نص جمع من العلماء على أن المحرر لابن عبدالهادي مختصر من كتاب الالمام لابن دقيق العيد , واليك أخي القارئ النقل في ذلك :
1- الذهبي في المعجم المختص , ونقله عنه الشوكاني في البدر الطالع 2/108 ,
2- الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة 3/332 حيث قال " المحرر في الحديث ,اختصره من الالمام فجوده جدا "
3- السيوطي في طبقات الحفاظ 521 فقال : المحرر في اختصار الالمام ,
4- حاجي خليفة في كشف الظنون 1/158 -في معرض كلامه عن ملخصات الالمام -: شمس الدين محمد بن أحمد ,لخصه وسماه المحرر"
وقد رأيت كل من حقق المحرر نص على ذلك ,كما نص عليه محقق الالمام لابن دقيق العيد .
ولي مع كلامهم وقفة :
لاشك ولا ريب بأن ابن عبدالهادي قد استفاد من كتاب الالمام , كما هي عادة العلماء في ذلك الزمان بدون عزو لهم , وذلك لسلامة قلوبهم , وبعدهم عن حب الشهرة ,وهما قرينان , فعندما نقرأ كلام ابن عبدالهادي في مقدمة كتابه ص31, حيث يقول : "فهذا مختصر على جملة من الأحاديث النبوية في الأحكام الشرعية , انتخبته من كتب الأئمة المشهورين والحفاظ المعتمدين , ك"مسند الامام أحمد , وصحيحي البخاري ومسلم , وسنن أبي داود ,وابن ماجه والنسائى ,وجامع الترمذي وصحيح ابن خزيمة , وكتاب الأنواع والتقاسيم لابن حبان , والمستدرك للحاكم , والسنن الكبير للبيهقي , ....."
نجد أنه نص أنه انتخبه من المسندوالصحيحين وباقي الكتب , ولم يذكر الالمام ,ولاشك أن رب البيت أعلم بما فيه ,
ولايمنع من ذلك استفادته من الالمام , فقد كان كتاب الالمام في وقته عمدة العلماء , حتى أن العراقي حفظه كاملا ,وللعلماء على الالمام شروح ومختصرات ,ليس هذا محل ذكرها,
وقد شدني كلام العلماء مع كلام ابن عبدالهادي ,فعزمت على تحرير ذلك , فاستعنت بالله وقارنت بين الكتابين كاملا , وتبين لي الأتي :
1- بالنظر الى عدد أحاديث الكتابين , فان عدد أحاديث الالمام 1632حديث,وعدد أحاديث المحرر1324حديث , ولكن محقق كتاب الالمام عند ترقيمه للكتاب رقم لروايات الحديث الواحد أرقاما مختلفة , فزاد العدد بهذا السبب., مما حدا بي أناستخرج زوائد الامام على المحرر فبلغت محموعها 121 حديث ,في مذكرة بسيطة ,جلها في كتاب الجهاد وكتاب الامامة , فتبين أن أحاديث الكتابين متقاربة جدا .
2- ترتيب الكتب في الكتابين متشابهة الا في الأخير , فيوجد في الالمام : فصل في الأمر , وفصل في النهي , وهي ليست موجودة في المحرر , كما أن المحرر يوجد فيه كتاب الطب وهوليس موجودا في الالمام .
3- عادة ابن دقيق العيد في الالمام في تخريج الحديث ذكر مصدر أومصدرين في التخريج , وعدم العناية بتصحيح الأحاديث وتضعيفها , اما ابن عبدالهادي في المحرر فعناية فائقة في هذا الباب .
فتلخص لي أن:
القول بأن ابن عبدالهادي قد حرر الالمام وهذبه أولى من القول بأنه اختصره , الا على القول بالتجوز في اطلاق الأختصار كعادة علماء التراجم -رحمهم الله-, والله أعلم ...