تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: ضوابط فهم السنة النبوية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    85

    افتراضي ضوابط فهم السنة النبوية

    هل هناك موضوع مهم في مسألة فهم السنة النبوية جدير بالدراسة في هذا العصر
    وما هي اهم الشبهات في هذا الباب
    الرجاء إثراء الموضوع

  2. #2

    افتراضي رد: ضوابط فهم السنة النبوية

    بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ردا على الأخ أحمد الطيب لإثراء موضوع ضبط منهج البحث في السنة أقدم هذه المسائل:

    - ضوابط الكتابة في السيرة النبوية
    لقد دأب العلماء المسلمون والباحثون منذ الصدر الأول للإسلام على كتابة وتدوين السيرة النبوية والعمل بها، لأنها تتضمن أحد أركان الدعوة إلى الله بعد القرآن الكريم، حيث إنه لا يخفى على أحد منزلة السنة النبوية من الدين، لأنها هي المصدر الثاني للدين الإسلامي الحنيف، ولا شك أن التصدر للكتابة في السيرة النبوية يتطلب ضوابط وشروط محددة ينبغي للباحث وللمشتغل بعلوم الشريعة أن يأخذها بعين الاعتبار، ويطلع على تفاصيلها، لا سيما في تلك الجوانب التي ليس للعقل فيها مدخل، كالعبادات وبعض التشريعات، حيث تنقل بصدق وأمانة، وتطبق كما جاءت، ولهذا حدد العلماء مناهج يُأخذ من خلالها الفهم السديد والمعنى الصحيح للسيرة النبوية، وحتى لا يتطفل عليها من ليس له علم وإحاطة بعلم الواقع وعلم المقاصد وغير ذلك مما له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بمفهوم السنة النبوية، وتطبيقاتها في ميدان الدعوة إلى الله.
    وإنه ليحزننا أن بعض من ينتسب للسنة، ويدعي أنه داعٍ إلى الله، قد أساء من حيث ظن أنه يحسن، فشوه بعض مظاهر السنة النبوية حين أراد أن يبين للناس سيرة النبي() فلم يوفق بسبب عدم فهمه للنصوص النبوية ولأعمال النبي()، وهذا ديدن من لم يُقدّر تنزيل النصوص على واقع الناس، خاصة إذا تعلق الأمر بمسائل تخص جوانب حياة الناس، فلم يفرق بين ما هو حكم شرعي وبين ما هو فتوى، وبين ما هو قضاء، ولهذا أردنا أن نبين في هذا البحث المتواضع ضوابط التعامل مع السيرة النبوية كتابة وتطبيقا، ونبرز منهج وأسلوب رسول الله في باب الدعوة إلى الله تعالى: ﴿قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني﴾ .
    وعليه قبل الولوج في معترك هذه الوريقات من هذا البحث، لا بد أن نذكّر ببعض المسائل المهمة، وهي ست مسائل لها علاقة مباشرة بمنهج التعامل مع السنة النبوية:
    المسألة الأولى: المصادر الصحيحة لأخبار السيرة النبوية
    وهي الكتب والمؤلفات التي تُعنى بحياة النبي()، وأصحابه وتقص علينا أخبار السابقين، مثل القرآن الكريم الذي يعرض حال محمد()، وأصحابه وحال المشركين وكيدهم، كقوله عن رسول الله وأصحابه ﴿محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم﴾ ، وبعض كتب أهل الكتاب التي تصف النبي() وتسميته بأحمد والتبشير به، وكوصف أصحابه بأن أناجيلهم في صدورهم... الخ، وكتب التفسير والسير كسيرة ابن هشام وسيرة ابن كثير..، ثم يلحق بهذه الكتب ما تعلق بالحديث النبوي وبالرواية الصحيحة التي لها علاقة بحياة المصطفى()، وما جمعـه علماء السـيرة ورواتها الأوائل، من أمثال عروة بن الزبير ت: (93هـ)، ومحمد بن مسلم الزهري ت: (124هـ)، وموسى بن عقبة ت: (141هـ)، وابن إسحاق ت: (151هـ)، وأمثالهم، وكذا ما دُوِّن في المصادر التاريخية العامة من الحوادث والتراجم، وهـذا النوع يحتاج إلى نقد وتمييز لمعرفة الصحيح من غيره قبل أن نأخذ الدرس التربوي والعبرة من الحدث، وقبل الاستدلال به على الحكم الشرعي.
    المسألة الثانية: التأصيل الشرعي للحوادث التاريخية للسيرة النبوية
    كما أشرنا سابقا إلى الذين يتصدرون في الحديث عن السنة والسيرة النبوية دون بصيرة وروية، وربما يحكمون على بعض الأفعال والأقوال التي تصدر عن النبي() وأصحابه، دون الإحاطة بمقاصد الشرع، ودون النظر بعيدا، وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا، وهذا الذي يسقط فيه كل من لم تكن له منهجية واضحة وضوابط دقيقة تقيه من الوقوع في الزلل، حيث يصل إلى أحكام صحيحة، وقوانين ثابتة.
    ويقول الدكتور محمد بن صامل السلمي في هذا الصدد: «المشتغل بعلوم السيرة النبوية لا بد له من دراسة الشريعة من مصادرها حتى يفهم حقيقة الإسلام، ومنهجه الكامل، وفقه أحكامه، ودراسة منهج الاستدلال عند علماء الشريعة، كما يجب عليه الالتزام بمصطلحاته الشرعية، وفقه لغته التي نزل بها القرآن، والاعتقاد بأنه الدين الحق والمنهج الخالد الذي له الحاكمية والهيمنة على الأديان كلها.
    فمن لا يفهم حقيقة الإسلام وشموليته لكافة مناحي الحياة وأنشطتها السياسية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية، تكون أغلب تفسيراته وتحليلاته خاطئة ومخالفة لكثير من قواعد الشريعة وأحكامها، والقاعدة المنطقية تقرر أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، فلا بد من تصور حقيقة الإسلام من مصادره تصورا صحيحا وإلا وقع الباحث في خلط وقرر نتائج غير صحيحة.
    ومما ينبغي الالتزام به المصطلحات الشرعية، فإنها التي يتعلق بها الثواب والعقاب، والمدح والذم مثل: مؤمن، مسلم، منافق، كافر، أولياء الرحمن، أولياء الشيطان. فالواجب الالتزام بالتسميات الشرعية، ولا يعدل عنها في تقسيم الناس والدول إلى تقدمي ورجعي، ويميني ويساري، ووسط، ودول متقدمة، ودول متأخرة أو نامية، فإن هذا خلط يسبب التضليل وتمييع الأحكام الشرعية التي تستلزم المحبة والبغض، والولاء والبراء، وتترتب عليها الآثار الشرعية والمواقف الصحيحة، أما المصطلحات غير الشرعية فلا يترتب عليها مجردة مدح أو ذم في الشرع، وهذه المصطلحات وافدة من بيئة غير البيئة الإسلامية ومن ثقافة أمم غير الأمة الإسلامية، فلا يمكن تطبيقها أو استخدامها في التاريخ والحضارة الإسلامية لاختلاف المنشأ الفكري والبيئة والتراث الثقافي، فالتقدمي في عرفهم أفضل من الرجعي، وكذا اليساري بالنسبة لليميني، أما في الشريعة الإسلامية فإنه لا ينظر إلى مجرد المصطلح والوصف الذي يطلق، وإنما ينظر إلى موقف من يوصف بذلك المصطلح من الشرع والتزامه بذلك أو عدمه، فربما يكون الرجعي الذي هو وصف ذم عندهم أفضل وأتقى عند الله لتمسكه بالشرع المطهر، فيكون ممدوحاً، وإطلاق مثل هذا المصطلح يكون من باب التنابز بالألقاب المنهي عنه شرعاً» .
    المسألة الثالثة: تفسير أحداث السيرة النبوية
    إن تفسير أحداث السيرة النبوية واستخلاص فوائدها هو ثمرة دراستها ومقصدها الأسمى، وهذه السيرة هي سيرة نبي ورسول اختاره الله واصطفاه.
    وعليه فإن على المسلم الباحث في مثالب السيرة النبوية أن يبرز روح البحث الحقيقية، وأن يخضع إلى المناهج العلمية في دراسته للسنة النبوية، ويجب عليه عدم الانسياق وراء المنطق التسويغي، وعليه التحرر من الروح الانهزامية عند تحليل أحداث السيرة النبوية، وأن يعظم ويحترم الأحكام الشرعية المقررة ويلتزم بها بكل وضوح مع الاعتزاز بمعطياتها.
    المسألة الرابعة: ضوابط استخراج الدروس والعبر والعضات من السيرة النبوية
    من أهم الفوائد المرجوة من البحث في السيرة النبوية، هي الوصول إلى أحكام حقيقية صحيحة، واستنباط عبر وأحكام من خلال طرق الاستدلال التي دأب عليها العلماء، والضوابط المتبعة في ذلك، مثل التأكد من صحة الحدث أو الواقعة حتى يصح الاستدلال بها، وه\ا يحتاج منا العمل على:
    1- بذل الجهد في جمع الأخبار الواردة في الموضوع الواحد.
    2- معرفة حدود العقل في نقد الأخبار.
    3- ملاحظة المراحل التي مرت بها السيرة النبوية ونزول التشريع.
    4- ملاحظة أن الرسول() قد اتخذ بعض المواقف، وعقد بعض المعاهدات بموجب ما أوحى الله إليه.
    5- هناك أمور في السيرة النبوية وقع تحديدها قدرا واتفاقا فلا يقاس عليها.
    المسألة الخامسة: الاهتمام بالسنن والقوانين الربانية وإبرازها
    تنقسم السنن الربانية إلى ثلاثة أقسام، سنن كونية، وسنن شرعية، وسنن اجتماعية، والذي يهم الباحث في السيرة النبوية هو القسمين الأخيرين من السنن، السنن الشرعية المتعلقة بالأمر والنهي الرباني، والسنن الاجتماعية.
    وعليه فينبغي للباحث في السيرة النبوية أن يأخذ هذه القضايا على محمل الجد ولا يهملها لأنها مسائل مهمة، لا سيما قضية الابتلاء، ومسألة مدافعة الباطل وأهله، وكذا سنن التمكين في الأرض، «وهذه السنن الثلاث -الابتلاء، المدافعة للباطل، التمكين- بينها ترابط واضح للغاية، ذلك أن أهل الإيمان الحق يُبتلون في أنفسهم وأهليهم، ويعاديهم أهل الباطل من المشركين والمنافقين والعصاة، فإذا ثبتوا على الحق ودافعوا أهل الباطل وسعوا في كشفه، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، كتب الله لهم التمكين والنصر، وأبدلهم بعد خوفهم أمنا، ومن بعد شدتهم رخاء، وهذه السراء من البلاء الذي يختبرون به، فلا بد من مراعاة حق الله، وحق عباده، والقيام بذلك في كل الأحوال، في السراء، وفي الضراء، حتى يستمر لهم التمكين والنصر في الدنيا، ويستحقون الجزاء الأخروى في جنات النعيم، وإن هم أعرضوا وأخلُّوا بشروط التمكين فإن سنة الله الأخرى تنتظرهـم وتحيق بـهم، وهي سـنة الاستبدال وذلك عندما تفقد الأمة صلاحية الاستمرار قال تعالى: )وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم( ، والمتأمل في وقائع السيرة النبوية وسير الدعوة يرى التعامل مع هذه السنن والوعي بها واضحا حتى كتب الله لهم النصر والتمكين» .
    المسألة السادسة: معرفة مواضع الاقتداء من فعله()
    إن أفعال النبي() وأقواله مختلفة متنوعة، منها ما يفعله بحسب جبلته وطبيعته البشرية، مثل القيام والقعود والأكل والشرب، وقضاء الحاجة والنوم...الخ، فهذه أفعال مباحة لم يقصد بها التشريع في أصلها لكن لها آداب وقواعد عامة في ممارستها والقيام بها، فهذه الآداب يتأسى به () فيها ويبتعد عن ما نهى عنه منها.
    وهناك أفعال وأحكام ثَبُتَ اختصاصه () بها، مثل الجمع بين أكثر من أربع نساء، وأنه لا يورث، وأبيـح له الوصال في الصيام دون غيره من الأمة، ولم يحسن الكتابة ويحرم عليه تعلمها، والكذب عليه ليس كالكذب على غيره فإنه يوجب دخول النار، ومن سبه وجب قتله رجلا أو امرأة، والتبرك بآثاره مثل شعره وثيابه، وتنام عيناه ولا ينام قلبه، ولذلك لا ينتقض وضوءه بالنوم... إلى غير ذلك من الخصائص الثابتـة والتي ذكرهـا أهل العلم وأفردها بعضهم بمؤلفات .
    فهذه الأفعال والأحكام خاصة به ويحرم الاقتداء والتأسي به فيها، وقد اهتم أهل العلم ببيانها حتى لا يغتر الجاهل إذا وقف عليها في أخبار السيرة النبوية فيعمل بها على أصل التأسي والاقتداء.
    وهناك أفعال بيانية يقصد بها بيان التشريع مثل أفعال الصلاة، وأفعال الحج، فهذه الأفعال تابعة لما بيَّنه؛ فإن كان الفعل المبين واجباً، كان الفعل المبـين له واجبا، وإن كان الفعل المُبيَّن سنة كان الفعل المبيِن له سنة، وهكذا، وهذا النوع من أفعاله () هو الباب الواسع في الاقتداء والتأسي به، والواجب معرفة هذه الأنواع من أفعاله () حتى يحصل الاقتداء والتأسي به على علم وبرهان.
    [justify][/justify]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    الجزائر المحروسة
    المشاركات
    1,455

    افتراضي رد: ضوابط فهم السنة النبوية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور رياض عميراوي مشاهدة المشاركة
    ردا على الأخ أحمد الطيب لإثراء موضوع: ضبط منهج البحث في السنة أقدم هذه المسائل:
    بارك الله فيك
    لكن الأخ نبيل يبحث عن موضوع: ضوابط فهم السّنة

  4. #4

    افتراضي رد: ضوابط فهم السنة النبوية

    الأخ المسعودي شكرا للتنبيه. أخوك رياض

  5. #5

    افتراضي رد: ضوابط فهم السنة النبوية

    أنبه إلى أن هذه الوريقات التي كتبتها تلخيص من بحث مطول للدكتور: د. محمد بن صامل السلمي.
    وهذا موقعه: http://uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag24/f11.htm

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •