الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , اما بعد
فمن المقرر عند أهل السنة أن ساب الرب كافر مرتد على أن السب من نواقض الاسلام وأن سب الرب نفسه كفر , وقالت المرجئة أن ساب الرب كافر على أن سبه للرب دلالة على مافي قلبه من جحود ليس لذات السب فهم لايكفرون بالعمل
وقد سئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:
هل هذا القول صحيح أم لا : ( أن سب الله وسب الرسول ليس بكفر في نفسه ، ولكنه أمارة وعلامة على ما في القلب من الاستخفاف والاستهانة ) ؟
الجواب :
هذا القول ليس بصحيح ، بل هو قول المرجئة وهو قول باطل ، بل إن نفس السب كفر ونفس الاستهزاء كفر كما قال تعالى : ( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) فأثبت لهم الكفر بعد الإيمان بهذه المقالة ولم يقل إن كنتم تعتقدون في قلوبكم شيئاً ، فالله تعالى أطلق الكفر عليهم بهذه المقالة ، فدل على أن القول بأن كلام الكفر أو قول الكفر ليس بكفر بل هو علامة على ما في القلب هذا باطل ، فالقلب لا يعلم ما فيه إلا الله تعالى والكفر يكون بالقلب ويكون بالقول ويكون بالعمل ، والمقصود أن هذه المقالة تتمشى مع مذهب المرجئة .