسِ دَرَاهِمِ
بِخَمْسِ مِئِيْنَ مِنْ دَنَانِيْرَ عُوِّضَتْ مِنَ الْعَنْزِ مَا جَادَتْ بِـهِ كَفُّ حَاتِمِ
وهو في: الفاضل للمبرد55، والخزانة8/282. وبلا نسبة في: المقاصد النَّحْويَّة1/247، وهمع الهوامع1/211، والدرر 1/169، والمعجم المفصل2/947.
21- البيت من المتقارب لم يعرف قائله وهو في:
معاني الفرَّاء1/126، ومجالس ثعلب2/422، والإنصاف769، والدرر6/196، وشرح التسهيل2/399، وشرح عمدة الحافظ520، واللسان(يوم)12/651، وهمع الهوامع3/218، والأشباه والنظائر5/236– 257، والمعجم المفصل1/318.
والشاهد فيه قوله: تسعة حيث اعتبر معنى المعدود دون لفظه، فالوقائع جمع وقيعة، وهي مؤنثة فحق معدودها تسع، ولكن العرب تطلق على الموقعة اليوم، فيقولون: أيام العرب ولذلك أنث العدد.
22- الشماخ هو: الشماخ بن ضرار بن حرملة بن سنان المازني الذبياني الغطفاني، وقيل اسمه: معقل، والشماخ: لقبه. شاعر مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام، وهو من طبقة لبيد، والنابغة، وأبي ذؤيب الهذلي، كان شديد متون الشعر ولبيد أسهل منه منطقا، وكان أرجز الناس على البديهة، جمع بعض شعره في ديوان، شهد القادسية وتوفي في غزوة موقان.
ينظر ترجمته في: الأغاني9/184-190، وطبقات فحول الشعراء1/123، والأعلام3/175.
23- البيت من الطويل وهو في: ديوانه22، وجمهرة أشعار العرب248.
24- جاءت في الأصل زوجها، والصواب ما أثبته.
25- البيتان من الرجز لم يعرف قائلهما وهما في: المستطرف1/320 ولهما قصة وهي: كان لأعرابي امرأتان، فولدت إحداهما جارية، والأخرى غلاما، فرقصته أمه يوما فقالت مغايرة لضرتها
الحمـدُ لله الحميـــــد العالي
أنقذني العــــــام مـن الجوالي
من كل شوهاء كشــــن بالي
لا تدفع الضيم عـــــــن العيال
فسمعتها ضرتها فأقبلت ترقص ابنتها وتقول:
وما على أن تكون جــــاريه
تغسل رأســـــي وتكون الغاليه
وترفع الساقط عن خـــماريه
حتــــى إذا مــا بلغت ثمانيه
وما على أن تكــــون جاريه
أنكحتها مــــروان أو معاويه
قال فسمعها مروان فتزوجها على مائة ألف مثقال، وقال: إن أمها حقيقة(جديرة) ألا يكذب ظنها، ولا يخان عهدها، فقال معاوية: لولا مروان سبقنا إليها لأضعفنا لها المهر، ولكن لا تحرم الصلة، فبعث إليها بمائتي ألف درهم.
26- أبيات من الرجز المشطور لم يعرف قائلها على الرغم من شهرتها على لسان العرب وهي في:
المنصف3/18، واللسان(أمع)1/211، و(زود)8/45.
27- جاءت في الأصل نزلت وبهذه الرواية لا يستقيم المعنى.
28- البيت من الطويل لم أهتد إلى قائله.
29- زيادة يقتضيها السياق.
30- البيت من الطويل لعمر بن أبي ربيعة وهو في:
ديوانه100، والكتاب3/566، والكامل1/528، وطبائع النساء143، والأغاني1/92، والعدد في اللغة52، والذخيرة 5/378، والإنصاف619، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري1/406، 2/218، والمتبع في شرح اللمع2/597، وإعراب القرآن للنحاس5/6، وشرح أبيات سيبويه2/366، واللسان (شخص)7/45، والخزانة5/320، والضرائر للألوسي239، والمعجم المفصل1/365. وبلا نسبة في: الجمل في النحو288، ومعاني الفرَّاء1/126، والمقتضب2/148، والأصول 3/476، والإغفال2/269-345، والخصائص 2/417، وشرح الأشموني4/126، وشرح التصريح2/271، وشرح جمل الزجاجي لابن عصفور2/612، وشرح التسهيل2/399، وشرح الكافية للرضي3/308، ومعجم الأدباء1/317، والمقاصد النَّحْويَّة4/483، والمقرب1/307، والصاحبي في فقه اللغة 425، وشرح عمدة الحافظ519، وأوضح المسالك4/226، وشرح شواهد الإيضاح313.
المجن: الترس ويجمع على مجان، وكاعبان: تثنية كاعب وهي الجارية حين يبدو ثديها، والمعصر: الجارية أول ما أدركت وحاضت، يقال: قد أعصرت كأنها دخلت عصر شبابها وبلغته.
31- في العدد في اللغة53: "أنث الشخوص؛ لأن المعنى ثلاث نسوة، ومما يقوي الحمل على المعنى وإن لم يكن من العدد ما حكاه أبو حاتم عن أبي زيد أنه سمع من الأعراب من يقول: إذا قيل أين فلانة وهي قريبة: ها هو ذه، قال: فأنكرت ذلك عليه فقال: قد سمعته من أكثر من مائة من الأعراب، وقال: قد سمعت من يفتح الذال فيقول: ها هو ذا، فهذا يكون محمولاً مرة على الشخص، ومرة على المرأة، وإنما المعروف هاهي ذه، والمذكر هاهو ذا".
وينظر أيضا: الجمل في النحو288، والكتاب3/566، والمقتضب2/148، والأصول3/476، والخصائص2/417، والإنصاف619، والمتبع في شرح اللمع2/597، واللسان(شخص)7/45، وشرح الأشموني4/126.
32- صدر بيت من الوافر للحطيئة وعجزه هو:
............................ لقـد جـار الزمـان على عيــالي
وهو في: ديوانه270، والكتاب3/565، والخصائص2/412، والإنصاف619، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري 1/409، والأغاني2/144، والخزانة7/367 ومجالس ثعلب1/252، وطبقات فحول الشعراء1/114، واللسان (ذود)3/168، و(نفس)6/235، والعدد في اللغة 47، والمعجم المفصل2/760. وبلا نسبة في: الجمل في النحو 288، وشرح اللمع للأصفهاني2/711، 721، والمتبع في شرح اللمع2/597، والدرر4/40، 6/195، وشرح جمل الزجاجي لابن عصفور 2/43-381، وشرح الكافية للرضي3/301، وأوضح المسالك4/222، وشرح التصريح2/270، والمزهر2/91، وهمع الهوامع2/271، 3/291، وشرح الأشموني4/128.
33- ينظر: الكتاب3/561- 562, وينظر قول سيبويه أيضا في: الأصول2/428، والعدد في اللغة45.
34- في العدد في اللغة46:.. "قول سيبويه: الغنم والإبل والشاء مؤنثات يريد أن كل واحد منها إذا قرن بمنزلة مؤنث فيه علامة التأنيث، أو مؤنث لا علامة فيه كقولك: هذه ثلاث من الغنم، ولم تقل: ثلاثة، وإن أردت بها كباشاً وتيوساً، وكذلك ثلاث من الإبل، وإن أردت بها مذكرا أو مؤنثا. وقوله: بمنزلة قد؛ لأن القدم أنثى بغير علامة، وكذلك الثلاث. فقولك: ثلاث من الإبل والغنم لا يفرد لها واحد فيه علامة التأنيث".
وينظر أيضا: وشرح اللمع للأصفهاني2/720، والمتبع في شرح اللمع2/598، وشرح الكافية للرضي3/29.
35- ينظر: الكتاب3/563, والأصول2/428، والعدد في اللغة48.
36- في الكتاب3/563: "وتقول: "سار خمس عشرة من بين يوم وليلة؛ لأنك ألقيت الاسم على الليالي ثم بينت فقلت: من بين يوم وليلة. ألا ترى أنك تقول: لخمس بقين أو خلون ويعلم المخاطب أن الأيام قد دخلت في الليالي، فإذا ألقى الاسم على الليالي اكتفي بذلك عن ذكر الأيام .. فإنما قوله: من بين يوم وليلة توكيد بعد ما وقع على الليالي؛ لأنه قد علم أن الأيام داخلة مع الليالي". وينظر أيضا: الأصول2/428-429، وأدب الكاتب217، والمخصص5/203، والعدد في اللغة49، وشرح اللمع للأصفهاني2/721.
37- سورة البقرة2/234.
38- سورة الأعراف7/142.
39- البيت من الطويل للنابغة الجعدي وعجزه هو
.............................. . يَكُـوْنُ النَّكِيْـرُ أَنْ تَضِيْـفَ وَتَجْـأَرَا
وهو في: ديوانه64، والكتاب3/563، ومعاني الفراء1/151، وأدب الكاتب217، والعدد في اللغة49-50، واللسان (خمس)6/76، و(ضيف)9/211، والخزانة7/407، والمعجم المفصل1/302. وبلا نسبة في: الجمل في النحو287، وإصلاح المنطق298، والمقرب1/311، ومغني اللبيب2/760.
40- ينظر الكتاب3/563، والأصول2/428: 429، والعدد في اللغة49، وشرح اللمع للأصفهاني2/721.
41- ينظر الكتاب3/566، والأصول2/429، والعدد في اللغة67.
42- ينظر المتبع في شرح اللمع2/589 "والأجود الإضافة، وإنما كان كذلك؛ لأن الصفة هي الموصوف في المعنى".
43- ينظر رأي الفرَّاء في العدد في اللغة53.
44- ينظر العدد في اللغة53.
45- ينظر الكتاب3/561-562، والأصول2/428، والعدد في اللغة45.
46- ينظر توجيه اللمع438.