تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: لقد اجتهد شياطين الإنس والجن على هذه الأمة فضربوها بثلاثة معاول

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    578

    افتراضي لقد اجتهد شياطين الإنس والجن على هذه الأمة فضربوها بثلاثة معاول

    لقد اجتهد شياطين الإنس والجن على هذه الأمة ليحولوا بينها وبين ربها ودينها ومصدر عزها، فضربوها بثلاثة معاول:
    الأول: طرد حياة النبي صلى الله عليه وسلم وسننه من حياة المسلمين، وترغيبهم في حياة اليهود والنصارى الذين غضب الله عليهم ولعنهم، وحياة البهائم الضالة، والشياطين المضلة الملعونة، وإشغالهم بالشهوات عن الأوامر.
    الثاني:طرد جهد النبي صلى الله عليه وسلم من حياة الأمة، ومحاربة العلماء والدعاة إلى الله، والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، واتهامهم والتضييق عليهم، والقضاء عليهم، وإماتة جهدهم حسياً ومعنوياً.
    الثالث:إحياء ومساندة الدعوة إلى الباطل، وإلى زينة الدنيا، وإلى تكميل الشهوات، وإلى جمع الأموال بأي وسيلة، وإلى الإنفاق على النفس لا على الدين، وإضاعة الأوقات والأموال في اللعب واللهو، وإشغالهم بتكميله وتحسين المطاعم والمشارب والملابس والمساكن والمراكب.
    هذا جهد الباطل على الحق في كل زمان ومكان.

    وبسبب ترك الدعوة نال الأعداء ما نالوه من إفساد أحوال المسلمين وإضلالهم وصرفهم عن دينهم.
    والأم إذا فر منها ابنها تضطرب حتى يعود إليها، ونحن لا بدَّ أن نتفكر ونجتهد ونعمل لتعود الأمة إلى حياة النبي صلى الله عليه وسلم ودينه وشرعه، وإلى جهد النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله.
    والابن إذا كان مريضاً اضطرب أبواه حتى يشفى، وإذا أصيب جميع الأولاد بمرض خطير فماذا تكون حال أبويهم؟.
    لقد ابتلي كثير من المسلمين بمرض ترك الدين، وترك الدعوة إليه، فكيف يأتي عندنا الهم والفكر والعمل لإعادة الأمة لجهد الدعوة إلى الله، وإحياء أوامر الله في جميع الأمة، وفي جميع شعب الحياة؟.
    والأمة الآن أصابتها أمراض خطيرة وكبيرة وكثيرة جداً، غيرت صورتها وبدلت سعادتها شقاء، وأمنها خوفاً، وعزها ذلاً،
    فلا بدَّ من الدعوة والدعاء في جميع الأوقات والأحوال حتى تعود الأمة إلى الله

    وإذا قامت الأمة بالدعوة إلى الله ظهر الحق، وانتشرت الفضائل في العالم، وإذا

    تركت الأمة الدعوة واشتغلت بالدنيا ظهر الباطل وانتشرت الرذائل في العالم.

    والخير والشر الموجودان في العالم إنما هما ثمرة حركة الناس في العالم رجالاً ونساءً، إن تحركوا بخير انتشر الخير في العالم، وإن تحركوا بشر انتشر الشر في العالم.
    وكثير من المسلمين يعرفون أحكام الدين، ولا يعرفون أوامر جهد الدين وهي الدعوة؛ لأنهم يشعرون أنهم غير مسئولين ولا مكلفين بالدعوة، وإنما هي واجب العلماء منهم.
    وهذا من الجهل الذي عمَّ وطمَّ، وانتشر بسببه كل شر وبلاء وفساد، فإن الدعوة واجبة على كل مسلم كما أن الصلاة واجبة على كل مسلم.
    كما أن أوامر الصلاة لا تتغير فكذلك أوامر الدعوة لا تتغير، وقد أكمل الله لنا ذلك وبينه في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
    وسلاح الدعوة الأخلاق العالية، فنكرم كل أحد، ونتحمل الأذى من كل أحد، ولا نجرح أحداً، وندعو لكل أحد بالهداية، وندعو جميع طبقات الأمة إلى الإسلام، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام:
    فأسلم أبو بكر من الرجال، وعلي من الصغار، وزيد من الموالي، وخديجة من النساء، وشعر كل واحد من هؤلاء أنه مسئول عن الدعوة إلى الله من أول يوم.
    فأبو بكر t اجتهد على الخواص والأغنياء فدعاهم إلى الله فأسلم منهم ستة من العشرة المبشرين بالجنة.
    وعلي t اجتهد على أقرانه، وعلى الزائرين إلى الحرم لأنه من أهل البيت.
    وزيد بن حارثة t اجتهد على أقرانه من العبيد والمماليك.
    وخديجة رضي الله عنها اجتهدت على النساء، فأسلم على يديها فاطمة بنت الخطاب التي كانت سبباً في إسلام أخيها عمر، وأسلمت على يديها سعدى بنت كريز التي كانت سبباً في إسلام عثمان بن عفان t، وكلاهما من الخلفاء الراشدين، ومن العشرة المبشرين بالجنة.
    وإذا بذلنا للدين ما نستطيع، الله يرزقنا وييسر لنا ما لا نستطيع، كما أنزل الملائكة يقاتلون مع المؤمنين في بدر، وأرسل الريح والجنود على الأحزاب، ونصر أولياءه وخذل أعداءه...
    وكما نتفكر لحل مسائل الدنيا، كذلك يجب أن نتفكر لحل مسائل البشرية في الدنيا والآخرة، وإخراجها من الظلمات إلى النور، وهدايتها إلى الصراط المستقيم الموصل إلى النعيم المقيم.
    وكلما جاءت علينا الأحوال والمسائل والمشاكل في مجال الدعوة لا ننظر إلى الأحوال، بل نتوجه إلى الله بالدعاء، ونقدم الشكوى إليه، فهو الذي بيده تغيير الأحوال، وبيده النصر والتمكين.
    وننظر مع ذلك إلى أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ماذا فعل في تلك الحال؟، وبماذا أمر؟.
    كما قاتل النبي صلى الله عليه وسلم الكفار في بدر في قلة من المؤمنين، وقلة من العدة، ومخالفة الأحوال، فنصره الله وخذل أعداءه وأمده بجند من الملائكة وكما أنفذ أبو بكر جيش أسامة مع مخالفته للأحوال التي أعظمها موت النبي صلى الله عليه وسلم .
    وكما أخرج أبو بكر الجيوش لحرب المرتدين مع مخالفته في الظاهر لتلك الأحوال.. وهكذا..
    وقبل ذلك وعلى ذلك سار الأنبياء والمرسلون صلوات الله وسلامه عليهم، فالله مع الأنبياء وأتباعهم يحفظهم ويؤيدهم وينصرهم.
    وبالله التوفيق ..،،،،
    إذا أصلحنا أعمالنا التي يحبها الله ونستطيعها ، أصلح الله أحوالنا التي نحبها ولانستطيعها ...!!!

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: لقد اجتهد شياطين الإنس والجن على هذه الأمة فضربوها بثلاثة معاول

    جزاك الله خيرا.
    فإن الدعوة واجبة على كل مسلم كما أن الصلاة واجبة على كل مسلم.
    هذا الكلام يفتقر إلى الدقة العلمية. فوجوب الصلاة على الأعيان لا نزاع فيه، وأما الدعوة إلى الله ففيها تفصيل. فمنها ما يكون واجبا على الكفاية، وهو مخاطبة عموم الناس ونذارتهم وإيصال الحق إليهم، وهو من الجهاد.. وتجده على الكفاية في قوله تعالى:
    ((وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُو اْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)) [التوبة : 122] (وفيه كذلك فائدة أن من شرط تولي مهمة النذارة للقوم (الدعوة) = التفقه في الدين، فلهذا جاء الترتيب كما ترى)
    ومنها ما يكون واجبا على الأعيان كما يظهر في قوله تعالى:
    ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)) [التحريم : 6]
    فلا يكون ذلك إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من كل راع فيما استرعاه الله، عملا بقوله عليه السلام (من رأى منكم منكرا) فلا شك أن هذا واجب على الأعيان ولا شك - أيضا - أنه يلزم منه العلم بالمنكر ودليل نكارته حتى لا يأتي الإنكار في غير محله وحتى يقوم الواجب بحقه، فإن ما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب! وما من مسلم إلا وعنده من العلم - ولو بضروريات الدين - ما به يمكنه الإنكار على بعض المنكرات (وهذا يضعه في مقام الداعي إلى الله والحالة هذه).
    وسلاح الدعوة الأخلاق العالية،
    وينبغي ألا تغفل هذا الشرط: العلم!
    فإن من لم يحصل من العلم ما به يضبط ما يدعو الناس إليه فإنه يهلكم ويفسدهم من حيث يحسب أنه يحسن صنعا! والعلم يتجزأ كما هو معلوم، فلا يوجد في الأرض من حصله كله في صدره، ومن الناس من له حظ وافر من العلم في مسأله وهو على جهل تام بغيرها.. فعلى كل من يدعو إلى الله ألا يتكلم إلا فيما حصل العلم به وضبطه وأحكمه! وإلا فما أكثر من يتصدر للكلام تحت راية الدعوة، يظن المسكين أنه يدعو إلى الخير ويصلح الناس وما هو إلا يدعوهم إلى أبواب جهنم، نسأل الله العافية!
    ((قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)) [يوسف : 108]
    والمتأمل في هذه الآية الكريمة يظهر له فائدة في باب المناسبات، حيث ختم بقوله "وما أنا من المشريكن"! فلماذا لم يقل "من الظالمين" مثلا، على اعتبار أن القول على الله بغير علم ظلم للنفس والغير؟ الحكمة في ذلك - والله أعلم - أن القول على الله بغير علم أشد من عموم الظلم للنفس وللغير، فهو مدخل إلى الشرك وهو سبيل المشركين في كل ما يدعون إليه! وهذا يظهر من تقديم الله تعالى للقول بغير علم على الشرك نفسه في قوله: ((قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)) [الأعراف : 33] فإن القول على الله بغير علم يفضي إلى تلك المصائب جميعا بما فيها (وعلى رأسها) الشرك، وقد جاء في الأثر: "ما عصي الله بمعصية أعظم من الجهل"، والله المستعان!
    وكما أخرج أبو بكر الجيوش لحرب المرتدين مع مخالفته في الظاهر لتلك الأحوال
    في هذا الاصطلاح (مخالفة الأحوال) التباس يحتاج منك إلى تحرير..
    فهل تقصد "مخالفة مقتضى الحال"؟ فإن كان كذلك فإن فيه نظرا، إذ ما فعله هؤلاء الصحب الكرام فيما ذكرتَ من المواقف لم يكن الصواب إلا فيه.. فهذا هو مقتضى الحال: أن يتصرفوا بما يؤديهم إليه شرع الله.. وهم ما فعلوا إلا هذا!
    ولعلك تقصد "مخالفة ما يتوهمه أكثر الناس بإزاء تلك الأحوال" حيث يتوهمون أنها ليس من الممكن معها القيام بكذا وكذا، ولكن يعين الله الصادقين من أهل الحق على القيام به وإن توهم الناس امتناع ذلك.
    والظاهر أن هذا الأخير هو مرادك، ولكنه يحتاج إلى عبارة أدق، بارك الله فيك.
    فإن تحرير العبارة بما يدفع الالتباس والغموض عن السامع : من سنن الأنبياء، ولا شك أن من الواجب على كل داع إلى الله ألا يتكلم بما قد يساء فهمه أو تأويله أو قد يلتبس على السامع، وقد جاء في الأثر "حدثوا الناس بما يعقلون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟".
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    578

    افتراضي رد: لقد اجتهد شياطين الإنس والجن على هذه الأمة فضربوها بثلاثة معاول

    بارك الله فيك ...
    لعلي أجد وقتا آخر للنقاش حول هذه الموضوعات ...
    إذا أصلحنا أعمالنا التي يحبها الله ونستطيعها ، أصلح الله أحوالنا التي نحبها ولانستطيعها ...!!!

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    2

    افتراضي رد: لقد اجتهد شياطين الإنس والجن على هذه الأمة فضربوها بثلاثة معاول

    لاشك أنه من الذل المسلط .. وله أسبابه التي يجب مراجعتها.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    الدولة
    أكناف بيت المقدس
    المشاركات
    137

    افتراضي رد: لقد اجتهد شياطين الإنس والجن على هذه الأمة فضربوها بثلاثة معاول

    الله المستعان أخي الكريم
    اللهم ردنا إلى دينك ردا جميلا

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    افتراضي رد: لقد اجتهد شياطين الإنس والجن على هذه الأمة فضربوها بثلاثة معاول

    جزاكم الله خيرا أخي صالح و حبذا المزيد من هذه الأفكار النيّرة .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •