[]size=4][align=center]س 27 : نرجو من فضيلتكم أن تبيَّنوا لنا موقفنا من فُرْقَة الشباب وطلبة العلم، حول مواضيع تصدهم عن طلب العلم، وتجعلهم ينالون من بعض العلماء، ويتعصبون لآخرين؛ لأن هذه مسألة هامة، وقد تَفَشَّت وانتشرت بين طلبة العلم؛ فما توجيهكم في ذلك ؟ .
جـ/ يوم أن كان أهل هذه البلاد مرتبطين بعلمائهم؛ شبابًا وشيبًا، كانت الحالة حسنة ومستقيمة، وكانت لا تأتي إليهم أفكار من الخارج، هذا هو السبب في الوحدة والتآلف، وكانوا يثقون بعلمائهم وقادتهم وعقلائهم، وكانوا جماعة واحدة، وعلى حالة طيبة، حتى جاءت الأفكار من الخارج عن سبيل الأشخـاص القادمـين ، أو عن سبيل بعض الكتب أو بعض المجلات ، وتلقاها الشباب وحصلت الفرقة؛ لأن هؤلاء الشباب الذين شذُّوا عن المنهج السلفي في الدعوة، إنما تأثروا بهذه الأفكار الوافـدة من الخارج .
أما الدعاة والشباب الذين بقوا على صِلة بعلمائهم، ولم يتأثروا بهذه الأفكار الواردة؛ فهؤلاء – والحمد لله – على استقامة كسلفهم الصالح.
فالسـبب في هذه الفُرقة يرجع إلى تلقي الأفكار، والمناهج الدعـوية من غـير علـماء هذه البلاد ، من أناس مشبــوهين، أو أناس مضـللين يريدون زوال هذه النعمة التي نعيشها في هذه البلاد من أمن، واستقرار، وتحكيم للشريعة، وخيرات كثيرة في هذه البلاد لا توجد في البلاد الأخرى، ويريدون أن يفرِّقوا بيننا، وأن ينتزعوا شبابنا، وأن ينـزعوا الثقة من علمائنا، وحين إذن يحصل – والعياذ بالله – ما لا تحمد عقباه .
فعلينا – علماء ودعاة وشبابًا وعامة – أن نتنّبه لذلك؛ بأن لا نتقبَّل الأفكار الوافدة، ولا المبادئ المشبوهة، حتى وإن تَلَبَّست بلباس الحق والخير – لباس السنة - .فنحن لسنا على شك من وضعنا – ولله الحمد - .نحن على منهج سليم، وعلى عقيدة سليمة، وعندنا كل خير ولله الحمد؛ فلماذا نتلقى الأفكـار الواردة من الخـارج، ونروجها بيننا وبين شبابنا ؟؟.
فلا حَلَّ لهذه الفُرقة إلا بترك هذه الأفكار الوافدة، والإقبال على تنمية ما عندنا من الخير والعمل به والدعوة إليه .
نعم، عندنا نقص، وبإمكاننا أن نصلح أخطاءنا، مِن غير أن نستورد الأفكار المخالفة للكتاب والسنة وفهم السلف من الخارج، أو من أناسٍ مشبوهين – وإن كانوا في هذه البلاد -، أو مضللين .
الوقت الآن وقت فتن، فكلما تأخر الزمان تشتد الفتن .
عليكم أن تدركوا هذا، ولا تصغوا للشبهات، ولا لأقوال المشبوهين والمضللين، الذين يريدون سلب هذه النعمة التي نعيشها، وأن نكون مثل البلاد الأخرى: سلب، ونهب، وقتل، وضياع حقوق، وفساد عقائد، وعداوات، وحزبيات .
وأقول: لا يقع في أعراض العلماء المستقيمين على الحق إلا أحد ثلاثة:
1-إما منافق معلوم النفاق.
2- وإما فاسق يبغض العلماء؛ لأنهم يمنعونه من الفسق.
3- وإما حزبي ضال يبغض العلماء، لأنهم لا يوافقونه على حزبيته وأفكاره المنحرفة .[/align][/size]