بسم الله الرحمن الرحيم
(ولكن المرأة المصرية لا بد ان تشرب المر وتتعذب سنوات قبل أن تحلم بالعودة إلى البيت... لقد خرجت ولن تعود اليوم.. ولكنها سنوات ولا بد ان تعود!)
لو أن كاتب هذه الكلمات كان داعية او عالماً مسلماً لشاهدنا الاقلام في صحفنا المحلية تتسابق في نهش لحمه واتهامه بالتخلف والرجعية والنظرة السوداوية. ولكن كاتب هذه الكلمات هو رجل يحمل شهادة الدكتوراه في الفلسفه ومن الكتّاب والأدباء المخضرمين ومنذ ما يزيد عن نصف قرن (خمسين سنة) وهو يخاطب العقول ويوجه الافكار عبر وسائل الاعلام المختلفة ذلك هو الدكتور انيس منصور وقد اطلق هذا الاعتراف في عمودة اليومي في صحيفة الشرق الاوسط العدد 11421 بتاريخ 20/3/1431هـ الموافق 6/03/2010م.
واليوم هناك سباق محموم لاخراج المرأة السعودية من بيتها فهل سوف يلتفت اصحاب تلك الدعوة لاعتراف د. انيس منصور او حالة المرأة الانجليزية قبل ان تشرب المرأه السعودية المر وتتعذب لسنوات. وقبل هذا متى سوف يفتح هؤلاء قلوبهم قبل اعينهم على قول الله تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) [الاحزاب: 33]
قال القرطبي رحمه الله: معنى هذه الآية الأمر بلزوم البيت, وإن كان الخطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى . هذا لو لم يرد دليل يخص جميع النساء , كيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن , والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة , على ما تقدم في غير موضع ...أهـ
وهذا الاعتراف يضاف إلى ما ابتداءه فضيلة الشيخ سليمان الخراشي -جزاه الله كل خير- على هذا الرابط
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/a.htm
وهذه هي مقالة أنيس منصورة كاملة
حواء عودي إلى البيت!
في مصر ضجة: هل تصلح المرأة أن تكون وكيلة نيابة أو قاضية؟!
الدستور يقول: من حقها!
القضاة يقولون: الدستور لم يقل المرأة وإنما قال الرجل.
القضاة يقولون: إن النيابة هي التي تختار وتحول لنا القاضيات والنيابة لم تفعل.. وإن عمل النيابة شاق جداً.. وتطلب منا ان نقراً رواية توفيق الحكيم "يوميات نائب في الارياف" التي ترجمها إلى الانجليزية الوزير الإسرائيلي أبا إيبان بعنوان "ضلال العدالة". ففي هذه الرواية يوقظون وكيل النيابة في أي ساعة من ساعات الليل ليذهب ويحقق في جريمة قتل. ومعاينة جثمان واحد ألقى بنفسه في الترعة.. أو المولدة التي تلقت مبلغ من المال لتدخل فأراً في رحم زوجة العمدة الجديدة.. الفلوس دفعتها الزوجة الأولى.. وعلى الست وكيلة النيابة أن تكون لها الأعصاب الحديدية ولا ترقع بالصوت ولا يغمى عليها إذا رأت و سمعت هذا العمل الوحشي..
وقيل اذا أرادت المرأة ان تكون مثل الرجل فلتكن جندياً في الشارع أو في الميدان تقف ليلاً و نهاراً في عز الشمس والبرد دون أن تقول: أف!
وفي هذه الأيام تنشر الصحف والمجلات الإنجليزية ظاهرة جديدة وهي ان المرأة تريد ان تعود إلى البيت.. فلم تسعدها المساواة. تريد ان تكون أما.. أن تكون زوجة طول الوقت. فخروج المرأة من البيت جعل البيت مسكناً. وهي تريد ان تعيد الدفء والحنان والحب والاحتواء والاحضان الدافئة إلى الابناء. لقد تعبت المرأة الانجليزية. لم تعد أماً ولا زوجة ولا عشيقة. إنها تريد الأمومة الكاملة ولكن..
ولكن المرأة المصرية لا بد ان تشرب المر وتتعذب سنوات قبل أن تحلم بالعودة إلى البيت... لقد خرجت ولن تعود اليوم.. ولكنها سنوات ولا بد ان تعود!
المصدر: صحيفة الشرق الاوسط العدد 11421 اليوم السبت الموافق 20/3/1431هـ 6/3/2010م
http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&issueno=1 1421&article=559934