شيخنا الفاضل، حِلْمك هذا وصبرك - لا كلامك وأدلتك - أحرجني.
لذا سأكون مثلك وأكون صبورًا، وأسير معك سير الحادي.
وأقول: كلامك كالضرورة ما كنت أتمنى أن يجيء، وكلامك لا صحيح فيه إلا أنه غير صحيح، فأنا لست درعميًّا - وقد تمنيتُ أن أكون درعميًّا - ولكن... قدر الله وما شاء فعل. هذه أولى.
أما الثانية أنك قلت: "فالظاء مكسورة ولا يفتحها إلا جهول لحون، أما الضاد فهي أبدًا مفتوحة، ولا يكسرها إلا مجهال، وكان الشيخ مقبل رحمه الله يتندر
رَحِم الله مَن يتندر على المرحوم - أي: أرجو له الرحمة والدعاء - وأقول: أي ظاء هذه التي كسرت؟!!!
فالآية: ويريد الشيطان أن يُضِلَّهُم - يُظِلَّهُمْ - ضَلالاً - ظَلالاً، فأي المعنيين تقصد؟ وأي الكلمتين تغيرت؟ أحدهما أو كلاهما. فاللهم فقهنا في دينك.
وقولك: ولكن هل كذلك قراءة جعفر الصادق؟
قراءة جعفر الصادق لا يعتد بها في الصلاة؛ لأنها شاذة، وأما من جهة اللغة فنعم، ولا نقض في ذلك، لأننا هنا نتحدث عن قراءة متواترة، وهي آمِّين، وقد خطأها القراء.
وقولك - يا فضيلة الشيخ -: إن الضاد ينطقها المصري دالا مفخمة، والمغربي ذالا، والعراقي كالظاء، وليس شيء من ذلك صوابا.
فهذا لا شيء فيه، ولكن أنا أتكلِّم عن تغيير المعني، لذا قلتُ في مشاركتي الأولى: إبدال الضاد ظاء عمدًا، وضع فوقها - لا تحتها - ألف خط.
أما في الكلام العامي العادي، فلا شيء فيه، بل كل إنسان وسليقته التي تعود عليها، ولكن ماذا لو نطق إمام الحرمين - مثلاً - الضاد ظاء وهو متعمدٌ، هل تصح هكذا؟
وأخيرًا: قد قدمتُ سابقًا أنَّنِي ما كتبتُ الكلام من كيسي، ولكنَّها تلخيصات من كُتُب الفِقْه، ولكن فاتَنِي أن أشير إلى المصادر.
أما مقولة: لغة الضاد، فأنا من زمن لا أوافق عليها، بل لي رأي آخر: أن اللغة العربية لغة الهمزة!! جديدة أليس كذلك.